عناصر الخطبة
1/عموم جبروت الله على خلقه 2/معاني اسم الله الجبار 3/بيان خطأ فهم بعض الطوائف لجبر الله الخلق 4/بعض من صور من جبر الله لخلقه 5/جبروت الخالق كمال وجبروت البشر مذموم 6/التحذير من التكبر والتجبر على الخلق 7/ الدعاء باسم الله الجبار.اقتباس
قد يظن ذو سلطان بسبب سلطانه أنه قاهر غالب، وقد يعتقد قوي أو غني بسبب قوته وغناه أنه قاهر غالب! والحق أنه لا قاهر بحق إلا الله -عز وجل- لا يشاركه في ذلك أحد، لذا فقد قرن الله -تعالى- اسمه القهار باسمه الواحد في عدة مواضع من كتابه، فقال -عز من قائل-: (قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [الرعد:16]، وقال -سبحانه-: (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [ص:56].
الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71]، أما بعد:
كثيرون هم المتجبرون على هذه الأرض الذين يظلمون العباد ويعيثون إفسادًا في البلاد، وهم يظنون أنهم لا يُغلبون ولا يُقهَرون! لكن في لحظة من ليل أو نهارًا يقصم الله ظهورهم، أو ينهي أجالهم، ويذل كبرياءهم، فيقهرهم بقهره ويصرعهم بجبروته، فمساكين هم من غفلوا عن قهر الله لهم وقدرته -عز وجل- عليهم، لقد قهر القهار -سبحانه- فرعون الذي طغى وتجبر وقال: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) [النازعات:24]؛ فأخذه الله أخذة عزيز قهار مقتدر! وقهر قارون الذي اغتر بماله فقال: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) [القصص:78]؛ فخسف به الأرض، وقهر نمرود إبراهيم الذي ظلم وبغى وجاوز الحد في الطغيان.
عباد الله: إن الله -عز وجل- قد شمل بقهره جميع الخلائق من ملائكة وجن وإنس وحيوانات وطيور وكائنات ما علمنا منها وما لم نعلم، لا يخرج شيء منها عن قهره وغلبته، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد إنا نجد: أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر:67] (متفق عليه).
وعلا -سبحانه- فوق الجميع فقهرهم، فخضعت له الرقاب، وذلت له الطغاة، وعنت له الوجوه، فقهر جميع الخلائق على ما أراد، فلا يتصرف منهم متصرف، ولا يتحرك متحرك، ولا يسكن ساكن إلا بمشيئته، فسبحانه هو القاهر القهار، وصدق الله: (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) [المؤمنون:88-89]، وصدق من قال:
سبحان من عنت الوجوه لوجهه *** وله سـجود أوجه وجباه
طوعاً وكـرهاً خـاضعــين لعزه *** وله عليها الطـوع والإكـراه
ما كــان يُـعـبد مِـنْ إلـه غـيره *** والكل تحت القهر وهو إله
-عباد الله- لقد سمى الله -تعالى- نفسه القاهر، ومعناه: المسيطر الغالب المتحكم في جميع المخلوقات لقدرته عليها وقهره لها، قال -تعالى-: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) [الأنعام:18].
وقد سمى -عز وجل- نفسه كذلك بالقهار، والقهار صيغة مبالغة من القاهر، فمعنى القهار: شديد السيطرة والغلبة فوق المخلوقات محكم القدرة عليهم، بالغ السطوة فوقهم، وفي القرآن يقول -تعالى-: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر:16]، وعلى لسان يوسف: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف:39]، وقال -تبارك وتعالى-: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [إبراهيم:48]. وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تضور عن الليل، قال: "لا إله إلا الله الواحد القهار..." (الحاكم).
أيها المسلمون: قد يظن ذو سلطان بسبب سلطانه أنه قاهر غالب، وقد يعتقد قوي أو غني بسبب قوته وغناه أنه قاهر غالب! والحق أنه لا قاهر بحق إلا الله -عز وجل- لا يشاركه في ذلك أحد، لذا فقد قرن الله -تعالى- اسمه القهار باسمه الواحد في عدة مواضع من كتابه، فقال -عز من قائل-: (قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [الرعد:16]، وقال -سبحانه-: (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [ص:56].
والحق -كذلك- أن العبد مهما بلغ من السلطة أو القوة أو الغني فهو قليل ضعيف فقير، قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع، إلا من أطعمتُه، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار، إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم" (مسلم)، وفي القرآن: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) [فاطر:15-17]، فالعبد مقهور، والله -عز وجل- قاهر قهار، وتتجلى بعض صور قهره للخلق في النقاط التالية:
أولًا: قهر الخلائق بالموت أو التدمير: فالموت لكل ذي روح والتدمير للجمادات، فقد قضى الله -عز وجل- أنه: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص:88]، وكتب على الأحياء الموت فقال: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران:185]، لا يستطيع أحد منه فكاكًا ولا مقاومة ولا ممانعة، قال -تعالى-: (إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس:49]، ثم كتب على الجمادات من سماء وأرض وكون الدمار يوم القيامة، فقال -عز من قائل-: (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ...) [الانشقاق:1-4]، وفي سورة التكوير: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير:1-6]، فإذا مات الأحياء جميعًا، ودُمرت الجمادات جميعًا نادى القهار -عز وجل- قائلًا: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ)، ثم أجاب -عز وجل- نفسه: (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر:16].
ثانيًا: قهر الخلائق بالافتقار إلى الرزق الذي في يديه -تعالى- وحده: فالأحياء جميعًا مفتقرون محتاجون إلى الطعام والشراب والكساء... إن فاتهم شيء من ذلك جاعوا وظمئوا وتعروا فهلكوا، وكل ذلك من أمور الرزق بيد الله -عز وجل- وحده: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات:58].
ثالثًا: قهر العباد بقضائه وقدره: فلا يفعلون إلا ما أراده الله ولا يقولون إلا ما قدَّره الله، وإن ظنوا غير ذلك، قال -تعالى-: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) [الإنسان:30]، لذا علمنا -تعالى- قائلًا: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) [الكهف:23-24]، بل ولا يهتدي العباد إلى الحق إلا إن هداهم الله -عز وجل- القائل: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام:125]، ومهما أتيتهم بأسباب الهداية ما اهتدوا إلا أن يشاء الله: (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) [الأنعام:111].
فالله يريد، والعباد يريدون، و(اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) [البقرة:253]، ولا عجب فهو -عز وجل-: (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) [البروج:16]، فالكل مقهور بإرادته -تعالى- راضيًا أو كارهًا حالهم كحال السماء والأرض: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فصلت:11]، فمن لم يطع القهار مختارًا أطاعه مجبرًا.
رابعًا: قهر المخلوقات على الإذعان للنواميس التي وضعها -عز وجل- للكون: فالإنسان مقهور على أن ينبض قلبه وأن تتنفس رئته وأن تطرف عينه وعلى أن ينام ويمرض -وكذا الحيوانات- لا يستطيع أن يوقف ذلك، والسموات والأرض مجبرة على أن تدور في فلك محدد لا تقدر أن تخالفه، قال -تعالى-: (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس:40]؛ فما من مخلوق إلا هو مقهور محكوم بنواميس ربانية لا يستطيع كسرها.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
أيها المؤمنون: إن من آمن باسم الله القهار حق الإيمان غيَّر ذلك في مبادئه وأخلاقه وقلبه وعباداته أيما تغيير؛ فإيماننا بهذا الاسم الكريم ينقلنا في درجات من الأحاسيس والفيوضات التي منها ما يلي:
الأولى: التواضع وترك الكبر: فحين يدرك المرء أنه مقهور في كثير من أحواله وحاجاته، وأنه لا غنى له عن إخراج الفضلات من بطنه -مثلًا- فهو مقهور على دخول الخلاء وفعل ما يكون هناك، وهو مقهور كذلك على السقوط نائمًا -كأنه ميت لا حول له- مهما حاول المقاومة ... أحس ساعتها كم هو ضعيف عاجز قليل، فتواضع ولم يترفع.
الثانية: شدة الطاعة لله -تعالى-: فإذا أدرك الإنسان حاجته وعِوَزَه، ثم آمن أن كل احتياجاته تلك بيد القهار -سبحانه وتعالى- وحده، تقرب منه وأطاعه ورجاه ودعاه وتحبب إليه ... كي يغذوه ويكسوه ويرزقه.
الثالثة: تحقيق العبودية لله: فمن آمن بأن الله هو الرب القهار، آمن مع ذلك بأنه هو العبد المقهور؛ فلا قاهر بلا مقهور، فعمل على تحقيق تمام العبودية في نفسه، فبرء من حوله وقوته، وتخلص من رؤية أفعاله، وتطلع إلى القوي القادر القدير المقتدر الفعال لما يريد، يلقي عليه همومه فيزيلها، ويطرح على أعتابه ذنوبه فيغفرها... ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطبق هذا الاستسلام لله في جميع شئونه، فها هو عند نومه يقول: "اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك" [متفق عليه].
ثم هو -صلى الله عليه وسلم- يدرك أن قلبه الذي بين جنبيه -وكذا قلوب العباد جميعًا- ليس طوعًا له، بل بيد القهار -سبحانه-، فعن أنس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: "نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء" (الترمذي).
الرابعة: أن صفة القهر لله كمال، وهي في العباد نقيصة: فهي لله من كمال الألوهية والربوبية؛ فلا يكون الإله إلهاً إلا إذا ملك أمر عبيده وقهرهم، أما القهر بالنسبة للعباد فهو قرين البغي والطغيان والظلم، يذكِّرنا بقول الطاغية فرعون: (سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) [الأعراف:127]، وقد نهانا الله -عز وجل- عن قهر الضعفاء فقال -عز من قائل-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) [الضحى:9-10].
الخامسة: استحقاق الله -تعالى- وحده للعبادة: فكما قلنا؛ لا يستحق العبادة إلا من ملك أمر العبيد وقدر عليهم وطواهم تحت سلطانه وإرادته، ولا يتحقق ذلك أبدًا إلا لله الواحد القهار، أما من سوى الله فهم المقهورون العاجزون الضعفاء المساكين.
فاللهم يا قاهر يا قهار آمنا بك وحدك ربًا قويًا فعالًا، وكفرنا بكل إله يدعى سواك، فتول أمرنا وأحسن خلاصنا وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
وصل اللهم على محمد...
التعليقات