عناصر الخطبة
1/ بيان سعة مغفرة الله تعالى 2/ التعرض لرحمة الله تعالى بالاستغفار والتوبةاقتباس
واعلموا أن ما جبلنا الله عليه من إصابة الخطيئات، ومواقعة السيئات، قليل في كنف مغفرة رب الأرض والسماوات؛ فإن الله -عز وجل- واسع المغفرة، قال -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) [النجم:32].
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هاديَ له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها المؤمنون: اتقوا الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى. واعلموا أن ما جبلنا الله عليه من إصابة الخطيئات، ومواقعة السيئات، قليل في كنف مغفرة رب الأرض والسماوات؛ فإن الله -عز وجل- واسع المغفرة، قال -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) [النجم:32].
وإعلانا بسعة مغفرته -سبحانه- تمدح -عز وجل- بأسماء ثلاثة تدل على مغفرته، فهو -سبحانه وتعالى- غافر الذنب وهو -سبحانه وتعالى- الغفور وهو -سبحانه وتعالى- الغفار، قال –تعالى: (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ) [غافر:3]، وقال -تعالى-: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس:107]، وقال -تعالى-: (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ) [مريم:65].
وإن مشاهد سعة مغفرته -سبحانه- النداءات الإلهية الثلاثة الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عن ربه -تبارك وتعالى- أنه قال: "يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة".
فأي مغفرة أوسع من هذه المغفرة؟ وأي كرم أعظم من هذا الكرم؟ الله الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، الذي بيده كل شيء، وإليه يرجع كل شيء، ثم إنه -سبحانه- ينادي أحدنا الضعيف العاجز، وينسبه إلى أبيه فيقول: يا بن آدم، ثم يخبر -سبحانه وتعالى-عن أبواب ثلاثة من أبواب المغفرة من أصاب واحدا منها غفر الله -عز وجل- له، ولم يبال الله بعظم الجرم الذي ولا جلالة الذنب الذي اقترفه!.
فمن دعا الله -سبحانه- ورجاه غفر الله له، ولا يبالي، ومن استغفر الله غفر الله له، ولا يبالي، ومن وحد الله غفر الله له، ولا يبالي.
فمهما كثرت الذنوب، وعظمت الخطيئات، فلن نعدم مغفرة رب السماوات والأرض. ربنا اغفر لنا ذنبنا وإسرافنا في أمرنا.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، رب السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله، هو الحق المتين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ورحمته المهداة للعالمين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
أما بعد: قال الله -تعالى-: "يا عبادي، إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا؛ فاستغفروني أغفر لكم".
فاستغفروا -أيها المؤمنون- ربكم، وتوبوا إلى ربكم، وعودوا إلى دين نبيكم -صلى الله عليه وسلم- تكونوا من أهل لا إله إلا الله اعتقادا وقولا وعملا؛ يعظم حظكم في وعده -سبحانه وتعالى- بمغفرة الذنوب.
اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
التعليقات