أمطار عامة ووقاية هامة

الشيخ خالد القرعاوي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/نعمة نزول الأمطار 2/شكر نعم الأمطار والرخاء 3/عودة التحذيرات من فيروس كورونا 4/سنن قولية وفعلية للأمطار 5/تهورات وأخطار عقب نزول الأمطار 6/من صور التخفيف عند نزول الأمطار.

اقتباس

فَهَلْ يَدْعُونَا هَذَا الْوَبَاءُ لِمُرَاجَعَةِ أَنْفُسِنا وَتَصحِيحِ أَخطَائِنَا؟ فَاحذَرُوا مُخالَفَةَ رَبِّكُمْ, وَالْمُجَاهَرَةَ بالمُنْكَرَاتِ, فإنَّ اللهَ يَغَارُ، ويُمهِلُ ولا يُهمِلُ, وأَقِيمُوا صَلاتَكُم, وَأَدُّوا زِكَاةَ أموالِكُم, وَاحْفَظُوا جَوَارِحَكُمْ وَنِسَاءَكُمْ, وتَذَكَّروا أنَّ الفِتَنَ تُدفَعُ بالأَمِرِ بالْمَعرُوفِ والنَّهي عن الْمُنكَرِ: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

الحمدُ لله واسِعِ الفَضْلِ والعَطَاءِ, سَمِيعٌ قَريبٌ مُجيبُ الدُّعاءِ. وأَشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ لَهُ وَاسِعُ الكَرمِ وَالْجُودِ, وَأَشْهَدُ أنَّ مُحمداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صاحِبُ الحوضِ المَورودِ؛ صلَّى الله وسلَّمَ وباركَ عليه وعلى آلِهِ وَأَصْحابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإحْسَانٍ إلى اليومِ الْمَوعُودِ.

 

أَمَّا بعدُ: فَأوصيكم عِبَادَ اللهِ وَنفسي بِتقوى اللهِ -تَعالى-, فَمَن سَألَ رَبَّهُ منَحَهُ وأَعطَاهُ: (أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)[النمل:63].

 

عبادَ اللهِ: إنَّنَا لَنَحْمَدُ اللهَ -تَعالى- وَنَشكُرُهُ؛ فَنحنُ في نِعَمٍ زَاخرةٍ وخَيراتٍ وَافِرَةٍ, سَمَاؤُنَا تُمطِرُ، وشَجَرُنا يُثمِرُ، وأَرضُنا تَخْضَرُّ, وَآبَارُنَا تَمتَلئُ, فَحَمْدًا لكَ يا ربّ, فَلقد أَنزَلتَ علينا غَيثاً مُغِيثاً, عَمَّ الأَرَاضي رِيّاً, وَلَمْ تَزلْ بِنَا رَؤفاً حَفِيّاً, فَأصبَحنا وأَمسَينا مُستبَشِرِينَ وبِرَحمَتِكَ ورِزقِكَ فَرِحينَ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58].

 

فَلَقَدْ عمَّتِ الفَرحةُ الجَمِيعَ, وَصَدَقَ اللهُ القَائِلُ: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)[الشورى:28]؛ فَسُبحَانَ "مَنْ يَدُهُ مَلأَى، لا تَغِيضُها نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ الَّليلِ والنَّهَارِ".

سُبحَانَ مَن أَنزلَ سَيلاً في البَلَدِ *** فَكيفَ لو صَبَّ جِبَالاً مِن بَرَدٍ

أَنزَلَهُ رِفْقَاً بِنَا قَطَّارا   *** وبعضُهُ سَخَّرَهُ أَنهَاراً

 

رَبُّنا -يَا مُؤمِنُونَ- رَحيمٌ حَلِيمٌ, يُنزِلُ المَطَرَ بِدعوَةٍ صَادِقَةٍ صَالِحَةٍ, أو صَبِيِّ لم تُكتَبْ عليهِ ذُنوبٌ، وقَدْ قَالَ نبِيُّنا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ"(رَواهُ البُخَارِيُّ).              

 

إخْوَةَ الإسْلامِ: كُلَّما جَدَّدَ لَكم رَبُّكم نِعَماً فَجَدِّدوا لها حَمْداً وشُكرًا, وكُلَّما صَرَفَ عنكُم المَكَارِهَ فَقُومُوا بِحقِّ طَاعَتِهِ ثَنَاءً لَهُ وذِكْرًا, وَتَذَكَّرُوا: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)[إبراهيم: 7]. وَقَدْ قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ: خَمْسٌ إِنِ ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَنَزَلْنَ بِكُمْ، وأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ؛ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يَعْمَلُوا بِهَا إِلاَّ ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمْ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا الزَّكَاةَ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ مَنْ غَيْرِهِمْ وَأَخَذُوا بَعْضَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ إِلاَّ أَلْقَى اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ"(صَحَّحَهُ ابنُ مَاجَه وَحَسَّنَهُ الألبَانِيُّ).

 

إخْوَةَ الإسْلامِ: أَكْثِرُوا من التَّوبةِ والاستغفارِ، وَتَذَكَّروا: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[الروم:41].

 

عِبَادَ اللهِ: هَا هِيَ التَّحْذِيرَاتُ مِنْ كُورُونَا وَتَحَوُّرَاتِهِ تَعُودُ مِنْ جَدِيدٍ, وَيُطالِبُ الْمَسْؤُولُونَ عُمُومَ النَّاسِ بِأَخْذِ الاحْتِرَازَاتِ الْوِقَائِيَّةِ مِنْ لُبْسِ الْكَمَّامِ, والتَّبَاعُدِ فِي الأَمَاكِنِ الْمُغْلَقَةِ والْمَكْشُوفَةِ؛ حِرْصًا على سَلامَتِنَا.

 

فَهَلْ يَدْعُونَا هَذَا الْوَبَاءُ لِمُرَاجَعَةِ أَنْفُسِنا وَتَصحِيحِ أَخطَائِنَا؟ فَاحذَرُوا مُخالَفَةَ رَبِّكُمْ, وَالْمُجَاهَرَةَ بالمُنْكَرَاتِ, فإنَّ اللهَ يَغَارُ، ويُمهِلُ ولا يُهمِلُ, وأَقِيمُوا صَلاتَكُم, وَأَدُّوا زِكَاةَ أموالِكُم, وَاحْفَظُوا جَوَارِحَكُمْ وَنِسَاءَكُمْ, وتَذَكَّروا أنَّ الفِتَنَ تُدفَعُ بالأَمِرِ بالْمَعرُوفِ والنَّهي عن الْمُنكَرِ: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الأنفال:25].

 

اللهمَّ انفعنا وارفعنا بالقرآنِ العظيمِ, وَبِهَدْيِ سَيِّدِ المُرسَلِينَ, وأستغفرُ اللهَ لِي وَلَكُم ولِلمُسلِمِينَ من كلِّ ذَنبٍّ فاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ مُسبلِ النِّعمِ علينا عَظُمَ حِلمُه فَستَرَ، وَبَسطَ يَدَهُ بِالعطَاءِ فَأكثَرَ، أَشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صلَّى اللهُ وسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليه، وعلى آلِهِ وأصحابِهِ ومَن سَارَ على الهُدَى.

 

أمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ: واحْمَدُوا اللهَ على هَذِهِ الأمْطَارِ, وَاسْأَلُوهُ خَيْرَهَا وَبَرَكَتَهَا فَالمَطرُ هُوَ الحَيَاةُ! يَقولُ -جلَّ وَعَلا-: (وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)[النحل:65].

                    

أيَّها المؤمنُ: ولِلمطَرِ سُننٌ قَولِيةٌ وأُخرى فِعلِيَّةٌ, فَقد كانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا رَأى الغَيثَ قالَ: "الَّلهمَّ صَيِّباً نَافِعاً". وَقَالَ: "مُطرنا بِفضلِ اللهِ وَرَحمَتِهِ". وكانَ إذا اشتَدَّ المَطَرُ وَخَشِيَ الضَّرَرَ قالَ: "اللهمَّ حَوالَينَا ولا عَلَينَا, اللهمَّ على الآكَامِ والظِّرَابِ وبُطُونِ الأَودِيَةِ ومَنَابِتِ الشَّجَرِ".

 

وَكَانَ -صلى الله عليه وسلم- يَكشِفُ بَعضَ بَدِنِهِ لِيصيبَهُ المَطرُ. ويَحَسِرُ ثَوبَهُ، ويَكشِفُ عن عِمَامَتِهِ لِيُصِيبَ المَطَرُ جَسَدَهُ, ويُسَنُّ الدُّعَاءُ حالَ نُزُولِهِ لِقولهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثِنْتَانِ مَا تُرَدَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ, وَتَحْتَ الْمَطَرِ"(حَسَّنَهُ الألبَانِيُّ).

 

مَعْشَرَ الأَولِيَاءِ: وعندَ نُزُولِ الأَمطَارِ هُناكَ تَهَوُّرَاتٌ وأَخطارٌ تَقعُ مِن بَعْضِ شَبَابِنَا, دَافِعُها التَّفَاخُرُ وحُبُّ المُغَامَرَةِ, كالسُّرعَةِ المُفرَطَةِ, وتَجَاوزاتٍ مُتَهوِرَةٍ, وبعضُهُمْ يُغامِرُ بِدُخُولِ سَيَارِاتِهم إلى الشِّعابِ والأَودِيَةِ ممَّا يَنتُجُ عنه خُطورةٌ بَالِغَةٌ, فَكيفَ بِمن يُهْمِلُ الأَطفالَ والنِّساءَ ويَسمَحُ لهم بِذَلِكَ؛ رَغْمَ تَحذِيرَاتِ مَرَاكِزِ الدِّفاعِ المَدَنِيِّ؛ إلَّا أنَّكَ تَرَى تَفرِيطاً وتَهَوُّرًا؛ فَخُذوا حِذْرَكُم: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)[البقرة:195].

 

والمطَرُ عبادَ اللهِ: نِعمةٌ وَرَحْمَةٌ بِالعِبَادِ وَتَخْفِيفٌ عَلَيهِمْ, وَقَدْ ذَكَرَ العُلَمَاءُ جَوازَ الجَمْعِ بَينَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ حَالَ نُزُولِ المَطَرِ, وَلَكِنْ لا تُقصَرُ الصَّلاةُ حالَ الإقامَةِ, كَمَا يَجِبُ الحَذَرُ مْنْ خُطُورَةِ التَّساهُلِ والتَّسارُعِ فِي الجَمْعِ, فَقد بيَّنَ العُلماءُ أنَّ الجَمْعَ يَكُونُ, بِوجُودِ مَشقَّةٍ على الْمُصَلِّينَ, أو وجُودِ وحَلٍ وَطِينٍ, أو مَطَرٍ يَهطِلُ أَثْنَاءَ الصَّلاةِ يَبُلُّ الثِّيابَ, ويُؤذِي المُصلِّينَ.

 

فاللهمَّ اجعلنا لِنِعَمِكَ من الشَّاكِرينَ وَلَكَ من الذَّاكِرينَ, اللهمَّ واجعل مَا أَنزلْتَهُ عَلينا رَحمَةً لَنا وبَلاغَاً إلى حِينٍ, اللهمَّ إنَّا نَعوذُ بك من زَوالِ نِعمَتِكَ وَتَحوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقمَتِكَ وَجَميعِ سَخَطِكَ، اللهمَّ لا تَجعلْ مُصِيبَتَنا في دِينِنَا ولا تَجعلْ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنَا.

 

اللَّهُمَّ اِرْفَعْ عَنَّا وَعَنْ سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ الْبَلَاءَ وَالْغَلَاَءَ وَالْوَبَاءَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الأَبْدَانِ، وَالأَمْنَ فِي الأَوْطَانِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ.

 

اللهم وفِّق الآمِرِينَ بِالْمَعرُوفِ وَالنَّاهِينَ عَن الْمُنْكَرِ وقَوِّى عَزَائِمَهُم. وَأَصْلِحْ شَبَابَنَا وَاحْفَظْهُم مِن كُلِّ مُنْكَرٍّ وَشَرٍّ, وَاحْفَظْ نِسَائَنَا مِن كُلِّ مُنْكَرٍّ وَشَرٍّ وَارْزُقْهُنَّ الْحِشمَةَ وَالْحَيَاءَ, اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنَا لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي رِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ. اللهُمَّ وَانْصُرْ جُنُودَنَا وَاحْفَظْ حُدُودَنَا والْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ.

 

(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].

 

المرفقات
vevkLEw4CgAH0zO3SDTbL68zdPc9R4OxRcmWVsvY.doc
77XWRTUOTUC6bjPfc6HnZU2CH552WUqZCCTYyLbQ.pdf
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life