عناصر الخطبة
1/نِعَم الله تستوجب الشكر 2/أصول النعم الثلاثة: حقيقتها وفَضْل الله علينا بها 3/القاعدة الذهبية لتحصيل راحة البال 4/الوصية بالعمل الصالح بعد رمضاناقتباس
إذا أردتَ راحةَ البالِ، وحُسْنَ المآلِ، فانظُر في أمور الدنيا إلى مَنْ هو دونَكَ، حتى تعرِف قدرَ نعمةِ اللهِ عليكَ، وانظُر في أمورِ الدِّينِ إلى مَنْ هو فوقَكَ؛ حتى تعرِفَ قدرَ تقصيرِكَ في حقِّ مولاكَ، فتسعى إلى تكميلِ نفسِكَ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله ذي الفضل والإحسان، والجود والامتنان، عمَّ بجوده الأنام، ودعاهم برحمته إلى دار السلام، أحقُّ مَنْ عُبِدَ، وأجَلُّ مَنْ ذُكِرَ، وأرأفُ مَنْ مَلَكَ، وأنصرُ مَنِ ابتُغِيَ، وأسمعُ مَنْ دُعِيَ، وأجود مَنْ أعطى، وأعدلُ مَنْ قضى، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن سيدنا وحبيبنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد معاشر المؤمنين: اتقوا الله ما استطعتُم، واستمسِكوا بسُنَّة نبيِّكم، وأصلِحوا ذاتَ بينِكُم، وحافِظُوا على وحدة صفِّكم وأوطانِكم، (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[الْبَقَرَةِ: 197].
أيها المسلمون في كل مكان: العيدُ شعيرةٌ من شعائر الإسلام، وموسمٌ لتجديد المحبة والوئام، جعَل اللهُ أعيادَكم سرورًا، وزادَكُم فرحًا وحبورًا، وأعاده عليكم في رخاء وإيمان، وأمن وأمان، وصحة وعافية، ورفع للوباء والجائحة.
إخوة الإيمان: إنَّ نِعَمَ اللهِ -تعالى- لا تُعدُّ ولا تُحصى، وهي نِعَمٌ ظاهرةٌ وباطنةٌ، ورُبَّ نعمةٍ خفيةٍ باطنةٍ، كانت أعظمَ من نعمة بيِّنة ظاهرة، (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)[لُقْمَانَ: 20]، فالعبادُ عاجزونَ عن عدِّ النِّعم، فضلًا عن القيام بشكرها، (وفي صحيح البخاري)، أن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "الحمدُ للهِ كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيه، غير مَكفيٍّ ولا مودَّعٍ، ولا مُسْتَغْنًى عنه، رَبَّنا"؛ أي: نِعَمُكَ ربَّنا مستمرة علينا، غيرَ منقطعة طول أعمارنا، قال طَلْقُ بن حبيب -رحمه الله-: "إن حقَّ الله أثقلُ من أن يقوم به العبادُ، وإنَّ نِعَمَ اللهِ أكثرُ من أن يُحصيها العبادُ، ولكِنْ أصبِحوا تائبين، وأَمسُوا تائبينَ".
ولقد استشعر الناسُ في هذه الجائحة أصولَ النِّعم الثلاثة، التي لا يمكن أن يَهنأ عيشُ الإنسان إلا بها، ففي (سنن الترمذي بسند حسن)، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أصبح منكم آمِنًا في سربه، معافًى في جسده، عندَه قوتُ يومه، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا"، ففي هذا الحديث الشريف تذكيرٌ بنِعَمٍ اعتادها كثيرٌ من الناس، حتى كادوا لا يشعرون بقيمتها؛ فالأصلُ الأولُ من هذه النعم هو ما بدأ به النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، من نعمة الأمنِ والأمانِ، في النفس والأهل والوطن والمال، وهو ما بدأ به إبراهيمُ -عليه السلام- في دعائه للبلد الحرام: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)[الْبَقَرَةِ: 126]، ولقد امتَنَّ اللهُ -تعالى- على رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعلى أصحاب رسوله، بتقديم نعمةِ أمنِ المأوى على الطيِّبات من الرزق، فقال سبحانه: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الْأَنْفَالِ: 26]، فإذا عمَّ الأمنُ البلادَ، وأَمِنَ الناسُ على دينهم وأنفسهم، وأموالهم وأعراضهم، ضرَبُوا في الأرض، وسَعَوْا لطلبِ الرزقِ، لا يخشون إلا اللهَ -تعالى-، فاللهم لكَ الحمدُ على نعمة الأمن والأمان.
وأمَّا الأصلُ الثاني من أصول النعم: فهو طلبُ السلامةِ والعافيةِ، وهذه النعمة من أكرم الْمِنَن، ومن أفضل ما يهبه اللهُ -تعالى- لعباده، ففي (مسند الإمام أحمد)، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لم تُؤْتَوْا شيئًا بعد كلمة الإخلاص، مثل العافية، فاسألوا اللهَ العافيةَ"، فَمَنْ سرَّه أن تدومَ له العافيةُ فليتقِ اللهَ -تعالى- في السر والعلانية، وسؤالُ اللهِ العافيةَ فيه تقديرٌ لنِعَمِ اللهِ العظيمةِ، واعترافٌ بحاجة العبد لخالقه، ودوامِ لطفه وعافيته، وهو من أفضل الدعاء، وأحبه إلى الله -تعالى-، ففي (سنن الترمذي بسند صحيح)، عن العباس -رضي الله عنه- قال: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني شيئًا أسأله الله -تعالى-. قال: سَلِ اللهَ العافيةَ، قال العباس -رضي الله عنه-: فمكثتُ أيامًا ثم جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني شيئًا أسأله اللهَ. فقال لي: يا عباسُ، يا عمَّ رسولِ اللهِ، سَلِ اللهَ العافيةَ، سَلِ اللهَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ"، فتكرارُ وصيةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- لعمِّه -رضي الله عنه- يدلُّ على أهميتها، وعِظَم السؤال بها، بل كان صلى الله عليه وسلم يبدأ يومَه ويختم نهارَه بهذه الدعوة، ففي (سنن أبي داود)، من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "لم يكن رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يدع هؤلاء الدعواتِ، حين يُمسي وحين يُصبح: اللهم إني أسألكَ العافيةَ في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسأل العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي".
وأما الأصل الثالث من أصول النعم: فهو حصولُ المرءِ لقوتِ يومه، من طعامه وشرابه، والماءُ أعظمُ النِّعَمِ، وهو أول ما يُسأل عنه العبدُ يومَ القيامةِ من النعيم، ففي (سنن الترمذي بسند صحيح)، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ أولَ ما يُسأل عنه يومَ القيامةِ -يعني العبدَ من النعيم- أن يقال له: أَلَمْ نُصِحَّ لكَ جسمَكَ؟ ونَرْوِكَ من الماء البارد؟"، (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)[التَّكَاثُرِ: 8].
فيا أخي المبارك: إذا أردتَ راحةَ البالِ، وحُسْنَ المآلِ، فانظُر في أمور الدنيا إلى مَنْ هو دونَكَ، حتى تعرِف قدرَ نعمةِ اللهِ عليكَ، وانظُر في أمورِ الدينِ إلى مَنْ هو فوقَكَ؛ حتى تعرِفَ قدرَ تقصيرِكَ في حقِّ مولاكَ، فتسعى إلى تكميلِ نفسِكَ، ويا مَنْ ألبَسَكَ اللهُ -تعالى- ثوبَ العافية، ومَنَّ على أهلك بالسلامة، وكفاكَ قوتَ يومِكَ، ورزقَكَ أمنَ قلبِكَ، وطمأنينةَ نفسِكَ، فقد جمَع اللهُ لكَ جميعَ النِّعم، التي مَنْ مَلَكَ الدنيا لم يحصُل على غيرها، فاستقبِل يومَكَ بشُكرِها، بأداءِ الواجباتِ، واجتنابِ المحرَّماتِ؛ لتكونَ من الشاكرين، (اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[سَبَأٍ: 13].
اللهم اجعلنا لكَ شاكرينَ، لكَ ذاكرينَ، لكَ راهبينَ، لكَ مِطْواعينَ، إليكَ مخبتينَ منيبينَ، اللهم أَعِنَّا على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسْنِ عبادتِكَ، اللهم إنَّا نعوذ بكَ من زوال نعمتِكَ، وتحوُّل عافيتِكَ، وفجاءة نقمتِكَ، وجميعِ سخطِكَ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)[إِبْرَاهِيمَ: 32-34].
بارك الله لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعني وإيَّاكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفِروه إنه كان غفَّارًا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله الذي مَنَّ علينا بشريعة الإسلام، وبتيسير الصيام والقيام، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا الله وحدَه لا شريكَ له، ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أفضل مَنْ تعبَّد لله وصام وقام، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعهم، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ إخوةَ الإيمانِ: لقد وَدَّعَنَا قبلَ أيام قلائل، شهرٌ كريمٌ، وموسمٌ عظيمٌ، انقَضَت أيَّامُه، وتصرَّمت لياليه، وطُوِيَتْ صحائفُه، فَمَنْ غَنِمَ فيه طهارةَ قلبِه، وزكاةَ نفسِه، أصبح بعدَ رمضان على الخير مُقبِلًا؛ لأن مِنْ علامةِ قبولِ الحسنةِ الحسنةَ بعدَها، واعلم أخي المبارَك أن العُجْب والرياء مفسدانِ للعمل، فهذا إبراهيم -عليه السلام- لَمَّا بنى البيتَ الحرامَ بأمرٍ من الله -تعالى- خَشِيَ ألَّا يُتقبَّل منه فقال: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، وفي (صحيح الجامع) قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لو لم تكونوا تُذنِبُونَ خشيتُ عليكم ما هو أكبرُ من ذلك؛ العُجْبَ العُجْبَ"؛ فلذا كان السلف -رضي الله عنهم- يَحْذَرون من العُجْب، ويُحَذِّرون منه، ولئن انقضى شهرُ الصيام، فقد جَعَلَ اللهُ الحياةَ كلَّها فرصةً للصيام والقيام، فاستكثِروا من النوافل والقُرُبات، واستَبِقوا الخيراتِ، ففي (صحيح مسلم) أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ صام رمضانَ ثم أتبَعَه سِتًّا من شوَّال كان كصيام الدهر"؛ وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والأيام الستة بشهرينِ، وعدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا، وجاء الحثُّ على صيام الإثنين والخميس من كل أسبوع، وأيام البيض من كل شهر.
ولْنَعْلَمْ -معاشرَ المؤمنين- أن أفضلَ الصلاةِ بعد الفريضة قيامُ الليلِ، وفي (سنن أبي داود بسند صحيح)، قالت عائشةُ -رضي الله عنها-: "لا تَدَعْ قيامَ الليلِ؛ فإنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كان لا يَدَعُهُ، وكان إذا مَرِضَ أو كَسِلَ صلَّى قاعِدًا"، وطُرُق الخيرِ كثيرةٌ، وسُبُل الفَلَاح ميسَّرة، ورحمةُ اللهِ واسعةٌ، وأبوابُ الجنةِ ثمانيةٌ، فمَن كان من أهل الصلاة دُعِيَ من باب الصلاة، ومَنْ كان من أهل الصدقة دُعِيَ من باب الصدقة، ومَنْ كان من أهل الصيام دُعِيَ من باب الرَّيَّان.
جاء سفيان بن عبد الله الثقفي -رضي الله عنه- وأرضاه، إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدَكَ، قال: قُلْ: آمنتُ بالله ثم استقم"(رواه مسلم)؛ أي اسْتَقِمْ على توحيدِ ربِّكَ وشرعِه، حتى تَلْقاه وهو راضٍ عنكَ، فإن الله لم يجعل لعملِ المؤمنِ أجَلًا دونَ الموتِ، فأحبُّ العملِ إلى الله -تعالى- أدوَمُه وإِنْ قَلَّ، فقليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثيرٍ منقطعٍ، والكثيرُ الشاقُّ يُورِثُ السآمةَ والمللَ والانقطاعَ وتركَ العمل، ففي (الصحيحين) عن علقمة قال: "سألتُ أمَّ المؤمنين عائشةَ -رضي الله عنها- قلتُ: "يا أمَّ المؤمنينَ، كيف كان عملُ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ هل كان يخصُّ شيئًا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمَلُه ديمةً"، وفي القرآن العظيم: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)[الْحِجْرِ: 99].
ثم اعلموا -معاشرَ المؤمنينَ- أنَّ اللهَ أمرَكم بأمر كريم، ابتدأ فيه بنفسه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهمَّ صلِّ على محمد وأزواجه وذريته، كما صليتَ على آل إبراهيم، وبارِكْ على محمد وأزواجه وذريته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعينَ، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِكَ وكرمِكَ وجودِكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واجعل هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم أصلِحْ أحوالَ المسلمينَ في كل مكان، اللهم إنَّا نسألُكَ بفضلِكَ ومِنَّتِكَ، وجودِكَ وكرمِكَ، أن تحفَظَنا من كل سوء ومكروه، اللهم ادفع عنا الوبا، والغلا، والربا، والزنا، والزلازل، والمحن، وسوء الفتن، ما ظهَر منها وما بطَن، اللهم إنَّا نعوذ بكَ من جَهْد البلاء، ودَرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، اللهم اجعل لنا بعد العُسر يُسرًا، وبعد الهمِّ فَرَجًا، وبعد الضيق مخرجًا، اللهم أَحْسِنْ عاقبتَنا في الأمور كلها، وأَجِرْنَا من خزيِ الدنيا وعذابِ الآخرةِ، اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، وارحم موتانا، وكُنْ للمستضعَفِينَ منَّا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا حيُّ يا قيوم، وفِّق خادمَ الحرمين الشريفين لِمَا تُحِبُّ وترضى، واجْزِهِ عن الإسلام والمسلمينَ خيرَ الجزاء، اللهم وفِّقْه ووليَّ عهده الأمين لِمَا فيه خيرٌ للإسلام والمسلمين، اللهم وفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين لتحكيم كتابِكَ وسُنَّةِ نبيِّكَ -صلى الله عليه وسلم-، اللهم انصر جنودَنا المرابِطينَ على حدود بلادنا، برحمتك وفضلِكَ وجودِكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
ربَّنا تقبَّلْ توبتَنا، واغسِلْ حوبتَنا، وأَجِبْ دعوتَنا، وثَبِّتْ حُجَّتَنَا، وَاهْدِ قلوبَنا، وسدِّد ألسنتَنا، واسلُلْ سخيمةَ قلوبِنا، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].
التعليقات