عناصر الخطبة
1/ سمات اليهود 2/ المفاسد الأخلاقية اليهودية 3/ سوء طباع اليهود 4/ وصف اليهود في القرآن الكريم 5/ أمة غضبية ملعونةاهداف الخطبة
اقتباس
إن المفاسد الأخلاقية اليهودية سمات عامة ليهود كل اليهود، وإنها جينات وراثية ثابتة لكل يهودي في كل زمان ومكان، وإذا أردت أن تعرف اليهودي على حقيقته فاستحضر في ذهنك طائفة من الأخلاق الذميمة، فإنها تمثل بمجموعها اليهودي قائماً أمام عينيك ..
أما بعد: أخصص لكم -أيها الإخوة- هذه الخطبة في ذكر واستقصاء أخلاق اليهود، من خلال آيات القرآن الكريم. وعندما نقول بأن هذه أخلاق اليهود، فهي تنطبق على كل اليهود بدون استثناء، قديماً وحديثاً؛ لأنها أخلاق أثبتها الله عز وجل في كتابه.
إن اليهود يا عباد الله: توفرت فيهم مجموعة من الرذائل الأخلاقية، والمفاسد السلوكية بصورة عجيبة، لا يمكن أن توجد في أي أمة أخرى، والعجيب أن هذا الفساد في الأخلاق، والوقاحة في الممارسات السلوكية لم تتمثل في جيل يهودي واحد، ولا في مجموعة يهودية معينة، إذن لهان الأمر، ولكنها تحققت في الإنسان اليهودي المشوّه أينما كان، فكل يهودي باستثناء الأنبياء والمؤمنين الصالحين من بني إسرائيل، هو نموذج إنساني مجسم مشاهد لهذه الأخلاق، ولا يسلم من هذا ذلك اليهودي الذليل الذي عاش زمن فرعون ولا اليهودي المحرر الذي يقيم على أرض فلسطين الآن.
إن المفاسد الأخلاقية اليهودية سمات عامة ليهود كل اليهود، وإنها جينات وراثية ثابتة لكل يهودي في كل زمان ومكان، وإذا أردت أن تعرف اليهودي على حقيقته فاستحضر في ذهنك طائفة من الأخلاق الذميمة، فإنها تمثل بمجموعها اليهودي قائماً أمام عينيك.
إن الأخلاق اليهودية، تذكرني بقول الشاعر ابن الرومي، وهو يهجو رجلاً اسمه "عمرو" فيقول:
وجهك يا عمرو فيه طول *** وفي وجوه الكلاب طول
قبائح الكلب فيك طُراً *** يزول عنها ولا تزول
أيها المسلمون: لنستعرض لكم بعض نصوص القرآن، ولنتعرف من خلالها على بعض أخلاق اليهود، فنقول أولاً، اليهود كذابون، قال الله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 75] وقال تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 78] وقال عز وجل عنهم أيضاً: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا) [آل عمران: 49 - 50]، فاليهود بواقعهم كاذبون في حياتهم الدينية وعباداتهم، ونظرتهم إلى الله، واليهود كاذبون على الأعداء وعلى الأصدقاء، اليهود كاذبون على المحالفين والمحاربين والمعارضين، والعجيب أنهم جعلوا هذا الكذب ديناً وعقيدة، وعبادة وقربى تقربوا به إلى ربهم، ويقول الله تعالى عنهم أيضاً: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) [المائدة: 42] فهل بعد هذه النصوص الصريحة الواضحة من كلام ربنا مجال لتصديقهم والثقة بهم. إذا قلنا: إنهم صادقون في هذه المرة، فهذا معناه أننا نكذّب نصوص القرآن، وهذا أمر خطير، فنعوذ بالله من الخذلان.
أيها المسلمون: خُلق آخر: كذلك أيضاً اليهود خائنون قال الله تعالى عنهم: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) [المائدة: 13] وبعد هذا يخدع بعض السذج بعهود اليهود ومواثيقهم، ويظنون أن اليهود قد استقاموا وتخلوا عن خياناتهم، ولكن الآية تطالبهم بفتح أعينهم وتقول لهم: (وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ) [المائدة: 13].
كذلك، اليهود ينقضون العهود والمواثيق، لن تجد قوماً مثل اليهود في الاستخفاف بالعهود والمواثيق، وفي عدم مراعاتهم أو الالتزام بها، بل جرأتهم على نقضها وإبطالها وإلغائها.
وإليكم نماذج من العهود والمواثيق التي أخذت على اليهود، ومع ذلك نقضوها قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) [البقرة: 83- 85].
وقال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [البقرة: 63- 64]، وقال عز وجل أيضاً في نقضهم للعهود والمواثيق: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) [آل عمران: 178]، وقال سبحانه: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ) [المائدة: 70]، وقال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ) [المائدة: 12 - 13] فهل بعد هذه الآيات الواضحات حجة لأحد. فإن للقوم تاريخًا أسود في نقض المعاهدات.
كذلك أيها الإخوة، فاليهود متحايلون: اليهود يا عباد الله تحايلوا على الأحكام الشرعية، الموجهة لهم من عند الله، أفلا يتحايلون مع البشر؟ ولقد سجل القرآن عليهم نماذج لتحايلهم على أحكام الله، فنذكر لكم بعضها . قال الله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) [البقرة: 58- 59] أمرهم الله تعالى أن يدخلوا الأراضي المقدسة ساجدين مستغفرين يقولون ربنا حُط عنا ذنوبنا، فتحايلوا على هذا الأمر الرباني ودخلوا يزحفون على أستاهم، ويقولون: حبة في شعيرة، كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكذلك من نماذج تحايلهم، أن الله حرم عليهم بعض الطيبات عقوبة لهم مثل شحوم الأنعام كما قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) [الأنعام: 146]، فتحايلت يهود على هذا الأمر الرباني، وأخذوا الشحوم المحرمة، وأذابوها ثم باعوها وأخذوا ثمنها، فلعنهم الله بسبب ذلك.
روى البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله اليهود، حُرمت عليهم الشحوم، فباعوها وأكلوا ثمنا"، وأيضاً من تحايل اليهود، عندما حرم الله عليهم الصيد يوم السبت، قاموا وصاروا ينصبون شباكهم يوم السبت، ويأتون يوم الأحد، ويأخذون ما صادته شباكهم، قال الله تعالى عن هذه الحيلة: (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) [المائدة: 163- 166].
فنسأل الله أن يكفينا حِيَلهم ومكرهم وشرهم، وأن يلعنهم الآن، كما لعنهم من قبل ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
الخطبة الثانية:
الحمد لله ..
أما بعد: نواصل في ذكر نماذج أخرى، من أخلاق اليهود، من خلال كلام الله عز وجل؛ لتعرفوا هذه الفئة من البشر على حقيقتها، وأنهم وإن تبسموا، لكنه تبسم اللئيم:
ومنهم عدوٌ كاشر عن عدائه *** ومنهم عدو في ثياب الأصادق
ومنهم قريب أعظم الخطب قربه *** له فيكم فعل العدو المفارق
أيها المسلمون: ومن أخلاق اليهود، اليهود مستهزئون. وقد ذكر الله عز وجل في كتابه أن اليهود يستهزئون بالإسلام وقيمه وشعائره، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) [المائدة: 57- 58].
كذلك أيها الإخوة، اليهود بخلاء، عبدة للمال، يحرصون على جمعه وكنـزه وعبادته، وقد سجل التاريخ النّهم اليهودي للمال، وقد أشار القرآن إلى نماذج من حرص اليهود على المال وعبادتهم له وبخلهم به قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا) [النساء: 53] يخبر تعالى عنهم أنه لو كان لهم نصيب من الملك وكان توزيع المال والرزق لهم، فإنهم سيبخلون به ولا يؤتون الناس منه شيئاً (فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا) [النساء: 53]، وقال تعالى عنهم: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [آل عمران: 180].
اليهود مفسدون في الأرض، وهذه من أبرز السمات في أخلاقهم، والفساد في الأرض ملازم لهم، منذ أيامهم الأولى مع نبيهم موسى عليه السلام . فها هو قارون اليهودي، الذي كان من قوم موسى كان مفسداً في الأرض، استخدم ما منحه الله من المال ووهبه من العلم للإفساد، قال الله تعالى: (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) [القصص: 76 - 78] وموسى عليه السلام من خلال تجربته مع بني إسرائيل ومعرفته بهم جيداً، كان دائماً يحذرهم من الإفساد في الأرض، فقال لهم كما في آية البقرة (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [البقرة: 60] ولما توجه إلى الطور لمناجاة الله، جعل مكانه أخاه هارون وقال له: (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [الأعراف: 142]، ويقول الله تعالى عنهم أيضاً: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) [الإسراء: 4] وقال سبحانه وتعالى عنهم أيضاً: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة: 64] وهذه الآية لوحدها، تصلح أن تكون عنواناً لتاريخ اليهود كله، وتحقق الإفساد فيهم بكل ألوانه ونماذجه، (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة: 64]. وصدق الله العظيم، فمعظم الحروب في العالم وبخاصة الحروب العظمى المعاصرة، خطط لها يهود، وأوقد لها يهود، وأشعلها اليهود، لينشروا الفساد في الأرض، ويحققوا أهدافهم على حطام البشرية وضحاياها
اليهود يوقدون الحروب، ويشعلون نارها، والذي يوقدها لا يحترق .
أيها المسلمون: نختم مجموعة الأخلاق اليهودية التي ذكرتها لكم وكلها بنص كتاب الله، نختم كلامنا، بأمر آخر متعلق باليهود، وهو أن اليهود أمة ملعونة، وهذا جزء من عقيدتنا، نعتقد ونؤمن بأن اليهود ملعونون .
واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله وقد وردت آيات كثيرة تقرر هذا الحكم الرباني على اليهود، قال الله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) [المائدة: 13]، وقال تعالى (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) [المائدة: 60]، وقال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا) [المائدة: 64] وقال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [المائدة: 78]، وقال تعالى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ * وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [البقرة: 88- 89]، وقال الله تعالى عنهم أيضاً: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) [النساء: 46- 51].
فهل يشك أحد بعد هذه الآيات، بعدم لعن اليهود، وأن لعنة الله دائمة ثابتة عليهم، لا تفارقهم في تاريخهم كله، وقد كُتبت عليهم إلى يوم الدين.
التعليقات