الخلل في التعليم ومآلاته الخطيرة (ننتظر مشاركاتكم)
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
المشاهدات 12181 | التعليقات 13
رسالة إلى وزير التربية والتعليم ( السعودية ) : مدارسنا تعاني من خللٍ كبير .
يزيد خالد العربي .
* ـ رسالة من الطالبة / أفنان السدحان موجّهة إلى وزير التربية والتعليم ، حاملة بعض الملاحظات والتوجيهات، في قالب النّقد البنّاء الذي يُريد الخير للتعليم وللمجتمع أكمل، وفيما يلي نصّ الرسالة :
* ـ كنا ننتظر مع توليكم معالي وزير التربية والتعليم إصلاحاً وتطويراً إلا أننا صُدمنا بقرارات غريبة متوالية متسارعة فمن دمج الصفوف الأولية بين الذكور والإناث إلى إقحام الطالبات في المدرجات لمشاهدة سباقات الفروسية إلى إنشاء صـالات رياضية في مدارس البنات الجديدة , ثم تقليص المواد الشرعية إلى إقحامنا بالكشافة النسائية باسم "المرشدات" لنشارك في معسكرات برية ومؤتمرات مختلطة خارج المملكة ! ولا ندري يا ترى أين ستحط رحال هذه القرارات العجيبة ؟!
* ـ معالي الوزير : مدارسنا تعاني من خللٍ كبير يجب أن يعالج بدلاً من هذه القرارات التي تهدم الأخلاق ، ولا تنمي العقول , وبين أيديكم مطالب وملاحظات آمل تأملها :
1- مدارسنا بحاجة إلى مختبرات علمية واسعة جديدة مجهزة بأحدث الوسائل العلمية والتقنية ومواد جديدة كافية تُغذى باستمرار وتكون تحت المتابعة ضمن تقارير ترفع للوزارة باستمرار .
2- مدارسنا بحاجة إلى وسائل تعليمية حديثة وكافية فهل يُعقل أن مجمعاً تعليمياً في العاصمة الرياض لا يوجد لبعض المواد وسائل تعليمية وبعضها لا يوجد بها إلا وسيلة واحدة ! .
3- مدارسنا بحاجة إلى توفير مواد كافية للتدبير المنزلي تُغذى بها المدارس باستمرار بدلاً من أن ترهق الطالبة بطلبات لا تنتهي .
4- تجهيزات المدارس قديمة جداً فكثيرٌ من المكيفات تسمع لها جعجعةً ولا ترى لها طحنا ، وقل مثلها في البرادات الملوثة التي أكل عليها الدهر ، وهكذا السبورات ما بين قديمة وتالفة ، وزجاج مكسر ، وأبوابٌ وجدران متهالكة .
5- الصيانة الضعيفة فالأسلاك الكهربائية المكشوفة والمجرحة ، والإضاءة الضعيفة والمعدومة غالباً ، والتهريبات المستمرة ، والحمامات القديمة التي تُصدم حينما تدخلها وأنت في العاصمة الرياض فكيف هي في المناطق الأخرى وفي الإشارة غنية عن إطالة العبارة .
6- نقص المعلمات في أغلب التخصصـات وإرهاقهن بـ 24 حصة لا تستطيع معها تقديم المادة العلمية كما ينبغي , وكأنها آلة كهربائية لا إنسانة لها كيان وإحساس وشعور فأين حقوق المرأة يا معالي الوزير ؟! .
7- لا يوجد للقرآن الكريم معملاً خاصاً ولا مقرأة في الوقت الذي نشاهد فيه للغة الإنجليزية معملاً ووسائل متنوعة وكتب نشاط مساعدة ، بل نجد للتربية الفنية حصتان وللقرآن حصة واحدة في الأسبوع وربما كانت السابعة ! .
8- تعملون على تقليص المواد الشرعية في الوقت الذي كنا ننتظر دعمها وتقويتها فالطالبة تصل إلى الجامعة وهي لا تحسن التلاوة بسبب قلة حصص القرآن وقلة الوسائل فهل يعالج هذا الخلل الكبير بتقليص المواد الشرعية ودمجها ! .
9- أدخلتم الكشافة النسائية باسم "المرشدات" وتعلمون ما يتطلب ذلك من سفرٍ متكرر ومعسكرات بريه ولقاءات ومؤتمرات مختلطة خارج المملكة ! .
10- دمجتم الصفوف الأولية من الذكور والإناث وفي ذلك من الأضرار ما أثبتته الدراسات الحديثـة بل في وقتنا الحاضر يسعى الغرب للفصل بين الجنسين لما وجدوا من الأضرار والأخطار، وإعاقة التعليم .
* ـ معالي الوزير : نريد لتعليمنا إصلاحاً وتطويراً لا تدهوراً وانهياراً .
* ـ معالي الوزير : أناشدكم بالله إعادة النظر في مثل هذه القرارات المتسارعة التي لا يدعمها الشرع وأذكركم بأن حياة الإنسان قصيرة بعدها سكرات وحشرجات وزفرات يهال بعدها التراب ، ثم حشر ونشر وأهوال يشيب لها الرضيع وترى الناس فيها سكارى وما هم بسكارى لا ينفع مالٌ ولا جاه ، إلى أن تقف بين يدي الجبار : ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الطالبة / أفنان السدحان ـ الصف الأول الثانوي .
* ـ صحيفة المسك .
الوزارة والأسرة والمعلم والطلبة يتحملون المسؤولية
ندق ناقوس الخطر على واقعنا التعليمي فهل من مجيب؟
كتب طارق السهو
الدول المتقدمة لم تصل الى ما هي عليه من نهضة وتطور فجأة وانما بالدراسة والتخطيط واتباع استراتيجيات قريبة وبعيدة المدى لا تتغير بتغير وزير أو قيادي ولعل أول ما خطط له في هذه الدول المتقدمة كان التعليم باعتباره المرتكز الاساسي ومفتاح التطور والنمو حتى ان بعض الدول النامية استطاعت من خلال اهتمامها بالتعليم ان تقفز بخطوات كبيرة الى الامام مثل ماليزيا الدولة النامية التي دخلت الى مصاف الدول المتقدمة عن طريق التعليم وتضافر جهود مؤسسات الدولة كلها.
فالنهوض بالتعليم ليست عملية محصورة في جهة معينة أو بوزارة التربية والتعليم فقط وانما هي مسؤولية المجتمع كله بمؤسساته وبآدائه لذا يجب علينا ان نعترف في بلادنا بأن هناك قصورا وخللا في التعليم ربما بسبب التغيرات الوزارية التي لا تتيح لوزير التعليم ان يضع استراتيجية او رؤية اصلاحية وتنفيذها او لان الوزير يلغي قرارات من قبله وربما يكون المعلم السبب بعد ان نقص انتاجه وعطاؤه او لان المناهج بها حشو أو لغياب دور الاسرة وسط انشغالها بهموم الحياة وانشغال الطلبة بوسائل التكنولوجيا الحديثة ومن خلال هذا التحقيق نحاول الاجابة على كل هذه التساؤلات والوقوف على مشكلات التعليم في الكويت وكيف يمكن حلها.
د. خالد الشلال: الأسرة تتحمل مسؤولية ما آلت اليه العملية التربوية والتعليمية
في البداية قال د. خالد الشلال بجامعة الكويت قسم الاجتماع ان المناهج تحتاج الى تغيير مع ضرورة رفع كفاءة المدرسين وتدريبهم على الوسائل التكنولوجية الحديثة كذلك فإن المدارس وخاصة الحكومية لا تصطحب طلابها في الجولات لزيارة معالم الكويت مثلما هوحال المدارس الخاصة الذين يقومون برحلات الى الابراج والى المركز العلمي والمطافي لان مثل هذه الرحلات تحول المدارس من منطقة طرد الى منطقة جذب.
وأوضح الشلال انه في السابق لم تكن هناك مغريات للطالب بعكس الوقت الراهن الذي أصبحت به المغريات كثيرة وأقل فرصة ممكنة للطالب ان يخرج من المدرسة ليذهب الى المجمعات أو مواقع الإنترنت والفضائيات.
أما الطالب في الماضي فكان يخرج من المدرسة ويستذكر دروسه ثم ينام وأوضح الشلال ان بعض أولياء الأمور يتحملون المسؤولية بتوفير التلفزيون والإنترنت والتليفون في غرف اولادهم وهذه أمور تلهية عن الدراسة وحث الشلال على ان التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور والمجتمع والمؤسسات المدنية وقال ان أقوى مؤتمرات التعليم تقام في الكويت ولكن الدراسات توضع فوق الارفف.
وأشار الشلال الى ان أعضاء الهيئة التدريبية في كلية التربية في الجامعة يقومون بعمل دراسات عظيمة ومفيدة ولكن مصيرها الادراج ولا احد يستفيد من التوصيات التي تخرج بها هذه الدراسات وثمن الشلال دور وزيرة التربية د. نورية الصبيح وأوضح انها الشخص المناسب في المكان المناسب لانها خرجت من مطبخ وزارة التربية وهي تنموية ولديها خطط طموحة.
خولة العتيقي:
تعديل المناهج لتتناسب مع نوعية التعليم وحاجة الدولة
خولة العتيقي أوضحت أن التعليم في الكويت يحتاج لعدة أمور أولها: استراتيجية خاصة بالدولة وماذا تريد من التعليم وأي نوع من البشر أو الوظائف تحتاج؟
ثانيا: استراتيجية لوزارة التربية وكيف تحقق استراتيجية الدولة وماذا تحتاج لذلك؟
ثالثا: تعديل لعدة أمور:
أ- نوعية التعليم إن كان أدبياً أو علمياً بحتاً أو تقنياً
ب ـ فتح مدارس صناعية تقنية لمواكبة العصر
جـ – تعديل المناهج لتتناسب مع نوعية التعليم وحاجة الدولة
د- إعداد المجتمع لتقبل أن يكون المواطن صاحب حرفة أو صناعة، وتوعيته بأن صاحب الحرفة قد يكسب أكثر من الأكاديمي خريج الجامعة العادية.
هـ – مساعدة الشباب في إقامة المشاريع الصغيرة التي قد تكبر وتنفع صاحبها.
و – وقبل كل ما سبق إعداد كليات متخصصة لتخريج المعلم المتمكن من مادته العلمية أولا والمطلع على أساليب الأداء الحديثة المتقن للغة العربية والمواكب للمستجدات التربية والمستحدثات العلمية.
ز – ثم لممتهني التعليم لتصبح ممارسة مهنة المعلم رخصة تختبر وتجدد كل خمس سنوات.
ناصر عبدالله: نحتاج إلى إعادة تقيم للمؤسسة التربوية
ناصر عبدالله مدير مدرسة اوضح انه ان كنا نريد الاصلاح بقطاع التعليم فإننا نحتاج الى اعادة تقييم للمؤسسة التربوية بإداراتها وانشطتها كافة ومدى كفاءتها وانتاجها وفاعليتها وذلك عبر لجان مختصة مستقلة يديرها اشخاص اكفاء ذو خبرة عملية وحياتية، وبين ان ما يجري الان في وزارة التربية من خطط طموحة وضعتها وزيرة التربية نورية الصبيح بعيدة المدى وتواكب التطور العلمي وتحاول اصلاح ما افسدته السنون المتعاقبة، وأوضح انه وللأسف نسمع بين الحين والحين نوعا من النقد المجرد الذي يهدف فقط الى استهداف الاشخاص بذاتهم او للمخالفة، ورحب بالنقد البناء الاصلاحي المثمر الذي يصحح الاخطاء ويزيل الغبار عن السلبيات والمعوقات.
وعبر عن امله ان يتم التركيز المكثف على المعلمين الجدد من خلال فرض دورات تدريبية وتأهيلية، وأضاف ان المناهج يجب تعتمد على البحث العلمي بدلا من التلقين، لأن ذلك يساهم في تخريج أجيال واعية ومبدعة.
الغش في المدارس
تعدد اسباب الغش في الامتحانات بالمدارس الكويتية ما بين المنهج، وطبيعة الامتحانات، والمدرس، والطالب، والمدرسة، وعدم التنشئة الدينية في سنوات الطفولة. هذا ما تؤكده دراسة حديثة للدكتور «مروان المطوع» استاذ الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة الكويت حول هذه الظاهرة. وقال معد الدراسة: ان انتشار ظاهرة الغش في الامتحانات بالمدارس الكويتية يكمن في المنهج الدراسي، وفي صعوبة بعض المناهج الدراسية التي تفوق المستوى الادراكي والعقلي لبعض الطلبة نتيجة ضعف اعدادهم التربوي والدراسي في المراحل المبكرة من التعليم.
واوضح المطوع ان من اسباب الغش صعوبة الامتحانات اذ ان بعضها يفوق قدرات بعض الطلبة مثل الاسئلة الغامضة أو غير المباشرة، مضيفا ان بعض المدرسين لا يهتم بالارتقاء بالمستوى العلمي والعقلي للطالب بقدر اهتمامه بانتهاء الحصة والحصول على تقارير ممتازة. واوضح المطوع ان بعض المدرسين لديه نقص في الكثير من الادوات والمهارات اللازمة لعرض المنهج بصورة جدابة ومفهومة للطلبة، إلى جانب معاملة المعلم السيئة للطلبة التي تعتبر من اهم العناصر التي تجعل الطالب يكره المدرس، وبالتالي يكره المنهج الذي يتلقاه منه.
وذكر الدكتور المطوع ان الظروف الشخصية للطالب تعتبر كذلك من الاسباب المؤدية للغش في الامتحانات، اذ يعاني بعض الطلبة من ضعف الاساسيات والمنطلقات الأولى للتعليم الاساسي، مما يؤدي إلى اضطراب قدراته التحصيلية عبر السنوات.
واشار إلى ان الأمراض النفسية والاجتماعية التي تصيب بعض الطلبة هي السبب الرئيسي وراء انخفاض قدرة الطالب على التركيز والتحصيل وبالتالي تدفعة إلى الغش في الامتحانات، مبيا ان اكثر هذه الأمراض انتشارا بين الطلبة في مدارس الكويت هي: القلق النفسي أو العصبي، و«النورستانيا» وهو الشعور بالانهاك و«السيكاثينيا» وهو العصاب القهري أي نقص الطاقة النفسية للابقاء على التكامل العادي. واضاف الدكتور المطوع ان من الأمراض النفسية ايضاً «الشخصية السيكوباتية» أي شخصية الطلاب الذين تكون حالات الخلل في سلوكهم ومشاعرهم ظاهرة في تصرفاتهم، وفي طريقتهم في التوفيق بين انفسهم والبيئة، مشيراً إلى ان الظروف الاسرية من الاسباب التي تؤدي ايضاً إلى لجوء بعض الطلبة إلى الغش، والتي تكمن في التفكك الأسري وأساليب التربية الخاطئة إلى جانب الظروف المجتمعية، والثقافية، والاقتصادية.
وعن الانعكاسات الخطرية لظاهرة الغش في المدارس الكويتية، يوضح الدكتور المطوع انها تتمثل في ضعف التحصيل الدراسي الذي يؤدي إلى تلاميذ يتخرجون في المدرسة دون ان يكونوا قادرين على اكتساب مهارات وخبرات اساسية تساعدهم في الحياة العملية، وتضعف مستوى انتاجهم، مشددا على ان الخطورة تكمن في ان بعض الطلبة يؤمن بان الغش أمر طبيعي يساعد على النجاح، والبعض يشعر بالفخر عندما يتمكن من الغش في حين يرى البعض ان الغش انما هو تعاون بين الطلبة وآخرين يرون ان الغش حق مكتسب للطالب!
وخلص الدكتور المطوع في دراسته إلى ان الاسباب الرئيسية للغش ترجع إلى التنشئة الاسرية والاجتماعية في المراحل الأولى للطفل، وتحديداً في السنوات الست الأولى في عمره، اذ ان القيم الاخلاقية، والتربوية، والاجتماعية، والاسلامية يتم غرسها بصورة اساسية في هذه المرحلة العمرية. ويؤكد ان افتقاد الطفل لتلك القيم والقدوة والتربية التي تقوم على الحب، والعاطفة، والأمن النفسي والمادي من الممكن ان تشوه النظام الاخلاقي والإدراكي لديه، وتدفعه إلى العديد من الانحرافات السلوكية، موضحاً ان السبب يبدأ بالأسرة، والعلاج يبدأ ايضاً من خلالها.
وحذرت الدراسة من ان الغش في الامتحانات بمدارس الكويت يعتبر من أخطر الظواهر الاجتماعية التي يسعى فيها الطالب إلى تظليل عملية تقويمية بأساليب مخزية، مما يؤثر على مستواه التعليمي والأخلاقي، مشددة على ان الغش في الامتحانات مرض اجتماعي يتضمن عناصر الكذب، والسرقة، والنفاق، والرشوة وان شخصية الطالب الذي يلجأ إلى الغش تميل إلى العجز والتواكل السلبي.
وقال الدكتور المطوع: ان الطالب الذي يستخدم هذه الوسيلة يمتلك شخصية تعاني من تشوه في النواحي الادراكية والخلقية، كما انه قادر على التمييز بين الخير والشر.
الملف الإنجازي
قد يكون مشروعا ناجحا واثبت فاعليته في بعض الاماكن ولكن في الكويت فإنه اثبت انه مشروع فاشل ونتائجه تدميرية على الطلبة وحتى المعلمين فالطالب عندما يعلم انه ناجح في نهاية العام لايهتم لدروسه وحل واجباته في ظل نظام لايوجد به عقاب للمهمل، والنتيجة ان مانشاهده الآن في بعض المدارس الابتدائية ان هناك طلبة لايعرفون كتابة اسمهم فهذا النظام يساوي بين الطالب المهمل الفاشل والطالب المميز، فكلهم ناجحون في نهاية الامر سواء درست ام لم تدرس، وحتى المعلم اصبح لايسيطر على الطلبة من جهة الدرجات فكيف يهاب المعلم عبر مشاركته في الصف او في حل واجباته او نجاحه في الاختبارات وهو لديه اليقين انه في نهاية المطاف ناجح حتى ان شاغب في الفصل وعمل مشاكل بين الطلبة او مع المعلم. قبل فترة اعلن مدير المركز والوطني لتطوير التعليم د. غازي الرشيدي ان انتهاء اللجنة المكلفة لتطوير المرحلة الابتدائية حيث توصلت الى التوجيه بالغاء الملف الانجازي في هذه المرحلة في حال استمرار الوضع التعليمي على ما هو عليه الآن مشيراً الى أن التوصيات اشتملت على استقرار الملف الانجازي إذا توافرت البيئة التعليمية الحاضنة لهذا النوع من التقويم وهو الأمر غير المتوفر في الوقت الحالي مما يستدعي الغاء الملف الانجازي.
إذا جميع الاصوات اتفقت على إلغائه او على الاقل تقييم انتاجه وأثره السلبي على الطلبة والمعلمين تمهيداً لتجميده او تحسينه..
فهل سيتم الغاء هذا المشروع قريباً؟
كلمة حق
عندما ننتقد ونظهر السلبيات فلا يعني ذلك ان نلغي جهود الطرف الآخر وهو ما نسمية العدل، هناك قصور وخلل في بعض الامور ولكن هل هو متعمد بالطبع لا انما كان الهدف الاصلاح والرقي بالتعليم ولكن اجواء الكويت غير اجواء المجتمع الفلاني لاننا لا نستطيع ان ننسخ قانون أو برنامج أو تطبيق من مكان الى آخر دون مراعاة الظروف والبيئة والعوامل الاجتماعية الاخرى ونود هنا توجيه الشكر لكل من حمل رسالة التربية والتعليم وان اختلفنا معه في الرأي أو الاسلوب ومن خلال لقاءاتنا في منطقتي مبارك الكبير والجهراء التعليمية وجدنا ان المناطق التعليمية كخلية نحل من المراجعين وأولياء الامور وغيرهم حتى ان رؤساء المناطق التعليمية دون مبالغة «زين يقدرون يحكون راسهم» وانهم يتأخرون الى ساعات بعد الدوام في سبيل انجاز وحل مشكلات المعلمين والطلبة وأولي امرهم والله يعينهم.
وقفة مع الغرب
الاسلوب الغربي في التدريس يحتاج الى وقفة لأخذ العبر والدروس منه فهو اسلوب يحترم العقل ويقدر الشخص المقابل ولايكثرت بكثرة الورق وانما يقوم بمخاطبة العقل والوجدان والمشاركة الجماعية والمناقشة البناءة وفق اسس علمية مبتكرة لافضل الطرق لإيصال المعلومة فلماذا لانخصص نحن حصة او حصتان اسبوعياً لتوجيه الطلبة او مناقشة امر معهم وفق امور عدة منها:
> الاستعانة بخبراء اكفاء مدربين على الخطابة ويفضل من لديهم دورات في علم البرمجة اللغوي npa من الذين تعلموا من معاهد الابداع والنجاح المحترمة المعترف بها عالمياً وكذلك التربية الوطنية والتربية الحياتية الثقافة العامة والتوجيهات التي تمنع من الانحراف والتربية الدينية ومواضيع عدة يمكن ان تدرسها بلا كتب.
لماذا نركز دائماً على الكتب والورق؟ لماذا لانعتمد على اسلوب المخاطبة الذهنية ويكونوا على خط واحد مع المحاضر او الخطيب ويكون الفائدة اكبر والحقيقة المُرة ان يعاني من نقص شديد في الامكانيات التعليمية بل وحتى إذا توافرت بعض التكنولوجيا الحديثة، فإن توظيف التقنية الحديثة في فصولنا الدراسية مازال في مراحله في الاولى.
المعلم يستثمر التقنية الحديثة في التدريس ويستخدم الحوار والإلقاء واسلوب حل المشكلات والمشاريع التعليمية وعدم التمحور حول الاوراق فالمنهج متحرك والمهم الوصول للغايات. والمعلم الغربي في الغالب لايعتمد كلياً على المنهج المقرر بل يجدد في طرحه ويوسع في منهجه ووسائله ويربط الطالب بالمكتبة والبحث والمنافسة الجماعية، كما يلتزم المرشد الاكاديمي الغربي بساعاته المكتبية ويتواجد في مكتبه ويقدر طلابه ويعتذر منهم في حال غيابه وقلما تحدث الزيارات الخاصة في حين ان جامعاتنا قد تكتظ بالاصدقاء والمعارف والاقارب مما يخل بدور المعلم الذي ينشغل عن طلابه فينصرف عنهم ويقبل على ضيوفه.
إبراهيم مطلق:
مناهجنا تعتمد على التلقين لا مخاطبة العقل
وتحدث إبراهيم مطلق قائلاً: الأسرة بالدرجة الأولى تتحمل ضعف مستوى الطلبة التعليمي فالطالب أصبح وقته كله مشغولا بالفسح والفضائيات والجلوس أمام الكمبيوتر أي أنه غارق في الملهيات ولا يجد وقت للقراءة والكتابة وتثقيف نفسه وإثراء معلوماته التعليمية، وأضاف إن الأسرة تتحمل هنا المسؤولية بتركها الحبل على الغارب وغض النظر عن تصرفات وسلوك الطالب.
وأوضح أن المناهج جامدة غير مواكبة للعصر الحديث وتعتمد على أسلوب التلقين وليس على أسلوب مخاطبة العقل.
وبين مطلق أن المعلم الآن يحتاج إلى دورات تعليمية تأهيلية لمواكبة المسيرة التعليمية وأضاف أن اختيار المعلم الأصل به هو النقص بغض النظر عن الكفاءة، وأشار إلى أنه بعكس ما يحدث في المدارس الخاصة أن الأصل هو الكفاءة والإنتاجية وأوضح أن المدارس الخاصة تهتم بنوعية المعلم وحتى مناهجهم مطورة تختلف عن المناهج الحكومية إلا في اللغة العربية والإسلامية، فالطفرة العلمية والنجاح في المدارس الخاصة لم يأت من فراغ.
وطالب بربط مخرجات التعليم في الجامعة وكلية التربية الأساسية بسوق العمل وأوضح أنه نتيجة للخطط غير المدروسة أصبح لدينا فائض من معلمين في تخصصات اللغة العربية والإسلامية وغيرهما وندرة في بعض التخصصات الأخرى مثل الإنكليزي والحاسوب وأشار إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لتأنيث المدارس في ظل وجود أعداد كبيرة من الخريجات لم يجدوا لهم وظائف لذلك كان الحل هو التأنيث وهو حل غير مدروس وله عواقب سيئة على المدى البعيد، وطالب مطلق بتوفير مكاتب للهيئة التدريبية والإدارية في المدرسة، وتساءل كيف تريدون المعلم ينتج ويعمل وهو غير مرتاح نفسياً؟! وأشار إلى أنه يجب توفير صالات رياضية متعددة الأغراض وبعض الوسائل الترفيهية وتفعيل دور المكتبات الثقافي وطالب بأن تكون مرحلة رياض الأطفال إلى نهاية السلم الدراسي إلزامية.
ودعا إلى تشكيل لجنة لبحث رسوب وتسرب الطلبة ابتداء من أولى ثانوي إلى الثانوية العامة ومعالجة الخلل والأسباب التي تؤدي إلى تناقص أعداد الطلبة تدريجياً بصورة مخيفة وأوضح مطلق أنه يجب سماع صوت ومعاناة واحتياجات المعلمين مباشرة مع قياديي التربية بلا وسطاء وكذلك الأمر مع أولياء الأمور عبر اجتماعات دورية حتى تضع النقاط فوق الحروف وتزيل الحواجز والعوائق.
مضحي صالح: العقاب الرادع يضبط أخلاق وسلوكيات الطلاب
أوضح مضحي صالح اخصائي اجتماعي في احدى المدارس انه يجب ان يكون هناك رادع للطلبة يجعلهم منضبطون
في اخلاقهم وتعاملهم مع المعلمين وزملائهم لان هذا يعطي اثراً ايجابياً وبالتالي يجعلهم يدرسون ويثابرون في المذاكرة ويحرصون على انجاز واجباتهم.
واشار صالح الى ان العقاب ليس بالضرورة ان يكون بالضرب ولكن هناك عقاب نفسي مثلما هو الحال في بعض المدارس الخاصة في الكويت كتأخير الطالب في الذهاب إل&<740; البيت في نهاية المدرسة ساعة كاملة أو حرمانه من المقصف أو اعطائه واجبات مدرسية مضاعفة وهكذا.
عبدالعزيز المهيني: يجب تنقيح المناهج من الحشو واعطاء المعلمين دورات تدريبية
شدد عبدالعزيز المهيني على دورة الأسرة في عملية التعليم واستغرب من ان البعض يوجه الاتهامات فقط للمؤسسة التعليمية ويغفل دور أولياء الأمور من توجيه وتربية ومراقبة مستمرة للابناء. وبين المهيني انه يحبذ اعطاء المعلمين الجدد دورات تدريبية إلزامية والتي تخلق لديهم خبرة مسبقة، وتحدث المهيني عن ضرورة تعديل بعض المناهج الدراسية بحيث تكون مفيدة ومختصرة ولا يكثر بها الحشو وأن يسمع لصوت المعلمين من مطالبات أو شكاوى أو اقتراحات وان يأخذ ذلك على محمل الجد.
خذوا العبرة من دور الرياض الخاصة
أولياء الأمور نوعان احدهما يسجل ابنه في رياض اطفال خاصة والآخر في رياض حكومية، وبعد سنتين على دخولهما رياض الاطفال وقبيل دخولهما المرحلة الابتدائية نشاهد ان من تخرج من الرياض الخاصة لديه محصلة علمية وذهن متقد بالعلم يناسب عمره وعقله وعلى صغره ولا نبالغ في ذلك اذا قلنا انه يقرأ ويكتب حروف الهجاء العربية والانكليزية مع الامثلة والكلمات مع محصلة حسابية ممتازة وكأنه في المرحلة الابتدائية.
اما الآخر من التحق بالروضة الحكومية فإنه في المحصلة النهائية بعد التخرج من الروضة سيعرف بعض الحروف والأرقام وأكثر وقته يكون باللعب والمرح.
والسؤال هنا لماذا نجحت الرياض الخاصة للأطفال فيما عجزت الحكومية باللحاق بها؟ اعتقد انا ذلك يعود لعدة اسباب منها توفير ادارة ومعلمين مؤهلين اكفاء ذي خبرة بالتعامل مع عقليات الاطفال وتوفير الوسائل التعليمية المبسطة الهادفة الى شرح المنهج الحديث المطور. وأما في الرياض الحكومية فقد اشار تقرير اللجنة العليا لتطوير التعليم الى عدم وضوح الدور التربوي لرياض الاطفال في تهيئة التلاميذ للتعلم، مع العلم ان مرحلة رياض الاطفال مرحلة تعليم غير الزامي لكنها تعامل من قبل الدولة كمرحلة الزامية فمتوسط تكلفة طفل الروضة هو الأعلى بين جميع المراحل حيث تبلغ نحو 2000 دينار لذلك لابد من تطوير وتفعيل دور مرحلة رياض الاطفال وادخالها ضمن مرحلة التعليم الالزامي، وتعليم الاطفال اساسيات القراءة والكتابة عن طريق الاساليب التعليمية الحديثة ولنا في تجربة الرياض الخاصة عبرة.
ضاحي مطلق:
بعض قرارات الوزارة متسرعة وسلبية
قال ضاحي مطلق إن وزارة التربية تحمل على عاتقها مسؤولية ضخمة ومهمة فهي التي تنظم العمل وتسن القوانين وتطبقها وبالتالي أي خطأ أو سلبية تحدث في التعليم فإنها تتحمل المسؤولية، وأشار إلى أن بعض القرارات تم أخذها بشيء أو كرد فعل لحل مشكلة مثلما حدث في تأنيث المدارس ومن جانب آخر اعتبر أن الإدارة المدرسية عبارة عن وزارة مصغرة.
وإذا كانت ناجحة فإنه يعود بالتالي على مستوى الطلبة وإذا كان هناك انضباط لدى الإدارة المدرسية فإنه يعود بالتالي إلى انضباط المعلمين وعدم التسيب بكثرة الطبيات والغياب مما يأثر سلبا على الطلبة وسط غياب الإدارة المدرسية وسلطتها.
ودعى لتوفير مكاتب للهيئة التدريسية في المدارس واعتبر هذا من أبسط حقوقهم ومن مستلزمات الراحة النفسية والعطاء الوجداني لهم.
وتطرق مطلق إلى مشكلة الترشيح إلى المناصب الإشرافية وقال إنها عبارة عن مجاملات ومحسوبيات ودعى إلى اعتماد من هم الأكفأ في القسم.
وتحدث مطلق عن وجود خلل في المناهج ودعى إلى تطويرها ومواكبتها للتطور التكنولوجي والتخفيف من الشنطة الثقيلة التي تثقل كاهل الطلبة ومن ناحية أخرى دعى مطلق إلى اعتماد دورات تأهيلية للمعلمين الجدد وتكون إلزامية وبها يتعلم أصول وأساليب التعليم وأشار إلى أن هناك بعض المعلمين يحتاجون إلى دورات لتطوير قدراتهم التعليمية وطالب بإحالة كل معلم ضعيف إلى دورات تدريبية إلزامية لتقويم الخلل وثقله تربويا وتعليميا وثقافيا.
ودعى مطلق إلى تنمية مهارات الطلبة وتثقيفهم عبر المكتبات المدرسية التي تكون في الأغلب مغلقة أو خاوية من الكتب وأضاف أنه يجب إيجاد وسائل لترفيه الطلبة لكسر الجمود والملل والرتابة من إنشاء صالات رياضية متعددة الأغراض وملاعب عشبية وحدائق كاملة ومقهى انترنت، ونشاطات مهارات الخط والقراءة والكتابة وغيرها.
وشكر مطلق وزارة التربية على دورات محو أمية الكمبيوتر واعتبرها من القرارات الناجحة وتمنى أن تفرض على المعلم حديث التخرج وقبل مباشرته التدريس.
الحقيبة المدرسية
نظرا لازدياد المنهج وما يتبعه من كثرة الكتب والدفاتر والكشاكيل المدرسية وجد ان 70% من طلبة المدارس يحملون حقائب مدرسية اكثر من 10% من أوزانهم؟!
وكذلك ان 66% من الطلبة يعانون مشاكل في العمود الفقري بسبب الحقيبة المدرسية؟!
تلك هي الحقيقة التي تقر بها وزارة التربية نفسها، بعد دراسة اعدتها لجنة متخصصة شكلتها الوزارة لدراسة الآثار السلبية للحقيبة على صحة التلاميذ.
وتعد قضية الحقيبة المدرسية واحدة من اهم المشاكل التي تؤثر في الجانب الجسدي للتلاميذ الى الحد الذي يمكن معه ان ينتج جيلا مصابا أو يعاني اصابات واضحة تصل خطورتها الى التشويه العضلي.
والحقيبة ثقيلة هذا ما يقوله اكثر من الف وخمسمائة طالب شملتهم الدراسة التي اعدتها وزارة التربية.
وقد تبين من النتائج ان هناك مشكلة تتعلق بالحقيبة المدرسية في جميع المراحل التعليمية، حيث افاد معظم الطلبة بان الوزن الحالي للحقيبة ثقيل، وانهم يعانون من اصرار المعلمين على ان يصطحب الطلبة جميع الادوات والكتب والكراسات يوميا، كما انهم يعانون من طلب المعلمين لهم شراء كراسات تحتوي على اكثر من 100 ورقة.
وقد اشتكى الطلبة من الحجم الكبير لمعظم الكتب المدرسية ومن عدد الواجبات المدرسية اليومية.
أما من حيث نتائج آراء فئات المجتمع فلقد اجمع معظمهم على انه توجد مشكلة تتعلق بالحقيبة المدرسية وقد اقترحوا بعض الآراء التي من شأنها ان تسهم في تطوير الواقع الحالي ومن اهمها توفير خزانة داخل الفصل لكل طالب لحفظ ادواته وكتبه، والاهتمام بتوعية الطلبة وأولياء الأمور بمواصفات الحقيبة الصحية، وتوفير دفاتر صغيرة بدلا من الكشاكيل الكبيرة، وتوفير حقيبة مطابقة للشروط الصحية، والاهتمام بالوسائل المعاصرة للتعليم كبديل للكتب الكثيرة واما عن اجراءات الوزارة لحل المشكلة.
فقد قامت الوزارة بعدة اجراءات لمواجهة المشاكل الناتجة عن الحقيبة المدرسية، منها التعميم بان تكون احجام الكراسات والدفاتر 40 ورقة للمتعلمين في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، 60 ورقة للمتعلمين في المرحلة الثانوية، ومنع شراء الكشاكيل وعمل خزانات في فصول الطلبة في المراحل الدراسية المختلفة، وزارة التربية تعلم ان الغالبية العظمى من المدارس لم تلتزم بالاجراءات الجديدة للحقيبة المدرسية لسببين: الأول عدم فهم القائمين على التربية من الضرر الناتج عن الوزن الزائد للحقيبة المدرسية، والثاني عدم الزام المدارس كلها باهمية تطبيق القرار.
احدى المشاكل الجديدة التي يواجهها التلاميذ ليست في الوزن الزائد من حمل الحقيبة المدرسية فقط، وانماوجود نوع جديد من الحقائب المدرسية تعتمد على السحب، وهذه الحقائب تؤثر في الجانب الجسدي.
وعلى الرغم من اهتمام الوزارة بموضوع الحقيبة المدرسية ومدى تأثيرها البالغ في التلاميذ، فإن هناك عدم وضوح من جانبها في الانتهاء من موضوع الخزائن، فضلا عن اهمال بعض المدارس الاهتمام بموضوع وزن الحقيبة، لذلك فالمطلوب من القائمين على وزارة التربية عمل زيارات مفاجئة للمدارس لوزن الحقائب، ومعرفة مدى توافقها حيث يجب، حسب الدراسات، ان يكون وزن الحقيبة اقل من 10% من وزن التلميذ، هذا بالاضافة الى ان على الوزارة وضع عقوبات على المدارس أو المدرسين الذين يطلبون كراسات لم يتم الاتفاق عليها.
يوسف مبارك: «ملف الانجاز» قلل اهتمام أولياء الأمور بأبنائهم
تحدث يوسف مبارك عما يجري في المرحلة الابتدائية من خلال خبرته الطويلة والتي وصلت الى 16 عاماً في نفس المرحلة فقال انه بعد تطبيق نظام ملف الانجاز او النجاح التلقائي اي عدم الرسوب في أي مرحلة من مراحل الابتدائية اصبح ولي الامر غير مكترث بما يجري لابنه الطالب وأصبح لديه قناعة في عقله ان ابنه ناجح سواء درس او لم يدرس، مما أثر ذلك على مستوى الطالب الدراسي واصبح الثقل كله على المدرسة حتى إن المدرس عندما يقيم الطلاب بمستويات مختلفة من الممتاز او الجيد او الضعيف فإنهم في النهاية يصبحون سواسية وينجحون في آخر السنة وتساوى المجتهد مع الفاشل وضاعت الحسبة وهذا كله من سلبيات نظام الملف الانجازي.
بل اصبح الطالب غير مبال بالدراسة ولا يكترث بحل الواجبات والنشاط داخل الصف وحتى اولياء الامور كفوا عن متابعة ابنائهم في المدرسة لعلمهم بأنه ناجح تلقائياً وأشار مبارك الى ان الغريب في هذا الامر ان طالبا لا يعرف ان يقرأ او يكتب وفي نهاية السنة ينجح وينقل الى صف آخر.
وتحدث مبارك عن وجود كم هائل من المناهج والكتب الدراسية تثقل كاهل الطالب في السابق كان يدرس للطلاب اللغة العربية والرياضيات والتربية الاسلامية والعلوم ثم اضافوا اللغة الانكليزية وقد واجهتنا مشكلات مع اختلاف الارقام بين اللغة العربية والانكليزية وكذلك كتابة الحروف وبدايتها بالنسبة الى اللغة العربية والانكليزية اما الان فالطالب لديه 8 الى 9 مواد والعدد قابل للزيادة فكيف نريد من الطالب ان يركز ويتفوق وأشار ان اولياء الامور ليس بمقدورهم ان يهتموا بجميع المواد وخاصة اذا كان لديهم 4 أو 5 ابناء في مراحل دراسية مختلفة فإنه من المستحيل ان يكون لهم انتاجية فعالة في رعاية وتدريس ابنائهم.
وتحدث مبارك عن ان المعلم اليوم ليس كالماضي في الانتاجية وايصال المعلومة بل انه في الماضي كان يخصص وقتا بعد انتهاء حصته ليشرح للطالب الضعيف الذي لم يستوعب الدرس اي انه كان بالسابق مربي اجيال وقدوة وكان لديه ثقافة وتربية وتوجيه.
أما الآن فإن المعلم يحتاج الى دورات تأهيلية وتدريبية قبل دخوله مجال التدريس لزيادة انتاجيته.
الجانب المهاري والوجداني
وفي دراسة اصدرها قطاع البحوث التربوية والمناهج في وزارة التربية مؤخراً تشير الى ان الامتحانات تركز على الجانب المعرفي فقط فيما تغفل الجانب المهاري والوجداني، كما تشير الى صعوبة الامتحانات وغموضها، الامر الذي يؤدي الى قلق التلميذ وخوف اسرته، وان القلق آفة العملية التعليمية. وتضيف الدراسة الى الاسباب السابقة كثافة المقررات، ونقص مهارات المعلم التقويمية، وتدني مستوى اداء المعلم، وتفشي الدروس الخصوصية، وعدم وجود اجابات محددة لبعض الاسئلة، علاوة على عدم توفر العدد الكافي من المصححيين، وتدخل اولياء الامور في نتائج الامتحانات، وعدم اهتمام الادارة بدراسة مشكلات المدرسين خلال فترة الامتحانات، وكثرة الاعباء التدريسية والمهنية، وغياب الحوافز المناسبة للمعلم، وقلة الانضباط في المدرسة الخ. اما التوصيات التي خرجت بها الدراسة فهي اعادة النظر في المناهج الدراسية، والتقليل من الكم، وتقليل كثافة الفصول الدراسية، وتشجيع التلاميذ على التعليم الذاتي، ودعم التعاون بين البيت والمدرسة، واستحداث مقرر جديد للتربية الاسرية، لتوعية الآباء تجنباً للانحرافات بين الناشئة، وزيادة فاعلية دور الادارة المدرسية لتخفيف رهبة الامتحانات، وتفعيل دور الانشطة في دعم طاقات التلاميذ الابداعية، وكذلك تخفيف العبء التدريسي والمهني عن المدرسين، وزيادة الاختبارات القصيرة، مع الاهتمام بالاختبارات الشفهية، وتدريب التلاميذ على نماذج الامتحانات.
آراء الشارع الكويتي
راضي رباح: أوضح انه لا يجب القاء اللوم وتحميل مسؤولية الاخفاق في التربية والتعليم على عاتق وزارة التربية وجعلها شماعة لكل الاخطاء، وأضاف رباح: ان البعض دائما يهاجم المعلمين من جهة الكفاءة وقدرته على ايصال المعلومة، ولانهم كويتيون ومنهم بنظرهم غير مؤهلين لتحمل المسؤولية، وأوضح ان الطالب الآن غير من جهة استيعابه وفهمه وانضباطه في ظل نظام العولمة وثقافة الانترنت والستلايت و«البلاي ستيشن» ولا ننسى تربية الخادمة وانشغال الأم بالزيارات والملابس، وأكد الرباح ان حل المشكلة التعليمية يكون بتضافر الجهود في مختلف مؤسسات الدولة.
وقال أحمد غازي: انه غير راض عما يجري في التعليم في الكويت، وبين ان مستويات الطلبة في انحدار وهبوط وهذا ان دل فإنه يدل على وجود خلل في التعليم، وأضاف ان التعليم هو اساس كل تطور للمجتمع، وطالب باعتماد افضل الوسائل التعليمية المتطورة.
وطالب عبدالله بالحد من اصدار القوانين التربوية العشوائية وعمل خطة مدروسة واعية قبل اصدار اي قانون تربوي، وانه يجب ان يمر على أكثر من لجنة مختصة لاقراره واثبات فاعليته واعتقد ان الوزارة تسرعت في اقرار الملف الانجازي.
خالد راشد: دعى وزارة التربية لاخذ من تجارب المدارس الخاصة الناجحة مثل المدارس ثناءية اللغة الاميركية والبريطانية وغيرها ودعى لاستخدام نفس خط تلك المدارس من كفاءة وتطور علمي ومدى نجاح وكفاءة المعلم وانتاجيته هناك وتساءل لماذا تهدر الاموال والطاقات ولماذا اصبحت المدارس الحكومية حقل تجارب لبعض المسؤولين في حين انه لدينا مشروع ناجح يمكن ان ندرس سر نجاحه ونطبقه في المدارس الحكومية وهو المدارس الخاصة.
وقال محمد غازي ان المناهج قديمة في كثير منها وعبارة عن حشو وتهتم بالكم وليس بالنوع ولا تخدم الطالب في سوق العمل، ودعى لتطوير المناهج بما يتناسب مع العصر الحديث بإرتفاع الاساليب المطورة وتحدث عن سلبيات الملف الانجازي والذي جعل التلميذ لايهتم بالدراسة كونه ناجح آخر العام وبين ان المرحلة الابتدائية هي اهم مرحلة في التأسيس فكيف نطبق نظام يأمن به المهمل الضعيف ويساوي المجتهدين والضعفاء أي انه يقتل الحافز والابداع لأي الطالب لعلمه بالنجاح في اخر السنة.
ودعى غازي الى انشاء جامعات اهلية في الكويت وتوفير الاراضي والامكانيات لاقامتها حتى لايضطر الطالب الكويتي الى التغرب سنوات في بلدان غريبة يتخلى خلالها عن عاداته وقيمة.
وأوضح ياسر مطر انه يشعر بالاسف والحزن لما آلت عليه امور التعليم اليوم فالتعليم في هبوط في ظل معلمين غير اكفاء لا يهمهم سوى الراتب اخر الشهر ودائماً تجدهم متذمرين وطالب بوجود دورات تأهلية لذوي المستويات الضعيفة.
واوضح فلاح نزال انه يشكو من المستويات المنخفضة لبعض المدرسين الوافدين وطالب باجراء اختبارات تأهيلية قبل التعاقد معهم والتشدد في القبول، وحتى الناجحين منهم فإنهم بحاجة الى دورات توعية وتأهيل.
تعليم متهالك:
توسعتِ الحكومات العربيّة (وعلى رأسها مصر منذ ثورة يوليو) في التعليمِ لأسبابٍ دعائيّة، رغمَ أنَّ مواردَ الدولةِ والبنيةَ الأساسيّةَ لم تكن تسمحُ بتعليمِ كلِّ هذه الأعدادِ دفعةً واحدة، ممّا أدّى لنتائجَ مدمّرة:
· أدّى التكدّسُ في الفصولِ إلى هبوطِ كفاءةِ التعليم:
1- ليسَ فقط لأنَّ تكدّسَ الفصلِ يجعلُه كئيبًا أكثرَ ممّا هو أساسًا.
2- وليسَ فقط لصعوبةِ توزيعِ اهتمامِ المدرّسِ بينَ كلِّ هذا الكمِّ من التلاميذِ ومراقبةِ انتباهِهم وانضباطِهم أثناءَ الشرح.
3- وليسَ فقط لأنَّه منَ المستحيلِ في ظلِّ هذه الأعدادِ أن يعرفَ المدرّسُ كلَّ تلميذٍ على حِدَة، معرفةً تُتيحُ له فهمَ شخصيّتِه وظروفَه الاجتماعيّة، ليدركَ نقاطَ ضعفِه وعيوبَه فيقوّمَها، ويجدَ أنسبَ الوسائلِ لإيصالِ المعلومةِ إليه، ويكتشفَ مواهبَه فيُنمّيَها.
4- وليسَ فقط لأنَّ زمنَ الحصّةِ لا يمكنُ أنّ يتسعَ لكي يستفسرَ كلُّ تلميذٍ عمّا لم يتّضحْ له أثناءَ الشرح.
5- وليسَ فقط لأنَّ كثرةَ العددِ تستهلكُ الميزانيّة، ممّا يؤدّي إلى قلةِ التجهيزاتِ والمعامل، ممّا يؤدّي إلى تحويلِ التعليمِ إلى صيغةٍ نظريّةٍ مُفرّغةٍ من المضمون.
6- ولكنْ أيضًا لأنَّ التكدّسَ يستدعي تمريرَ عددٍ كبيرٍ منَ تلاميذِ المدارسِ وطلبةِ الجامعاتِ ضعافِ المستوى من عامٍ دراسيٍّ للذي يليه، حتّى يُفسحوا مجالا للأعدادِ المتزايدةِ التي ستحلُّ محلَّهم.. وبهذا تُفاجأُ بأنََ كثيرًا من تلاميذِ المرحلةِ الإعداديّةِ لا يتقنُ القراءةَ والكتابة، ولا يحفظَُ جدولَ الضرب، وبأنَّ كثيرًا من طلبةِ المرحلةِ الثانويّةِ يُخطئونَ في هجاءِ اللغةِ الإنجليزيّة، ويتطوّرُ الأمرُ حتّى يتخرّجَ غالبيّةُ طلبةِ الجامعةِ في تخصّصاتٍ لا يتقنونَها!
· كما أدّى ضعفُ الإمكانيّاتِ إلى اعتمادِ الاختباراتِ التحريريّةِ والامتحاناتِ المكتوبةِ كوسيلةٍ أحاديّةٍ للتقييم، مع اتخاذِ الدرجاتِ الناجمةِ عنها وسيلةً لتنسيقِ دخولِ التعليمِ الثانويِّ والجامعيّ.. ممّا أدّى لتوابعَ مدمّرة:
1- أصبحَ حفظُ المنهجِ هو الطريقَ الأمثلَ لإحرازِ درجاتٍ أعلى.
2- اكتسبتِ الدروسُ الخصوصيّةُ أهميةً خارقة، حيثُ يتمُّ فيها تدريبُ الطالبِ على كيفيةِ أداءِ الامتحان، وبالتالي إحرازِ درجاتٍ أعلى.
3- أصبحَ دورُ البيتِ هو التأكّدَ من تحصيلِ الطالب، بحيثُ ينزعجُ الأبُ والأمُّ إذا بدرتْ على ابنهما بوادرُ موهبةٍ أو هواية، أو ظهرت عليه علاماتُ (الحماقةِ) فراحَ يقرأُ كتبًا ثقافيةً ويتركُ كتبَ المدرسة!.. وبهذا أصبحَ دورُ البيتِ أن يقتلَ الهواياتِ والثقافة، فهي عديمةُ الجدوى، ولا تجني أيَّ درجات، بل تضيّعُ المستقبل.
1- أصبحَ التفكيرُ في المنهج، والإطلاعُ الخارجيُّ فيما يتعلّقُ بموضوعاتِه عديمَ الجدوى، حيثُ يعتبرُ هذا تضييعًا للوقتِ.. ويصلُ الأمرُ إلى حفظِ النسبِ المئويّةِ والإحصاءات، والتي كثيرًا ما تكونُ خاطئةً، إمّا لخطإٍ مطبعيٍّ أو لتقادمِ الزمنِ عليها.. ورغمَ هذا يتمُّ حفظُها لتفريغِها في الامتحانِ للحصولِ على الدرجات!
2- وبهذا يقتلُ التعليمُ المصريُّ الميولَ والهواياتِ والتميّزَ والإبداعَ والثقافةَ والبحثَ العلميّ.. ليسَ فقط، بل إنّه يهبطُ بنسبةِ الذكاءِ بالتدريج، نظرًا لإهمالِه دورَ الفهمِ واستخدامِ العقل!!
3- نظامُ دخولِ الكليّاتِ على حسبِ الدرجاتِ هو أفشلُ نظمِ التنسيق، حيثُ يؤدّي إلى وضعِ الطالبِ غير المناسبِ في المكانِ غيرِ المناسب، بحيثُ تنفقُ الدولةُ ميزانيّتَها في تعليمِ طلابٍ غالبيّتُهم يكرهونَ كلياتِهم.. فكيفَ يمكنُ أن يُتقنَ هؤلاءِ تخصّصاتِهم، ناهيكَ عنِ الإبداعِ فيها؟.. هذا بالإضافةِ إلى اليأسِ والإحباطِ والشعورِ بفقدانِ القيمةِ الذي يشعرونَ به طوالَ حياتِهم!
4- ليس هذا فحسب، بل إنَّ نظامَ دخولِ الكلّياتِ التربويّةِ عن طريقِ المجموعِ، أدّى إلى تسرّبِ الحثالةِ والجهلاءِ والأغبياءِ والفاسدينَ والمنحرفينَ والمعقّدينَ نفسيًّا إلى مهنةٍ مقدّسةٍ كالتعليم، حيثُ راحوا يمارسونَ المهنةَ باعتبارِها تجارة، فيُهملونَ الشرحَ ويضطهدونَ الطلابَ لإجبارِهم على تعاطي الدروسِ الخصوصيّةِ لديهم، كما راحوا يُدمرونَ نموذجَ القدوة، فكثيرٌ منهم ضعيفُ المستوى، وكثيرٌ منهم معبّأٌ بالعاداتِ والأخلاقِ السّيّئةِ كالتدخينِ والعصبيّةِ واستخدامِ الألفاظِ النابيةِ والتلميحاتِ الجنسيّة، ومنهم من هم ضعافُ الشخصيّةِ ومنهم من هو عنيفٌ... إلي آخرِ العاهاتِ التي ألقتها القوى العاملةُ في مدارسِنا بلا تمييز!
· أسوأُ ما في الأمرِ، هو أنَّ تحويلَ التعليمِ الأزهريِّ من نظامِه القديمِ الرائعِ إلى مثلِ هذا النظامِ اللعين، قد قتلَ الأزهرَ كما عرفه التاريخ، وقضى على دورِه نهائيًّا.
· كلُّ هذا أنتجَ أجيالا من أنصافِ المتعلمينَ وأنصافِ المثقفينَ وأنصافِ المتخصّصين.. هذه الأجيالُ تسلّمت زمامَ المجتمعِ في مجالاتِ الاقتصادِ والتجارةِ والطبِّ والهندسةِ والأدبِ والفنّ والدينِ وغيرِها، ممّا عمِلَ على الانهيارِ المطّردِ في كفاءةِ وأداءِ هذه المجالات
للمزيد من الاطلاع حول كيفية انحراف عالمنا العربي في التعليم
· أخطاء هيكلية:
· الهدف الحقيقي وراء سياسات نظمنا التعليمية:
· الخطأ في النظريّة قبل أن يكون في التطبيق:
· هل توجد بدائل لنظام التعليم الحاليّ؟
المصدر: كيف انحرف العااااااالم
ننتظر مشاركاتكم وآراءكم بفارغ الصبر
التعليم في العالم العربي ... الأزمة والعلاج
حسام مقلد
لا شك أن التعليم في العالم العربي يعاني من أزمة عنيفة ومزمنة، وربما ظن البعض أنها أزمة مستعصية على العلاج؛ بسبب كثرة العوامل والأسباب شديدة التداخل والتعقيد الكامنة وراء هذه الأزمة، وفي الحقيقة ودون أدنى مبالغة أو تهويل، فإن أزمة التعليم في العالم العربي هي أزمة مصيرية؛ لأنها أزمة تمس عن قرب هوية الأمة وحاضرها ومستقبلها... ومن هنا فعندما نفتح هذا الملف لابد أن نفتحه بقدر كبير جدا من الاهتمام والحذر، والجدية والشمول بحيث نراعي الجزئيات والتفاصيل الكثيرة المبعثرة والتي تشكل جزءا من اللغز أو الأحجية...!!!
التقارير الدولية حول التعليم في العالم العربي:
تشير معظم التقارير الصادرة عن الجهات الدولية المعنية إلى تدني مستويات المخرجات التعليمية في الوطن العربي، مقارنة بالدول النامية الأخرى في العالم.
ومن ذلك التقرير الذي صدر مؤخراً عن البنك الدولي والذي حذَّر فيه من تخلف التعليم في العالم العربي، ومن أهم ما جاء في هذا التقرير ما يلي:
1- مستوي التعليم في الوطن العربي متخلف بالمقارنة بالمناطق الأخرى في العالم.
2- يحتاج نظام التعليم العربي إلي إصلاحات عاجلة لمواجهة مشكلة البطالة وغيرها من التحديات الاقتصادية.
3- على الرغم من أن معظم الأطفال في العديد من الدول العربية استطاع الاستفادة من التعليم الإلزامي، وتقلصت الفجوة بين تعليم الجنسين؛ إلا أن الدول العربية ما زالت متخلفة عن كثير من الدول النامية في هذا المجال.
4- خصصت الدول العربية 5 % فقط من إجمالي الناتج المحلي، و 20 % من إجمالي الإنفاق الحكومي على التعليم خلال الأربعين سنة الماضية.
5- توجد فجوات كبيرة بين ما حققته الأنظمة التعليمية في العالم العربي، وبين ما تحتاجه المنطقة في عملية التنمية الاقتصادية.
6- وأشار التقرير إلا أن أحد أسباب ضعف العلاقة بين التعليم وضعف النمو الاقتصادي هو انخفاض مستوى التعليم بشكل كبير.
7- وذكر التقرير أنه برغم كل الجهود العربية للقضاء على الأمية، مازال معدل الأمية في الوطن العربي يماثل المعدل في دول شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
8- وخلص التقرير إلى أن جميع البلدان العربية تحتاج إلى مسارات جديدة في إصلاح أنظمتها التعليمية؛ من أجل الحوافز والمساءلة العامة، إلى جانب اتخاذ الإجراءات الفاعلة لتحسين مستويات المخرجات التعليمية إلى سوق العمل.
أهمية التعليم في العصر الحاضر:
وحتى ندرك فداحة الخطر الذي يتهددنا بسب هذا الوضع التعليمي المتردي نتوقف قليلا للحديث عن أهمية التعليم في العصر الحاضر، فلا أحد يماري في أن التعليم يعد في حياة الأمم والمجتمعات المعاصرة القاعدة الصلبة والأساس المكين الذي تقوم عليه، فالدول المتطورة في عالمنا اليوم تؤسس نهضتها على العلم.
ولنأخذ الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، حيث نجد أن التعليم الراقي المتطور والبحث العلمي الراسخ هما المصدر الأبرز من مصادر قوتها وهيمنتها، فبسبب البحوث العلمية المتطورة والدؤوبة صارت الولايات المتحدة أكثر البلاد تقدماً على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات: الاقتصادية، و السياسية، والعسكرية، والمعلوماتية، والتقنية، ومازال نظام التعليم الأمريكي يعد مرجعا ونموذجا لمعظم دول العالم الأخرى، وما تزال الولايات المتحدة تحتفظ بأسرارها العلمية والتقنية، والتي تعد أمضى وأقوى أسلحتها على الإطلاق.
ولم تصل أمريكا إلى ما وصلت إليه من سطوة وقوة وهيمنة على العالم إلا بالعلم، وإنفاقها السخي على التعليم والاهتمام بطلابها ومدارسها وجامعاتها، لأنها أدركت مبكرا جدا أن التعليم هو الذي يحمي مستقبل أمريكا ويحقق لها النهضة والتفوق والتميز، ويضع في أيديها أسباب القوة والسيطرة على العالم.
أمريكا ومشكلات التعليم:
مع كل ما تقدم عن النهضة والقوة والهيمنة الأمريكية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية عندما علمت أن الاتحاد السوفييتي السابق قد تفوق عليها في مجال الفضاء شعر المسئولون فيها بالخطر الداهم، وأعلنوا أن أمتهم في حالة خطر، وصدر تقريرهم الشهير " أمة في خطر “A Nation At Risk" عام1983 م ، وكان بمثابة صرخة مدوية، أظهرت مدى ما يستشعره صناع القرار الأمريكيون من الخطر الذي يتهدد أمريكا، ومدى تدني نوعية التعليم فيها، ومما جاء في هذا التقرير:" ... لأول مرة في مسيرة التعليم العام بأمريكا سيتخرج جيل لا يتفوق على آبائه، بل حتى لا يساويهم أو يدانيهم في المهارات والمعارف والقدرات..." وورد أيضاً:" لو كان التعليم بحالته في بداية الثمانينات بأمريكا مفروضاً عليها من قوى خارجية لكان الأمريكيون نظروا إليه باعتباره عملا حربيا ضدهم، ولكن ما حدث أنهم سمحوا بأن يفعلوا ذلك بأنفسهم...!!".
الدراسات التربوية هي الحل:
على الفور أعد المسؤولون عن التعليم الأمريكي الدراسات التربوية المتخصصة، وانطلقت الخطوات العاجلة لإصلاح التعليم الأمريكي، ووضع المسؤولون الأمريكان نصب أعينهم الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الخطير في التعليم، فكان المعلم ـ بحسب ما توصلت إليه الدراسات ـ هو السبب الرئيس فيما وصلت إليه الأمة الأمريكية من ضعف تعليمي، فكان لا بد من العمل على الارتقاء بمستوى تأهيل المعلمين وإعدادهم الإعداد الجيد، ولم يأتِ عام 1988م إلا وقد طبقت 44 ولاية أمريكية نظام امتحان الكفاية، والذي يتحدد بموجبه مدى كفاءة المعلم المتقدم لشغل هذه الوظيفة، ولم يكتفِ المسؤولون عن إصلاح التعليم في أمريكا بمسألة كفاءة المعلم فقط، بل عمدوا إلى العمل على إعطائه مزيداً من المكانة المهنية والمجتمعية، بما يكرسه كقدوة لها احترامها ومكانتها في النفوس، وعلى إثر هذا التقرير قام المسئولون الأمريكان بتغيير المناهج التعليمية، وتعديل مناهج تدريس الرياضيات والفيزياء وغيرها من المواد العلمية.
وفي عام 1991م، في عهد الرئيس (جورج بوش الأب) الرئيس الأمريكي الأسبق نُشر مشروع بعنوان (أمريكا عام 2000م ـ إستراتيجية للتعليم)، تضمّن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها نظام التعليم الأمريكي، ومنها : "أن يحتل الطالب الأمريكي المرتبة الأولى عالمياً بين دول العالم في مادتي العلوم والرياضيات"، ومن أجل تحقيق هذه الغاية قدّم الباحثون الأمريكيون تقارير حول أفضل الطرق التي تمكِّن الطلاب من التفوق في هذه المواد الأساسية، منها وثيقة "معايير منهج وتقويم الرياضيات المدرسية"Standards for Curriculum and Evaluation for School Mathematics التي اعتمدتها معظم الولايات الأمريكية في كثير من خطواتها لتطوير تعليم الرياضيات فيها، ووثيقة "مبادئ ومعايير الرياضيات المدرسية" Principle and Standards for School Mathematics التي أصدرها المجلس القومي لمعلمي الرياضيات في مارس من عام 2000م، بعد دراسة متأنية وجادة لواقع تعليم مادة الرياضيات في أمريكا.
الطلاب هم صلب العملية التربوية:
عندما لمس القائمون على رأس الإدارة التعليمية في الولايات المتحدة سوء الحالة التي وصل إليها الطلاب هناك، حيث بيَّنت الدراسات ازدياد حالات العنف في المدارس، وانتشار تعاطي المخدرات بين التلاميذ، الأمر الذي أدى إلى تدني مستوى تحصيلهم العلمي؛ فكان لابد من تلافي هذا الخطر ومحاولة تدارك الأمر قبل استفحاله بصورة تنعكس على مكانة الولايات المتحدة وقيادتها للعالم، ومنذ شهر يونيو عام 1999م عمل قسم التربية ومكتب الخدمة السرية في الولايات المتحدة الأمريكية كفريق واحد لفهم قضية العنف في المدارس الأمريكية، ولإيجاد الوسائل التي تمنعه أو تحد منه على الأقل، فصدر دليل العنف في المدارس الأمريكية عام 2002م ليبحث في هذه المشكلة الخطيرة؛ سعياً لإيجاد الحلول الناجعة لها.
ما المطلوب في العالم العربي لإصلاح التعليم:
إن العرض السابق لمشاكل التعليم في أمريكا، وكيفية تعاطي المجتمع الأمريكي لها على المستويين الرسمي والشعبي يعكس لنا مسألة في غاية الأهمية، وهي أن تفوق ونهضة أي دولة وسبقها لدول العالم الأخرى وهيمنتها عليها ليست مسألة عفوية، أو أمرا مسلما به لهذه الدولة أو تلك بزعم تفوقها العقلي ... أو غير ذلك ، بل هذه الريادة وهذا التفوق يحتاجان إلى قاعدة تعليمية صلبة وقوية ومتفوقة، وهذا يستلزم المزيد والمزيد من العمل الدؤوب والجهود المستمرة؛ لمعرفة مدى ملائمة النظام التعليمي، لخدمة الأهداف المرسومة والغايات الإستراتيجية التي تسعى إليها الدولة، وهذا ما يقوم به القائمون على الإدارة التربوية العامة في أمريكا؛ لذلك فقد وجدنا هذا الكم الكبير من الدراسات والمتابعات لواقع التعليم الأمريكي ومشاكله، بُغيَة اتخاذ القرارات والتدابير المناسبة في الوقت المناسب لتلافي أي خلل أو تقصير.
إن هذا المنهج العلمي في التعامل مع التحديات التي تواجهنا في كل المجالات، وخصوصا التعليم، هو المطلوب هنا في العالم العربي؛ فالأمية تصل في بعض الدول العربية إلى60 %، في الوقت الذي لا تزيد فيه عن 3% فقط في بعض الدول الصناعية، واستخدام الوسائل التقنية لدينا في التعليم أمر شبه معدوم، أو محدود جداً وبصورة بدائية مخجلة، وهناك مشاكل كبيرة في السياسات التعليمية، والإدارة التربوية، وقصور كبير في إعداد وتأهيل المعلمين، وخلل فادح في المناهج التي تعتمد على الشكل النظري، ولا تقترب إلا لماما من التطبيق العملي حتى في الجامعات والأقسام العلمية.....وطبعاً فإن هذه المشاكل لا تقتصر فقط على قطاع التعليم، ولكنها تنسحب مع الأسف على كافة مجالات الحياة الأخرى.
لذلك فإن مهمتنا الأساسية اليوم هي إصلاح العقول وإعادة صياغة وتشكيل شخصية الإنسان العربي المسلم؛ لتنهض على أسس دينية وقِيَمِيَّة وحضارية حقيقية، ولن يتم ذلك قبل إصلاح مجال التربية والتعليم، إصلاحاً ينبع من حاجاتنا الحقيقية، بعد دراسة واستيعاب حجم المشاكل التي يعاني منها التعليم لدينا، وتبني إستراتيجية شاملة متكاملة تحقق الغايات السامية التي نسعى إليها.
في الحقيقة يؤثر التعليم تأثيرا محوريا في حياة الأمم ومستقبلها، فإما أن يقفز بها ـ إن كان تعليما راقيا متقدما ـ إلى مصاف الدول المتقدمة، ولنا في اليابان وماليزيا وكوريا وتايوان والصين ... وغيرها المثال العملي في هذا المجال، فهذه الدول تمثل نموذجا يحتذى به في مجال النهضة والتنمية الشاملة المتكاملة التي أسست على التعليم، فقد استغلت هذه الدول كفاءاتها البشرية، وطورت مستوى التعليم في مدارسها وجامعاتها وذللت العقبات أمام الابتكار والإبداع، ووضعت الخطط والاستراتيجيات العلمية والتقنية، فطورت صناعاتها واقتصادياتها حتى غزت معظم دول العالم بمنتجاتها، وقد أشار أحد التقارير الدولية إلى أن دولا مثل: تايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية تنفق على البحث العلمي أكثر مما تنفقه إيطاليا وكندا.
إن مشكلات التعليم في الوطن العربي هي في الواقع منظومة معقدة ومتشابكة من المشاكل التي يعاني منها عالمنا العربي في كافة المجالات، فالمشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تلعب دوراً أساسياً في زيادة مشاكل التعليم في العالم العربي، ولا يمكن حل المشكلات العالقة ما لم نبدأ بالمصارحة الشفافة عن أوضاعنا الحقيقية، ومحاولة وضع خارطة طريق صالحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعندما نبدأ مسيرة البحث العلمي الحقيقي، ونتجرد في حل مشكلاتنا ستبدأ عملية الإصلاح الحقيقية التي سوف تقودنا بإذن الله تعالى إلى أن نكون فاعلين في هذا العالم... ؛ لأننا ساعتئذ سنعرف من نحن؟ وأين نحن؟ وماذا نريد؟ وما رسالتنا التي نريد إيصالها إلى العالم؟
منهم أخذنا العود والسيجارة *** وما عرفنا نصنع السيّارة
ولا أدري إلى متى نظل مستوردين للصناعات الثقيلة؟؟ ومتى نحلم بأن ينتدب إلينا الغرب للاستفادة من اختراعاتنا المتقدمة؟؟!!
**هذه هي الحال وهكذا دوما**
محلول مائي مائل إلى الإصفرار ويحتوي على المواد الغذائية الذاتية ويشكل حوالي 55% من حجم الدم بينما تشكل الخلايا 54% منه،هذا هو تعريف البلازما، ومعركة الريدانية انتصر فيها سليم الأول العثماني على طومان باي في مصر،أما قاعدة حساب تردد جسم متذبذب فهي د= ن/ ز.
ما سبق ذكره هو مقتطفات مما درسنا خلال اثني عشرة سنة ناهيك عن تعاريف ما في الفلك من نيازك و مذنبات و...إلخ ، والأرض الصالحة للزراعة وغير الصالحة ومشكلات الصناعة في العالم وهي على فكرة تُدَرَّس بلا حلول في المقابل لم ندرس أن زرناب حينما سافر من دياره بغداد إلى أوروبا نقل معه الأناقة والأزياء والعطورات نعم نقلها إلى أوروبا التي تفخر اليوم بباريس المدينة الأنيقة .. ولم ندرس أن ابن النفيس هو مكتشف الدورة الدموية أو أن أبوبكر الرازي اخترع الخيوط الطبية ولم ندرس أن ابن الوردي اكتشف أمريكا قبل كولومبس ولم ..ولم.. ولم ،وقد عرف الكثيرون أن ترينيداد وتوباغو دولة تقع على وجه الكرة الأرضية وذلك بفضل القنوات الرياضية عندما تعرض المباريات التي يؤديها منتخب هذه الدولة وغير ذلك من المعلومات التي يشكر الرائي عليها ، فهل كان واجب التعليم يوما من مسؤوليات القنوات الفضائية أم واجب من أسس لهذا الغرض ؟
عزيزي القارئ هذا المثل "كُل ما تشتهي " بمعنى أن تتخيره فهذا في الأكل الذي يدخل الجوف ويروق للمعدة فما بالك بالتعليم الذي يدخل العقل ويجب أن يروق للمتعلم فما المهم غذاء المعدة أم العقل؟
تأمل معي أول آية نزلت من القرآن"اقرأ"فقد كان اختيارها لحكمة أرادها الله يستشف معانيها ويعرف ما في طياتها من معان جمة أصحاب الألباب.
فالقراءة هي لب العلم وحضارات الأمم تقوم على الإطلاع والمعرفة،إذ أن القراءة هي الحبل الذي يوصلنا للقمم وهي الطوب الذي تبنى منه القلاع الشامخة والنور في الظلام الدامس.
فأول ما يلتحق به الطفل للتعليم المدرسة فإن كان ما يصب في عقله قولا ورأيا سديدا ضمنا جيلا صاعدا نافعا لدينه ولأمته وإن كان ما يتلقونه مجرد أقوال يرددونها كالببغاوات فبذلك نضمن ضحك ولمز أعدائنا ..
بحكم وجودي في مجتمع الطلاب فإنني أكاد أجزم أن ثلاثة أرباع من يكون تحصيلهم في الاختبارات النهائية درجات عالية هم ممن يتمتع بملكة الحفظ والدليل غالبا ما أسأل الطالبات عن شرح تعريف ما أو جواب ما فيكون الرد : في الحقيقة لا أعرف الشرح لا يهم احفظيه فقط.
إذا ناقشنا في موضوع رداءة المناهج قيل لنا: إن من وضعها يمتلكون (حرف الدال) إلا أن هذا لا يوقفنا عن تطبيق قوله عز من قائل " وأمرهم شورى بينهم" ونستشير المعلم والمتعلم أو قد يقال : هذا الأمر سيطبق بعد ثلاث أو خمس سنوات ،فلنعلم أن هذه السنوات تنهض فيها حضارات وتنحط أخر فيجب المسارعة بالتطبيق و أن نستفيد من أخطائنا وإلا فإن الخدوش في الأمة ستصبح شروخاً فإن كان المطلوب من وزارة التربية والتعليم –وهي أهم الوزارات في رأيي- إصلاح المجتمع فإنني أطلب منها شخصيا إصلاح حالها من قبل.
حسنا، سأخبركم عن سبب كتابتي للموضوع ..ألا وإنني أعاني من استذكار لاختبار مادة الجغرافيا غدا، أهم أشجار إقليم الغابات المعتدلة الدفيئة البلوط والإسفندان ، وإنتاج العالم العربي من الفوسفات الخام 29مليون طن ،ومساحة إفريقيا 30،065،000كم2 وتقع بين دائرتي عرض 37ْ شمالا و35ْ جنوبا وأسباب ظهور مشكلة الأمن الغذائي في الوطن العربي!
.............دعواتكم
بقلم: هيفاء الشريف
طالبة ثالث ثانوي
1432هـ
ضحكت كثيرا من براءة الصغيرات في فناء إحدى المدارس , وهن يتخاصمن على أدوارهن , و يتزاحمن حول برادة ماء في صيف حار بعد أن تسابقن وجرين فلهثن عطشا .و حينما قررت أن أذوق الماء الذي تخاصمن لأجله سرعان ما انقلبت ضحكتي عبرة !! إذ كانت تلك البرادة خضراء الغاية كما هي خضراء الصفاية !! فسكبت على يدي منها ففاحت رائحة المواسير فأغنتني عن تذوق ما جرى بينها !!
وحينها رثيت لحالهن ، وقلت في نفسي صدق من قال : فما حيلة المضطر إلا ركوبها ..!
إذ ليس كل من عطش ملك ريالا ليشتري ماء !
وليس كل من ملك ريالا أول اليوم قد يكون في جيبه وقت العطش آخر اليوم!
وحينها تساءلت أين فقه الأولويات عند وزارة التربية والتعليم حين أقرت الرياضة في مدارس البنات ابتداء من العام المقبل ؟!
فبعيدا عن الملاحظات الشرعية على هذا القرار اسمحوا لي أن أسأل العقلاء :هل استوعبت مدارسنا عطش الأكباد حتى تستجيب لداع الحفاظ على الرشاقة والقوام المتناسق ؟!
ولمصلحة من يسن مثل هذا القرار ؟!
أليس إقرار مادة الصحة الغذائية وتشكيل لجان لمتابعة المقاصف وبيع الفاكهة والحليب والشطائر الطازجة ـ بدلا عن مبيعات محسوبة لصالح شركات احتكارية استحوذت على مقاصف التعليم العام لتبيع لأولادنا ساندوتشات كاكو المصبرة ، و شراب النكهات والسكر!!ـ أولى من إقرار الرياضة التي سنعالج بها السمنة ؟!! لأن المثل يقول :المعدة بيت الداء و الحمية رأس كل دواء .
ومن منظور اجتماعي فإن ضرورة إعداد البنات لبيوت المستقبل نفسياً و مهارياً قبل أن يدخلنه بسنين مهمة جسيمة لأنه ليس لكل فتاة أم ، كما أنه ليست كل أمٍ أماً فكيف تُقر وزارة التربية والتعليم حصص الرياضة في مدارس البنات بينما لم تقدم لهن دروس التربية النسوية إلا مرة واحدة في الأسبوع و بهيئة يستحيل أن تؤتي معها ثماراً كانت من أهداف دراسة المادة !!.لأن من يحشر أربعين طالبة وربما أكثر في آخر اليوم و بقاعة واحدة ليتحلقن على فرن واحد أو ماكينة خياطة واحدة!!يخرجهن في نهاية الفصل الدراسي من حصة التفصيل بقطعة صغيرة مردها صندوق التبرعات إن لم تكن سلة المهملات !!ومن حصة التدبير بطبق تعرف اسمه ولا تعرف كنهه !!فتكون النتيجة دخول كثير من الفتيات بيت المستقبل تنقصهن أبسط المهارات فيتعلمن فيه بالحظ أو بالبركة كما يقال ! وربما عادت بعضهن من حيث أتت إذ لم تمهلها التجارب لتوافق حظا أو بركة !وحينها نعلم كم هو مقدار الجرم الذي حملته وزارة التربية والتعليم حين تخلت عن تربية الفتاة قبل تأهيلها للزواج و تعليمها مهمات البيت ومسؤولياته , فقد أغرقتها بحشو من العلوم التي تفارق ذهنها بمفارقتها كتابها ، وشاركتها في هذه الجريمة وزارة الإعلام بقنواتها المتعددة يوم صورت للفتاة بأن الزواج هو ببساطة نهاية سعيدة لقصة حبٍ جميلةٍ تسبح فيها بالهيام والغرام لينتهي المسلسل عند هذا الحد !!
أو حين تصوره بشبح المسؤوليات المتكاثرة التي لا حل لها إلا الهروب منه لبناء علاقة خالية من كل التبعات !!
إن عظم خطيئة الوزارتين يزداد وضوحا عند اطلاعنا على تقرير أعدته وزارة التخطيط السعودية لعام 1432 هـ ذكرت فيه أن نسبة الطلاق قد ارتفعت في مجتمعنا كثيرا , حيث سبق وأن سجلت المحاكم الشرعية في عام واحد 70 ألف عقد زواج و13 ألف صك طلاق !وأن حالة طلاق واحدة تحدث كل 40 دقيقة، بمعدل 33 حالة طلاق في اليوم الواحد !! .
هذه الانهيارات الأسرية اشترك فيها وزارتان اثنتان , أولاهما وزارة التربية والتعليم بمناهجها وخططها وقراراتها , لأنها تكفلت بمهمة تربية الجيل وتنشئته ، والأخرى وزارة الثقافة والإعلام لأنها أخذت على عاتقها رعاية ثقافته وصياغة فكره بما أوتيت من قنوات مسموعة ومرئية ومقروءة .ومن عجائبهما ـ وما أكثرها ـ تقديم الثانويات على الأساسيات , فالرياضة التي لم يمانع أحدا في مشروعية ممارستها بالبيت نالت قضيتها منهما اهتماما بالغ القدر قبل أن يفرض القرار , وحظيت بطرح متواصل شاركت فيه وزارة الإعلام بكل جدارة , ثم تشرفت بتطبيقه الفعلي وزارة التربية والتعليم , تاركين مئات القضايا الساخنة التي بحت أصوات المطالبين بها , يدلك هذا السيناريو على أن وراء الأكمة ما وراءها !!!
ولو سلمنا بحسن النية وسلامة المقصد فإن مالا يمكن تمريره هو آثار هذا القرار من الناحية السلوكية فإذا كان الإشراف الاجتماعي المدرسي يعاني من عناد بعض الطالبات وإصرارهن على تضييق المراييل قبل فرض الرياضة في مدارسهن ، فكيف سيكون الحال مع زِيّ الرياضة الذي لن يكون بكل الأحوال مريولاً أو تنورة !!
وإذا افترضنا بأن شرط اللباس في حصة الرياضة ( أن يكون واسعا ساترا) فإن من الصعب ضبط تصرفات الناس اليومية لأن مما لا يُمارى فيه أن فرض القوانين أسهل من تطبيقها ومراقبة المقصر فيها .
وبالجملة فإذا كانت لدينا مشكلات سلوكية كالتعلق والعشق أو الاسترجال أو التفاخر بالممتلكات فإن لباس الرياضة بعد إقرارها في مدارس البنات سيذكيها وبلا شك .وإن سكتنا اليوم عن هذا القرار وهو في بدايته فلا تستغربوا غدا أن تتعاون الوزارتان ـ بوضعهما الحالي ـ لينشئا مراقص في مدارس البنات لأن الرقص رياضة ممتازة كما يؤكد المختصون !وحينها من يلوم العلماء ـ إن صدقت الكذبة ـ بأنهم عارضوا تعليم البنات !!
كتبته : نوره بنت محمد الزيد
أكاديمية سعودية . 16/ 9/ 1432هـ
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
التعليم في دول الخليج
ما دورنا -نحن الخطباء- نحو هذا الخلل الكبير؟
تعديل التعليق