كفى لعباً يا وزير التربية و التعليم .. نورة محمد الزيد (مقال رائع)

كفى لعباً يا وزير التربية و التعليم .. نورة محمد الزيد


أدْهشْنا العالم بأسره حين لعب قومنا بما لا يلعب به !!

فالمال العام عند بعض مسئولينا لعبة !

و الأسهم في نظر الهوامير شطارة !

والسيارة بيد المفحط شهرة و شجاعة !

لكن ما لم يسبق إليه هي جلجلة هزبر التربية والتعليم حين ذكر مؤكداً : ( بأن تفكير الوزارة الآن منصب بقوة واهتمام على تطوير الرياضة المدرسية من خلال تجارب الدول التي سبقتنا) !!!

فأسِفَ سموه الكريم على خصر مغمور ! ، و نَدِم لغياب عضلة ذراع ! ، فاهتدى ليثنا الجسور للحرب على السمنة ، وقرر بشجاعةٍ نادرةٍ عقد صفقة فريدة مع شركة أسبانية لأن أسبانيا كما يقول ( قد أبدعت وتألقت في عدة ألعاب عالميا)


ولكن أكثر ما يثير دهشتنا هو تغير وظيفة وزارة التربية والتعليم لأنه حسب تعبيره سيسعى لـ ( العمل جيدا على تطوير الألعاب الرياضية ) عبر ( بناء إستراتيجية شاملة لها )



وذلك لأن خبرته في نادي الفروسية أكدت له على حد قوله بأن ( الاتحادات تواجه صعوبات كبيرة وحقها المالي والإعلامي مهضوم) !!!

فإن صدق وزير التربية والتعليم في الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا فليفعل ، لكن ليس في الألعاب ، بل في التعليم لأنه وزيره ، وللرياضة وزيرها !!

يا ليته يدري بأن الدول المتقدمة التي سيحذو حذوها تمارس في تعليمها تعليما عمليا وليس نظريا !!

وأن الدول المتقدمة لديها معامل ومختبرات بحجم المدارس , وليست غرفةً يتيمةً بداخلها!


يا ليته يدري بأن الدول المتقدمة تنفق على البحث العلمي والتجارب المعملية و المخبرية بل وحتى الفاشلة منها بسخاء لأنها حتما ستقود للنجاح!

وأن كل مخترعِ فيها صغيرا كان أو كبيرا يشجع ، ويكرم ، ويعامل، مثل ما يعامل قومنا نجوم الشاشات !!

يا ليته يدري بأن الدول المتقدمة تحترم طلابها فلا يدرسون في مطبخ !!

وأن الدول المتقدمة لا ترد طلابها إن جاءوا للتسجيل في المدرسة الأقرب لأنها قد ازدحمت فيضطرون للأبعد !

وأن أرضية مدارس الأرياف في الدول المتقدمة ليست من تراب كحال بعض مدارس قرانا، فإن هطل المطر عاد الطلاب لبيوتهم بالطين ، فإن لم يكن مطراً تخرجوا بشهادتين الأولى لتجاوز المرحلة ، و الأخرى لإثبات الإصابة بالربو!

من يبلغ الوزير بأن في اليابان ستين ألف روضة أطفال يدرس فيها 90% من أطفالهم[1] لكنها في وزارته الموقرة لا تتجاوز الألفين !!

يااااليت الوزير يعلم بأن مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم كان رغبة منه ـ وفقه الله لكل خير ـ أن يرى مملكتنا الحبيبة في مصاف الدول المتقدمة بالعلم وليس بالرياضة يا جماعة !!!

إننا في التعليم خاصةً لن نستفيد شيئا من تجربة الوزير عندما كان رئيسا للاتحاد السعودي للفروسية ـ كما يفخر بنفسه ـ أتدرون لماذا ؟

لأنه فتح عينه على تألق أسبانيا وفوزها في عدة ألعاب عالميا !!

وهل أهلك الدول النامية إلا أنها لعبت وأطالت اللعب قبل أن تنمو !! .

و أما عن ميدان النصر في معركة الوزير لأجل الرشاقة واللياقة والثقافة فقد جاءت أوامره بأن تبقى بعض مدارس التعليم العام في سبع مناطق مفتوحة حتى الساعة الثانية عشر من منتصف الليل !! وذلك بعد تهيئتها بما يليق !.
لماذا ؟
يقول الوزير :( لإحياء النشاط الرياضي والاجتماعي بما يعزز دور الأحياء وتناغم المجتمع ثقافيا ورياضيا) !


ولا أدري لماذا يُهيأ نفس المكان و بما يليق لمشاريع دون أخرى !!
إذ لا ينكر جهد دُوْر تحفيظ القرآن الكريم النسائية ـ التي أحيت ولازالت تحيي النشاط الاجتماعي و تعزز دور الأحياء ثقافياً ـ إلا مكابر!

فلماذا يعاني المشرفون عليها والدارسات فيها من مديرات المدارس بين من تمنع استقبالهم أصلا ، أو تكره عليه ابتداءً ثم تُضيِّق عليهم مستقبلا ، وأحسنهن صنعا من كانت خيرةَ المعدن قليلة ذات اليد فتسكنهم ملحقا لأن الجود من الموجود !

وإذا كانت ثقافة أي أمة ترتكز بالأساس الأول على دينها ، والوزير حريص على التناغم الثقافي بين الأحياء ، فلماذا لا نرى مشروعا جبارا تتعاون فيه وزارة التربية والتعليم ذات الميزانيات الضخمة مع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن ولن تستهلك الأخيرة نصف ما سيؤخذ من حساب الوزارة للشركة الأسبانية !
وسيكفيهم فتح المدارس إلى أذان المغرب و ليس للثانية عشر بعد منتصف الليل !
أليس القرآن وأهله أولى بأن يهيأ لهما المكان بما يليق !!
فإن من إجلال الله إجلالهم ، إلا إن كان إحياؤهم للنشاط الاجتماعي والثقافي لا يعجب الوزير لأن ثقافته من نوع آخر !!
ووالله إنك لا تدري أتضحك أم تبكي حين ترى الوزير يصف ما يعزم عليه ( بالعمل الضخم والمشروع الكبير جدا ) !!!

إن الشعب السعودي الكريم لا يعتبر العمل ضخما ولا المشروع كبيرا جدا إلا حين تستبدل ( Made in Spain ) بنفس القوة والجودة إلى ( صنع في السعودية )



وليس بنقل تجربة أسبانيا في الألعاب العالمية !!!



و الشعب السعودي الكريم كله أمل أن يرى هذا الحلم تنسجه مشاريع عملاقة تشترك فيها وزارات عدَّة على رأسها وزارتا التعليم والعمل ، ليزخر البلد بمصانع ضخمة تبيع لكل دول العالم فترفع نسبة الدخل القومي ، وتوفر فرص العمل الرائعة ، لجيل اليوم والأجيال القادمة .
تماما كما يهتم الأسبانيون بالتعليم والعمل لا كما يفوزون في الألعاب العالمية !!.

المشاهدات 3129 | التعليقات 0