مقال - أعطوا المنابر حقها
عبدالله الخديري
نحاول في هذه العجالة أن ننبه إلى مسألتين مهمتين متعلقتين بالخطيب وتعتبران من أبرز وأهم مهارات الخطيب ألا وهما: 1- الصوت 2- طول وقصر الخطبة.
الصوت أ- طبقة الصوت:
إن الخطب تعد لتلقى ، فتسمع، فعلينا أن نقدر المستوى الذي يجب أن تبلغه أصواتنا حتى يسمعها الآخرون بوضوح، لذلك علينا مراعاة الأمور التالية:
1- التأكد من وضع السماعات، ومكبرات الصوت قبل الخطبة، وتلاؤمها مع صوت الخطيب، وعلاج الخلل إن وجد.
2-التأكد من أن الصوت يصل الى جميع أجزاء المسجد بوضوح.
ب-النغمة: قد تكون نغمة الصوت من المشاكل التي يصعب التغلب عليها، لكن الخطوة الاولى، هي تحديد طبيعة المشكلة، فهناك صنفان رئيسان: النغمة الوحيدة، والنغمات المتغيرة.
النغمة الوحيدة متعبة للمستمع، فيصبح من الصعب التركيز على ما يقال، حتى وإن كانت المادة التي يقدمها المتحدث ذات قيمة عالية.
أما المتحدث الذي يتمتع بنغمات صوتية رتيبة، فإنه كالصوت المغرد يرتفع وينخفض على فترات منتظمة، ويميل جمهور المستمعين إلى التركيز على وتيرة الصوت إن تجلت، أكثر من التركيز على الكلمات التي يسمعونها.
فعلى الخطيب لكي يحسن صوته أن يراعي الأمور التالية:
1- أن لا يبقى على وتيرة واحدة، لأن الإبقاء على وتيرة واحدة ممل للمستمع.
2-أن يكون مستفهماً تارة، وتقريرياً تارة أخرى، وضارباً للامثال في مواطنها.
ومما دعاني إلى طرح هذا الموضوع: هو أنني صليت في بعض المساجد فرأيت بعض الخطباء يسرد الخطبة سرداً غير مراعٍ لإثارة المستمعين، أو انتباههم مما قد يسبب إعراض الناس عنه إن لم يتلافى هذا.
2- ثانياً: ومما دعاني أيضاً أنني رأيت بعض الخطباء صوته خافت، ونبرته منخفضة، وكأنه يكلم أحداً بجواره، فما هكذا تكون الخطابة!! ونسي أمثال هؤلاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب إحمر وجهه، وعلا صوته، وانتفخت أوداجه كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم- صلى الله عليه وسلم.
أما بالنسبة لموضوع طول وقصر الخطبة، فباختصار كما قال الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى حيث يقول :" وطول الخطبة وقصرها يكون حسب حاجة الناس اليها"ا.هــ.
فبعض الخطباء يخطب خطبة قصيرة مخلة، فيكون بذلك قد فوت على بعض الناس أجر سماع الخطبة لاسيما العمال وغيرهم، وبالمناسبة أيضا صليت عند بعض الخطباء فما تجاوزت خطبته 8 دقائق، وآخر 10 دقائق فما هكذا فقه الخطبة وفقه الوقت، فما إن يأتي بعض الناس إلى المسجد إلا وقد أكمل الخطيب خطبته ولا حول ولاقوة إلا بالله، وأيضا بالمقابل التطويل الممل مجانب للصواب، والحق التوسط بين ذا وذاك ففي عصرنا يستحسن أن تكون الخطبة ما بين 20-30 ولا يزاد على هذا الوقت إلا لحاجةٍ وعارضٍ مهم.
ثم نختم هذا المقال البسيط بأنه يستحسن للخطيب أن يحدد جمعةً من الجمع ليذكر الناس فيها، ويعلمهم أهمية التبكير إلى الخطبة، وآداب وسنن ومستحبات الجمعة، والأجر المترتب على ذلك.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المشاهدات 5525 | التعليقات 9
ملاحظات دقيقة بارك الله فيك .
ومسألة الصوت التي أشرت لها مهمة جداً فهو الوسيلة التي تنتقل بها الخطبة إلى المستمعين.
أتمنى أن تثري الموضوع ببعض المباحث المتعلقة بالصوت وطبقاته لنستفيد منها جميعاً ...
وأعرف أن عندك الكثير فأنت المتخصص في مهارات الخطيب ..
بارك الله فيك ونفع بك.
حقًّا ، إن أداء الخطيب يكاد يكون هو الجزء الأهم في مسألة تأثير الخطبة في سامعها .
وإذا نحن أعطينا كتابة الخطبة جزءًا من التأثير لا يستهان به ، فإنه يجب ألا يكون أكبر من حق الأداء ، والميدان شاهد بذلك ، إذ تجد الخطبة المتواضعة في كتابتها قوية التأثير إذا هي رزقت خطيبًا فصيحًا جهوري الصوت ، يحسن مواطن رفع الصوت وخفضه ، ويعرف من أين يبتدئ وعلى أي كلمة يقف ..
وإن على وزارة الشؤون الإسلامية ــ وهي الجهة المسؤولة عن المساجد والخطباء ــ لمسؤولية كبيرة في تطوير الخطباء بإقامة الدروات المتخصصة في ذلك .
وقد كان عليها أن تحسن في مسألة اختيار الخطيب أولاً ، بأن يكون جهوري الصوت حسن الأداء ، على جانب من المعرفة باللغة والأدب وتحرير الخطبة التحرير الذي يجعلها مؤثرة في سامعها .
وإذا كان دور الوزارة إلى الآن دون المأمول فإن ذلك لا يعفي الخطيب من مسؤولية تطوير نفسه ، بحضور الدورات المتخصصة ، وتسجيل خطبه والاستماع إليها ونقدها بنفسه ، وإسماعها غيره من المتخصصين والاستفادة من آرائهم ...
ولو أن محسنًا افتتح معهدًا متخصصًا في الخطابة تنظم فيه دورات طويلة وقصيرة لكان هذا مما ينفع الله به الأمة ويؤجر صاحبه عليه أجرًا مستمرًّا .
يقال في دنيا الشعر بأن الشاعر المبدع يحلق بجناحين: القصيدة والإلقاء , ولا يبلغ الشاعر مبلغه إلا إذا حلق بهما جميعا ,, أما التحليق بأحد الجناحين دون العناية بالآخر فمن شأنه أن يجعل التحليق مائلا والقمة لا ينالها مائل
وإذا كان هذا في شأن القصيدة فإنها في الخطبة من باب أولى ,, كيف لا والخطيب يبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأداؤه الجيد كالإناء الجيد الذي يقدم به أطيب الطعام , لأن أطيب الطعام إذا قدم في إناء كسير أو مثلوم فإن بعض النفوس لا تقبل الطعام داخله ولو كان فاخرا ...
ولو استرسلت في مثال الطعام والإناء لقلت إن الآنية تختلف باختلاف الطعام المقدم فيها فللسوائل إناء يختلف عن النواشف وهكذا , ومثل هذا يقال في الخطبة ورفع الصوت فيها , فما كل المواضيع تستدعي صوتا جهوريا مرتفعا وإنما يكون الخطيب حاذقا إذا عرف المواضع التي يرفع فيها صوته والمواضع التي يخفضه فيها لأن خفض الصوت المفاجئ لا يقل جذبا عن رفعه , وهذا مجرب ..
[mark=#33CC33]
وقد كان عليها أن تحسن في مسألة اختيار الخطيب أولاً ، بأن يكون جهوري الصوت حسن الأداء ، على جانب من المعرفة باللغة والأدب وتحرير الخطبة التحرير الذي يجعلها مؤثرة في سامعها .
وإذا كان دور الوزارة إلى الآن دون المأمول
[/mark]
[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('https://khutabaa.com/wp-content/uploads/site_imgs/vb_backgrounds/53.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
[align=CENTER][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما في المدن الكبرى فتقيم الوزارة باستمرار دورات لخطبائها حضر من أعرفه جيدا إثنتان إحداهما في فندق حول إستخدام البرمجة العصبية في مجال الخطابة والإلقاء وقد أخبرهم المدرب بأن الوزارة عقدتها للتجربة ومن ثم تقييم مدى فائدتها ( قبل الجدل الذي ظهر بعد ذلك حول البرمجة العصبية ) ولا أدري هل كررت أم لا ؟ والدورة الثانية في مهارات التحضير والإلقاء عقدت في قاعة فرع الوزارة لمدرب معروف ، إضافة إلى دورات سنوية لرفع المستوى العلمي للأئمة والمؤذنين .
وأما الإختيار فهناك لجان لذلك في كل فرع (والجود من الموجود) وقد يكون عدم التشديد في إتقان المهارات من صالح الخطباء الجدد والله الموفق
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/align][/cell][/table1][/align][/align][/cell][/table1][/align]
بالنسبة لطلب الشيخ ماجد - حفظه الله - بإثراء الموضوع عن الصوت - صوت الخطيب - فسوف نثري الموضوع في الأيام القادمة- إن شاء الله- لكني ما أحببت عرض المواضيع وطرحها تباعاً مخافة السآمة والملل - من باب التخول في الموعظة -، وطلبك مهمٌ ونافذٌ بإذن الله .
حال أكمل الخلق صلى الله عليه وسلّم في خطبه، مع حال بعض خطباء اليوم:
* علو الصوت ووضوحه, مع الاهتمام بأمر الخطبة:
فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاه،ُ وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ، يَقُولُ: "صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ "رواه مسلم(867).
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: " يستدل به على أنه يستحب للخطيب أن يفخم أمر الخطبة، ويرفع صوته, ويجزل كلامه, ويكون مطابقاً للفصل الذي يتكمل فيه من ترغيب أو ترهيب, ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمراً عظيماً، وتحذيره خطباً جسيماً " المنهاج: (6/155 ، 156 )
وقول النووي رحمه الله : " ويكون مطابقا للفصلً.."
فيه لفتة مهمة في تفاعل الخطيب مع موضوع الكلام الذي يخطب به، فاذا كان الكلام عن النار, وعن الجهاد فهذا يقتضي تفاعلاً ، ورفعاً للصوت وغضباً أكثر من الكلام عن رحمة الله وعن الرجاء وعن الجنة وهكذا ..
وقال الأبيُّ رحمه الله : " وهكذا تكون صفة الواعظ مطابقة للذي هو يتكلم فيه، حتى لايأتي بشيء ضده".إكمال الكمال المعلم (3/21 ، 22) .
* حال بعض خطباء اليوم:
يأتي ويلقي ورقة عن موضوع ما, كأنها ورقة عمل أمام مؤتمر, لا تغيير في النبرة, ولا موازنة بين علو وخفض في الصوت, بل كأنه يناجي من بجانبه!!
ولااحمرار للوجه, فتجده يتكلّم عن الجنة والنار, أو قضايا مصيرية بلغة باردة, لا تثير اهتمام السامعين!!
بل إن خطب البعض تداعب أجفان المستمعين, فلا يجدون بُدأ من النوم, إلى حين إقامة الصلاة!!
مشكور- أخي الشيخ على القرعاني -على مداخلاتك وإضافاتك الطيبة وجزاك الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عبد الرحمن
[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('https://khutabaa.com/wp-content/uploads/site_imgs/vb_backgrounds/50.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طول الخطبة وقصرها سبق نقاشه في الرابط أدناه
https://khutabaa.com/forums/موضوع/134762
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/align][/cell][/table1][/align]
تعديل التعليق