يا أهل دماج أبشرو بالنصر بإذن الله
محمد البدر
عباد الله:قال تعالى : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}هاهي بشائر النصر تلوح من قبل دماج التي تسلط عليها الرافضة الحوثيين الأنجاس لا لذنب اقترفوه ولا لملك توارثوه ولا لمنصب استأثروا به وإنما لعلم ورثوه ولدين حملوه اعتدوا على أهل دماج وهم ضعاف وأهل توحيد وسنة وعلم ولكن الرافضة كما تعلمون إخوان القردة والخنازير أحفاد عبدالله بن سبأ انهالوا على هذه القرية بالأسلحة الثقيلة وبلا هوادة ولا رحمة لحقدهم الدفين على أهل السنة والتوحيد ،فيأهل دماج اصبروا وصابرو ورابطوا وأملوا وابشروا فالنصر قادم بإذن الله والعدو هالك لا محالة قال تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا }.
عباد الله:لقد تكاثرت نكباتُ الأمَّة، وتوالت عليها الأحداث والعبر،وتفتَّقت فيها الجروح، وسالت منها القُروح؛ ففي كلِّ يومٍ نسمع عَمَّا يلحق بأبناء أمَّتنا من مظاهر الهوان والإذلال في كثيرٍ من أجزاءها ومواقعها؛ من أذيَّة في دينهم واستعمارٍ لأرضهم واستغلالٍ لخيراتهم وهتكٍ لأعراضهم وتدنيسٍ لمقدَّساتهم،حتَّى صار هذا الأمر مألوفًا على الأسماع والأبصار، فلا تكاد فتنةٌ تَخْبُو نارُها حتَّى تهبَّ فتنةٌ أخرى، وتتعرَّض أمَّةُ الإسلام لبليَّةٍ عُظمى تُنسي ما تقدَّمها من مِحَنٍ وَرَزَايَا، وتمحو ما سبقها من فتنٍ وبلايَا .
وما زلنا ياعباد الله نقول للحوثيين الروافض {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } عدنا نتحدث في هذه الأيَّام عما يَحْدُث لأهالي دماج العُزَّل؛ مِنْ دمارٍ شاملٍ، وحصارٍ خانقٍ،وتقتيلٍ جماعيٍّ، وإبادةٍ ساحقةٍ، لا تفرِّق بين صغيرٍ وكبيرٍ، أو بين محاربٍ ومسالم، دُبِّر لها على مَسْمَعٍ مِنَ العالم، وتحت أنظاره، من طرف الروافض؛ إخوانِ القردة والخنازير.
عباد الله : إنَّ قضيَّةَ دماج وفلسطين وسوريا وبورما وآركان وغيرها من بلاد المسلمين محنةٌ امتحنَ اللهُ بها جميعَ المسلِمِين في هذا الزَّمان ، فالقضية بين المسلمين والكفار .
ثمَّ إنَّ هذا الحقَّ المضاع من أراضي المسلمين في فلسطين وسوريا واليمن وغيرها؛ لا يُنال هِبَةً أو عربونَ صداقةٍ مِنْ أعداء المسلمين، وبلا تضحيةٍ أو ثَمَنٍ، ولا يُنال بالهويْنَا والضّعف والتَّخاذل، ولا يُنال بالشِّعريَّات والخطابات والأغاني والقصائد، وتنظيم المظاهرات والمسيرات، والاجتماعات الطَّارئة والتَّنديدات، والاستنكارات والشجب والإدانة ووو.!!! وإنَّما يُنال بالحَزْم والعزم والإعداد للقوَّة وتغيير ما بالنُّفوس والعقول والقلوب.
فلا سبيل لوقف زحفِ الغادرين، ولا سلاحَ يردُّ كيد المعتدين إلاَّ بمعالجة الأسباب الَّتي أوصلتنا إلى الضَّعف والانتكاس، والعمل على إزالتها ومحوها من قاموس مسيرة الأمَّة، وتعويضها بالأسباب الجالبة للنَّصر والغلبة والعزِّ والتَّمكين، فإنَّ القضايا العادلة والحقوق المشروعة لا تُنال بالأقلام والأفلام، ولا بالأعلام والإعلام، ولا بالأماني والأحلام، وإنَّما تُنال بالعودة إلى الكتاب والسنة علي فهم سلف الأمة وبتغيير ما بالنَّفس من اعوجاج وانحرافٍ، وترك الطوائف والأحزاب وإصلاح العقول والأفكار قبل خوض المعارك والخُطُوبِ، إنَّ القول لدى الله لا يبدَّل﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾.
ولا يخالفُ عاقلٌ إذا قُلْنَا:إنَّ ما حدث ويحدث من تسلُّط الأعداء على آحاد المسلمين وجماعاتهم، واعتداءٍ على كرامتهم ومقدَّساتهم؛ إنَّما هو بسبب الذُّنوب والمعاصي:﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾.
ومن أسباب هذا التَّسلُّط وهو من أعظم الأسباب:فشوُّ الجهل بأحكام الدِّين وتعاليمه،وبخاصَّة فيما يتعلَّق بأمور المعتقد، فكثيرٌ من مجتمعات المسلمين قد ترسَّبت فيها كثيرٌ من البدع العقديَّة، فضلاً عن البدع في الفروع، فكم يُرى ويُسمع ويُقرأ عمَّا يحصل في كثير من بلاد المسلمين؛ منَ الذَّبح لغير الله والطَّواف حول الأضرحة وتعظيم القبور ، حتَّى أصبح التَّوحيد الخالص غريبًا بين أهله بسبب تكاثر البدع وترسُّب جذورها .
ومن أسباب التَّسلُّط: الإعجاب والتَّبعيَّة لأعداء الإسلام، دون النَّظر في المعايير الشَّرعيَّة في المحاكاة والمشابهة، وهذا مصداق قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:« لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ».قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ » متفقٌ عليه.
ومن أسباب التَّسلُّط:كثرةُ العصبيَّات لجِنْسٍ أو لَوْنٍ أو لِسانٍ أو فئة أو شخص أو جماعة، والانضمام تحت لواء تلك العصبيَّة، والدَّعوة إليها، وتمجيدها، والمنافحة عليها، فاختلَّ عند أكثر المسلمين ميزانُ الولاء والبراء، وغابت معالمه؛ فزادوا الأمَّة فرقةً وتناحرًا، وأَوْقَدُوا بذلك نار العداوة والبغضاء، فلا هم للإسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا، بل أعانوا أعداءه على تمزيق شَمْلِه وتفريق كلمته .
ومن أسباب التَّسلُّط:تمكُّن روح الانهزاميَّة والشُّعور باليأس والقنوط في نفوس كثير من المسلمين؛ مع أنَّ الله يقول:﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مؤْمِنِينَ﴾
ومن الأسباب:تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، حِسًّا ومعنًى، حتَّى أصبح المعروفُ منكرًا، والمنكرُ معروفًا،وهذا من أسباب حلول اللَّعنة والعقاب، كما قال جلَّ ذكرُه:﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾فأذلَّ الله أمَّةً بسبب تضييعها لهذه الشَّعيرة والتَّقصير في القيام بها على الوجه المطلوب .وفي المقابل رفع الله أمَّةً بسبب حفظها لهذه الشَّعيرة والقيام بها؛ فقال تعالى:﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ﴾.
ومن أسباب التَّسلُّط:الغفلةُ عن مخطَّطات الأعداء ومكائدهم في قهر الإسلام وأهله؛كإلهائهم وإشغالهم بالسياسات و بأنواع اللَّهو واللَّعب؛ لصدِّهم عن ذكر الله واهتمامِهم بالأمور المصلِحَة لشأنهم دينًا ودنيَا، وفي وقتنا الحاضر إشغالهم بالأحداث التي تعصف بالمسلمين أو ما يسمى بالربيع العربي أو إشغالهم بما يذاع ويشاع في وسائل الإعلام الفينة تلو الفينة من تهجم بعض الدول على نبينا صلى الله عليه وسلم من خلال سبه والاستهزاء به والتعرض لعرضه ،مع أنَّ الله يقول:﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾.
إنَّ مشكلة المسلمين اليوم؛ ليست في عَدَدِهم، فَهُمْ كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (بَلْ أَنْتُمْ كَثِيرٌ)، وقد شبَّه هذه الكثرة بغثاء السَّيل، وهو ما يَبُسَ مِنْ نَبَاتٍ؛ فيجرفه السَّيل ليلقيه في الجوانب؛ إشارةً إلى حقارته ودناءَته،وشبَّههم به لقلَّة شجاعتهم وضعفهم وخذلانهم، وتفريطهم في الأخذ بأسباب النَّصر الحقيقيَّة، والتي منها أنَّ النَّصر والتَّمكين لهذه الأمَّة إنَّما هو ثمرة لإيمانها بالله وإقامة شرعه، فإذا مكَّنوا لدين الله في حياتهم؛ مكَّن اللهُ لهم في الأرض وأظهرهم على أعدائهم؛ كما قال تعالى : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ أقول قولي هذا واستغفر الله....
الخطبة الثانية :-
عبد الله:إنَّ كلمة المسلمين لم تجتمعْ بَعْدُ، ولن تجتمع ما دام في صفِّهم مَنْ يدين اللهَ بسبِّ الصَّحابة والقول بعصمة الأئمَّة والتَّحزُّب للطَّوائف والجماعات!وما إلى ذلك من المعتقدات الفاسدة والأفكار والتَّوجُّهات الهدامة .
ولابدَّ أن نعِيَ أنَّ الكفَّار لا يهدأُ لهم بالٌ، ولا يستقرُّ بهم حالٌ، ولا يضعون أسلحتهم ولا يكفُّون ألسنتهم بالسُّوء حتَّى يتخلَّى المسلمون عن دينهم، ويهجروا إلى الأبد شخصيَّتهم، وتذوب هويَّتُهم بين سائر الملل الضَّالَّة.
وما دام حالُ المسلمين اليوم ـ للأسف الشَّديد ـ على هذا النَّحو المذكور؛ فإنَّنا لا نملك لإخواننا في كل أقطار المسلمين ـ وأهالي دماج خاصَّة ـ إلاَّ التَّوجُّه إلى الله ـ العليم بحالهم ـ بالدُّعاء لهم بالنصر على أعداء السنة والتوحيد { عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا}.اللهم أصلح أحوال المسلمين .إلا وصلوا ....
[/align]
المشاهدات 2627 | التعليقات 3
الخطبه بتصرف مني بعد الاضافه والحذف بما يتناسب المتلقي لدينا
جزاك الله خيرًا أستاذنا الحبيب محمد البدر على ما خطّت يمينُكَ و صدع به لسانُك نصرةً لإخواننا المستضعفين في دماج و سوريا والعراق و فلسطين و مصر و بورما . .
وصدقت اخي في الله :
لا سبيل إلى رفع هذا القهر عن انفسنا إلا بالعودة إلى الكتاب و السنة بفهم سلف هذه الأمّة حكّامًا ومحكومين ، شبابًا وشيبًا رجالاً ونساء أفراتدًا وجماعات . .
و حقًّا هذا التسلط حصل بسبب :
الذنوب والمعاصي الحاصلة من الحكام والمحكومين والشباب والشيب والأفراد والجماعات . .
الجهل بدين الله الحق الحاصل من الحكام والمحكومين والشباب والشيب والأفراد والجماعات . .
الولاء للكفار و التبعية لهم الحاصل من الحكام والمحكومين والشباب والشيب والأفراد والجماعات . .
العصبية للأجناس و المصالح و العناوين الضيّقة الحاصل من الحكام والمحكومين والشباب والشيب والأفراد والجماعات . .
الغفلة عن مخططات الأعداء الحاصلة من الحكام والمحكومين والشباب والشيب والأفراد والجماعات . .
ولا رفع للتسلط إلا بعودة الجميع إلى الحق . .
فيارب يسّر و أعن يا معين !
راشد الناصر
خطبه جميله ومختصره
تعديل التعليق