وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا

بسم الله الرحمن الرحيم...

فاتقوا الله عباد الله، واخشوا يومًا ترجعون فيه إليه، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.

إخوة الإيمان والعقيدة ... إن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره، يخلق ما يشاء من الآيات، ويقدرها تخويفًا لعباده وتذكيرًا لهم بما يجب عليهم من حقه، وتحذيرًا لهم من مخالفة أمره وارتكاب نهيه ]وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا[.

ولا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في تركيا وسوريا هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه وتعالى عباده.

فالواجب على جميع المسلمين التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والاستقامة على دينه، والحذر من كل ما نهى عنه من الشرك والمعاصي، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور، وحتى يدفع الله عنهم كل بلاء، ويمنحهم كل خير، كما قال سبحانه وتعالى ]وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[ وقال تعالى ]وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[ وقال تعالى عن الأمم الماضية ]فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[.

عباد الله ... قد يأذن الله سبحانه وتعالى للأرض في بعض الأحيان بالتنفس، فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، وقال عمر بن الخطاب t عندما حدث زلزال في المدينة: لئن عادت لا أساكنكم فيها.

عباد الله إنَّ زلزالَ الدنيا آثارُه مدمِّرة، وموجعه ومفجعه وهو موقِظٌ لنا من غفلتنا عن الآخرةَ ]أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ[.

زلزال الدنيا إنذارٌ لنا لنعلمَ أنّ الحياةَ مؤقَّتة، وأنّ الأجلَ قريب مهما طالَ الأمل، وأنّ العبدَ مُعَرّضٌ في كلِّ لحظةٍ للموت والرحيل من الدنيا ]وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[.

عباد الله .. يقول الله ]إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى[ إن في الزلازل عبراً وعظات لأولي الألباب، ودلالة على قدرة الله الباهرة، حيث يأذن لهذه الأرض أن تتحرك بضع ثوان أو دقائق فينتج عن ذلك هذا الدمار وهذا الهلاك وهذا الرعب، لعل الناس يتوبون إلى ربهم ويستغفرون من ذنوبهم. ويكثر هذا في آخر الزمان، قال رسول الله ﷺ (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى: يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ (وَهُوَ الْقَتْلُ).

فاتقوا الله -عباد الله- وتوبوا إليه من ذنوبكم ]ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[ وقال سبحانه ]وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ[.

تعرّفوا على الله في الرخاء يعرفكم في الشدة، اصدقوا الله يصدقكم، واذكروه يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وأدّوا إليه حقّه يوفّيكم حقكم، فإن الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين وأجود الأجودين.

أقول ما تسمعون، ....

 

 

الحمد لله رب العالمين ...

معاشر المؤمنين ... لا يخفى عليكم الدور الإنساني للمملكة على مر التاريخ بالوقوف مع المتضررين والمحتاجين في جميع أنحاء العالم بمختلف الأزمات، أمر ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بنَجدةِ المنكوبِين وإغاثةِ الملهوفِين في سوريا وتركيا وَذلك بتسْيِيرِ جسر جوي لتقديم مساعدات صحية وغذائية وغيرهما لتخفيف آثار الزلزال، وتنظيم حملة شعبية عبر منصة (ساهم) لمساعدة الضحايا في البلدين الشقيقين، فجزاهم الله خيرا وكتب أجرهم, وبارك في جهودهم, وعلينا المساهمة عبر تلك المنصة كل بحسب قدرته والحذر من المواقع الوهمية التي تدعو للتبرع.

واعلموا أن مساعدة إخواننا المنكوبين والمحتاجين في تلك البلاد من أفضلِ الأعمال وأزكاها عند الله تعالى؛ قال ﷺ (صنائِعُ المعروف تقِي مصارعَ السّوء والآفاتِ والهلَكات، وأهلُ المعروف في الدنيا هم أهلُ المعروف في الآخرة).

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المؤمنين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين، والطُف بعبادك المستضعفين، وارحم ميتهم، واشف مريضهم، ورد غائبهم، وأطعم جائعهم، وأمّن خائفهم، واربط على قلوبهم.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين.

المرفقات

1676000365_وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا.docx

1676000373_وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا.pdf

المشاهدات 1087 | التعليقات 0