نحتاج خطبة عن الأخطاء والأخطار في اليوم الوطني
منصور الفرشوطي
نحتاج خطبة عن الأخطاء والأخطار في اليوم الوطني
المشاهدات 8984 | التعليقات 7
وجزاكم الله خير الجزاء على هذه الخطب القيمة والرائعة
أن الحمد لله...
عباد الله:
إن الله تعالى بمنه وكرمه أنعم علينا في هذه البلاد بهذه الجماعة وهذا الرخاء وبهذا التوحيد والدين الصافي والعقيدة الصحيحة نعما متتالية من عند الله أرزاق داره وأحوال قارة أذهب عنا عيبه الجاهلية وعصبيته القبلية والنزعة إلى العرق والجنسية، رزقنا الله التوحيد والسنة تدرس في مدارسنا ويأخذها صغارنا عن أكابرنا فلله الحمد والشكر أولا وأخرا وظاهرا وباطنا.
نحن في نعم عظيمه وكل يوم تشرق علينا شمسه ونحن متمسكون بديننا فهو عيد لنا كل يوم ينشق علينا فجره لا نعصي الله فيه فهو عيد لنا وبا الأيمان والطاعة تحفظ النعم وتزول النقم قال تعالى:{ الذين آمنوا ولم يلبسوا أيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون }وقال تعالى:{وأذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم أن عذابي لشديد}
ونحن في كل يوم لا نعصي الله فهو يوم عيد لنا ولا نحتاج يوما لنخصصه من أيام السنة لهذا العيد لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم نهانا عن ذلك أشد النهي قدم المدينة فوجد للأنصار يومين يلعبون فيها ويحتفلون بهما - قد تكون ذكرى لأحداث وطنية أو قبلية أو تخليدا لشخصية من زعمائهم ورؤسائهم فقال عليه الصلاة والسلام :( إن الله قد أبدلكما بهذين العيدين خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى) فلا يحب الله إظهار شعائر العيد والفرح والسرور والتهاني والاحتفال إلا في هذين اليومين وما عداهما فآن إظهار شعائر العيد فيه مبغوضة عند الله فعيد الفطر يأتي بعد رمضان بصيامه وقيامه وتلاوة القرآن وذكر الله ودعائه وإخراج صدقة الفطر عند انتهائه فيأتي العيد بعد هذه العبادات العظيمة وكذلك عيد الأضحى يأتي بعد الوقوف بعرفة في ذلك الجمع العظيم وبعد أيام العشر المباركة وما فيها من أعمال صالحه هذان العيدان هما اللذان يحبهما الله ويحب منا أظهار السرور والفرح والاحتفال والدعاء والتهنئة فيهما وما عداهما فإن الله يبغض أي شيء يزاحمهما.
أيها المسلمون: هذا البلاد الطاهرة لا تحتاج أن تتشبه بالكفار في هذه الأعياد المحدثة التي يفعلونها وهي من شعائرهم وإن الكفار مهما فعلنا فلن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم لأنهم يحسدوننا على ديننا وعلى شريعتنا وعلى مانحن فيه من الخير العظيم والفضل العميم قال تعالى:{ ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق }وقال سبحانه:{ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم } فديننا دين كامل وشريعتنا شريعة تامة قال تعالى { اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم وآخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} فهذا الدين كامل وقيامه إنما يكون بتطبيقه والعمل بة والدعوة إليه والاعتزاز بالأنتماء له والتناصح فيه يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) قلنا لمن يا رسول الله؟ قال:( لله ولرسوله ولكتابه وللائمة المسلمين وعامتهم)وإذا تناصح الناس مع بعضهم وناصحو من ولاه الله أمرهم خرج الدغل والغل والحقد من قلوبهم فطابت حياتهم واستقرت أحوالهم ونعموا بالأمن ورغد العيش في بلادهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم :(ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة من ولاه الله أمركم ولزوم جماعة المسلمين فآن دعوتهم تحيط من ورائهم)
عباد الله: هذه فتاوى علمائكم منذ قيام هذه الدولة المباركة قبل ثلاث مائه سنه انه لا يشرع أي عيد أو احتفال إلا بالأعياد الشرعية ذكر المؤرخ الشهير خير الدين الزركلي في كتابه الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز انه في شهر شوال عام 1369 هـ كان بعض المسئولين قد اعدوا العدة لإقامة احتفال بمناسبة مرور خمسين عاما على دخول الملك عبد العزيز الرياض وقد وضعت الترتيبات والاستعدادات بحيث تعطل المدارس والدوائر الحكومية في الرابع من شهر شوال ويفتح أمراء المناطق أبوابهم لاستقبال المهنئين نيابة عن الملك وتوزع الأطعمة والأكسية على الفقراء والمحتاجين احتفالا بهذه المنآسبة لكن قبل أن يقع شيء من ذالك صدر بيان من وزارة الخارجية هذا نصه{ كانت الحكومة قد أقرت الاحتفال بالذكرى الذهبية لدخول جلالة الملك إلى الرياض
منذ خمسين سنه وقد استفتي علماء الدين في ذلك فأفتوا بأنه ليس من سنة المسلمين ولا يجوز إن يتخذ المسلمون عيدا إلا عيدي الفطر والأضحى ونزولا من جلالته على حكم الشريعة أمر بإلغاء المراسم والترتيبات }
هكذا انتهت القصة قبل أن تبدأ فبلد تعلن التزامها بحكم الشريعة ويفتي علمائها بحرمة بعض الممارسات
فيرجع الملك إلى قولهم فيكون هذا من مآثره رحمه الله ومن مآثر العلماء الذين بينوا ونصحوا
[font="] أيها المسلمون: في الاحتفال بهذه الأعياد الوطنية محرم شرعا ولا يجوز في ديننا لأن فيه مزاحمة للأعياد
الشرعية والواقع يفضح الصورة فكم سمعنا من أناس لا سيما الشباب يتبرمون في الاعياد الشرعية ويقولون لا نحس بطعم الفرح فيها فاذا جأت هذه الأعياد المحدثة رئينا الفرح بها والبشر في يومها وليلتها لما فيها من انفلات ولعب ولهو محرم واختاط مع النساء وتسكع في الاسواق والميادين وتبرج وسفور ولما في الاحتفال بهذه الأعياد من فتح باب الشر للاحتفال بميلاد الأنبياء و الأولياء والاحتفال بالغزوات والمعارك الخالدة في تاريخ الإسلام فيتسع الخرق على الراقع وتكثر الأحتفالات المحدثة ويقوم سوق البدعة محل السنة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ يأيها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون }
الحمد الله رب العالمين ::
فاتقوا الله عباد الله حق تقاته بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه ففي ذلك ملاك الأمر كله وفيه الخير في الدنيا والأخره
عباد الله: قد يقول قائل إن هذه الأعياد إنما أقرت حين خرج أناس خانوا أوطانهم إما أهل غلو عادوا على أوطانهم بالتخريب والتفجير والتكفير وإما أهل نفاق وعلمنه رجعوا إلى أوطانهم بعد أن انسلخوا من مبادئهم وقيمهم يعبثون بالدين ويخربون الأخلاق و الأعراض ويتشبهون بأسيادهم من اليهود والنصارى وهذه علة عليلة وتبرير سقيم واعتذار قبيح لا تنطلي على مسلم يؤمن بالله ويحتكم لشرعه ولا على مواطن صالح عاش في نعمة الإسلام في هذه البلاد وتفيأ ظلالها. فحب الوطن أمر جبلي مغروز في الفطرة فالوطن عديل الروح في كتاب الله وقد شبه الله إخراج العبد من وطنه بإخراج روحه من جسده { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلا منهم } فآتى الله بأصعب آمرين إخراج الروح من الجسد وإخراج الجسد من الوطن فهي فطرة غرسها الله في النفوس لا تحتاج الى يوم تحتفل به قال تعالى{ وآذ آخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم }ولشدة مفارقة الديار على النفس رتب الله الأجر العظيم للمهاجر في سبيله والمفارق لوطنه استجابة لله ولرسوله وللسبب نفسه كانت عقوبة الزاني غير المحصن الجلد والتغريب عاما بابعاده عن وطنه فحب الوطن ليس بحاجة الا كل هذه الأمور والأفعال الحاصلة والعادات المحدثة وإنما يكون حب الوطن بالمحافظة عليه وبما قام عليه وهذه البلاد قامت على شرع الله والدعوة إلى دينه ونصرة قضايا المسلمين قامت على التوحيد والسنة تحقيقا وتعظيما وتعليما ونشرا قامت على إقامة الحدود وتطبيق الشرع قامت على العفة والطهر والحشمة والحياء قامت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمن أحبها حافظ على هذه المكتسبات وسعى في بقائها وعمل على وئد كل دعوه تحاول المساس بهآ. اما حب الوطن في يوم واحد بالرقص واللعب وإيذاء الخلق وتبذير الأموال والاختلاط بين الرجال والنساء في الأسواق والميادين العامه والمجاهرة بالعصيان دون نكير ولا حسيب فهو مؤذن شر وبلاء يخشى على اهله بحلول العقاب والعذاب وسلب النعم وحلول النقم مما يحتم على أهل هذه البلاد أن ينئوا بأنفسهم عنه ويحذروا من فعله وينكروا على فاعله ويأخذوا بأيدي السفهاء قبل ان تخرق سفينة المجتمع فيحصل الندم ولات ساعة مندم
أن حب الوطن ليست دعوى يدعيها من يناقض ما قامت عليه البلاد منذ تأسيسها قبل 300 سنه بل يسعى إلى تغريبها والقضاء على معالم التدين فيها والكيد لمناهجها وأهل العلم والحسبة فيها والطعن في مسلماتها والدعوة إلى إخراج نسائها إلى التبرج والسفور والاختلاط فهذه ليست وطنيه وإنما ادعاء لها وتترس بها لضرب الوطن وزعزعه أمنه وتفريق مجتمعه وزرع الإحن والشقاق والخلاف بين أبنائه
فاتقوا الله عباد الله والتزموا بشرعة واحذروا سبل الظلال ودعاته وخذوا عن علمائكم فهم أحرص الناس على حفظ أمن البلد واستقراره ورخاؤ أهله وليكن فرحكم وسروركم وفق ما أراد الله لكم وما جاء عن نبيكم صلى الله عليه وسلم فبذلك يحفظ الوطن ويسود الأمن وتزداد النعم
و تذكروا أن لكم وطنا أخرجكم منه عدوكم إبليس بعد أن كاد لأبيكم ادم ووسوس له فأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها فأخرج من الجنة وأهبط إلى هذه الدار التي انتم فيها غرباء بعداء فاعملوا بطاعة ربكم حتى ترجعوا إلى تلك الدار
فحيا على جنات عدن فأنها منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم [/font]
لا يختلف إثنان على الإنتماء وحب الوطن وأعتقد بأن ها الموضوع خطير جداً لذا تقع المسؤلية العظمى على الخطباء والمعلمين في توعية الناس بأن هذا اليوم ليس عيداً للأمه وإن حب الوطن يكمن في الحفاظ على أمنه ووحدته وشكر هذه النعم بالأقوال والأفعال والسلوك وأن ما نشاهده حالياً من الإحتفالات وإتلاف الممتلكات والتبرج والسفور بداعي حب الوطن ليس من الدين وليس من حب الوطن .
حسبنا الله على من أصل هذا اليوم وسعى فيه بهذ الشكل فهو شرٌ كله ولنا في القرى والمدن وما حصل فيها منم فوضى عبره وموعظه
عبدالله البصري
1/ خطبة ( بهجة بالوطن أم كفر للنعم ؟) لأخيك الفقير
https://khutabaa.com/forums/موضوع/136143
2/ وهذه للشيخ ماجد الفريان وعنوانها ( اختطاف الوطنية والمعايير الشكلية )
https://khutabaa.com/forums/موضوع/136147
تعديل التعليق