لا نريد خطبة الجمعة؟!

أبو عبد الرحمن
1431/08/20 - 2010/08/01 20:41PM
عبدالغني بن ناجي القش



بكل علامات الغضب والامتعاض الشديد قالها وبصوت مرتفع: لا نريد خطبة الجمعة، وهذا هو ما يعرف بالتفكير المسموع، بعد خروجه من أحد أكبر المساجد في المدينة المنورة. حاولت امتصاص غضبه ومحاولة استقاء الأسباب التي أدت إلى صدور هذا الكلام الخطير في مضمونه والكبير في معناه، وإذ به يبادرني بالسؤال: هل هذه خطبة الجمعة التي أرادها ديننا الحنيف؟ وقبل أن أجيب طرح سؤالا آخر: هل نحن بحاجة إلى مثل هذه الخطب؟ وعندما صمت برهة خوفا من أن يكون لديه أسئلة أخرى، تنهد وقال: المسألة يا أخي مجرد وظيفة تؤدى وخطبة تلقى. إن المتأمل في خطب الجمعة وبخاصة في المساجد الكبرى يجد أن العبارات والتساؤلات السابقة واقعية إلى أبعد الحدود؛ لأسباب عدة ربما يكون أهمها بُعد الخطبة عن واقع المجتمع، فعلى سبيل المثال: والطلاب مقدمون على الامتحانات والخطيب يتحدث عن أسماء الله الحسنى ولا يربط ذلك أبدا بالهموم التي يعيشها كل منزل في المجتمع، وبعد انقضاء الامتحانات يقبل الناس على الإجازة الصيفية وتجد الخطيب يتحدث عن نعمة الإنجاب ولا يحاول ربط ذلك بضبط هذه الإجازة وحماية الأولاد من الانزلاق وراء إعلانات شركات السياحة الوهمية والفخ الذي ينصب لهم في كل عام. هذا غيظ من فيض حتى وصلت الأمور إلى درجة الضحك، ففي أحد الأعوام وافق يوم الجمعة يوم عرفة وبدلا من أن تكون الخطبة عن ذلك اليوم واليوم الذي بعده (يوم العيد) راح الخطيب يستعرض نماذج من الصحابة وكيف كانوا متآخين متحابين رضي الله عنهم أجمعين! وبعض الخطباء يحتاجون للتأهيل والانخراط في دورات فن الانتقاء وفنون الخطابة، وكم يتأسف المرء عندما يرى عددا من المصلين وقد غطوا في سبات نتيجة عدم إلمام الخطيب بفن الخطابة من تغيير في نبرات الصوت واستخدام النبرات المعروفة عند السؤال والتعجب والتحذير ... الخ، وتجده يقرأ قراءة ربما يتخللها بعض الإعادة المملة لبعض الكلمات أو العبارات، وحينها لا يلام من ينام! إن المجتمع لا يريد خطبة مكرورة ملها الناس وباتوا عازفين عنها عزوفا شديدا، فهل يعقل أن تتوالى الأحداث على العالم الإسلامي والمجتمع والخطيب يتحدث عن أحكام الحيض والنفاس؟! وكم يسر المرء باهتمام ولاة الأمر بالخطبة ولعل تأكيد سمو أمير منطقة المدينة المنورة في لقائه الأخير في الشهر الجاري في قصره على أهمية خطبة الجمعة يندرج ضمن ذلك الاهتمام. إن الخطيب يفترض أن يحضّر لخطبته لتكون ذات مردود على الحاضرين، وينتقي مفرداتها وعباراتها بحيث ترتقي بالذائقة، كما يفترض أن يستخدم أساليب لفت الانتباه ويغير نبرات صوته حتى يجذب لها السامعين، فهل يفعل خطباؤنا؟ E mail:[email protected]

http://al-madina.com/node/255919
المرفقات

57.doc

57.doc

المشاهدات 2912 | التعليقات 4

مقال رائع
بارك الله فيك أبا عبد الرحمن


[align=justify]
ومع روعته ـ أخي علي ـ غير أني أقرأ فيه تحاملاً على الخطباء وتعميمًا منطلقه وقائع عين وافقها الكاتب مع خطيب أو خطيبين أو ثلاثة .

والذي أعرفه ممن حولي من خطباء حرصهم على انتقاء الخطب المناسبة للحدث ، وإذا بقي فئة ممن ذكر في المقال فهي قليلة لا تمثل نسبة تذكر مقارنة بالكثرة الكاثرة الذين يحاولون ـ كما هو الظن بهم ـ أن يرتقوا بأنفسهم ، ويحرصون على اختيار الخطب المناسبة للأحوال المختلفة .
[/align]


عنوان غير رائع ... إلا إذا قصد بالرائع الدعاية فهو رائع فعلا ...