شُكر المُنعم، والحذر من والمخاطر
د عبدالعزيز التويجري
1444/05/28 - 2022/12/22 15:06PM
الخطبة الأولى : شُكر المُنعم، والحذر من والمخاطر 29/5/1444هـ
الحمدلله الذي يُطعم ولا يَطعم ، من علينا فهدنا وأطعمنا وسقانا ..
لكَ الحمدُ كمْ قلدتنا منْ صنيعةٍ ** وأبدلتنا بالعسرِ ياسيدي يسرا
لكَ الحمدُ كمْ منْ عثرةٍ قدْ أقلتنا ** ومنْ زلــةٍ ألبستنا معها ســــــترا
لكَ الحمدُ حمداً ينسخُ الفقرُ بالغنى ** إذا حزتُ يا مولاي بعدَ الغنى فقرا
وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه وازواجه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا .. أما بعد
( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا )
ليس يبلغُ بشرُ بكلامهِ درجةَ الثناءِ الكاملِ للهِ، أو المدحَ الكاملَ له تعالى, إلا ما اثنى اللهُ تعالى على نفسهِ بنفسه.
هو الله الَّذي لا إله غيرُه، له ملكوتُ كلِّ شيء في السمواتِ والأرضِ، يعطي بفضلهِ وعطائهِ من شاء من عبادهِ ، يدُهُ سحاءَ الليلُ والنهار ، ألم تروا إلى ما أنفقَ منذُ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه .
لا مانعَ لما اعطى ولا معطي لما منع..بسطَ الخيرَ والعطاءَ لعبادهَ حتى رؤا آلائَه ظاهرةً.
فأخرجت الأرض أسرارها، وأظهرت قطرات الغيث آثارها..
كأنّ بقاءَ الوبلِ في جنباتِها ** بقيةُ دمعٍ فوقَ خدّ موَرّدِ
فحاك الربيع حُللَ الأزهار، وصاغَ وردَها حلى الأنوار..
وتنوعت بسط الرياض فزهرها ** متباين الأشكال والألوانِ
فألبسها الربيع قناعها الأخضر، وتقشع شعارها الأغبر ..
أما ترى الأرض قد أعطتك زهرتها ** مخضرةً واكتسى بالنور عاريها
فللسمـــاء بكــــاءٌ في حدائقهـــــا ** وللرياض ابتسـامٌ في نواحيهــــا
هذه الخيراتُ والبركاتُ التي تسرُ الخاطرَ، وتبهجُ الناظرَ لتدعوا المؤمنَ إلى شكرِ العزيزِ الغفور ، وتحدوا النفسَ إلى مراقبةِ العليمِ الخبير ، وتعليقُ الروحَ باللهِ الواحدِ الجليل .
شُكرُها بالمحافظةِ على الصلاةِ حيث ينادى بها في البرِ والحضر {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} محافظةً على وقتِها، فلا تؤخر عن وقتِها أو يُجمع بين الصلوات بلا عذرٍ شرعي .
محافظةً بأن تكونَ أولَ المهماتِ في الرحلات ، محافظةً على جُمَعِها وجماعاتها، حدّث ابْنَ عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ r يقول عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: «لَيَنْتَهِينَ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» أخرجه مسلم .
شُكرُ اللهِ على هذه الخيراتِ والرحمات في الانبساط من غيرِ بطر ، والترويح من غيرِ أشر ، فلا ترويع للآخرين استعراضاً ، ولا عبثاً بالأموال وتخريبا للمركبات تهوراً ، ولا عبثاً لنبات الأرضِ وشجره، ولا إفساداً للأرض وأماكن متنزه الناس بإيقادِ نارٍ أو تركٍ لبقايا نفاياتٍ { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
فإن في ايذاء المسلمين في طرقهِم وأماكنَ جلوسِهم يُعرض صاحبَهُ للمقت واللعن، وفي الحديث الصحيح الذي اخرجه مسلم: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ» قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ»
وفي المقابل فإن إيذاء الناس بإسماعهم ما يكرهون من معازفٍ وغناءٍ تحمل للنفس الإثم المبين والبهتان العظيم {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}: قال قتادة: فإياكم وأذى المؤمن، فإن الله يحوطه، ويغضب له.
ولا يقل خطراً جلوس الانسانِ ونومهِ في مسيلٍ ومجرى شعابٍ, وطرق هوامٍ..في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام « وَإِذَا عَرَّسْتُمْ، فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ، فَإِنَّهَا طُرُقُ الدَّوَابِّ، وَمَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ» و لا ينسى المسلم ورده من القرآنِ والذكرِ فهو زادك وطمأنينة قلبك، وحفظٌ للنفسك " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ " أخرجه مسلم
يزيد الله هذه النعمة إذا شكرها العباد {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
شكرها باحترام خصوصياتِ الناسِ في مخيماتِهم وأماكنِ ترويحِهم فلا تُضايقُ محارمُهم ، ويُغضُ البصر عن عوراتهم ..
تُشكر هذه النعمةُ ويُحفظُ أمنُ المجتمعِ برعايةِ أهلِ البيتِ وصونهِم «وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وهو مسؤول عنهم»، فلا يُسيبُ الولي محارمه وأهل بيته يجوبون البراري من غير عائلٍ يصونُهم ويحوطهم ويحفظهم بعد حفظ الله، وما ظهرت هذه الظاهرة إلا لما استأثر الآباء والازواج والأولياء بالأصدقاء والأصحاب سهراً معهم وسمراً وتنزها، ونسوا التوجيه النبوي التربوي « وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ»
فما أحوجنا للتوجيه النبوي اللأخر «وإنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا»، إن هذه الظاهرة وربي لهو السبب في ضياع الأسرِ وتشتت الأولاد وتخلخل قيمها..
اللهم اهد قلوبنا واصلح أزواجنا وذرياتنا واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين فاستغفروه إن ربي رحيم ودود
الخطبة الثانية :
الحمدلله على الفضل والعطاء ، وله الشكر ملئ الأرض والسماء . وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد
فالتقوا ربكم الذي أطعمكم من جوع ، وآمنكم من خوف ، فاحفظوا حدوده ورعوا أوامره ونواهيه .
ومن شكر نعم الله الجليلة الجزيلة إذ منحنا ربنا إياها، وبلدان تُتَخطفُ من حولنا ، أن لا يُستَخف بحدود الله وشريعته ، ويُتهاونَ بالصلاة والزكاة، والحجاب والعفاف. وسنن الله لاتحابي أحدا .. من تمسك بشريعة الله وصبر عليها ودعا لها .. أعزه الله ومكنه ، ومن حارب دينه واستهان بشريعته واستعلن بالمنكر والباطل ، أبدل الله غناه فقراً ، وأمنه خوفا (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا
تربية الأسرةِ والمجتمعِ على الشكر واجب المُنعم، وركيزةُ أمانٍ لبقاء النعم {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
اللهم زدنا من خيرك وبرك وأحسانك وجعلنا لنعمك شاكرين ولأوامرك ونواهيك ممتثلين .
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد ...
الحمدلله الذي يُطعم ولا يَطعم ، من علينا فهدنا وأطعمنا وسقانا ..
لكَ الحمدُ كمْ قلدتنا منْ صنيعةٍ ** وأبدلتنا بالعسرِ ياسيدي يسرا
لكَ الحمدُ كمْ منْ عثرةٍ قدْ أقلتنا ** ومنْ زلــةٍ ألبستنا معها ســــــترا
لكَ الحمدُ حمداً ينسخُ الفقرُ بالغنى ** إذا حزتُ يا مولاي بعدَ الغنى فقرا
وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه وازواجه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا .. أما بعد
( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا )
ليس يبلغُ بشرُ بكلامهِ درجةَ الثناءِ الكاملِ للهِ، أو المدحَ الكاملَ له تعالى, إلا ما اثنى اللهُ تعالى على نفسهِ بنفسه.
هو الله الَّذي لا إله غيرُه، له ملكوتُ كلِّ شيء في السمواتِ والأرضِ، يعطي بفضلهِ وعطائهِ من شاء من عبادهِ ، يدُهُ سحاءَ الليلُ والنهار ، ألم تروا إلى ما أنفقَ منذُ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه .
لا مانعَ لما اعطى ولا معطي لما منع..بسطَ الخيرَ والعطاءَ لعبادهَ حتى رؤا آلائَه ظاهرةً.
فأخرجت الأرض أسرارها، وأظهرت قطرات الغيث آثارها..
كأنّ بقاءَ الوبلِ في جنباتِها ** بقيةُ دمعٍ فوقَ خدّ موَرّدِ
فحاك الربيع حُللَ الأزهار، وصاغَ وردَها حلى الأنوار..
وتنوعت بسط الرياض فزهرها ** متباين الأشكال والألوانِ
فألبسها الربيع قناعها الأخضر، وتقشع شعارها الأغبر ..
أما ترى الأرض قد أعطتك زهرتها ** مخضرةً واكتسى بالنور عاريها
فللسمـــاء بكــــاءٌ في حدائقهـــــا ** وللرياض ابتسـامٌ في نواحيهــــا
هذه الخيراتُ والبركاتُ التي تسرُ الخاطرَ، وتبهجُ الناظرَ لتدعوا المؤمنَ إلى شكرِ العزيزِ الغفور ، وتحدوا النفسَ إلى مراقبةِ العليمِ الخبير ، وتعليقُ الروحَ باللهِ الواحدِ الجليل .
شُكرُها بالمحافظةِ على الصلاةِ حيث ينادى بها في البرِ والحضر {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} محافظةً على وقتِها، فلا تؤخر عن وقتِها أو يُجمع بين الصلوات بلا عذرٍ شرعي .
محافظةً بأن تكونَ أولَ المهماتِ في الرحلات ، محافظةً على جُمَعِها وجماعاتها، حدّث ابْنَ عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ r يقول عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: «لَيَنْتَهِينَ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» أخرجه مسلم .
شُكرُ اللهِ على هذه الخيراتِ والرحمات في الانبساط من غيرِ بطر ، والترويح من غيرِ أشر ، فلا ترويع للآخرين استعراضاً ، ولا عبثاً بالأموال وتخريبا للمركبات تهوراً ، ولا عبثاً لنبات الأرضِ وشجره، ولا إفساداً للأرض وأماكن متنزه الناس بإيقادِ نارٍ أو تركٍ لبقايا نفاياتٍ { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
فإن في ايذاء المسلمين في طرقهِم وأماكنَ جلوسِهم يُعرض صاحبَهُ للمقت واللعن، وفي الحديث الصحيح الذي اخرجه مسلم: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ» قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ»
وفي المقابل فإن إيذاء الناس بإسماعهم ما يكرهون من معازفٍ وغناءٍ تحمل للنفس الإثم المبين والبهتان العظيم {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}: قال قتادة: فإياكم وأذى المؤمن، فإن الله يحوطه، ويغضب له.
ولا يقل خطراً جلوس الانسانِ ونومهِ في مسيلٍ ومجرى شعابٍ, وطرق هوامٍ..في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام « وَإِذَا عَرَّسْتُمْ، فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ، فَإِنَّهَا طُرُقُ الدَّوَابِّ، وَمَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ» و لا ينسى المسلم ورده من القرآنِ والذكرِ فهو زادك وطمأنينة قلبك، وحفظٌ للنفسك " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ " أخرجه مسلم
يزيد الله هذه النعمة إذا شكرها العباد {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
شكرها باحترام خصوصياتِ الناسِ في مخيماتِهم وأماكنِ ترويحِهم فلا تُضايقُ محارمُهم ، ويُغضُ البصر عن عوراتهم ..
تُشكر هذه النعمةُ ويُحفظُ أمنُ المجتمعِ برعايةِ أهلِ البيتِ وصونهِم «وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وهو مسؤول عنهم»، فلا يُسيبُ الولي محارمه وأهل بيته يجوبون البراري من غير عائلٍ يصونُهم ويحوطهم ويحفظهم بعد حفظ الله، وما ظهرت هذه الظاهرة إلا لما استأثر الآباء والازواج والأولياء بالأصدقاء والأصحاب سهراً معهم وسمراً وتنزها، ونسوا التوجيه النبوي التربوي « وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ»
فما أحوجنا للتوجيه النبوي اللأخر «وإنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا»، إن هذه الظاهرة وربي لهو السبب في ضياع الأسرِ وتشتت الأولاد وتخلخل قيمها..
اللهم اهد قلوبنا واصلح أزواجنا وذرياتنا واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين فاستغفروه إن ربي رحيم ودود
الخطبة الثانية :
الحمدلله على الفضل والعطاء ، وله الشكر ملئ الأرض والسماء . وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد
فالتقوا ربكم الذي أطعمكم من جوع ، وآمنكم من خوف ، فاحفظوا حدوده ورعوا أوامره ونواهيه .
ومن شكر نعم الله الجليلة الجزيلة إذ منحنا ربنا إياها، وبلدان تُتَخطفُ من حولنا ، أن لا يُستَخف بحدود الله وشريعته ، ويُتهاونَ بالصلاة والزكاة، والحجاب والعفاف. وسنن الله لاتحابي أحدا .. من تمسك بشريعة الله وصبر عليها ودعا لها .. أعزه الله ومكنه ، ومن حارب دينه واستهان بشريعته واستعلن بالمنكر والباطل ، أبدل الله غناه فقراً ، وأمنه خوفا (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا
تربية الأسرةِ والمجتمعِ على الشكر واجب المُنعم، وركيزةُ أمانٍ لبقاء النعم {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
اللهم زدنا من خيرك وبرك وأحسانك وجعلنا لنعمك شاكرين ولأوامرك ونواهيك ممتثلين .
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد ...
المرفقات
1671710809_شُكر المُنعم، والحذر من والمخاطر).docx
1671710814_شُكر المُنعم، والحذر من والمخاطر.pdf