دقيقة الموت ( خطبة مشكلة عن الزلازل )

الخطبة الأولى: دقيقة الموت

الْـحَمْدُ لِلـهِ الوَلِيِّ الحَمِيدِ؛ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، لَهُ الحِكْمَةُ البَاهِرَةُ فِي شَرْعِهِ، ولَهُ الحُجَّةُ البَالِغَةُ فِي حُكْمِهِ، وَهُوَ القَادِرُ عَلَى خَلْقِهِ، القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللـهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَعْلَمُ الْـخَلْقِ بِاللَّـهِ تَعَالَى، وَأَتْقَاهُمْ لَهُ، وَأَشَدُّهُمْ خَوْفًا مِنْهُ، صَلَّى اللـهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.          أَمَّا بَعْدُ: فأوصيكم ونفسي ...

عن أَبِي هُرَيرةَ t قَال : قَال رَسولُ اللَّـه r(لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يُقبَضَ العِلمُ، وتَكثُرَ الزَّلازِلُ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ، وتَظهَرَ الفِتَنُ، ويَكثُرَ الهَرْجُ، وَهْو القَتْلُ القَتْلُ.."خ.م

عباد الله: مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ اللـهُ بِهَا عَلَيْنَا: نِعْمَةُ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي وَضَعَهَا الرَّبُّ سُبْحَانَهُ للأَنَامِ، وَجَعَلَ فِيهَا أَصْنَافَ الطَّعَامِ (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ وَالْـحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)

جَعَلَهَا لَنَا ذَلُولاً نَعِيشُ عَلَى ظَهْرِهَا وَنَسِيرُ فِي فِجَاجِهَا، قَدْ أَرْسَاهَا بِالْجِبَالِ، وَبَسَطَهَا ذُو الْـجَلاَلِ، وَجَعَلَهَا مِنْ أَعْظَمِ الآيَاتِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى كَمَالِ خَلْقِهِ، وَعَظَمَةِ صُنْعَتِهِ (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ ) .

عباد الله:  بَعدَ هُدوءِ لَيلةٍ  باردةٍ مِن لَيالي الشِّتاءِ، والنَّاسُ قَد نَاموا فِي دِفءٍ وهُدوءٍ وصَفَاءٍ، وإذا بالأرضِ تَرجُّ رَجَّاً، وإذا بالمَكانِ يَضُجُّ ضَجَّاً، صُراخٌ، وصِياحٌ، بُكاءٌ وهويلٌ ، استِغاثاتٌ هَاتِفةٌ، وقُلوبٌ وَاجِفةٌ، بُيوتٌ تَتَهاوى، فَأَصبحَ أعلَاها أسفَلَها، وشَوارعُ تَتصدَّعُ، فَابتَلَعَتْ مَنْ كَـانَ عَلى ظَهرِها في بَطنِها، فمِنهم مَن يَستَغيثُ ومِنهُم من لا تَسمعُ لَهُ هَمساً، إنها دقيقةُ الموتِ .

هَل رَأيتُم ذلكَ الرَّجلَ وهو يَنظرُ إلى بَيتِهِ وقَد أصبَحَ قَبراً لأفرادِ أُسرَتِهِ، نَظرةً لا يَسٍتطيعُ الكلامُ لَها وَصفاً؟

هَل سَمعتُم ذلكَ الأبَّ الذي لَم يَستَطِعْ أن يُنقِذَ ابنَهُ مِن تَحتَ الأنقاضِ، فَأصبَحَ يُلَقِنَّهُ الشَّهادةَ؟

هَل لاحظتُم تِلكَ الأمَّ وهِي تُعَانقُ ابنتَها العِناقَ الأخيرَ، فَتخرجُ الأرواحُ مَتعَانِقةً كَما كَانتْ في الدُّنيا؟

هل تأملتُم في تِلكَ الأختِ الصَّغيرةِ وهي تَحمي أخَاها الصَغيرَ بِجِسمِها تَحتَ الأنقاضِ؟

هَل أَبكَاكُم ذَلكَ الجَنينَ الذي وَلدَتْهُ أمُّهُ تَحتَ الحُطامِ؟ وكأنَّنا نَرى صُورةً مُصغرةً لأهوالِ الآخرةِ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ  يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا)، وعِندَما تَأكَدَتْ أَنَّهُ استَقبلَ الحياةَ وَدَعَتْهُ وهو لا يَعلمُ مَعنى الوَداعِ.

هَل رأينا بأعيِنِنا كَيفَ هُوَ ضَعفُ الإنسانِ أمامَ أَقدارِ الرَّحمنِ؟ هَل ظَهرَ لَنا نِعمةَ قَرارِ الأرضِ وسُكونِها؟ (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).

عباد الله: كَثْرَةُ الزَّلازِلِ دَلِيلٌ عَلَى قُرْبِ السَّاعَةِ؛ قَال r: (بينَ يَديِ السَّاعةِ مُوْتانٌ شَديدٌ، وبَعدَه سَنَواتُ الزَّلازِلِ ) ابنُ حبانَ وغيرُه .

وَإنَّ لِحُدُوثِ الزَّلاَزِلِ وَغَيْرِهَا حِكَمًا وَدُرُوسًا يُدْرِكُهَا أَصْحَابُ الْقُلُوبِ الْـمُؤْمِنَةِ : فمِنْ حِكَمِهَا وَدُرُوسِهَا:

التَّذْكِيرُ بِوَحْدَانِيَّةِ وَكَمَالِ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى وَعَظَمَتِهِ وَقُوَّتِهِ وَغَلَبَتِهِ الَّذِي لاَ يَغْلِبُهُ غَالِبٌ، وَلاَ يَرُدُّ قَضَاءَهُ رَادٌّ؛ يَنْفُذُ أَمْرُهُ، وَيَمْضِي قَضَاؤُهُ فِي خَلْقِهِ (مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

وَمِنْ حِكَمِهَا وَدُرُوسِهَا: تَخْوِيفُ الْعِبَادِ وَتَذْكِيرُهُمْ كَيْ يُحَاسِبُوا أَنْفُسَهُمْ، وَيَتُوبُوا إِلَى رَبِّهِمْ، وَيَجْتَنِبُوا مَا يُغْضِبُ خَالِقَهُمْ؛ وَلاَ يَغِيبُ عَنْ بَالِنَا قَوْلُ اللـهِ جَلَّ وَعَلاَ  (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ «وَالزَّلاَزِلُ مِنَ الآيَاتِ الَّتِي يُخَوِّفُ اللهُ بِهَا عِبَادَهُ، كَمَا يُخَوِّفُهُمْ بِالْكُسُوفِ وَغَيْرِهِ»

وَمِنْ حِكَمِهَا وَدُرُوسِهَا: بَيَانُ شُؤْمِ الذُّنُوبِ وَالْـمَعَاصِي وَأَثَرِهَا السَّيِّئِ عَلَى الْفَرْدِ وَالأُسَرِ وَالْـمُجْتَمَعَاتِ، وَلِذَلِكَ يَنْبَغِي عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَحَصَّنَ بِالإِيمَانِ الصَّادِقِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَهُمَا السَّبِيلُ الأَوْحَدُ لِحُصُولِ الْـخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالْعَافِيَةِ( وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ )

قَالَr: «يَكُونُ فِي آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا ظَهَرَ الْـخَبَثُ» الترمذي

فَإِذَا ظَهَرَتْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْضُ الْـمَعَاصِي وَالآثَامِ، فَإِنَّ اللـهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعَاقِبُهَا بِبَعْضِ مَا عَاقَبَ بِهِ الأُمَمُ الْـهَالِكَةُ؛ زَجْرًا لِتِلْكَ الأُمَّةِ، وَتَذْكِيرًا لَهَا بِحَقِّ رَبِّهَا، وَقَدْ تَكُونُ هَذِهِ الزَّلاَزِلُ عَذَابًا فِي الدُّنْيَا وَتَطْهِيرًا وَرَحْمَةً لِلْمُسْلِمِينَ، قَالَr: «أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَنُ، وَالزَّلاَزِلُ، وَالْقَتْلُ» أبو داود .

وَلأَنَّهُ يُعْتَبَرُ مِنَ الْـهَدْمِ الَّذِي قَالَ عَنْهُ r«الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْـمَطْعُونُ وَالْـمَبْطُونُ وَالْغَرِقُ وَصَاحِبُ الْـهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللـهِ» متفق الله .

وَمِنَ الْحِكَمِ وَالدُّرُوسِ: بَذْلُ أَسْبَابِ النَّجَاةِ مِنَ الْفِتَنِ عُمُومًا بِطَاعَةِ اللـهِ وَتَوْحِيدِهِ، وَمُحَاسَبَةِ النَّفْسِ، وَتَصْحِيحِ الْحَالِ، وَالإِكْثَارِ مِنَ الصَّدَقَةِ.

وَمِنْ ذَلِكَ: أَنْ لاَ نَغْفُلَ عَنْ أَوْرَادِ الصَّبَاحِ وَالْـمَسَاءِ ، لاَ سِيَّمَا وَأَنَّهُ قَدْ وَرَدَ فِيهَا مَا يَدُلُّ عَلَى أَسْبَابِ السَّلاَمَةِ مِنْ خَطَرِ الزَّلاَزِلِ وَالْـخَسْفِ؛ فعَنْ عَبْدِ اللـهِ بْنِ عُمَرَy قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللـهِ r يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغَتَالَ مِنْ تَحْتِي» أحمد وغيره .

ألا فاتقوا الله عباد الله وخُذُوا حِذْرَكُمْ وَاعْتَبِرُوا بِمَا حَلَّ بِغَيْرِكُمْ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكُمْ؛ فَإِنَّ رَبَّكُمْ قَادِرٌ عَلَيْكُمْ، غَيُورٌ عَلَى مَحَارِمِهِ أَنْ تُنْتَهَكَ فِيكُمْ، يُمْهِلُ وَلا يُهْمِلُ، وَيُمْلِي وَلا يَنْسَى ( قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ )   بارك الله لي ...

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله ...أما بعد :

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إنَّ مِنَ الْحِكَمِ وَالدُّرُوسِ الْعَظِيمَةِ فِيمَا يَحْدُثُ مِنْ زَلاَزِلَ: تَذْكِيرَ الْعِبَادِ بِالزَّلْزَلَةِ الْكُبْرَى، الَّتِي قَالَ اللهُ عَنْهَا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ)

لَقَدْ شَاهَدَ الْكَثِيرُونَ هَلَعَ النَّاسِ فِي زِلْزَالِ الدُّنْيَا، وَدَمَارِ دُورِهِمْ، وَسُقُوطِهَا عَلَى أُسَرِهِمْ، فَحَرِيٌّ بِنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَذَكَّرَ وَنَعْتَبِرَ بِمَا سَيَحْدُثُ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ...)

إنَّ اللـهَ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى البَشَرِ وَلَوْ تَحَصَّنُوا بِحُصُونِهِمْ، وَاحْتَاطُوا لِكُلِّ حَدَثٍ بِمَا يُنَاسِبُهُ، وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّـهِ تَعَالَى شَيْئًا، وَعَذَابُ اللَّـهِ تَعَالَى يَنْزِلُ فِي لَمْحِ البَصَرِ، فَلَا يَرُدُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ، وَلَا حَذَرُ حَذِرٍ، فَيَنْتَهِي كُلُّ شَيْءٍ؛ تَذْهَبُ النِّعَمُ الَّتِي رَتَعَ النَّاسُ فِيهَا طَوِيلًا، وَيُصَابُونَ فِي أَعَزِّ مَا لَدَيْهِمْ مِنْ أَهْلٍ وَوَلَدٍ وَمَالٍ.

فالْوَاجِبُ عَلَى اَلْـمُكَلَّفِينَ مِنْ اَلْـمُسْلِمِينَ ، اَلتَّوْبَةُ إِلَى اَللَّـهِ سُبْحَانَهُ، وَالِاسْتِقَامَةُ عَلَى دِينِهِ، وَالْـحَذَرُ مِنْ كُلِّ مَا نَهَى عَنْهُ مِنْ اَلشِّرْكِ وَالْـمَعَاصِي، حَتَّى تَحْصُلَ لَـهُمْ اَلْعَافِيَةُ وَالنَّجَاةُ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ جَمِيعِ اَلشُّرُورِ، وَحَتَّى يَدْفَعَ اَللَّـهُ عَنْهُمْ كُلَّ بَلَاءٍ، وَيَمْنَحَهُمْ كُلَّ خَيْرٍ " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ اَلْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)

قال ابنُ القيم " وَقَدْ يَأْذَنُ اَللَّـهُ سُبْحَانَهُ لِلْأَرْضِ فِي بَعْضِ اَلْأَحْيَانِ بِالتَّنَفُّسِ فَتَحدُثُ فِيهَا اَلزَّلَازِلُ اَلْعِظَامُ، فَيَحْدُثُ مِنْ ذَلِكَ لِعِبَادِهِ اَلْـخَوْفُ وَالْـخَشْيَةُ، وَالْإِنَابَةُ وَالْإِقْلَاعُ عَنْ اَلْمَعَاصِي وَالتَّضَرُّعُ إِلَى اَللَّـهِ سُبْحَانَهُ، وَالنَّدَمُ، كَمَا قَالَ بَعْضُ اَلسَّلَفِ وَقَدْ زَلْزَلَتْ اَلْأَرْضُ: إِنَّ رَبَّكُمْ يَسْتَعْتِبَكُمْ، وَقَالَ عُمَرْ بْنْ اَلْـخَطَّابْ t وَقَدْ زَلْزَلَتْ اَلْـمَدِينَةُ، فَخَطَبَهُمْ وَوَعَظَهُمْ، وَقَالَ: لَئِنْ عَادَتْ لَا أَسَاكْنِكْمْ فِيهَا"

عباد الله: علينا نَحنُ أعضاءُ الجَسدِ الوَاحدِ، الدَّعاءُ لأهلِنا في سُوريا وتُركيا، ومَدُّ يَدِ العَونِ لَهم عَن طَريقِ الحَملةِ الشَّعبيةِ لإغاثةِ مُتَضرري الزِّلزالِ بسُوريا وتُركيا التي أطَلقَها وُلاةُ الأمرِ في هَذِهِ البَلادِ، وما ذلكَ عَليهم بِغَريبٍ، فجَزاهُم اللـهُ خَيراً ووفقهم لكل خير ، وجزى الجميع خيرا وجعل ذلك في موازين الأعمال ...ثم صلوا

المرفقات

1676002069_دقيقة الموت ( خطبة مشكلة عن الزلازل ).docx

1676002070_دقيقة الموت ( خطبة مشكلة عن الزلازل ).pdf

المشاهدات 4378 | التعليقات 0