خطب مختارة لعيد الفطر
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
1431/09/27 - 2010/09/06 19:36PM
المشاهدات 4682 | التعليقات 6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تهنئة للزملاء ورفع للفائدة
وهذه خطبة مجمعة مقتبسة من عام 1429هـ
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. الله أكبر كَبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين
أمَّا بَعد: فأُوصيكم ـ أيّها الناسُ ـ ونفسِي بتقوى الله عزّ وجلّ، فاتَّقوا الله رحمكم الله، فلِلَّه درُّ أقوامٍ تفكَّروا فأبصَروا، وشمَّروا عن ساعِدِ الجدِّ وما قصَّروا، ومَن علِم شرفَ المطلوب جدَّ وعزم، والسعيُ والاجتهاد على قدر الهمَم، الحازمون سارَت بهم إلى الجدِّ المطايا، فاستحقّوا جليل العطايا، ومن علاماتِ الغفلة والاستدراج العمَى عن عيوب النفس، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115].
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون، العيد جزءٌ من نِظام أمَّة الإسلام، يصِل ماضيَها بحاضِرِها وقريبَها بِبعيدها، ويربط أفراحها بشرائعها وابتهاجَها بشعائرها، والفرح بالعيد من سنَن المرسلين، وإظهارُ السرور في الأعياد من شعائر الدين، ولقد أظهر نبيُّكم محمّد الفرحَ والسرور بالأعياد في شرعِه وفعله، وأذِن للمسلمين بأن يفرَحوا، وأقرَّ الفرحين على فرحهم، تقول عائشة رضي الله عنها: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندي جاريتان تغنّيان بدفَّين بغناءِ بُعاث، فاضطجع على الفراش وتسجّى بثوبه وحوّل وجهه إلى الجدار، وجاء أبو بكر فانتَهَرهما، فكشَف النبيّ وجهه وقال: ((دَعهما يا أبا بكر، إن لكلِّ قوم عيدًا، وهذا عيدُنا))،كما أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في المسجد في يوم عيد وخيرُ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم لكن مع الحذر من الاختلاط والتبرج و المعازف المحرمة أو الإسراف وإضاعة المال والخيلاء والتفاخر أما ما في الأمة من مشكلات وابتلاءات وهمومٍ وما في النّاس من قصور وتقصيرٍ وخطايا فلا ينبغي أن يمنع من الفرحِ والابتهاج، فالابتلاءات والهمومُ من سنن الله في الخليقة كلِّها وفي جميع أعصارها وأمصارها، في مؤمنها وكافرها، وصالحها وفاسدها، علوٌّ وهبوط، وتمكين واستِضعاف، والأيام أيامُ الله يداولها بين الناس. وفي عهد النبوة المطهَّرة كان من أذَى الكفار ومكرِ المنافقين وعوائق الدّعوة والبلاء على المؤمنين ما لا يخفى، وذلك كلُّه لا يجرّ أمة الإسلام إلى اليأس والقنوط. العيدُ فرح وابتهاجٌ وفرصة كبرَى لتدفّق الأمَل والانطلاقِ في العمل.
الله أكبر كَبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
أمةَ الإسلام، عيدكم مبارك، وعيدكم بإذن الله سعيدٌ، فكم عندكم ما تفرَحون به، فرحٌ بفضل الله ورحمتِه، وفرح بالهدَى والتوفيق يومَ ضلَّت فئام من البشَر عن صراط الله المستقيم، فرحٌ يوم هداكم واجتبَاكم، هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ [الحج:78]، فرح في كمالِ العِدّة، وفرحٌ بالفِطر، ((للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة بلقاء ربه)).
معاشرَ المسلمين، عيدكم مبارك بإذنِ الله، أبشروا وأمِّلوا وافرحوا، فعُمر الإسلام أطوَل من أعماركم، وآفاقُه أوسع من أوطانكم، انتصَر المسلمون ببدر، وهُزموا في أحُد، وضاقَت عليهم الأرض بما رحُبت وزُلزِلوا يومَ الأحزاب، وفُتِحت مكة الفتحَ المبين، وسقطت بغداد أيامَ المغول، ثم فتِحت القسطنطينية، وسُننُ الله ماضية، وهي لا تحابي أحدًا، في تفاؤلٍ إيجابيّ مقرونٍ بالعمل، مدرِكٍ لسنن الله، آخذٍ بالأسباب، في حسنِ إيمانٍ وحسن توكّل، وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:139].
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيّها المسلمون، والمناسبة مُناسبةُ ابتهاج وفرحٍ فإنَّ ربَّكم متمّ نورِه ولو حاوَل إطفاءَه الكافرون والمشرِكون، في عصرِكم هذا وفي أيّامكم هذه دينُكم واسعُ الانتشار في أرجاء الدنيا كلِّها، يتغلغَل في الديانات كلِّها، بل في معاقِلها ودورِ عباداتها وبين أحبارِها ورهبانها ورجالاتِ دياناتها، فالمساجد في ازديادٍ، وارتفاع نداء الحقِّ مِن المآذن لا ينقطع، والإحصائيات في تزايُد مبهج للمسلمين و مروِّعٍ لمن يخافون انتشارَه ولا يريدون ظهورَه.
يا أمّةَ محمد، كلّما رأيتم تطاولاً على رموزِ الإسلام في نبيِّه وقرآنه ومناهجِه وعلمائه وكلّما رأيتم تشديدًا على أهلِ الإسلام فذلك كلُّه من المبشِّرات والمبهِجات لدلالتها على تواصل انتشاره وتقدمه، فابتهِجوا بعيدكم، وافرَحوا بفضل ربِّكم ورحمته .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الإخوة :
مما لا شك فيه أن للعلماء في الإسلام منزلة عظيمة، ومكانة رفيعة، منزلة واهبها هو الله سبحانه، فقد جاء في التنزيل: (يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقال جل شأنه: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، وكل هذه المنزلة لمن عمل بعلمه من العلماء كما نص على ذلك السلف في تفسيرهم لهذه الآيات، وإلا حقيقة الذي لا يعمل بعلمه فهو غير داخل في زمرة العلماء ولا ينتظم في سلكهم.
ومما أنعم الله على بلاد الحرمين المباركة المملكة العربية السعودية منذ نشأتها وتأسيسها على يد الإمامين محمد بن عبد الوهاب و محمد بن سعود رحمهما الله رحمة واسعة وبارك في ذريتهما أنها قامت على التحالف بين العلم والحكم، فكان الأمر منذ تأسيس الدولة قائم على تحكيم الشريعة والرجوع إلى العلماء، وهو سر من أسرار تميز هذا البلد في العالم كله حتى أصبحت هي مرجع الأمة في كل قضاياها الشرعية ثقة واطمئنانا لفتاوى علماء هذا البلد، وأثر العلماء في البلاد كبير وظاهر فما سلامة أنظمتها وقوة المناهج الشرعية في تعليمها، وكثرة طلاب العلم، والمحافظة الدينية الظاهرة التي هي سمة المجتمع وسمته في المظهر والمخبر هي من الدلائل الظاهرة على قوة تأثير العلم و العلماء على المجتمع، وقد تنبه الأعداء في الآونة الأخيرة لما اشتد الهجوم على بلاد المسلمين ثقافيا وفكريا إلى عظيم أثر العلماء في حفظ دين الأمة، وخاصة إذا كانوا مرجعا للناس عند نزول النوازل وعند تغير الأحوال وكثرة المستجدات والتي لا تخلوا من محاذير شرعية يسأل الناس عنها، فكان أثر التغريب في البلد محدوداً وضعيفاً، وقد راهن الأعداء على الانفتاح الإعلامي وثورة الاتصالات على تجاوز الناس للعلماء وأن التغريب سوف يعم المجتمع كله، وإذا بالقنوات الفضائية حتى القنوات التغريبية لا تجد مناصا من استضافة العلماء وإبرازهم رغم كرهها لأن هذه هي رغبة المجتمعات المسلمة، وازداد أثر وتأثر الناس بالعلماء ولله الحمد، فلما عيل صبر الأعداء واستعجلوا التغريب واصبحوا كما يقال (يلعبون على المكشوف) وفي وضح النهار دون حياء ولا خجل ولهذا، نظمت حملات وفبركت قضايا ضد العلماء لا سيما كبار العلماء بطرق مختلفة، والهدف واحد هو إضعاف تأثير العلماء وإبعادهم عن مسار الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية وقد تنوعت أساليبهم بطرق شتى يمكن أن نوجز أهداف وأبعاد هذه الحملة الظالمة في التالي:
أولاً: إسقاط المرجعية الشرعية: وظهر ذلك جلياً في حوارات مقروءة ومسموعة ومرئية بدعوى عدم الهيمنة الشخصية، ومرة برفض الكهنوت في الإسلام، وكل هذا محاولة لأن يتجاوز الناس الرجوع للشريعة بعد إسقاط المرجعية العلمية وتخفيفها في نفوس الناس.
ثانياً: هدم كل الحواجز التي تخفف أو تمنع المشاريع التغريبية التي يدعمها الغرب وينفذها عملاؤهم من العلمانيين أو الليبراليين أو المنخدعين و المجاملين وأصحاب المصالح الخاصة.
ثالثاً: تكوين صورة ذهنية سيئة عن العلماء لدى عامة الناس حتى لا يرجع إليهم، ويخف تأثيرهم مما يجعل العوام لقمة سائغة للتغريب والإفساد الذي يرفع لواءه للأسف الإعلام العربي.
رابعاً: تشويه صورة العلماء وافتعال بعض القضايا التي لا أساس لها أوتضخيمها بالتعاون والتنسيق مع بعض الوسائل الغربية لإعطائها مصداقية حتى يضعف تأثيرهم على صاحب القرار ويساء الظن بهم أو أنهم أصبحوا عبء.
خامساً: تكوين رأي عام مؤيد أو غير مبالي لكثير من مشاريع الإفساد والتغريب في البلد بعد إضعاف صوت العلماء وتخفيف أثرهم مما يجعل تمريرها وقبولها سائغاً لدى المجتمع.
سادساً: تطبيق كثير من التوصيات التي أوصت بها المراكز البحثية الغربية والمؤتمرات العالمية التي تعمل ليلاً ونهاراً لمسخ الهوية الإسلامية وإضعاف الأمة.
وبعد هذا يمكن أن نستعرض بعضاً من وسائل وطرق الهجمة الإعلامية ضد العلماء والتي يمكن أن نوجزها فيما يلي:
أولاً: ضرب آراء العلماء بعضهم ببعض، فمرة تنشر فتوى لعالم يبيح التأمين التجاري، ثم تنشر فتوى من يرد عليه ويبين خطأهم وهكذا، وهنا يستفيد من تعمد هذا أمرين: الأول: إظهار أن العلماء على غير كلمة سواء وأنهم شذر مذر، وثانياً: تمرير الآراء الشاذة وسقطات بعض العلماء على أنها رأي مستساغ وخلاف معتبر.
ثانياً: استغلال زلات بعض من ينتسب للعلم وإظهار زلاته التي يستفيدون منها في بعض مخططاتهم التغريبية، أو على الأقل إظهار من يخالفه بأنه متشدد وغير منفتح وغير مراعي لتغير العصر، وخذ على سبيل المثال فتوى من أجاز الاختلاط، أو التأمين التجاري، أو جواز إتيان السحرة والكهنة والدجالين.
ثالثاً: اتهامهم بالتشديد وعدم التيسير على الناس من خلال أقلام مجهولة في الصحف أو شبكة الانترنت أو حتى من خلال مداخلات لأناس يتفق معهم سلفاً أو تفتعل حالات حرجة وأن العلماء لم يقدروها قدرها زوراً وبهتاناً وتلبيساً على السذج والعوام.
رابعاً: دعوى أن العلماء لم يستطيعوا مواكبة التقدم التقني والانفتاح الحضاري مع الشعوب الأخرى وأن فتاواهم لا تصلح لهذه المرحلة، وهذه دعوى تحتاج إلى دليل وبرهان وغاية ما فيها أمثلة نادرة أو قديمة جدا قبل ما يزيد على مائة عام ومعلوم حال المجتمع وتعليمه وثقافته ومحدودية اتصاله بالعالم آنذاك فلماذا لايحمل تبعة ذلك سوى العلماء مع أنها كانت حال الجميع صغيرهم وكبيرهم ثم لماذا يستمرون في اجترارها وتعمى عيونهم قصدا عن الحاضر .
خامساً: اتهامهم بأنهم يعادون كل شي غير مألوف لديهم وما ليس من عادات البلد، ولا شك أن العالم قد يتريث في الشيء الجديد حتى يستبين له أمره، وليس في هذا عيب، بل العالم موقع عن رب العالمين ويحتاج إلى التأني حتى لا يقع منه الخطأ والزلل فيضل بسببه فئام من الناس.
سادساً: مما يُتهم به بعض العلماء أنهم علماء السلطة (هكذا يعبرون) وأنهم لا يراعون حقوق الناس وهمومهم وإنما ما يملى عليهم ، وهذا الكلام فيه كذب و تهويل ومبالغة وذلك لعدة أمور:
1- أن الهجوم الأكبر طال العلماء الذي لا علاقة لهم بالسلطة.
2- أن العالم لا يعاب أنه يعمل في السلطة وهي سلطة تحكم بشرع الله ولكن ما نوعية فتاواه ومواقفه.
3- أن الغالب في هذه التهمة تستخدم لتنفير الناس وليس لإصلاح الوضع وإلا فما الفائدة من نشر هذا الكلام وترديده عند عامة الناس.ثم أليس الواقع الذي يبصره الجميع أن حال مطلقي هذه التهمة هي كحال من قيل فيها رمتني بدائها وانسلت .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد.
أخيراً:
ما هي أخطار هذه الهجمة وآثارها على المجتمع؟
أولاً: اتخاذ رؤساء جهال يفتون بغير علم فيضلون ويضلون، وهذا هو الواقع وللأسف في بعض القنوات الفضائية كنشر فتاوى إباحة الاختلاط وإتيان السحرة والكهنة، وبعض البرامج التي تشكك في ثوابت الأمة وأصولها بدعوى الوسطية والاعتدال.
ثانياً: استمراء المنكرات وعدم التحرج من الإعلان بها، وخاصة المجمع عليها وليس المختلف فيها اختلافاً سائغاً، فالناس إذا لم تلتفت إلى العالم وتحذيره وإنكاره فسوف يستمرئ الناس المنكر ويصبح عندهم مألوفاً، أما إذا حفظت مكانة العالم ونشرت فتاواه ومقالاته وبياناته وكلماته في وسائل الإعلام ووصل صوت الحق تحرج الناس من المنكر وإن وقعوا فيه وقعوا وهم في خجل وحياء.
ثالثاً: تغريب المجتمع وصبغه بالصبغة غير الإسلامية في مظهره الخارجي ومعاملاته وسلوكه الداخلي، وهذا الآن يسعى فيه على قدم وساق حفظ الله الأمة والبلاد والعباد من شر أعداء الدين.
رابعاً: تغريب المجتمعات الإسلامية وإبعاد الدين وتأثيره عن واقع حياة الناس بعد إبعاد وإضعاف صوت وتأثير العلماء وحملة الشريعة عن واقع الحياة.
خامساً: افتتان الناس بالطروحات التغريبية بعد إسقاط وتشويه الحلول الشرعية التي يرفع لواءها العلماء وحملة الشريعة، وخاصة مع طغيان المادة وضعف الديانة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سادساً: نمو ظاهرة التكفير والغلو بين شباب الأمة بعد إسقاط المرجعية العلمية المعتبرة، ولهذا يتحمل الوزر الأكبر لظاهرة الغلو أولئك الذين مافتئوا يطعنون في علماء الأمة ودعاتها صباح مساء ومطالبة إقصائهم عن واقع تأثير الحياة.
سابعاً: اختلال الأمن بكل أنواعه من خلال:
1- ظهور الاجتهادات الفردية البعيدة عن النظر الشرعي وتقدير المصالح، وذلك بعد خلو الساحة للجهلة والمجهولين وأنصاف المتعلمين وإسقاط المرجعيات العلمية المعتبرة.
2- كثرة الفساد وضعف الإيمان بعد إضعاف صوت العلماء فتكثر الفئات المنحرفة مما يجرئ السفهاء على الاعتداء على الأعراض والأموال.
ولعله بهذا يتضح لكل عينين خطورة هذه الظاهرة وأجندتها الخفية وأبعادها المدمرة أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
تهنئة للزملاء ورفع للفائدة
وهذه خطبة مجمعة مقتبسة من عام 1429هـ
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إلهَ إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. الله أكبر كَبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين
أمَّا بَعد: فأُوصيكم ـ أيّها الناسُ ـ ونفسِي بتقوى الله عزّ وجلّ، فاتَّقوا الله رحمكم الله، فلِلَّه درُّ أقوامٍ تفكَّروا فأبصَروا، وشمَّروا عن ساعِدِ الجدِّ وما قصَّروا، ومَن علِم شرفَ المطلوب جدَّ وعزم، والسعيُ والاجتهاد على قدر الهمَم، الحازمون سارَت بهم إلى الجدِّ المطايا، فاستحقّوا جليل العطايا، ومن علاماتِ الغفلة والاستدراج العمَى عن عيوب النفس، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115].
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون، العيد جزءٌ من نِظام أمَّة الإسلام، يصِل ماضيَها بحاضِرِها وقريبَها بِبعيدها، ويربط أفراحها بشرائعها وابتهاجَها بشعائرها، والفرح بالعيد من سنَن المرسلين، وإظهارُ السرور في الأعياد من شعائر الدين، ولقد أظهر نبيُّكم محمّد الفرحَ والسرور بالأعياد في شرعِه وفعله، وأذِن للمسلمين بأن يفرَحوا، وأقرَّ الفرحين على فرحهم، تقول عائشة رضي الله عنها: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندي جاريتان تغنّيان بدفَّين بغناءِ بُعاث، فاضطجع على الفراش وتسجّى بثوبه وحوّل وجهه إلى الجدار، وجاء أبو بكر فانتَهَرهما، فكشَف النبيّ وجهه وقال: ((دَعهما يا أبا بكر، إن لكلِّ قوم عيدًا، وهذا عيدُنا))،كما أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في المسجد في يوم عيد وخيرُ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم لكن مع الحذر من الاختلاط والتبرج و المعازف المحرمة أو الإسراف وإضاعة المال والخيلاء والتفاخر أما ما في الأمة من مشكلات وابتلاءات وهمومٍ وما في النّاس من قصور وتقصيرٍ وخطايا فلا ينبغي أن يمنع من الفرحِ والابتهاج، فالابتلاءات والهمومُ من سنن الله في الخليقة كلِّها وفي جميع أعصارها وأمصارها، في مؤمنها وكافرها، وصالحها وفاسدها، علوٌّ وهبوط، وتمكين واستِضعاف، والأيام أيامُ الله يداولها بين الناس. وفي عهد النبوة المطهَّرة كان من أذَى الكفار ومكرِ المنافقين وعوائق الدّعوة والبلاء على المؤمنين ما لا يخفى، وذلك كلُّه لا يجرّ أمة الإسلام إلى اليأس والقنوط. العيدُ فرح وابتهاجٌ وفرصة كبرَى لتدفّق الأمَل والانطلاقِ في العمل.
الله أكبر كَبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
أمةَ الإسلام، عيدكم مبارك، وعيدكم بإذن الله سعيدٌ، فكم عندكم ما تفرَحون به، فرحٌ بفضل الله ورحمتِه، وفرح بالهدَى والتوفيق يومَ ضلَّت فئام من البشَر عن صراط الله المستقيم، فرحٌ يوم هداكم واجتبَاكم، هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ [الحج:78]، فرح في كمالِ العِدّة، وفرحٌ بالفِطر، ((للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة بلقاء ربه)).
معاشرَ المسلمين، عيدكم مبارك بإذنِ الله، أبشروا وأمِّلوا وافرحوا، فعُمر الإسلام أطوَل من أعماركم، وآفاقُه أوسع من أوطانكم، انتصَر المسلمون ببدر، وهُزموا في أحُد، وضاقَت عليهم الأرض بما رحُبت وزُلزِلوا يومَ الأحزاب، وفُتِحت مكة الفتحَ المبين، وسقطت بغداد أيامَ المغول، ثم فتِحت القسطنطينية، وسُننُ الله ماضية، وهي لا تحابي أحدًا، في تفاؤلٍ إيجابيّ مقرونٍ بالعمل، مدرِكٍ لسنن الله، آخذٍ بالأسباب، في حسنِ إيمانٍ وحسن توكّل، وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:139].
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيّها المسلمون، والمناسبة مُناسبةُ ابتهاج وفرحٍ فإنَّ ربَّكم متمّ نورِه ولو حاوَل إطفاءَه الكافرون والمشرِكون، في عصرِكم هذا وفي أيّامكم هذه دينُكم واسعُ الانتشار في أرجاء الدنيا كلِّها، يتغلغَل في الديانات كلِّها، بل في معاقِلها ودورِ عباداتها وبين أحبارِها ورهبانها ورجالاتِ دياناتها، فالمساجد في ازديادٍ، وارتفاع نداء الحقِّ مِن المآذن لا ينقطع، والإحصائيات في تزايُد مبهج للمسلمين و مروِّعٍ لمن يخافون انتشارَه ولا يريدون ظهورَه.
يا أمّةَ محمد، كلّما رأيتم تطاولاً على رموزِ الإسلام في نبيِّه وقرآنه ومناهجِه وعلمائه وكلّما رأيتم تشديدًا على أهلِ الإسلام فذلك كلُّه من المبشِّرات والمبهِجات لدلالتها على تواصل انتشاره وتقدمه، فابتهِجوا بعيدكم، وافرَحوا بفضل ربِّكم ورحمته .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الإخوة :
مما لا شك فيه أن للعلماء في الإسلام منزلة عظيمة، ومكانة رفيعة، منزلة واهبها هو الله سبحانه، فقد جاء في التنزيل: (يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقال جل شأنه: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، وكل هذه المنزلة لمن عمل بعلمه من العلماء كما نص على ذلك السلف في تفسيرهم لهذه الآيات، وإلا حقيقة الذي لا يعمل بعلمه فهو غير داخل في زمرة العلماء ولا ينتظم في سلكهم.
ومما أنعم الله على بلاد الحرمين المباركة المملكة العربية السعودية منذ نشأتها وتأسيسها على يد الإمامين محمد بن عبد الوهاب و محمد بن سعود رحمهما الله رحمة واسعة وبارك في ذريتهما أنها قامت على التحالف بين العلم والحكم، فكان الأمر منذ تأسيس الدولة قائم على تحكيم الشريعة والرجوع إلى العلماء، وهو سر من أسرار تميز هذا البلد في العالم كله حتى أصبحت هي مرجع الأمة في كل قضاياها الشرعية ثقة واطمئنانا لفتاوى علماء هذا البلد، وأثر العلماء في البلاد كبير وظاهر فما سلامة أنظمتها وقوة المناهج الشرعية في تعليمها، وكثرة طلاب العلم، والمحافظة الدينية الظاهرة التي هي سمة المجتمع وسمته في المظهر والمخبر هي من الدلائل الظاهرة على قوة تأثير العلم و العلماء على المجتمع، وقد تنبه الأعداء في الآونة الأخيرة لما اشتد الهجوم على بلاد المسلمين ثقافيا وفكريا إلى عظيم أثر العلماء في حفظ دين الأمة، وخاصة إذا كانوا مرجعا للناس عند نزول النوازل وعند تغير الأحوال وكثرة المستجدات والتي لا تخلوا من محاذير شرعية يسأل الناس عنها، فكان أثر التغريب في البلد محدوداً وضعيفاً، وقد راهن الأعداء على الانفتاح الإعلامي وثورة الاتصالات على تجاوز الناس للعلماء وأن التغريب سوف يعم المجتمع كله، وإذا بالقنوات الفضائية حتى القنوات التغريبية لا تجد مناصا من استضافة العلماء وإبرازهم رغم كرهها لأن هذه هي رغبة المجتمعات المسلمة، وازداد أثر وتأثر الناس بالعلماء ولله الحمد، فلما عيل صبر الأعداء واستعجلوا التغريب واصبحوا كما يقال (يلعبون على المكشوف) وفي وضح النهار دون حياء ولا خجل ولهذا، نظمت حملات وفبركت قضايا ضد العلماء لا سيما كبار العلماء بطرق مختلفة، والهدف واحد هو إضعاف تأثير العلماء وإبعادهم عن مسار الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية وقد تنوعت أساليبهم بطرق شتى يمكن أن نوجز أهداف وأبعاد هذه الحملة الظالمة في التالي:
أولاً: إسقاط المرجعية الشرعية: وظهر ذلك جلياً في حوارات مقروءة ومسموعة ومرئية بدعوى عدم الهيمنة الشخصية، ومرة برفض الكهنوت في الإسلام، وكل هذا محاولة لأن يتجاوز الناس الرجوع للشريعة بعد إسقاط المرجعية العلمية وتخفيفها في نفوس الناس.
ثانياً: هدم كل الحواجز التي تخفف أو تمنع المشاريع التغريبية التي يدعمها الغرب وينفذها عملاؤهم من العلمانيين أو الليبراليين أو المنخدعين و المجاملين وأصحاب المصالح الخاصة.
ثالثاً: تكوين صورة ذهنية سيئة عن العلماء لدى عامة الناس حتى لا يرجع إليهم، ويخف تأثيرهم مما يجعل العوام لقمة سائغة للتغريب والإفساد الذي يرفع لواءه للأسف الإعلام العربي.
رابعاً: تشويه صورة العلماء وافتعال بعض القضايا التي لا أساس لها أوتضخيمها بالتعاون والتنسيق مع بعض الوسائل الغربية لإعطائها مصداقية حتى يضعف تأثيرهم على صاحب القرار ويساء الظن بهم أو أنهم أصبحوا عبء.
خامساً: تكوين رأي عام مؤيد أو غير مبالي لكثير من مشاريع الإفساد والتغريب في البلد بعد إضعاف صوت العلماء وتخفيف أثرهم مما يجعل تمريرها وقبولها سائغاً لدى المجتمع.
سادساً: تطبيق كثير من التوصيات التي أوصت بها المراكز البحثية الغربية والمؤتمرات العالمية التي تعمل ليلاً ونهاراً لمسخ الهوية الإسلامية وإضعاف الأمة.
وبعد هذا يمكن أن نستعرض بعضاً من وسائل وطرق الهجمة الإعلامية ضد العلماء والتي يمكن أن نوجزها فيما يلي:
أولاً: ضرب آراء العلماء بعضهم ببعض، فمرة تنشر فتوى لعالم يبيح التأمين التجاري، ثم تنشر فتوى من يرد عليه ويبين خطأهم وهكذا، وهنا يستفيد من تعمد هذا أمرين: الأول: إظهار أن العلماء على غير كلمة سواء وأنهم شذر مذر، وثانياً: تمرير الآراء الشاذة وسقطات بعض العلماء على أنها رأي مستساغ وخلاف معتبر.
ثانياً: استغلال زلات بعض من ينتسب للعلم وإظهار زلاته التي يستفيدون منها في بعض مخططاتهم التغريبية، أو على الأقل إظهار من يخالفه بأنه متشدد وغير منفتح وغير مراعي لتغير العصر، وخذ على سبيل المثال فتوى من أجاز الاختلاط، أو التأمين التجاري، أو جواز إتيان السحرة والكهنة والدجالين.
ثالثاً: اتهامهم بالتشديد وعدم التيسير على الناس من خلال أقلام مجهولة في الصحف أو شبكة الانترنت أو حتى من خلال مداخلات لأناس يتفق معهم سلفاً أو تفتعل حالات حرجة وأن العلماء لم يقدروها قدرها زوراً وبهتاناً وتلبيساً على السذج والعوام.
رابعاً: دعوى أن العلماء لم يستطيعوا مواكبة التقدم التقني والانفتاح الحضاري مع الشعوب الأخرى وأن فتاواهم لا تصلح لهذه المرحلة، وهذه دعوى تحتاج إلى دليل وبرهان وغاية ما فيها أمثلة نادرة أو قديمة جدا قبل ما يزيد على مائة عام ومعلوم حال المجتمع وتعليمه وثقافته ومحدودية اتصاله بالعالم آنذاك فلماذا لايحمل تبعة ذلك سوى العلماء مع أنها كانت حال الجميع صغيرهم وكبيرهم ثم لماذا يستمرون في اجترارها وتعمى عيونهم قصدا عن الحاضر .
خامساً: اتهامهم بأنهم يعادون كل شي غير مألوف لديهم وما ليس من عادات البلد، ولا شك أن العالم قد يتريث في الشيء الجديد حتى يستبين له أمره، وليس في هذا عيب، بل العالم موقع عن رب العالمين ويحتاج إلى التأني حتى لا يقع منه الخطأ والزلل فيضل بسببه فئام من الناس.
سادساً: مما يُتهم به بعض العلماء أنهم علماء السلطة (هكذا يعبرون) وأنهم لا يراعون حقوق الناس وهمومهم وإنما ما يملى عليهم ، وهذا الكلام فيه كذب و تهويل ومبالغة وذلك لعدة أمور:
1- أن الهجوم الأكبر طال العلماء الذي لا علاقة لهم بالسلطة.
2- أن العالم لا يعاب أنه يعمل في السلطة وهي سلطة تحكم بشرع الله ولكن ما نوعية فتاواه ومواقفه.
3- أن الغالب في هذه التهمة تستخدم لتنفير الناس وليس لإصلاح الوضع وإلا فما الفائدة من نشر هذا الكلام وترديده عند عامة الناس.ثم أليس الواقع الذي يبصره الجميع أن حال مطلقي هذه التهمة هي كحال من قيل فيها رمتني بدائها وانسلت .
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد.
أخيراً:
ما هي أخطار هذه الهجمة وآثارها على المجتمع؟
أولاً: اتخاذ رؤساء جهال يفتون بغير علم فيضلون ويضلون، وهذا هو الواقع وللأسف في بعض القنوات الفضائية كنشر فتاوى إباحة الاختلاط وإتيان السحرة والكهنة، وبعض البرامج التي تشكك في ثوابت الأمة وأصولها بدعوى الوسطية والاعتدال.
ثانياً: استمراء المنكرات وعدم التحرج من الإعلان بها، وخاصة المجمع عليها وليس المختلف فيها اختلافاً سائغاً، فالناس إذا لم تلتفت إلى العالم وتحذيره وإنكاره فسوف يستمرئ الناس المنكر ويصبح عندهم مألوفاً، أما إذا حفظت مكانة العالم ونشرت فتاواه ومقالاته وبياناته وكلماته في وسائل الإعلام ووصل صوت الحق تحرج الناس من المنكر وإن وقعوا فيه وقعوا وهم في خجل وحياء.
ثالثاً: تغريب المجتمع وصبغه بالصبغة غير الإسلامية في مظهره الخارجي ومعاملاته وسلوكه الداخلي، وهذا الآن يسعى فيه على قدم وساق حفظ الله الأمة والبلاد والعباد من شر أعداء الدين.
رابعاً: تغريب المجتمعات الإسلامية وإبعاد الدين وتأثيره عن واقع حياة الناس بعد إبعاد وإضعاف صوت وتأثير العلماء وحملة الشريعة عن واقع الحياة.
خامساً: افتتان الناس بالطروحات التغريبية بعد إسقاط وتشويه الحلول الشرعية التي يرفع لواءها العلماء وحملة الشريعة، وخاصة مع طغيان المادة وضعف الديانة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سادساً: نمو ظاهرة التكفير والغلو بين شباب الأمة بعد إسقاط المرجعية العلمية المعتبرة، ولهذا يتحمل الوزر الأكبر لظاهرة الغلو أولئك الذين مافتئوا يطعنون في علماء الأمة ودعاتها صباح مساء ومطالبة إقصائهم عن واقع تأثير الحياة.
سابعاً: اختلال الأمن بكل أنواعه من خلال:
1- ظهور الاجتهادات الفردية البعيدة عن النظر الشرعي وتقدير المصالح، وذلك بعد خلو الساحة للجهلة والمجهولين وأنصاف المتعلمين وإسقاط المرجعيات العلمية المعتبرة.
2- كثرة الفساد وضعف الإيمان بعد إضعاف صوت العلماء فتكثر الفئات المنحرفة مما يجرئ السفهاء على الاعتداء على الأعراض والأموال.
ولعله بهذا يتضح لكل عينين خطورة هذه الظاهرة وأجندتها الخفية وأبعادها المدمرة أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الحمدُ لله على إحسانه، والشّكر له على توفيقه وامتنانِه، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا مزيد
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
بعد هذا نتحدث عن الحل وهو سبل المواجهة لمثل هذه الحملة وكيفية إعادة مكانة العلماء الشرعية في المجتمع ويمكن أن نوجزها فيما يلي:
أولاً: الإبراز لعلماء الأمة من خلال:
أ- التعريف بهم وبجهودهم وتاريخهم، وهنا تشكر بعض القنوات التي ساهمت في التعريف ببعض علماء الأمة ورموزها من خلال برامجها المتنوعة .
ب- الدفاع عنهم بشكل جماعي ومعلن حتى يهاب جانبهم وبيان الحكم الشرعي في الوقوع في أعراضهم.
ج- تمكينهم من كافة الوسائل للتعليم والإفتاء بشكل أكبر ولو بالصوت والقلم من خلال الإذاعة والصحافة والانترنت.
ثانياً: تكوين صورة ذهنية جيدة للمجتمع عنهم من خلال:
أ- إبراز فتاواهم التي تعالج المشاكل المعاصرة، و النوازل كفتاوى المجمعات الفقهية في النوازل المعاصرة أو بعض الأبحاث والدراسات المنشورة لعلماء الأمة وطلاب العلم فيها.
ب- السرعة والمبادرة في الإجابة على النوازل والمستجدات، والعناية بها حتى لا يتجاوز الناس العلماء إلى بعض الحلول المشوهة والتي تخالف الشريعة.
ج- الدفاع عنهم ضد حملات التشويه التي يمارسها البعض ضدهم.
د- إبراز محاسنهم وفضلهم من خلال الإعلام والكتابة عنهم.
هـ- إظهار مواقفهم وبياناتهم وفتاواهم في قضايا الأمة المصيرية .
ثالثاً: المطالبة بمحاكمة ومعاقبة من يهاجمهم بغير حق ، وأن يحتسب أهل المعرفة بالمحاماة والقضاء في ذلك.
رابعاً: التواصل معهم لتثبيتهم والوقوف معهم معنويا وحسيا.
خامساً: مناصحة من وقع منهم في زلة ، والعالم بشر يحتاج للنصح والتذكير ففي وقت المحن والفتن قد تختلط الأمور حتى على بعض من ينتسب للعلم وطلابه.
سادساً: الحرص على الفتاوى الجماعية -في القضايا الكبرى- ما أمكن، فهي أبعد عن الخطأ وأدعى للقبول لدى الناس.
سابعا: إظهار مؤازرة الرأي العام للعلماء والتواصي بعدم السماح للسفهاء بتناولهم في مجالسنا مما يثبت المترددين ويقمع المعتدين.
أيّها المسلِمون، هذا عَرضٌ لبعض الأحوال، وتِلكم ملامح مِنَ المبشّرات، فابتهِجوا بعيدِكم، فالعيد فرحةٌ ومناسبة لاطِّراح التكلّف واستجمامِ القوى المجهَدَة في دروبِ الحياة. العيدُ يومُ الأطفال بالفَرَح، ويومُ الفقراء بالمواساة، ويوم القربى بالتَّراحم، ويومُ النّاس جميعًا بالتسامُح والتزاور، ويومُ الأصدقاء بتشدِيدِ أواصِرِ الحبِّ والمودَّة. بَشاشةٌ تخالِط القلوبَ، وانشراحٌ يملأُ الصّدور. سِرُّ العيدِ فيما يَغشَى النفوسَ مِن رحمةٍ وبِرٍّ وابتِهاج. يومُ العيد تأنَس بوالدَيكَ وتُباسِط أهلَك وتقرُّ عيناك بأبنائِك وتهشّ لإخوانك وأحبابِك. لقد حلَّ العيدُ بساحَتِكم فابتَسِموا، وافتَحوا أبوابَ الأمل، فلا يذوقُ طعمَ العيد ويعيش بهجتَه قلبٌ تأكُلُه الأحقادُ أو نَفس تستبطِن الغشَّ أو صدرٌ يجيش بالضَّغائن. مِن مظاهر الإحسانِ بعد رمضانَ استدامةُ العَبد على النَّهج المستقيمِ ومداومَةُ الطاعة وإتباعُ الحسنة الحسنة، فذلك من قَبول الطاعَات. وقد ندَبكم نبيُّكم محمّد بأن تُتبِعوا رمضانَ بستٍّ من شوّال، فمن فعَل ذلك فكأنما صامَ الدّهرَ كلَّه.
معشر النساء، اتقين الله، وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ ٱلأولَىٰ [الأحزاب:33]، أقمن الصلاة، آتين الزكاة، أطعن الله ورسوله، أطعن أزواجكن بالمعروف، كنَّ من الصالحات القانتات،ابتعدن عن مواطن الفتنة والاختلاط، احذرن الألبسة المخالفة لشرع الله التي تظهر الزينة، أو تتضمّن تشبهاً بالكافرات، أوتعوُّدًا على ترك الحياء وإظهار الفتنة.
ألا فاهنَؤوا بعيدِكم، والزَموا حدودَ ربِّكم، وصوموا عن المحارِم كلَّ دهركم؛ تكن لكم أعياد في الأرضِ وأعيادٌ في السَّماء.
تقبَّل الله منَّا ومِنكم الصيامَ والقيامَ وسائرَ الطاعات.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
هذا وصلّوا وسلّموا على الرحمة المسداة والنعمة المهداة نبيِّكم محمد رسول الله، فقد أمَرَكم بذلك المولى جلّ في علاه، فقال عزّ قائلاً عليمًا في محكم تنزيله قولا كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
ثم أعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه .وعنا معهم. اللهم أعز الإسلام ... اللهم رحمتك .. اللهم أنج عبادك . اللهم أفرغ ...اللهم أقم علم الجهاد واقمع أهل الشرك والزيغ والفساد وانشر رحمتك على العباد اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا .عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والبغي والمنكر يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله الجليل العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
هذا وصلّوا وسلّموا على الرحمة المسداة والنعمة المهداة نبيِّكم محمد رسول الله، فقد أمَرَكم بذلك المولى جلّ في علاه، فقال عزّ قائلاً عليمًا في محكم تنزيله قولا كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
ثم أعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه .وعنا معهم. اللهم أعز الإسلام ... اللهم رحمتك .. اللهم أنج عبادك . اللهم أفرغ ...اللهم أقم علم الجهاد واقمع أهل الشرك والزيغ والفساد وانشر رحمتك على العباد اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا .عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والبغي والمنكر يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله الجليل العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وخذوا هذه ، خطبة عيد الفطر لعام ( 1432)
https://khutabaa.com/forums/موضوع/137344
عبدالله محمد الروقي
الرابط لايعمل وجزاك الله خيرا
تعديل التعليق