خطبة موافقة للتعميم مكانة المساجد في الإسلام
عبدالرحمن السحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْعَظَمَةِ وَالْكَمَالِ وَالْجَمَالِ، عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الْمَآلِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ، وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مَا تَجِدُونَهُ أَمَامَكُمْ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا مَتَاعُهَا قَلِيلٌ، وَهِيَ دَارُ الْغُرُورِ، فَلَا يَغْتَرُّ بِزِينَتِهَا إِلَّا مَغْرُورٌ؛ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
أَيُّهَا النَّاسُ: المَسَاجِدُ بُيُوْتُ اللهِ-تَعَالَى-، وهِيَ أَحَبُّ البِقَاعِ إِلَيْهِ، وقَدْ أَضَافَهَا لِنَفْسِهِ؛ تَشْـرِيْفًا وتَكْرِيْمًا لَها، وأَكْثَرَ -سُبْحَانَهُ-مِنْ ذِكْرِهَا، تَعْظِيْمًا لِقَدْرِهَا، وتَنْوِيْهًا بِفَضْلِهَا، ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾، عُمَّارُهَا صَفْوةُ الخَلْقِ مِنْ الأَنْبِيَاءِ وأَتْبَاعِهِمْ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾، وحِيْنَ وصَلَ النَّبِيُّﷺ إِلَى قُبَاءٍ بَنَى مَسْجِدَهَا، ولمَّا نَزَلَ المَدِيْنَةَ بَنَى مَسْجِدَهُ-عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ-.
ومِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْمُؤْمِنُ لِرَبِّهِ أَنْ يَبْنِيَ مَسْجِدًا أَوْ يُشَارِكَ فِي بِنَائِهِ؛ ففِيهَا يُعْبَدُ الله-سُبْحَانَهُ- وَيُوَحَّدُ، وَيُذْكَرُ فِيْهَا اسْمُهُ وَيُتْلَى كِتَابُهُ، وَفِيهَا يُنْشَـرُ الْعِلْمُ وَيُرْفَعُ الْجَهْلُ، وَفِيهَا الْمَوَاعِظُ وَالْخُطَبُ، فَتَلِينُ الْقُلُوبُ بَعْدَ قَسْوَتِهَا، وَتَتَنَبَّهُ مِنْ غَفْلَتِهَا، وقَدْ أَثْنَى سُبْحَانَهُ عَلَى عُمَّارِ الْمَسَاجِدِ حسيًا ومعنويًا بِبِنَائِهَا وإِصْلَاحِهَا، وبِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فِيْهَا، فَقَالَ: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾. وَالْمُخْلِصُ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ يُجْزَى بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ؛ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَمَهْمَا صَغُرَتْ مِسَاحَةُ الْمَسْجِدِ فَإِنَّ صَاحِبَهُ يَسْتَحِقُّ مَا رُتِّبَ عَلَيْهِ مِنَ الْأَجْرِ، وَكَذَلِكَ لَوِ اشْتَرَكَ بِجُزْءٍ يَسِيرٍ فِي بِنَاءِ مَسْجِدٍ فَلَهُ أَجْرُ مَا اشْتَرَكَ بِهِ؛ لِمَا فِي حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)، وَالْقَطَا نَوْعٌ مِنَ الطَّيْرِ، وَمَفْحَصُهَا هُوَ مَوْضِعُ بَيْضِهَا.
ومِنْ مَقَاصِدِ الشَّـرِيْعَةِ فِي المَسَاجِدِ: ائْتِلَافُ القُلُوْبِ واجْتِمَاعُ الكَلِمَةِ، فَلا يَجُوْزُ أَنْ يُتَّخذَ مِنْهَا أو فِيْهَا فُرْقَةً واخْتِلَافًا، قَال تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى﴾.
وكَمَا تَكُونُ عِمَارَةُ المَسَاجِدِ حِسِّيَّةً، فَإِنَّهَا تَكُونُ مَعْنَوِيَّةً بِالصَّلَاةِ فِيْهَا، وذِكْرِ اللَّهِ وتِلَاوَةِ كِتَابِهِ، وَتَعَلُّمِ القُرْآنِ وَتَعْلِيمِهٍ، ونَـشْـرِ العِلْمِ الَّذِيْ أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُوْلِهِ، وهَذَا مِنْ أَشْرَفِ أَنْوَاعِ العِمَارَةِ وأَخَصِّهَا،وهُوَ مَعْدُودٌ فِي الرِّبَاطِ، وسَبَبٌ لِمحْوِ الخَطَايَا ورَفْعِ الدَّرَجَاتِ ودُعَاءِ المَلَائِكَةِ، وهُوَ طَارِدٌ لِلْهُمُومِ وَالْغُمُومِ وَالْوَسَاوِسِ، وحصن من الفتن بإذن الله، وفِيْهِ تَأَسِّيٌ بِالنَّبِيِّ ﷺ والسَّلَفِ الصَّالِحِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "...فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ، وَأَتَى الْمَسْجِدَ، لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ، وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ" وقد جاء في الصحيح أن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد. قَالَ الشَّعْبِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "كَانُوا إِذَا فَرَغُوا مِنْ شَيْءٍ أَتَوُا الْمَسَاجِدَ". فَحَرِيٌّ بِالمُسْلِمِ أَنْ يَكُوْنَ قَلْبُهُ مُعَلَّقًا بِالمسْجِدِ، سَرِيْعًا فِيْ إِجَابَةِ النِّدَاءِ، بَطَيْءً فِيْ الخُرُوْجِ مِنْهُ، فهو في أشرف البقاع، وهي فرصة لأن يخلو العبد بربه ، فيخلص له العبادة ويخلو بنفسه فيحاسبها ويهذبها، وهل بنيت المساجد إلا لعمارتها بالعبادة فعود نفسك المكث في المساجد، ولا تستطيل الوقت، فأنت في عبادة حتى تخرج منه والملائكة تستغفر لك وقد حفظت سمعك وبصرك من المآثم.
عباد الله: وحري بالمؤمن أَنْ يَكُونَ لَهُ فِي بَابِ النَّفَقَةِ عَلَيْهِ عَطَاءٌ، بِبِنَاءِ مَسْجِدٍ أَوْ مُشَارَكَةٍ فِي بِنَائِهِ، وبصِيَانَتِهِ وإِصْلَاحِهِ؛ لِئَلَّا يُحْرَمَ مِنْ هذا الْخَيْرِ. وجميل أن تكون له مساهمة في طباعة المصاحف ووضعها في المساجد سواء في الداخل أو الخارج، فإن ذلك من الأوقاف التي يستمر أجرها على العبد بعد موته، أخرج ابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علمًا علمه ونشره وولدًا صالحًا تركه ومصحفًا ورثه أو مسجدًا بناه أو بيتًا لابن السبيل بناه أو نهرًا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته) .
ومن الأعمال الجليلة في المساجد تعليم القرآن بإقامة حلقات التحفيظ فيها للرجال والنساء ، ودعمها ماديا ومعنويا ، فهي تربي الأجيال وتحفظ وقتهم فالواجب دعمهم ، والصبر على إزعاجهم فهم في الغالب أطفال ، وغدا يكونوا عماد الأمة بإذن الله .
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لَشَأْنِهِ، وأشهدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَليْهِ وَعَلى آلِهِ وأصْحَابِه وسَلّم تَسْلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ –عباد الله- حَقَّ التَّقْوَى، فَأَعْمَارُكُمْ تَمْضِي، وَآجَالُكُمْ تَدْنُو (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: المَسَاجِدُ أَعْظَمُ الأَوْقَافِ، وعَامِرُهَا أَوِ الْمُشَارِكُ فِيْهَا يَبْقَى أَجْرُهُ مَا بَقِيَ يُصَلَّى فِيْهِا، ولَا يَجُوْزُ اسْتِغْلَالُهَا ولَا التَّعَدِّيْ عَلَيْهَا أَوْ عَلَى أَرَاضِيْهَا أَوْ مَرَافِقِهَا أَوْ خَدَمَاتِهَا مِنْ مَاءٍ أَوْ كَهْرَبَاءٍ، بِاسْتِعْمَالِها فِيْ غَيْرِ مَا خُصِّصَتْ لَهُ، وهُوْ اخْتِلَاسٌ يُنَاقِضُ عِمَارَتَهَا.
ومِمَّا يَدْخُلُ فِيْ عِمَارَةِ الْمَسَاجِدِ: تَطْهِيرُها وَتَنْظِيفُهَا،وتَهْيِئَتُهَا لِلْمُصَلِّيْنَ والذَّاكِرِيْنَ، وتَعَاهُدُها وَمُلْحَقَاتُهِا بِالصِّيَانَةِ الدَّائِمَةِ؛ لِيَكُونَ أَبْقَى لَهَا، وَأَكْثَرَ رَاحَةً وَخُشُوعًا لِلْمُصَلِّينَ، وَأَكْثَرَ لِجَمَاعَةِ الْمَسْجِدِ، فَيَحْصُلُ لَهُ أَجْرُ الْقِيَامِ عَلَى الْمَسْجِدِ، مَعَ مَا يَنَالُهُ مِنْ دَعَوَاتِ الْمُصَلِّينَ، وهُوَ مِنْ عَمَلِ الأَنْبِيَاءِ والرُّسُلِ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ:﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾.وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺيَحْتَفِي بِمَنْ يُنَظِّفُ الْمَسْجِدَ، وَيَسْأَلُ عَنْهُ إِذَا فَقَدَهُ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-:"أَنَّ رَجُلًا أَسْوَدَ أَوِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَ يَقُمُّ المَسْجِدَ فَمَاتَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ: أَفَلاَ كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ -أَوْ قَالَ قَبْرِهَا-، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا"مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ -: "وَكَنْسُ الْمَسَاجِدِ وَإِزَالَةُ الْأَذَى عَنْهَا فِعْلٌ شَرِيفٌ، لَا يَأْنَفُ مِنْهُ مَنْ يَعْلَمُ آدَابَ الشَّـرِيعَةِ ...وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا بِيَدِهِ".
وَتَطْيِيبُ الْمَسَاجِدِ وَتَجْمِيرُهَا مِمَّا يُدْخِلُ الْأُنْسَ عَلَى الْمُصَلِّينَ، وَيَكُونُ سَبَبًا فِي خُشُوعِهِمْ، وَيَطْرُدُ الرَّوَائِحَ الْكَرِيهَةَ الَّتِي تَقَعُ بِسَبَبِ الْأَنْفَاسِ وَالِازْدِحَامِ، وَهِيَ رَوَائِحُ تُؤْذِي الْمُصَلِّينَ، وَتُذْهِبُ خُشُوعَهُمْ، وَالنَّاسُ فِي تَجْمِير الْمَسَاجِدِ وَتَطْيِيبِهَا طَرَفَانِ وَوَسَطٌ؛ فَطَرَفٌ يُهْمِلُونَ ذَلِكَ، فَلَا طِيبَ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَلَا تَهْوِيَةَ، وَطَرَفٌ يُسْـرِفُونَ فِي ذَلِكَ حَتَّى يُؤْذُوا بِهِ الْمُصَلِّينَ، وَلَا سِيَّمَا مَنْ يَتَحَسَّسُونَ مِنْ رَوَائِحِ الطِّيبِ أَوْ يُعَانُونَ مِنْ أَمْرَاضٍ تَنَفُّسِيَّةٍ، وَالْوَاجِبُ مُرَاعَاةُ حَالِ الْمُصَلِّينَ فِي ذَلِكَ، بِحَيْثُ تَكُونُ رَوَائِحُ الْمَسَاجِدِ طَيِّبَةً وخَفِيْفَةً لَا تُؤْذِي الْمُصَلِّينَ.
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النبي المصطفى فإنه من صلى عليَّه صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشراً. اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المؤمنين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم انصر إخواننا في فلسطين وفي كل مكان، اللهم اشف مريضهم وداوي جريحهم وتقبل قتيلهم وأمنّ خائفهم وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وأصلح أحوال المسلمين. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم اصلح نياتنا وذرياتنا واجعلنا من مقيمي الصلاة، ومن عبادك المتقين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا،واجعل عملهم في رضاك.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار..
عباد الله! اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
المرفقات
1731015998_خطبة موافقة للتعميم مكانة المساجد في الإسلام.doc
1731015998_خطبة موافقة للتعميم مكانة المساجد في الإسلام.pdf