خطبة الجمعة الموافق 16 ربيع الأول لعام 1443هـ احذروا السرورية دعاة الضلالة
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
إِنَّ اْلحَمْدَ لِلهِ نحَمَدُهُ وَنَسْتَعِيَنُهُ وَنَسْتَغُفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهْ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ محُمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمْ ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ امَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسلِموُنَ ) ( يَأَيُّهَا الَّناسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَحِدَةٍ وَخلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيكُمْ رَقِيبًا ) (يَأَيهُّا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَقُولوُاْ قَوْلاً سَديدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْملَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنوُبَكُمْ ومَنْ يُطِعِ اللهَ ورَسولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظيمًا ) أَمَّا بَعْـدُ فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ وَخَيرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُّحَمَدٍ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمْ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتِهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٍ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٍ وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ وَعَلِيكُمْ بِجَمَاعَةِ اَلْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ يَدَ اللهِ عَلَى الجَمَاعَةِ وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ
هَذِهِ وَقْفَةٌ مَعَ حَدِيثٍ عَظِيمٍ يُبَيِّنُ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَلْجَادَّةَ اَلسَّوِيَّةَ وَالنَّهْجَ اَلسَّلِيمَ لِانْتِظَامِ مَصَالِحِ اَلْمُسْلِمِينَ وَاسْتِقَامَةِ أَمْرِهِمْ وَيُحَذِّرُ مِنْ اَلْمَسَالِكِ اَلْمُنْحَرِفَةِ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مِنْ خَرَجَ مِنْ اَلطَّاعَةِ وَفَارَقَ اَلْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمِنْ قَاتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عَمَّيْةٍ يَغْضَبُ لِعُصْبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عُصْبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عُصْبَةً فَقُتِلَ فَقَتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ وَمِنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدِهِ فَلَيْسَ مَنِي وَلَسْتَ مِنْهُ )
عِبَادُ اَللَّهِ لَقَدْ تَضَمَّنَ هَذَا اَلْحَدِيث ثَلَاثُ وَصَايَا يَجْدُرُ بِالْمُسْلِمِ أَنْ يَتَأَمَّلَهَا وَأَنْ يَجِدَ وَيَجْتَهِدَ فِي تَحْقِيقِهَا وَتَطْبِيقِهَا
اَلْوَصِيَّةُ اَلْأُولَى اَلسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِوُلَاةِ اَلْأَمْرِ وَالنُّصْحُ لَهُمْ وَعَدَمُ اَلْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ وَنَزْعِ اَلْيَدِ مِنْ طَاعَتِهِمْ وَالْحَذَرُ مِنْ مُفَارَقَةِ جَمَاعَتِهِمْ وَمِنْ خَالَفَ ذَلِكَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً
وَلِهَذَا مَعَاشِر اَلْمُؤْمِنِينَ يَجِبُ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ وِلَايَةَ أَمْرِ اَلنَّاسِ مِنْ أَعْظَمِ وَاجِبَاتِ اَلدِّينِ بَلْ لَا قِيَامَ لِلدِّينِ إِلَّا بِهَا فَإِنَّ اَلنَّاسَ لَا تَتِمُّ مَصَالِحُهُمْ إِلَّا بِالِاجْتِمَاعِ وَلَا بُدَّ لَهُمْ عِنْدَ اَلِاجْتِمَاعِ مِنْ إِمَارَةٍ وَلَا إِمَارَةَ إِلَّا بِسَمْعٍ وَطَاعَةٍ وَوُلَاةُ اَلْأَمْرِ بِهُمْ تَنْتَظِمُ مَصَالِحُ اَلْمُسْلِمِينَ وَتَجْتَمِعُ كَلِمَتُهُمْ وَتُؤْمِنُ سُبُلَهُمْ وَتُقَامُ صِلَاتُهُمْ وَيُجَاهَدُ عَدُوّهُمْ وَدُونَهُمْ تَتَعَطَّلُ اَلْأَحْكَامُ وَتَعُمُّ اَلْفَوْضَى وَيَخْتَلُّ اَلْأَمْنُ وَيَكْثُرُ اَلسَّلْبُ وَالنَّهْبُ وَأَنْوَاعُ اَلِاعْتِدَاءِ وَيَنْهَارُ صَرَّحَ اَلْإِسْلَامِ وَلَا يَأْمَنُ اَلنَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ وَالْوَاجِبُ اِتِّخَاذُ اَلْإِمَارَةِ دِينًا وَقُرْبَةً يُتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اَللَّهِ مَعَ اَلنُّصْحِ لِلْوُلَاةِ وَالدُّعَاءِ لَهُمْ بِالتَّوْفِيقِ وَالسَّدَادِ وَالصَّلَاحِ وَالْحَذَرِ مِنْ سَبِّهِمْ وَالطَّعْنِ فِيهِمْ اَلْوَصِيَّةُ اَلثَّانِيَةُ تَحْقِيقُ اَلْأُخُوَّةِ اَلْإِيمَانِيَّةِ وَالْحَذَرُ مِنْ اَلْعَصَبِيَّاتِ اَلْمَذْمُومَةِ وَالْحَمَّيَاتِ اَلْجَاهِلِيَّةِ وَالْعِرْقِيَّةِ اَلَّتِي تُفَرِقُ وَلَا تَجَمَّعُ وَتُفْسِدُ وَلَا تُصْلِحُ وَمِنْ آثَارِهَا اَلْوَخِيمَةِ نُشُوءُ اَلْقِتَالِ تَحْتَ رَايَاتِ عَمَّيْةٍ وَمَنْ كَانَ عَلَى هَذَا اَلنَّهْجِ فَقُتِلَ فَقَتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ
اَلْوَصِيَّةِ اَلثَّالِثَةِ مَعَاشِر اَلْمُؤْمِنِينَ حِفْظِ وَحْدَةٍ اَلْمُسْلِمِينَ وَمُرَاعَاةُ حُرُمَاتِهِمْ وَالْوَفَاءُ بِعُهُودِهِمْ وَعُقُودِهِمْ وَعَدَمُ إِخْفَارِ ذِمَمِهِمْ وَالْبُعْدُ عَنْ اَلْإِضْرَارِ بِهِمْ وَإِيذَائِهِمْ وَمِنْ اِنْحَرَفَ عَنْ هَذَا اَلسَّبِيلِ وَخَرَجَ عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ يَضْرِبُ بَرَّهُمْ وَفَاجِرَهُمْ وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهِمْ وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَالنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ بَرَاءٌ فَمًا أَعْظَمَ هَذِهِ اَلْوَصَايَا وَمَا أَشَدَّ حَاجَتِنَا إِلَى تَطْبِيقِهَا لِتَتَحَقَّقَ لَنَا اَلْخَيْرِيَّةِ وَلنَسْلَمَ مِنْ اَلْأَخْطَارِ اَلْمُحْدِقَةِ وَالْفِتَنِ اَلْمُهْلِكَةِ
أَعَاذَنَا اَللَّهُ وَإِيَاكُمْ مِنْ اَلْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطْنٌ وَمِنْ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ خَيِّرُ مَسْؤُولٍ
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشّيطَانِ الرَّجِيمِ ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )
بَارَكَ اَللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي اَلْقُرْآنِ اَلْعَظِيمِ وَبِهَدْي سَيِّدِ اَلْمُرْسَلِينَ أَقُول قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفَرُوهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورْ اَلرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَظِيمِ اَلْإِحْسَانِ وَاسِعِ اَلْفَضْلِ وَالْجُودِ وَالِامْتِنَانِ وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهْ وَرَسُولُهُ وَصْفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِهِ وَمَبْلَغُ اَلنَّاسِ شَرْعَهُ فَصَلَوَاتِ اَللَّهِ وَسَلَامِهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اَللَّهِ اِتَّقَوْا اَللَّهَ تَعَالَى وَاعْلَمُوا أَنْ تَقْوَى اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَسَاسُ اَلسَّعَادَةِ وَسَبِيلُ اَلْفَلَّاحِ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلْيَسْتَشْعِرَ كُلّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنَّ أَمْنَ هَذِهِ اَلْبِلَادِ مَسْؤُولِيَّةُ اَلْجَمِيعِ وَلْيُحَذِّرْ كُلُّ أَحَدٍ وَلَاسِيَّمَا اَلشَّبَابُ مِنْ أَفْكَارِ اَلْجَمَاعَاتِ اَلْمُنْحَرِفَةِ وَمِنْ أّخْطَرِهَا جَمَاعَةُ اَلسُّرُورِيَّةِ نِسْبَةً إِلَى مُؤَسِّسِهَا مُحَمَّد سُرُور اَلَّذِي يَتَّخِذُ مِنْ أَتْبَاعِهِ وَسَائِلَ لِتَفْرِيقِ اَلْكَلِمَةِ وَبَثِّ الْفُرْقَةِ وَمُنَازَعَةِ وُلَاةِ اَلْأُمُورِ وَالتَّحْرِيضِ عَلَى اَلْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ وَإِثَارَةِ اَلْفِتَنِ بَيْنَ اَلْمُسْلِمِينَ وَنَشْرِ اَلْحُرُوبِ فِي بُلْدَانِهِمْ تَنْظِيم يَتَسَتَّرُ بِالدِّينِ وَيُمَارِسُ مَا يُخَالِفُهُ يَنْتَهِجُ اَلسِّرِّيَّةَ فِي اَلْوُصُولِ إِلَى أَهْدَافِهِ وَهَذَا التَنْظِيمُ خَارِجٌ مِنْ رَحِمِ جَمَاعَةِ اَلْإِخْوَانِ اَلْإِرْهَابِيَّةِ وَاَلَّتِي تَدْعُو إِلَى اَلْغُلُوِّ وَالتَّكْفِيرِ
وَغَرَّرَتْ بِشَبَابِ اَلْمُسْلِمِينَ وَعَزَلَتْهُمْ عَنْ عُلَمَائِهِمْ وَتَحَالَفَتْ مَعَ أَعْدَاءِ اَلْإِسْلَامِ فِي اَلْبَاطِنِ لِنَشْرِ اَلْفَوْضَى فِي بِلَادِ اَلْمُسْلِمِينَ وَالْخُرُوجِ عَلَى وُلَاتِهَا وَسَفْكِ اَلدِّمَاءِ اَلْمَعْصُومَةِ وَاسْمَعُوا مَا يَقُولُ زَعِيمُهُمُ اَلضَّالُّ وَقَدْ اِطَّلَعَتْ عَلَى كُتُبِ اَلْعَقِيدَةِ فَوَجَدَتُهَا كُلُّهَا جَفَاءً لِأَنَّهَا أَحَادِيث وَنُصُوص وَأَحْكَام فَكَانَ رَدُّ سَمَاحَةِ اَلشَّيْخِ اَلْعَلَّامَةِ اِبْنْ بَازٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ هَذَا غَلَطٌ عَظِيمٌ كُتُبُ اَلْعَقِيدَةِ اَلصَّحِيحُ أَنَّهَا لَيْسَتْ جَفَاءً قَالَ اَللَّهُ قَالَ رَسُولُهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ يَصِفُ اَلْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ بِأَنَّهَا جَفَاءٌ فَهَذَا رِدَّةٌ عَنْ اَلْإِسْلَامِ عِبَادَ اَللَّهِ إِنَّ السَّعِيدَ حَقًا مِنْ لَزِمَ اَلْجَمَاعَةَ واتَّبَعَ السُّنةَ ودعَا إلى اللهِ عَلَى عِلْمٍ وبَصِيرَةٍ وَتَرَكَ اَلِانْتِمَاءَ إِلَى مِثْلِ هَذِهِ اَلْجَمَاعَاتِ نَسْأَلُ اَللَّهُ أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ اَلْمُسْلِمِينَ وَيَرُدَّهُمْ إِلَى اَلْحَقِّ رَدًّا جَمِيلاً هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى نبيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
المرفقات
1634848196_خطبة يوم الجمعة الموافق 16 ربيع الأول 1443هـ احذروا السرورية دعاة الضلالة.pdf
1634848209_خطبة يوم الجمعة الموافق 16 ربيع الأول 1443هـ احذروا السرورية دعاة الضلالة.docx