خطبة الجمعة الموافق الثالث من شهر صفر للعام الهجري 1443هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1443/02/01 - 2021/09/08 19:23PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ونَسْتَهدِيهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَن يَهدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضلَ لَهُ ومَن يُضللْ     فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عَبَادَ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ حُسْنَ الْخَاتِمَةِ أَمْرٌ يَجِبُ أَنْ لَا يَغْفَلُ عَنْهُ الْمُسْلِمُ فيُكْثِرُ مِنَ الدُّعَاءِ بِأَنْ يُحسِنُ اللَّهُ خَاتِمَتهُ وَيُثَبِتَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى الْمَمَاتِ فِي الحَدِيثِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ    ( إذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا اسْتَعْمَلَهُ ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يوفِّقَهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ )

فَمَا الْأَسْبَابُ الَّتِي تُسَاعِدُ عَلَى حُسْنِ الْخَاتِمَةِ ؟

السَّبَبُ الْأَوَّلُ الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ جَلَّ وَعَلَا قَالَ سُبْحَانَهُ (( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ))    السَّبَبُ الثَّانِي الِاسْتِقَامَةُ عَلَى الطَاعَةِ وَمَنْ أَهَمِّ ذَلِكَ الْمُحَافَظَةُ عَلَى الصَّلَوَاتِ فِي الحَدِيثِ ( مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ )

وَمِنْ أَسْبَابِ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ حُسْنُ الظَّنِّ بِاَللَّهِ مَعَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ في الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي فَإِن ظنَّ بِي خيرًا فَلَه ) وَمِنْ أَسْبَابِ حَسَن الْخَاتِمَةِ كَثْرَةُ ذِكْرِ اللَّهِ فَاَلَّذِي يَذْكُرُ ربَّهُ كَثِيرَا يُثَبِتُهُ اللَّهُ وَيَنْطِقُ بِشَهَادَةِ التَّوْحِيدِ عِنْدَ الِاحْتِضَارِ فِي الحَدِيثِ         ( مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ مِنْ الدُّنْيَا لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ )

وَمِنْ أَسْبَابِ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيثِ ( صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ )

وَمِنْ أَسْبَابِ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ أَنْ يُكْثِرَ الْمُسْلمُ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ فَإِذَا أَكْثَرَ الْمُسْلِمُ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ اِسْتَعَدَّ لِذَلِكَ بِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ وشَمَّرَ عَنْ سَاعِدِ الْجِدِّ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ عِلمَ الْيَقِينِ أَنَّهُ سَيمُوتُ وسيُفارق هَذِهِ الدُّنْيَا ويُوضَعُ فِي حُفْرَةٍ مُظْلِمَةٍ لَا أَنِيسَ فِيهَا وَلَا جَلِيسَ إلَّا عَمَلُهُ الصَالِحُ نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى حُسْنَ الْخَاتِمَةِ بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَبِهَدِيِّ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ وَبيَدِكَ الخَيرُ كُلُهُ لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى ولَكَ الْحَمْدُ إذَا رَضِيَتْ وَلَكَ الْحَمْدُ بَعْدَ الرِّضَا لَكَ الْحَمْدُ كَالَّذِي نَقُولُ وَخَيرًا مِمَّا نَقُولُ وَلَكَ الْحَمْدُ كَالَّذِي تَقُولُ وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عَبّادَ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنْ مَنْ أَسْبَابِ حُسْنِ الْخَاتِمَةِ أَنْ يُكْثِرَ الْمُسْلِمُ مِنْ الدُّعَاءِ بِأَنْ يُحْسِنَ اللَّهُ خَاتِمَتَهُ فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ ( يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ثبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك )  اللهُمَّ يَا مُقَلِبَ الْقُلُوبُ ثبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ                             ويَا مُصَرِفَ الْقُلُوبُ صَرِّفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ                             وَمِنْ أَسْبَابِ حَسَن الْخِتَام النِّيَّةُ الصَّادِقَةُ بِأَنْ يَنْوِيَ الْمُؤْمِنُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ وَيَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ خَبِيئَةً وَنِيَةٍ صَالِحَةٍ لَا يَعْلَمُهُا إلَّا اللَّهُ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ( مَنْ تَمنَّى الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ )

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى نبيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))

اللَّهُمّ أعزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وأذلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ وانْصُرْ عِبَادِكَ الْمُوحِّدِينَ

اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا

اللَّهُمّ ارزُقهم البطانةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ وَأَبْعِدْ عَنْهُمْ بِطَانةَ السُّوءِ

اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ

 ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )

عِبَادَ اللَّهِ (( إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ والبَغْيِّ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكمْ     (( وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))

المرفقات

1631129008_خطبة الجمعة الموافق 3 من شهر صفر للعام الهجري 1443هـ.pdf

1631210413_خطبة الجمعة الموافق 3 من شهر صفر للعام الهجري 1443هـ.docx

المشاهدات 1948 | التعليقات 2

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا شيخ فهد حفظك الله خطبك جميلة ومختصرة ياليت يا شيخ فهد لو تنسخ الخطبة في الموقع ثم ترفق الملف في المرفقات حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن من الخطباء أو ترفق أيضا ملف وورد مع ال pdf

وجزاك الله خير

ا


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 

 حياكم الله يا شيخ طلال وبارك الله فيك أخي وفي الإخوة جميعًا أسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه سبحانه وأن ينفعنا بما نقول وننشر