حفظ النفس مطلب شرعي

الحمد لله رب العالمين ... إخوة الإيمان والعقيدة ... صحةُ البدنِ وعافيتُه نعمةٌ مِنَ اللهِ -تعَالى-، وهيَ تاجٌ على رؤوسِ الأصحاءِ، لا يشعرُ العبدُ بقيمتِهَا إلا إذا أبتُليَ بشيءٍ في جسدِه؛ فتتأثرُ حياتُه، وتنقلبُ رأسًا على عقبٍ، وعندَ ذلكَ يُحرمُ العبدُ مما كانَ يتلذَّذُ به في صحتِه، وسائِر أمورِ حياتِه كلِّها، من طعامِه، وملبسِه، وركوبِه، وسفرِه، وغيرِ ذلك كثيرٌ. ومَنْ نَظرَ لمن ابتُليَ ببعضِ الأمراضِ والعاهَاتِ المزمنةِ يرى ذلكَ حقيقةً ظاهرةً أمامَه، ويرى مدى المعاناةِ التي يَتعرَّضُ لهَا أصحابُها، وهذا اختبارٌ وابتلاءٌ مِنَ اللهِ -جلَّ وعلا-، وهو العليمُ بما يُصلحه في حالِ صحتِه وحالِ سقمِه، قالَ ﷺ (نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ). عبادَ اللهِ ... حفظُ النَّفسِ البشريةِ، وسلامتُها ممَّا يضرُّهَا من الأمراضِ أمرٌ يُفرِّط فيهِ بعضُ النَّاس، فمنهم مَنْ لا يُبالي بحفظِ صحتِه، ويُعرِّضُ نفسَه للضررِ لعدمِ التزامِه بالأوامرِ الربَّانيةِ والتوجيهاتِ النبويَّةِ، وعدمِ استجابتِه للتعليماتِ التي تضعُها الجهاتُ المختصةُ من أجلِ المحافظةِ عليه وأفرادِ أسرتِه، وهذا أمرٌ لا يسوغُ شرعًا ولا عقلاَ؛ فصحةُ الإنسانِ والمحافظةُ عليهَا واجبٌ من أهمّ الواجباتِ، ولا أدلَّ على ذلكَ من قولِ النبيِّ ﷺ (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ؛ فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا). فالمحافظةُ على الصحةِ لها أهميةٌ كبيرةٌ في حياةِ المسلمِ، وما لا يتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ، وإذا فَقَدَ المسلمُ صحتَه؛ عَجِزَ عن القيامِ بمَا أوجبَ اللهُ عليهِ من حقوقِه وحقوقِ عبادِه. والاسلامُ وَضَعَ توجيهاتٍ وإرشاداتٍ من شأنِها المحافظةُ على النَّفسِ البشريةِ؛ ليكونَ المجتمعُ بعيدًا عمَّا يضرُّه من الأمراضِ والأسقامِ التي تُضْعفُه، والمسلمُ مطالبٌ بأنْ يدفعُ عن نفسِه الأذى ما استطاعَ الى ذلكَ سبيلا. قال الله تعالى ]وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا[. باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذِّكرِ الحكيمِ، فاسْتَغفروا اللهَ؛ إنَّه هو الغفورُ الرحيم.     الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، ولا عدوانَ إلا على الظالميَن، والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين، محمدِ بنِ عبدِ اللهِ النبيِّ الكريم، صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين. معاشر المؤمنين .. اتَّقوا اللهَ حق التقوى، واعلمُوا أنِّ من الأسبابِ التي تقيْ العبدَ بإذنِ اللهِ منَ التعرّضِ للأذى والمرضِ، الأخذ بالإرشادات النبوية والنصائح الصحية من الجهات المختصة، كالمحافظةُ على الطعامِ والشرابِ، وصيانتُهما، قال ﷺ (غَطّوا الإناءَ، وأَوْكُوا السقاءَ، وأغْلِقُوا البابَ، وأطْفِئُوا السراجَ) ومنها أخْذُ العلاجاتِ المناسبةِ التي تقيْ -بإذنِ اللهِ- منَ الإصابةِ ببعضِ الأمراضِ، فهذِه العلاجات بفضلِ اللهِ -تعَالى- تعملُ على حفظِ صحةِ الإنسانِ، وعدمِ إصابتِه بأمراضٍ مُضرةٍ لهُ ولغيرهِ، وفيه تحقيقُ المقاصدِ الشرعيةِ التي لا تخفى، ولْيَعْلمَ أَنَّ الجهاتِ المختصةَ أحرصُ ما تكونُ على تقديمِ ما ينفعُ العبادَ والبلادَ، وإبعادِهم عن كلِّ ما يُسبِّبُ الضررَ والأذَى. وإياكم إياكم .. أن تأخذوا بعض الأوصاف عبر وسائل التواصل من أناس ليسوا من أهل الاختصاص، كما أوصيكم بعدم نشرها أو الاعتماد عليها. فاحرصوا -باركَ اللهُ- فيكُم على حفظِ نعمةِ اللهِ عليكُم، والعملِ بتوجيهاتِ مَنْ ولاهُ اللهُ أَمْرَكمْ؛ طاعةً لربِّكم، وحرصًا على سلامتِكم وأهلِيكم. صلُّوا وسلِّموا على الحبيبِ المصطفَى والنبيِّ المجتبى؛ فَقَد أمَرَكُم اللهُ بذلكَ فقالَ ]إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[.  
المرفقات

1663298221_حفظ النفس مطلب شرعي.docx

1663298230_حفظ النفس مطلب شرعي.pdf

المشاهدات 683 | التعليقات 0