العفة والعفاف - خطب مختارة

الفريق العلمي
1440/04/17 - 2018/12/24 22:55PM

حينما يعج الزمن بالفتن، وتكثر دواعي الانحراف؛ يلزم المسلم الاستعفاف عن مواقعة الحرام، والاستعلاء عن مقارفة الفواحش، والاستعصام عن الرغبات الجَامِحَةِ والإرادات المهلكة، ومجاهدة النفس وصونها عن الأقذار، وكَبْتها عمَّا لا يَحِلّ. ومتى استسلم المرء لنوازع الشهوة والغريزة واللذة المحرمة فقد تردَّى في مستنقع البؤس والخيبة، وخَرَّ في دركات الضياع والقلق والتوتر والحيرة، وهوي في حَضِيض الانحلال والاضطراب والشقاء (وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)[النساء:38].

 

والعفّة برهان على صدق الإيمان، وطهارة النفس وحياة القلب، وهي عِزُّ الحياة وشرفها وكرامتها، بها تحصل النجاة من مَرارات الفاحشة، وآلام المعصية، وحسرات عذاب الآخرة، الخارج عنها قَذِرُ المَشْرَبِ، خبيث المَرْكَبِ، نَتِنُ المَطْلَب، ضالّ المذهب، موصوف بأقبح الأوصاف وأسْوَء النُّعُوت، الخزي يلاحقه، والهلاك يدركه، والعذاب يهلكه، فيا خَسَارَ من وقع في حَمْأَة الخَنَث وأوهاك العبث، وخاب العادون المسرفون، وشقي الظالمون المجرمون: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)[الحجر:72]. سكروا بحب الفاحشة فلا يبالون ذَمًّا، ولا يخشون لومًا، ولا يخافون عَذْلاً، (فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ)[الحجر:73-77].

 

فيا سعادة من عَفَّ، ويا فوز من كَفَّ، ويا هَنَاءَة من غضّ الطرف، طوبى لمن حفظ فرجه، وصان عِرضه، وأحصن نفسه؛ فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : "من يَضْمَنُ لي ما بين لَحْيَيْهِ وما بين رِجْلَيْهِ أَضْمَن له الجنة". أخرجه البخاري. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا شباب قريش: احفظوا فروجكم، لا تزنوا، ألا من حفظ فرجه فله الجنة". أخرجه الحاكم والبيهقي، وقال الحاكم: "صحيح على شرطهما". وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، فعدّهم، ومنهم: "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله"(متفق عليه).

 

والعِفّة كفُّ النفس عمّا لا يحِلّ ولا يجمُل وضبطُها عن الشهواتِ المحرَّمة وقصرُها على الحلال مع القناعةِ والرِّضا. إنّه خلُق زَكِيّ، يَنبُت في روضِ الإيمان، ويُسقى بماءِ الحياء والتقوى. إنّه سُمُوّ النفس على الشّهواتِ الدنيئة وترفُّع الهِمّة عما لا يليق، بل يفيض هذا الخلُق بكلِّ الخصال النبيلةِ، فصاحبُه ليس بالهلوعِ ولا الجَزوع ولا المنوع، كما في سورة المعارج: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)[المعارج:29]، ثم قال: (أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ)[المعارج:35].

 

إنها جنّةٌ وكرامة؛ لأنّ العفيفَ كريمٌ على الله حيث أكرَمَ نفسَه في الدنيا عن الدّنَايَا، فأكرمه الله في الآخرةِ بأعلى الدرجاتِ وأحسَنِ العطايا، واستحقَّ ميراثَ الجِنان؛ لأنَّ الميراثَ للطاهرين كما في سورة المؤمنون: (أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[المؤمنون:10-11] بعد أن حقَّقَ لهم الفلاحَ في أوّلِ السورة. وفي صحيح مسلم لما ذكَر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أهلَ الجنة قال: "منهم عفيفٌ متعفِّف".

 

وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع انتقينا لخطبائنا الكرام مجموعة من الخطب المختارة حول العفة في هذا الزمن الذي كثرت فيه المغريات وأسباب ضياع العفة بين الشباب والفتيات، نرصد فيها الأسباب الجالبة للعفة، وكيف يمكن للشاب أن يقاوم هذا السيل الجارف من المغريات، مستعرضين نماذج من عفة الأنبياء والصالحين.

  

العفة والعفاف الشيخ د. : صالح بن محمد آل طالب

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/177778

 

العفة فوائدها وأسبابها الشيخ : عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/176276

 

ثمرة العفة الشيخ عمر القزابري

https://khutabaa.com/?p=181076

 

العفة والنزاهة من صفات أهل التقوى مرشد الحيالي

https://khutabaa.com/?p=185480

 

صور من العفة الشيخ د. : عصام بن هاشم الجفري

https://khutabaa.com/khutabaa-section/corncr-speeches/183097

 

العفةُ في الإسلام منظومةٌ متكاملة رشيد بن إبراهيم بو عافية

https://khutabaa.com/?p=178808

 

العفة تاج الوقار الشيخ د. : خالد بن سعود الحليبي

https://khutabaa.com/?p=285312

 

بشائر لمن يريد العفة أحمد شريف النعسان

https://khutabaa.com/?p=298293

 

العفة عبد الله اليابس

https://khutabaa.com/?p=304021

 

العفة

https://khutabaa.com/?p=177998

 

 

المشاهدات 1064 | التعليقات 0