التحذير من خطر جماعة التبليغ

عايد القزلان التميمي
1443/05/06 - 2021/12/10 05:09AM
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان، ورحمنا بنبيه عليه الصلاة والسلام، فهدى به من الضلالة، وجمع به من الشتات، وألف به من الفرقة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله خاتم رسله وأنبيائه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا عبادَ الله: اتقوا الله واعلموا أن الدعوةُ إلى اللهِ شرفُ هذه الأمةِ وزينتُها بينَ الأممِ، وهي الدعوةُ إلى توحيدِ اللهِ بإفرادِه بالعبادةِ ونبذِ الشركِ، وهي الدعوةُ إلى اتباعِ نبيِّهِ محمدٍ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، والتحذيرِ منْ الابتداعِ في دينهِ. 
ولقد قامتْ بلادُنَا -وللهِ الحمدُ والمنَّةُ - على نصرةِ التوحيدِ ومحاربةِ الشِّركِ والبدعِ، وحمايةِ السُّنةِ ونشرِها، والدعوةِ إلى اللهِ على بصيرةٍ.  
عبادَ اللهِ: وإنَّ ممَا أصابَ الناسَ في زمانِنَا التَّفرقَ, وكثرةَ الجماعاتِ والفرقِ التي تدَّعي أنَّها تسيرُ على الطريقِ الصحيحِ، وتزعمُ الدعوةَ والإصلاحَ، وهيَ على خلافِ ذلكَ في دعوتِها؛ لبعدِها عن المنهجِ القويمِ، ومنْ تلكَ الجماعاتِ (جَماعةُ التبليغِ أو الأحباب).
ولقد سئل سماحةُ مفتي المملكةِ في زمانِه الشيخُ محمدُ بنُ إبراهيمَ آل الشيخِ -رحمهُ اللهُ- عن هذه الجماعة فأجاب: " (وجدنَاهَا تشتملُ على الضلالِ والبدعةِ, والدعوةِ إلى عبادةِ القبورِ والشِّركِ، الأمرُ الذي لا يسعُ السكوتَ عنه"(  
وممَّنْ تكلَّم فيهم سماحةُ الشيخِ بنِ بازِ -رحمهُ اللهُ- حيثُ قالَ ): "جماعةُ التبليغِ المعروفةِ الهنديةِ عنْدهمْ خُرافاتٌ، عندهمْ بعضُ البدعِ والشِّركياتِ، فلا يجوزُ الخروجُ معهم، إلا إنسانٌ عندَه علمٌ يخرجُ لينكِرَ عليهمْ ويعلِّمهم.(
وقال الشيخُ صالحُ الفوزان -حفظهُ اللهُ):  جماعةُ التبليغِ الذين اغترَّ بهم كثيرٌ منْ الناسِ اليومَ؛ نظرًا لما يظهرُ منهمْ منْ التعبِّدِ وتتويبِ العصاةِ كما يقولونَ، وشدِّةِ تأثيرهِم على مَنْ يصحبُهم، ولكنْ هُمْ يُخرجونَ العصاةَ منْ المعصيةِ إلى البدعةِ، والبدعةُ شرٌّ منْ المعصيةِ، والعاصي من أهلِ السَّنةِ خيرٌ منْ العابدِ منْ أهلِ البدعِ، فليُنتَبهْ لذلكَ).
واعلموا أنَّ منْ مخالفاتِ وأخطاءِ هذه الجماعةِ مَا يلي: : تركُها لعقيدةِ التوحيدِ الصافيةِ، ومخالفتُها للكتابِ والسُّنةِ.  ووقوعُها في كثيرٍ من البدعِ.  
ومن أخطاءها ضعفُ العلمِ الشَّرعيِّ لدى أتباعِهَا.   لأنَّ أغلبَ المنتسبينَ لهَا جهلةٌ بأمرِ الشرعِ،.  
,ومن أخطاءها تركُهم لمجالسِ العلماءِ الربَّانيين، وإساءةُ الظنِّ بهم.
 ومن مخالفاتهم الجرأةُ في القولِ على اللهِ بغيرِ علمٍ.  وانتشارُ الأحاديثِ الضعيفةِ والموضوعةِ بينهم.  واعتمادُهم على كثيرٍ من القصصِ والمناماتِ.  ومقياسُ الصلاحِ عندَهمْ الخروجُ في سبيلِ اللهِ على طريقتِهم.  
أيّها المسلم، تمسّك بما كان عليه سلفُ الأمّة الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، ووعدَهم الجنّة، وشهد لهم بالإيمانِ الكامل، وعُضَّ على ذلك بالنواجِذ، ولا تغترَّ بكثرةِ الهالكين، ولا تستوحِش من قلّةِ السالكين. 
واعلم أنَّ الْجَمَاعَاتِ الْإِسْلَامِيَّةَ الَّتِي قَامَتْ عَلَى الْأُسُسِ الْبَعِيدَةِ عَنِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ انْشِقَاقٌ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، وَشَرُّهَا وَضَرَرُهَا أَعْظَمُ بِكَثِيرٍ مِنْ خَيْرِهَا. فَهِيَ لَمَّا اخْتَارَتْ طَرِيقًا لَا يَنْتَمِي إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلَا يَنْهَلُ مِنْ سَلَفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ؛ دَخَلَ عَلَيْهَا النَّقْصُ مِنْ هَذَا الْبَابِ؛ فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ الْمَشْبُوهَةِ وَالتَّنْظِيمَاتِ الْمُحْدَثَةِ. فَلَا تَكُونُوا -أَيُّهَا المسلمون - ضَحِيَّةَ أَمْثَالِهَا؛ فَوَاللهِ مَا حَلَّتْ فِي بَلَدٍ، وَنَفَثَتْ فِيهِ سُمُومَهَا؛ إِلَّا سَادَ فِيهِ التَّفَرُّقُ وَالِاخْتِلَافُ، وَبَرَزَتْ الشَّحْنَاءُ وَالْبَغْضَاءُ بَيْنَ أَبْنَائِهَا، وَكَانُوا قَبْلَ ظُهُورِهَا وَبُرُوزِهَا فِي عَافِيَةٍ وَسِتْرٍ، وَهِيَ سَبِيلٌ لِتقريق الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ قَالَ اللهُ -جَلَّ وَعَلَا-: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
أقول ما قد سمعتم ، وأستغفِر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائر المسلمينَ من كلّ ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
 الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده؛ ليكون للعالمين نذيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
أما بعد: فيا عباد الله، لقد صح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: خطّ لنا رسول الله   خطًا بيده ثم قال: ((هذا سبيل الله مستقيمًا))، وخط خطوطًا عن يمينه وشماله ثم قال: ((هذه السبل، ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه))، ثم قرأ قوله تعالى:  وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن صراط الله المستقيم هو دين الله جل وعلا الذي ارتضاه لنا كما قال الله تعالى:  ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإسْلاَمَ دِينًا  .
فاحذروا عباد الله الجماعات والأحزاب المنحرفة والزموا منهج أهل السنة والجماعة، فهم الفرقة الناجية المنصورة مهما عاداها الناس وأساؤوا لها، ولكم أسوة حسنة بالأنبياء والصالحين . اللهم اجعلنا من أهل السنة والجماعة لنكون من الناجين في صحبة الرسول   وصحابته وكل من سار على هديهم إلى يوم الدين.
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله
....
المرفقات

1639112959_التحذير من خطر جماعة التبليغ.doc

المشاهدات 996 | التعليقات 0