الإختلاط ( ملف مميز )

أبو عبد الرحمن
1430/10/11 - 2009/09/30 21:34PM
حكم الاختلاط


[align=justify]
[align=justify]
  1. رسالة في الاختلاط للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله
  2. الاختلاط بين الجنسين ... حججهم ... وردودنا
  3. "لماذا النساء عندكم لا يخالطن الرجال الأجانب؟!.
  4. الاختلاط وآثاره الشنيعة
  5. الواقعيّة في الاختلاط
  6. رسالة إلى المدينة الاقتصادية
  7. رسالة إلى فتاة تعمل بين الرجال
  8. الاختلاط .. ودعوى.. التخلف !!
  9. في سطور واحكم أنت
  10. الاختلاط يكسر الشهوة!!!هكذا قالوا
  11. الاختلاط بين الواقع والتشريع
  12. فتاوى الاختلاط
  13. حركة تحرير المرأة
  14. هكذا بدأ الاختلاط
  15. حكم الإسلام في الاختلاط ..
  16. الاختلاط في السعودية و نتائج الدراسات الغربية
  17. لزوم الصراط في الرد على من أباح الإختلاط
  18. تبيين الحقائق في قضايا مهمة -1- حكم الاختلاط
  19. ضحايا الاختلاط يملؤون السجون
  20. فضائح الاختلاط والتحرر!!
  21. أمنيتي ((أن أغلق عيني ثم أفتحهما فلا أرى برقع))
  22. مهلا يا دكتور .. القياس غير صحيح
  23. الملك عبدالعزيز وقضية تحرير المرأة
  24. مفتي السعودية يستنكر ما حدث من سفور واختلاط بجدة
  25. منكرات منتدى جدة الاقتصادي واختلاط النساء بالرجال
  26. وقفة مع مؤتمر جدة الاقتصادي
  27. أقوال واعترافات دعاة تحرير المرأة
  28. أفنان الحلو : ليس من رأى كمن سمع !
  29. تعمل في وظيفة فيها اختلاط
  30. قولي في الاختلاط
  31. شكراً لكم أيها الرجال !!
  32. رسالتي إلى ابنة الإسلام
  33. نظرة شرعية حول الاختلاط
  34. خدعوك فقالوا : ( عدم الاختلاط عادة سعودية ) !!
  35. الاختلاط وأثره في التعليم ..
  36. الأخت الجزائرية ترد على أفنان الحلو : ليس من رأى كمن سمع !
  37. الفصل بين الجنسين في التعليم بين الشريعة الإسلامية والدراسات الإنسانية
  38. أثر مشكلتي الاختلاط والمنهاج التعليمي على تعليم الفتاة المسلمة في الجامعات الأردنية ..
  39. نصيحة أديب الفقهاء الشيخ علي الطنطاوي لأهل بلاد الحرمين ومعاصرته لتحرير "تخريب" المرأة في بعض الدول العربية
[/align][/align]
المشاهدات 5944 | التعليقات 5

إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وعلى اله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله يقول صلى الله عليه وسلم (ويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير ) رواه الترمذي وابن ماجه بسند حسن وقال عليه الصلاة والسلام (ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء) رواه مسلم .
أيها الإخوة الفضلاء : تعد مسألة (الاختلاط) من المسائل التي تأتي على رأس أولويات التيار التغريـبـي المنافق في بلاد المسلمين؛ لأنها تسهل له مهمته القائمة على سلخ المجتمع المسلم من دينه وأخلاقه، وجعله مجرد تابع ذليل للغرب يشكلونه كيفما شاؤا ويغرقونه من خلال هذا (الاختلاط) في الشهوات المحرمة التي تزيد من تقييده وتبعيته وانصرافه عن عوالي الأمور.
وهذا الطابور الخامس من أذناب الغرب لدينا قد حقق شيئاً مما يريد في مجتمعات إسلامية كثيرة بعد معارك وصراعات مع أهل الإسلام، ولا زال –أركسه الله- يطمع بالمزيد([1]).
وله في سبيل تحقيق هذا الأمر شبهات يُلبس بها على عوام المسلمين؛ لكي يستسيغوا مثل هذا الأمر، ومن ذلك مثلاً:
1-قولهم: بأن الإسلام لم يمنع اختلاط الجنسين!! بل كانوا يختلطون في المساجد والأسواق ومجالس العلم وساحات الجهاد ومجالس التشاور في أمور المسلمين!!.
2-أو قولهم: بأن الإسلام يهدف إلى تطهير العلاقات بين الجنسين عبر التربية لا عن طريق سد الذرائع والحجز بين الجنسين أو حبس النساء في البيوت…الخ خيالاتهم !
3-أو قولهم: بأن خروج المرأة للعمل ومخالطتها للأجانب هو مما تمليه ضرورات التطور! إلى أمثال هذه الشبهات التي لا تروج –بحمد الله- إلا على الجهلة ومرضى القلوب بالشهوة. ولكن مع هذا لابد من دمغها وإبطالها، لكي تستبين سبيل المجرمين، ويتنبه الغافل من المسلمين إلى ما يكيده الأعداء له ولمحارمه وعرضه .
لقد أمر الله المؤمنين عند النزاع بالرجوع إلي الكتاب والسنة وجعل ذلك ميزانا للإيمان (يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) أيها الإخوة الكرام :
لقد دل الكتاب والسنة على منع الاختلاط بين الجنسين وتحريمه وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه، ودليل ذلك من الكتاب:
1-قوله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً) ([2])، حيث أمر سبحانه أمهات المؤمنين –وجميع المسلمات والمؤمنات داخلات في ذلك من باب الأولى- بالقرار في البيوت لما في ذلك من صيانتهن وإبعادهن عن وسائل الفساد، لأن الخروج لغير حاجة قد يفضي إلى شرور عدة كالتبرج والخلوة بالأجنبي، ثم أمرهن بالأعمال الصالحة التي تنهاهن عن الفحشاء والمنكر، وذلك بإقامتهن الصلاة وإيتائهن الزكاة وطاعتهن لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ثم وجههن إلى ما يعود عليهن بالنفع في الدنيا والآخرة، وذلك بأن يكن على اتصال دائم بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية المطهرة اللذين فيهما ما يجلو صدأ القلوب ويطهرها من الأرجاس والأنجاس ويرشد إلى الحق والصواب.
وقد سمى الله مكث المرأة في بيتها قراراً، وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة، ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها، وخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه إضافة إلى تضييعها لوظيفتها الأساسية .
2-وقوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يُؤذين وكان الله غفوراً رحيماً) ([3])، حيث أمر عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام –وهو المبلغ عن ربه- أن يقول لأزواجه وبناته وعامة نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، وذلك يتضمن ستر باقي أجسامهن بالجلابيب إذا أردن الخروج لحاجة لئلا تحصل لهن الأذية من مرضى القلوب.
فإذا كان الأمر بهذه المثابة فما بالك بنـزولها إلى ميدان الرجال واختلاطها معهم وإبداء حاجتها إليهم بحكم الوظيفة، والتنازل عن كثير من أنوثتها لتنـزل إلى مستواهم، وذهاب كثير من حيائها ليحصل بذلك الانسجام
بين الجنسين المختلفين معنى وصورة.
3-وقوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن) ([4])، حيث يأمر سبحانه نبيه عليه الصلاة والسلام أن يبلغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزموا بغض البصر وحفظ الفرج عن الزنا، ثم أوضح سبحانه أن هذا الأمر أزكى لهم. ومعلوم أن حفظ الفرج من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها، ولا شك أن اختلاط النساء بالرجال؛ والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها وإطلاق البصر –الذي هو من لوازم هذا الاختلاط- من أعظم وسائل وقوع الفاحشة، وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة له في العمل في مختلف مجالاته وميادينه. فاقتحامها هذا الميدان أو اقتحامه الميدان معها لا شك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها.
وهكذا أمر الله المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها وأمرهن الله بإسدال الخمار على الجيوب المتضمن ستر رأسها ووجهها، لأن الجيب محل الرأس والوجه، فكيف يحصل غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة عند نزول المرأة إلى ميدان الرجال واختلاطها معهم في الأعمال، والاختلاط كفيل بالوقوع في هذه المحاذير، وكيف يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها وهي تسير مع الرجل الأجنبي جنباً إلى جنب بحجة أنها تشاركه في الأعمال أو تساويه في جميع ما يقوم به ؟!!.
والإسلام يحرم جميع الوسائل والذرائع الموصلة إلى الأمور المحرمة، ولذلك نجده حرم على النساء خضوعهن بالقول للرجال لكونه يفضي إلى الطمع فيهن كما في قوله تعالى: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) ([5])، يعني مرض الشهوة، فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الاختلاط؟!!.
ومن البديهي أن المرأة إذا نزلت إلى ميدان الرجال لابد أن تكلمهم وأن يكلموها، ولابد أن ترقق لهم الكلام وأن يرققوا لها الكلام، والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ويدعو إلى الفاحشة حتى يقعوا فريسة له، والله حكيم عليم حين أمر المرأة بالحجاب والبعد عن الاختلاط، وما ذاك إلا لأن الناس فيهم البر والفاجر والطاهر والعاهر، فالحجاب واجتناب الاختلاط يمنع بإذن الله من الفتنة ويحجز دواعيها وتحصل به طهارة قلوب الرجال والنساء والبعد عن مظان التهمة([6]).
4-وقوله تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) الآية([7])، فهذا يدل على أن سؤال أي شيء من النساء الأجنبيات إنما يكون من خلف ستر يستر الرجال عن النساء والنساء عن الرجال. وخير حجاب للمرأة بعد حجاب وجهها وجسمها باللباس هو بعدها عن الرجال الأجانب؛ بحيث لا يروا شيئاً من جسدها، ولا شيئاً من لباسها ولا زينتها الظاهرة ولا الباطنة.
وأما دليل ذلك من السنة فهو ما يلي :
1-عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها"([8])، حيث يرشد هنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة إبعاد الرجال عن النساء في الصلاة التي أقرب ما يكون فيها المسلم إلى ربه، حيث تضعف شهوات النفس وتخف وساوس الشيطان وإغوائه ويكون المسلم فيها والمسلمة أبعد عن مواضع الفتنة والريبة، فكيف في غير الصلاة؟!!،وقد كانت المساجد آنذاك غير مضاءة وصغيرة الحجم لا تحتمل التقسيم والقلوب أبعد عن الفتنة والغواية ومع ذلك فقد اتخذ صلى الله عليه وسلم تدابير في ذلك فخصص لهن باب ومنع الرجال من الدخول أو الخروج منه وأمرهن بعدم الإستعجال في الرفع من السجود وأمر الرجال بالتأخر في الإنصراف حتى يتمكن النساء من الخروج وإخلاء الطرق قبل خروج الرجال كما نهى النساء عن المشي وسط الطريق ، أما في هذا الزمان فتخصيصهن بمكان مستقل في المسجد فله ما يبرره وقد سمعنا ما تتعرض له بعض المصليات في رمضان من محاولات للسرقة والمضايقة رغم اختصاصهن بمكان فكيف بدون ذلك يكون الحال هذا وقد اتخذ معاوية رضي الله عنه مقصورة له يصلي فيها في الجامع الأموي بعد محاولة اغتياله من قبل الخوارج بل قالت عائشة رضي الله عنها لو شهد النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدثه النساء بعده لمنعهن من الخروج للمساجد فهذا كله مما يدل على ضرورة منع الاختلاط بين الجنسين في ميادين العمل وغيرها.
2-وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها"([9])، قال الطيبي: "والمعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس، فإذا خرجت طمع وأطمع، لأنها حبائله وأعظم فخوخه"([10])، وقال المنذري: فيستشرفها الشيطان "أي ينتصب ويرفع بصره إليها ويَهمُّ بها، لأنها قد تعاطت سبباً من أسباب تسلطه عليها، وهو خروجها من بيتها"([11]).
3-وما روي عن أم حميد الساعدية رضي الله عنها أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، فقال: "قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتكِ في بيتك خير لكِ من صلاتكِ في حجرتكِ، وصلاتكِ في حجرتكِ خير لك من صلاتكِ في داركِ، وصلاتكِ في داركِ خير لكِ من صلاتكِ في مسجد قومكِ، وصلاتكِ في مسجد قومكِ خير لكِ من صلاتكِ في مسجدي"([12]).
فهذه الصحابية امرأة صالحة تقية ذات خلق ودين، ومع ذلك بيَّن لها صلى الله عليه وسلم الحق والخير في أي الأماكن تكون صلاتها فيه أفضل وأبقى، وذكر لها على الترتيب الأماكن التي يتميز بعضها عن بعض في الخير، وهي: بيتها، والمراد به هنا: المكان الذي تكون فيه المرأة أكثر ستراً وبعداً عن أعين الناس، وهو مكان مبيتها مع زوجها الذي لا يراها فيه أحد سواه، ثم حجرتها – ويظهر من الحديث أنها أقل من البيت ستراً وصوناً، وبعد حجرتها دارها، وهي التي تكون فيه بعيدة عن أنظار الرجال الأجانب، وبعد الدار مسجد قومها، لأنه أقرب المساجد إلى سكنها، والنـزول إليه لا يقتضي منها السير كثيراً، فاستشراف الشيطان لها فيه أقل في المساحة والزمن، وبعد مسجد قومها يأتي مسجده صلى الله عليه وسلم، وهو أبعد فتضطر معه إلى السير لمسافة أطول، وحينئذ يكون استشراف الشيطان لها أطول مدة وأشد تمكيناً، ولذا نصحها صلى الله عليه وسلم بالصلاة في بيتها، لأنه أشد الأماكن ستراً لها وبعداً عن مخالطة الرجال الأجانب، ومنه يتبين حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيانة المرأة إلى هذا الحد الذي ليس وراءه ما بعده، لأنه مدرك لما ينتج عن خروجها من بيتها من أخطار على الفرد والأسرة والمجتمع.
وإذا كان خروج المرأة الصالحة التقية للصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده غير مستحب، فما القول في خروج النساء إلى الأندية وميادين الدراسة والعمل وساحات السياسة ومسيرات الاحتجاج وغيرها مما ينادي أصحاب هذه الدعوى إلى خروج المرأة المسلمة إليها ؟!!.
4-الأحاديث التي يحذر فيها النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء والخلوة بهن، ومن ذلك: ما روي عن عتبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو([13])؟ قال: الحمو الموت"([14]).
وما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم"([15]).

وما روي عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان"([16]).
ومن المعلوم لكل مجرب أنه يستحيل التحرز عن الوقوع فيما حذرت عنه هذه الأحاديث في تلك المجتمعات التي تجيز اختلاط الجنسين ببعضهما في ميادين العمل والتعليم ونحوها.
5-الأحاديث التي تأمر بغض البصر، وهي عديدة، منها: ما روي عن جرير ابن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة، فأمرني أن أصرف بصري"([17]).
وما روي عن بريدة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة"([18]).
وما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر"([19]).
وكذلك ما روي عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: "كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه، فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟، فقال صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه"([20]).
ومما لا شك فيه أنه لن يتسنى للرجال ولا للنساء غض البصر في ظل إباحة اختلاطهما ببعضهما في ميادين العمل والتعليم وغيرها ولو كان ذلك بقصد تبليغ الدعوة الإسلامية.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
(الثانية)
لحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وصَحبه وإخوانه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
ثانياً: لقد فقه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم الأدلة الشرعية الدالة على تحريم الاختلاط وامتثلوا لها، فاجتنبوا الاختلاط ومنعوه. وما نُقل عنهم في هذا الجانب يُثبت هذا ويقرره، ومن ذلك ما يلي:
1-روي أنه دخلت على عائشة رضي الله عنها مولاة لها، فقالت لها: "يا أم المؤمنين طفتُ بالبيت سبعاً واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً، فقالت لها عائشة: لا آجركِ الله، لا آجركِ الله، تدافعين الرجال؟!!، ألا كَبَّرتِ ومررت"([21]).
2-كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد الغيرة على النساء، فهو الذي أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بحجب نسائه فوافقه القرآن، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال عمر رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب"([22])، وكان رضي الله عنه "ينهى الرجال عن الدخول إلى المسجد من باب النساء"([23]).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "روى الفاكهي من طريق زائدة عن إبراهيم النخعي قال: نهى عمران أن يطوف الرجال مع النساء، قال: فرأى رجلاً معهن فضربه بالدرة"([24]).
3-وعن ابن جريج أنه قال: أخبرني عطاء – قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة([25]) من الرجال لا تخالطهم([26]). وهذا مما يدل على حرص النساء في صدر الإسلام على عدم مزاحمة الرجال أو الاختلاط بهم حتى في المطاف بالمسجد الحرام، هذا خلافا لمن يزعم ذلك ملبسا أو جاهلا .
4-وروي أنه قيل لسودة رضي الله عنها: "ألا تحجين وتعتمرين كما يفعل أخواتك، فقالت: قد حججت واعتمرت فأمرني الله أن أقرَّ في بيتي. قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أُخرجت جنازتها رضوان الله عليها"([27]).
5-وأُثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال مستنكراً اختلاط النساء بالرجال: "ألا تستحيون ألا تغارون أن يخرج نساؤكم؟، فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العُلوج([28])"([29]).
6-وروي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أن زوجته عاتكة بنت زيد شرطت عليه ألا يمنعها الخروج إلى المسجد فأجابها، فلما أرادت الخروج إلى المسجد للعشاء الآخر شق ذلك عليه ولم يمنعها، فلما عيل صبره خرج ليلة إلى العشاء وسبقها، وقعد لها على الطريق بحيث لا تراه، فلما مرت ضرب بيده على عَجُزها فنفرت من ذلك ولم تخرج بعدُ([30]).
7- وعن أبي عمر الشيباني أنه رأى عبد الله بن مسعود يُخرج النساء من المسجد يوم الجمعة ويقول: "أُخرجن إلى بيوتكن فهو خير لكُنَّ"([31]). وعنه رضي الله عنه أنه قال –حاثاً المرأة على قرارها في بيتها-: "إنما النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس فيستشرفها الشيطان، فيقول: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبته، وإن المرأة لتلبس ثيابها، فيقال: أين تريدين؟، فتقول: أعود مريضاً، أو أشهد جنازة، أو أصلي في مسجد، وما عَبَدت امرأة ربها بمثل أن تعبده في بيتها"([32]).
وبعد: فكيف يقال بعد كل ما تقدم إن الإسلام لم يمنع الاختلاط ولم يمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام؟!!، إن هذا إلا محض افتراء لا يُقبل صدوره من مسلم عنده أدنى فقه لنصوص الشريعة وأحكامها ومعرفة لِسِيَر الصدر الأول للإسلام.
ثم أعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه .......وعنا معهم ... اللهم أعز الإسلام ....اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسؤ ...اللهم رحمتك بأمة محمد ... اللهم رحمتك بإخواننا المستضعفين والمحاصرين في فلسطين والصومال والعراق وأخواتها. اللهم أنج عبادك ...اللهم أفرغ ...اللهم أقم علم الجهاد واقمع أهل الشرك والزيغ والفساد وانشر رحمتك على العباد اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم قاتل كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ......اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ......اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث .....اللهم سقيا رحمة ...اللهم أسقنا ..... عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والبغي والمنكر يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله الجليل العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

هذه الخطبة مقتبسة مختصرة من بحث قيم للدكتور مفرح القوسي وهذا رابطه :
http://saaid.net/book/open.php?cat=6&book=680
وهنا رابط مفيد من موقعنا :https://khutabaa.com/forums/موضوع/134929
وهذا أيضا:الإختلاط بين الجنسين أقصر طريق للشذوذ الجنسي والإنحطاط الفكري والحضاري
http://www.sawomenvoice.com/forum.php?action=view&id=5245

([1]) لمعرفة جهودهم الخبيثة الماكرة للوصول إلى هذا الأمر في مصر: يمكن الرجوع إلى كتاب "عودة الحجاب" للشيخ محمد بن إسماعيل، وكتاب "إهابة" للكاتبة عزيزة عباس عصفور –رحمها الله-. أما في بلاد الشام فتراجع مطوية "هكذا بدأ الاختلاط" للشيخ علي الطنطاوي –رحمه الله-، إصدار دار القاسم. أما في الكويت فتراجع رسالة "معركة الاختلاط" للدكتور محمد جواد رضا.

([2]) سورة الأحزاب الآيتان 33-34.

([3]) سورة الأحزاب، الآية: 59.

([4]) سورة النور الآيتان: 30-31.

([5]) سورة الأحزاب، الآية: 32.

([6]) انظر: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز –الرسائل والفتاوى النسائية ص 20-22، ط الأولى 1409هـ، دار طيبة – الرياض.

([7]) سورة الأحزاب، الآية: 53.

([8]) رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب (الصلاة)، باب (تسوية الصفوف وإقامتها) ج4/ص 159.

([9]) رواه الترمذي في سننه في (أبواب الرضاع)، الباب رقم (18) برقم (1183)، وقال: "حديث حسن صحيح غريب" ج2/ص319. وقال كل من الهيثمي والمنذري: رواه الطبراني في الأوسط من حديث عبد الله بن عمر، ورجاله رجال الصحيح. انظر: مجمع الزوائد ج4/ ص314، والترغيب والترهيب ج1/ ص304.

([10]) المناوي –فيض القدير ج6/ ص266، ط دار المعرفة، بيروت – لبنان.

([11]) الترغيب والترهيب ج1/ ص 306.

([12]) رواه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب (الإمامة في الصلاة)، الباب (177)، الحديث رقم (1689) ج3/ ص95. كما رواه ابن حبان في صحيحه برقم (2214) ج3/ ص 318، وعزاه الحافظ ابن حجر في (الفتح) إلى الإمام أحمد والطبراني، وقال: "وإسناد أحمد حسن، وله شاهد من حديث أبي مسعود عند أبي داود" ج2/ ص 350.

([13]) الحمو: أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه.

([14]) رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب (النكاح)، الباب (111)، الحديث رقم (5232) ج9/ ص330. ورواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب (السلام)، باب (تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها) ج 14/ ص 153.

([15]) رواه البخاري في صحيحه في كتاب (النكاح)، الباب (111)، الحديث رقم (5233) ج9/ ص330-331. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب (الحج)، باب (سفر المرأة مع محرم إلى حج أو غيره) ج9/ ص109-110.

([16]) رواه الإمام أحمد في المسند ج3/ ص 446، ورواه الترمذي في سننه من حديث عمر رضي الله عنه في (أبوب الفتن)، باب (ما جاء في لزوم الجماعة) برقم (2254) ج3/ ص315، وقال: "حديث حسن صحيح غريب". ورواه الحاكم في المستدرك وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" ج1/ ص 198.

([17]) رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب (الآداب)، باب (نظر الفجأة) ج14/ ص138-139.

([18]) رواه الإمام أحمد في المسند ج5/ ص353، 357. ورواه أبو داود في سننه في كتاب (النكاح)، باب (ما يؤمر به من غض البصر) ج2/ ص246، الحديث رقم (2149). ورواه الترمذي في سننه في (أبواب الاستئذان والآداب)، باب (ما جاء في نظرة الفجاءة) ج4/ ص191، الحديث رقم (2927)، وقال: هذا حديث حسن غريب". ورواه الحاكم في المستدرك، وقال: "حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ج2/ ص212.

([19]) رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب (الحج)، باب (الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما) ج9/ ص97.

([20]) رواه الإمام أحمد في المسند ج6/ ص296. وأبو داود في سننه في كتاب (اللباس)، باب (في قوله عز وجل: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) ج4/ ص63-64، الحديث رقم (4112). والترمذي في سننه في (أبواب الاستئذان والآداب)، باب (ما جاء في احتجاب النساء من الرجال)، ج4/ ص191-192، الحديث رقم (2928)، وقال: "حديث حسن صحيح".

([21]) رواه الإمام الشافعي في مسنده ص 127، ط الأولى 1400هـ-1980م، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.

([22]) رواه البخاري في صحيحه في كتاب (التفسير)، الباب (8)، الحديث رقم (4790) ج8/ ص 527.

([23]) عبد الوهاب الشعراني – كشف الغمة عن جميع الأمة ج1/ ص104، ط مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح بمصر.

([24]) فتح الباري ج3/ ص 480.

([25]) حجرة: بفتح الحاء وسكون الجيم، أي ناحية، وهو مأخوذ من قولهم: نزل فلان حجرة من الناس، أي: معتزلاً. انظر: لسان العرب، مادة (حجر).

([26]) صحيح البخاري مع الفتح، كتاب (الحج)، الباب (64)، الحديث رقم (1618)، ج3/ ص479-480.

([27]) القرطبي – الجامع لأحكام القرآن ج14/ ص180-181. والشوكاني- فتح القدير ج4/ ص281.

([28]) العُلوج: جمع علْج، وهو الرجل من كفار العجم، أو الضخم القوي.

([29]) ابن الجوزي –أحكام النساء ص 34، ط الثانية 1405هـ-1985م، دار الكتب العلمية – بيروت.

([30]) انظر: ابن الأثير الجزري –أسد الغابة في معرفة الصحابة ج6/185، ط دار الفكر- بيروت.

([31]) رواه الطبراني في المعجم الكبير ج9/ ص 294، الحديث رقم (9475). وروى البيهقي نحوه في السنن الكبرى عن سعد بن إياس ج3/ ص 186.

([32]) رواه الطبراني في (المعجم الكبير) برقم (9480) ج9/ ص294، وقال الهيثمي: "رجاله ثقات" –مجمع الزوائد ج2/ ص35، وقال المنذري: "إسناده حسن"- الترغيب والترهيب ج1/ ص 305.


شكرا لك يا أبا عبد الرحمن على اختيارك لموضوعات مهمة.

وهذه ثلاث خطب عن الاختلاط








هذه سلسلة من الخطب في الاحتساب