الأساليب النبوية في تربية الأطفال

الأساليب النبوية في تربية الأطفال

الخُطْبَةُ الأُولَى

الْـحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أحمدُهُ سبحانَهُ حمدًا طيبًا مباركًا فيهِ كمَا يحبُّ ويرضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّـهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.

أما بعد: فأوصيكم نفسي ...

عَنْ عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّـهِ rقَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّـهِ r: «وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟» قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّـهِ r: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ» أبو داود .

أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ: لَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ r الْمـُرَبِّيَ الْأَوَّلَ لِلْأُمَّةِ؛ الَّذِي رَبَّى صِغَارَهَا وَكِبَارَهَا، وَسَلَكَ فِي تَرْبِيَتِهَا أَسَالِيبَ نَاجِحَةً، وَطُرُقًا تَرْبَوِيَّةً بَدِيعَةً، وَسَنَقِفُ الْيَوْمَ بِعَوْنِ اللـهِ مَعَ بَعْضِ الْأَسَالِيبِ النَّبَوِيَّةِ الَّتِي رَبَّى بِهَا رَسُولُ اللهِ r الْأَطْفَالَ؛ فَمِنْ تِلْكَ الْأَسَالِيبِ:

خِطَابُهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، وَالتَّنَزُّلُ مَعَهُمْ فِي الْكَلَامِ عَلَى حَسَبِ أَفْهَامِهِمْ، وَهَذَا مِمَّا يُدْخِلُ عَلَيْهِمُ السُّرُورَ، وَيُشْعِرُهُمْ بِمَحَبَّةِ مُخَاطِبِهِمْ لَـهُمْ؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّـهِ r أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ-كَانَ فَطِيمًا-أي: فُطِمَ مِن الرَّضاعةِ- قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللَّـهِ r فَرَآهُ قَالَ:"أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟-طائِرٌ صَغيرٌ -"قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ.متفق عليه.

وَمِنْ أَسَالِيبِ النَّبِيِّr فِي تَرْبِيَةِ الْأَطْفَالِ أَيْضًا: صُحْبَتُهُمْ، وَالْـخُرُوجُ بِهِمْ، وَالْـمَشْيُ مَعَهُمْ؛ لِتَلْقِينِهِمْ بَعْضَ خِصَالِ الْـخَيْرِ، وَلِيَرَوْا كَيْفَ التَّعَامُلُ مَعَ النَّاسِ؛ فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللـهِ r يَصْحَبُ الْأَطْفَالَ؛ كَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ y، وَأَبْنَاءِ ابْنِ عَمِّهِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَالنَّبِيُّ r يُعَلِّمُ بِذَلِكَ آبَاءَ الْأَطْفَالِ كَيْ يَصْحَبُوا أَوْلَادَهُمْ، لِتَتَهَذَّبَ نُفُوسُهُمْ، وَيَقْوَى رِبَاطُ الصِّلَةِ وَالْـمَحَبَّةِ بَيْنَهُمْ.

وَمِنْ أَسَالِيبِ النَّبِيِّ r فِي تَرْبِيَةِ الْأَطْفَالِ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَيْهِمْ؛ وَذَلِكَ أَنَّ إِدْخَالَ السُّرُورِ عَلَيْهِمْ يَلْعَبُ فِي حَيَاتِهِمْ دَوْرًا مُهِمًّا وَضَرُورِيًّا،

وَيُؤَثِّرُ فِيهِمْ تَأْثِيرًا عَجِيبًا؛ فَهُوَ يُخَفِّفُ الْعَنَاءَ، وَيَشْحَذُ هِمَمَهُمْ إِلَى مَا يُنَاطُ بِهِمْ مِنْ أَعْمَالٍ، وَقَدْ كَانَ r خَيْرَ قُدْوَةٍ فِي ذَلِكَ، وَمِنْ أَسَالِيبِ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْأَطْفَالِ: مُدَاعَبَتُهُمْ وَإِضْحَاكُهُمْ؛ فَعَنْ أَنَسٍ tقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللـهِ r يُلَاعِبُ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ وَيَقُولُ: "يَا زُوَيْنِبُ، يَا زُوَيْنِبُ" مِرَارًا.

أيها المؤمنون: مُلَاعَبَةُ الْأَطْفَالِ وَالتَّوَاضُعُ لَـهُمْ، أسلوبٌ مِنْ أَسَالِيبِ النَّبِيِّ r فِي تَرْبِيَةِ الْأَطْفَالِ، ويَتَّجِهُ إِلَى هذا الأسلوبِ الْـمُرَبُّونَ الْكِبَارُ الَّذِينَ يُدْرِكُونَ الْأَثَرَ الْـحَسَنَ لِهَذَا الْأُسْلُوبِ فِي تَرْبِيَةِ الطِّفْلِ، فَمَعَ تَعَدُّدِ أَعْمَالِهِمْ، وَكَثْرَةِ انْشِغَالِهِمْ قَدْ جَعَلُوا فُسْحَةً لِلَّعِبِ مَعَ أَوْلَادِهِمْ؛ كَيْ يُدْخِلُوا الْـمَسَرَّةَ عَلَيْهِمْ، وَيَمْسَحُوا عَنْ نُفُوسِهِمْ غُبَارَ أَكْدَارِ الْـحَيَاةِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ r قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ r يَدْلَعُ لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ فَيَهِشُّ إِلَيْهِ . ابن حبان.

ومن أساليبِ النَّبيِّ في تربيةِ الأطفال : مُلاطَفتُهم وتَأنيسُهم، فعَنْ مَحْمُودِ بنِ الرَّبِيعِ، قالَ: عَقَلْتُ مِنَ النبيِّ r مَجَّةً مَجَّها في وجْهِي وأنا ابنُ خَمْسِ سِنِينَ مِن دَلْوٍ .خ

وَمِنْ أَسَالِيبِ النَّبِيِّ r فِي تَرْبِيَةِ الْأَطْفَالِ: زَرْعُ رُوحِ التَّنَافُسِ الْبَنَّاءِ بَيْنَهُمْ، وَمُكَافَأَةُ الْفَائِزِ، وَهَذَا الْأُسْلُوبُ يُشَجِّعُهُمْ عَلَى التَّقَدُّمِ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، وَيُرَبِّي فِيهِمُ الْعَزِيمَةَ الْـمُتَّقِدَةَ إِلَى مَعَالِي الْأُمُورِ، وَكَمْ مِنْ عَمَلٍ لَا يُمْتَثَلُ حَتَّى يَكُونَ هَذَا الْأُسْلُوبُ الْفَعَّالُ هُوَ الطَّرِيقُ إِلَيْهِ! فعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ الْـحَارِثِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللـهِ r يَصُفُّ عَبْدَ اللـهِ، وَعُبَيْدَ اللـهِ، وَكُثَيّرًا بَنِي الْعَبَّاسِ، ثُمَّ يَقُولُ: "مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا"، قَالَ: فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ، فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْتَزِمُهُمْ. أحمد.

وَهَذَا الْفِعْلُ مِنَ النَّبِيِّ r مَعَ كَثْرَةِ انْشِغَالِهِ بِهُمُومِ الْأُمَّةِ يَدُلُّ عَلَى رُسُوخِ تَوَاضُعِهِ، وَكَمَالِ هَدْيِهِ؛ حَتَّى لَمْ يَغْفُلْ عَنْ إِمْتَاعِ الْأَطْفَالِ وَإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَيْهِمْ بِهَذَا .

وَمِنْ أَسَالِيبِ النَّبِيِّ r فِي تَرْبِيَةِ الْأَطْفَالِ: الْـمَدْحُ وَالثَّنَاءُ، وَإِطْلَاقُ بَعْضِ الْكَلِمَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى الْـمَدْحِ وَالْإِطْرَاءِ، وَتِلْكَ الْعِبَارَاتِ الَّتِي ابْتَلَّتْ بِنَدَى الْـحُبِّ تَسْقُطُ عَلَى قَلْبِ الطِّفْلِ فَتُنْبِتُ فِيهِ حُبَّ مُرَبِّيهِ، وَالتَّشْمِيرَ إِلَى الْـمُهِمَّاتِ الَّتِي يَأْمُرُ بِهَا ذَلِكَ الْـمُرَبِّي؛ فَعَنْ نُفَيْعِ بْنِ الْـحَارِثِ الثَّقَفِيِّ أَبِي بَكَرَةَ قَالَ:

 لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّـهِ r عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْـحَسَنُ مَعَهُ وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً وَعَلَيْهِ مَرَّةً، وَيَقُولُ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّـهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْـمُسْلِمِينَ عَظِيمَتَيْنِ". خ.

ولما لحقَّ r بزيدِ ابنِ أرقمَ : عَرَكَ أُذُنَه، أي: دَلَكَها وحَكَّها، وقال: «وَفَتْ أُذنُك يا غلامُ ". وذلك تصديقا له في قصتِه مع ابنِ سلولٍ كما في الصحيح.

 

وَمِنْ أَسَالِيبِ النَّبِيِّ r فِي تَرْبِيَةِ الْأَطْفَالِ: حُسْنُ النِّدَاءِ لِلطِّفْلِ، وَهَذَا الْأُسْلُوبُ لَهُ أَثَرٌ كَبِيرٌ عَلَى نَفْسِيَّةِ الطِّفْلِ، فَمِنَ النِّدَاءَاتِ مَا يُشْعِرُ الطِّفْلَ بِرَحْمَةِ مُنَادِيهِ، وَمِنْهَا مَا يُشْعِرُهُ بِعَطْفِهِ عَلَيْهِ وَحُبِّهِ لَهُ، وَمِنْهَا مَا يَغْرِسُ فِي نَفْسِهِ أَنَّ لَهُ مَكَانَةً عَالِيَةً فِي نَفْسِ مُخَاطِبِهِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا تَحْمِلُهُ النِّدَاءَاتُ الْحَسَنَةُ مِنْ قِبَلِ الْأَبَوَيْنِ أَوِ الْـمُرَبِّينَ؛ فَالنَّبِيُّ r كَانَ يُنَوِّعُ عِنْدَ نِدَائِهِ عَلَى الْأَطْفَالِ بِعِدَّةِ أَلْفَاظٍ؛ لِإِثَارَةِ انْتِبَاهِهِمْ؛ فَتَارَةً يُخَاطِبُ الطِّفْلَ بِكُنْيَتِهِ فَيُدَاعِبُهُ بِقَوْلِهِ: "يَا أَبَا عُمَيْرٍ.."، وَتَارَةً يُخَاطِبُهُ بِطُفُولَتِهِ فَيُنَادِيهِ: "يَا غُلَامُ ..."

وَمِنْ أَسَالِيبِ النَّبِيِّ r فِي تَرْبِيَةِ الْأَطْفَالِ: الْـمُمَارَسَةُ الْفِعْلِيَّةُ أَمَامَ نَاظِرَيِ الطِّفْلِ؛ حَتَّى يَعْتَمِدَ عَلَى مَا رَأَى فِي مُسْتَقْبَلِ أَمْرِهِ، فَمَنْ رَأَى لَيْسَ كَمَنْ سَمِعَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ t أَنَّ النَّبِيَّ r مَرَّ بِغُلاَمٍ وَهُوَ يَسْلُخُ شَاةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّـهِ r: "تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ" فَأَدْخَلَ يَدَهُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، فَدَحَسَ بِهَا حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الإِبْطِ، ثُمَّ مَضَى .." أبو داود وغيره.

ألا فاتقوا الله تعالى في أطفالكم وأحسنوا في تربيتهم ورددوا ( ربِّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي ..) بَارَكَ اللهُ لِي ...

الْـخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْـحَمْدُ للـهِ وَحْدَهُ ...وَبَعْدُ:

عِبَادَ اللهِ: إنَّ حُسْنَ رعايةِ الأطفالِ مسؤوليةٌ عظيمةٌ، وخيرُ طريقٍ للنجاحِ فيهَا أَنْ نَبْنِيَهَا علَى الأساليبِ التربويةِ التِي أَصَّلَهَا لنَا نَبِيُّنَا rوالتِي مِنْهَا كذلك: أُسْلُوبُ التَّأْدِيبِ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ y قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ r وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ؛ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: "يَا غُلَامُ، سَمِّ اللـهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ" قال: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طُعْمَتِي بَعْدُ" متفق عليه.

وَمِنْ صُوَرِ تَأْدِيبِ الرَّسُولِ r لِلْأَطْفَالِ: التَّأْدِيبُ بِالتَّخْوِيفِ؛ فَزَرْعُ هَيْبَةِ الْـمُرَبِّي فِي نَفْسِ الطِّفْلِ مِنْ غَيْرِ إِرْعَابٍ لَهُ دَوْرٌ كَبِيرٌ فِي التَّقْوِيمِ وَالتَّرْبِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "أَنَّ النَّبِيَّr  أَمَرَ بِتَعْلِيقِ السَّوْطِ فِي الْبَيْتِ" البخاري في الأدب المفرد .

وَمِنَ الصُّوَرِ كَذَلِكَ: التَّأْدِيبُ بِالْعِقَابِ الْعَمَلِيِّ عِنْدَ الْـحَاجَةِ إِلَى ذَلِكَ، لَكِنْ عَلَى الْـمُرَبِّي أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ هَذَا النَّوْعَ مِنَ التَّأْدِيبِ إِنَّمَا هُوَ كَالدَّوَاءِ، وَلَيْسَ انْتِقَامًا وَلَا تَشَفِّيًا؛ فَلِذَلِكَ عَلَيْهِ أَنْ يَحْذَرَ الْإِفْرَاطَ وَالْإِضْرَارَ وَالزِّيَادَةَ، قَالَ r فِي تَأْدِيبِ الطِّفْلِ عَلَى تَرْكِهِ لِلصَّلَاةِ: "..وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ.." الحاكم.

وكَانَ النَّبِيُّ r يَقُولُ: "لَا يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّـهِ" خ. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ:" إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَّقِ الْوَجْهَ"م.

وَمِنْ صُوَرِ تَأْدِيبِ الرَّسُولِr لِلْأَطْفَالِ: التَّأْدِيبُ بِالْكَلَامِ، وَالتَّأْدِيبُ بِالْكَلَامِ قَدْ يَكُونُ بِالنَّهْرِ، وَقَدْ يَكُونُ بِالتَّحْذِيرِ مِنَ الْقُرْبِ مِنَ الْأَشْيَاءِ الـْمَكْرُوهَةِ، وَالزَّجْرِ مِنْ تَنَاوُلِهَا، وَهَذَا فَعَلَهُ r مَعَ الْـحَسَنِ y

 

 

كَمَا في حديث أَبُي هُرَيْرَةَ t قَالَ: أَخَذَ الْـحَسَنُ  تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ r :"كِخْ كِخْ"، لِيَطْرَحَهَا، ثُمَّ قَالَ:" أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ" متفق عليه.

أيها المؤمنون: إِنَّ الدُّعَاءَ لِلْأَطْفَالِ خصوصاً وللذريةِ عموما لَهُ أَثَرٌ كَبِيرٌ فِي هِدَايَتِهِمْ وَاسْتِقَامَتِهِمْ، وَتَمَيُّزِهِمْ وَتَفَوُّقِهِمْ، وَهُوَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ r فَعَنْ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهَا: أَنَهَّا أَتَتِ النَّبِيَّ r بِمَوْلُودٍ لَهَا، فَدَعَا لَهُ. متفق عليه.

وعن أنس قال: جَاءَتْ بي أُمِّي إلى رَسولِ اللـهِ r وَقَدْ أَزَرَتْنِي بنِصْفِ خِمَارِهَا، وَرَدَّتْنِي بنِصْفِهِ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللـهِ، هذا أُنَيْسٌ ابْنِي، أَتَيْتُكَ به يَخْدُمُكَ فَادْعُ اللَّـهَ له، فَقالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ. قالَ أَنَسٌ: فَوَاللَّـهِ إنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ، وإنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي لَيَتَعَادُّونَ علَى نَحْوِ المِئَةِ اليَومَ. م.

فَيَا أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ: تَأَمَّلُوا فِي هَذِهِ الْأَسَالِيبِ النَّبَوِيَّةِ الرَّائِعَةِ، وَرَبُّوا عَلَيْهَا أَطْفَالَكُمْ، وَسِيرُوا عَلَى مِنْوَالِهَا فِي تَقْوِيمِ أَوْلَادِكُمْ؛ فَإِنَّهَا نِعْمَ الطَّرِيقُ إِلَى صَلَاحِ الْأَبْنَاءِ وَالْبَنَاتِ، وَرَاحَةِ الآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ بعد توفيق الله .

       هَذَا، وَصَلُّوا ...

المرفقات

1685033613_الأساليب النبوية في تربية الأطفال.docx

1685033613_الأساليب النبوية في تربية الأطفال.pdf

المشاهدات 950 | التعليقات 1

كتب الله أجركم 

لو استعضت بلفظ الصبيان أو الصغار عن لفظ الأطفال خاصة في الحديث عن الصحابة رضي الله عنهم كابن عباس وأنس وغيرهما لكان أولى وفيه توقير لهما.