استهدوني اهدكم

الخطبة الأولى: استهدوني أهدكم

الْـحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنْزَلَ الْقُرْآنَ كِتَابًا كَرِيمًا، وَهَدَانَا بِهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّـهِ وَرَسُولُهُ، خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْـمُرْسَلِينَ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.            

أَمَّا بَعدُ: فَأُوصِيكُم وَنَفسِي بِتَقوَى اللـهِ عَزَّ وَجَلَّ ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْـمُتَّقِينَ )

عن أبي ذرٍّ t عَنِ النَّبيِّ r فِيما رَوَى عَنِ اللـهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَـمُوا، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ...) م.

عباد الله: نِعَمُ اللـهِ عَلَى العِبَادِ كَثِيرَةٌ وَافِرَةٌ "وَإِن تَعُدُّوا نِعمَةَ اللـهِ لا تُحصُوهَا إِنَّ اللـهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " غَيرَ أَنَّهَ لَو طُلِبَ مِنَ النَّاسِ في هَذَا الزَّمَانِ، أَن يَعُدُّوا نِعَمَ اللـهِ عَلَيهِم وَيَذكُرُوا أَحَبَّهَا إِلَيهِم، لَتَوَجَّهَت عُقُولُهُم إِلى النِّعَمِ المَادِّيَّةِ الدُّنيَوِيَّةِ، وَالَّتي وَإِن كَانَت في ذَاتِهَا مِنَحًا رَبَّانِيَّةً جَلِيلَةً، تَكمُلُ بِكَثِيرٍ مِنهَا حَيَاتُهُم في دُنيَاهُم، وَلا يُطِيقُونَ لها مَهمَا اجتَهَدُوا شُكرًا، إِلاَّ أَنَّها نِعَمٌ مُنقَطِعَةٌ بِانقِطَاعِ الحَيَاةِ، وَقَد تَكُونُ عَلَى بَعضِ النَّاسِ نِقَمًا وَشُؤمًا.

 وَثَمَّةَ نِعمَةٌ غَالِيَةٌ عَالِيَةٌ، هِيَ أَعظَمُ النِّعَمِ وَأَجَلُّهَا، وَعَلَيهَا مَدَارُ فَلاحِ الإِنسَانِ وَفَوزِهِ مَتى وَجَدَهَا وَمُنِحَهَا، وَبِفَقدِهَا تَكُونُ خَيبَتُهُ وَخَسَارَتُهُ، وَلِعِظَمِ هَذِهِ النِّعمَةِ وَأَهَمِيَّتِهَا، كَانَت هِيَ الدَّعوَةَ الوَحِيدَةَ، الَّتي تَضَمَّنَتهَا أَعظَمُ سُورَةٍ في القُرآنِ، وَغَدَت هِيَ هَمَّ الـمُسلِمِ الَّذِي يَلهَجُ بِهِ في كُلِّ يَومٍ عِدَّةَ مَرَّاتٍ، لا تَقِلُّ عَن سَبعَ عَشرَةَ مَرَّةً  بل وتزيد ، أَتَدرُونَ مَا هَذِهِ النِّعمَةِ؟

 إِنَّهَا نِعمَةُ الهِدَايَةِ لِلصِّرَاطِ الـمُستَقِيمِ، وَالَّتي لا يَهَبُهَا إِلاَّ اللـهُ بِفَضلِهِ وَرَحمَتِهِ، وَلا يُحرَمُهَا إِلاَّ القَومُ الخَاسِرُونَ (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالـْمُهْتَدِينَ) وَقَالَ تَعَالى: (مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمـُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ).

 أيها المؤمنون: بِالهِدَايَةِ امتَنَّ اللـهُ عَلَى عَبدِهِ وَرَسُولِهِ r فقال (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ) وقَالَ ( وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) .

وبالهداية امتنَّ اللـهُ عَلَى الأَنبِيَاءِ كذلكَ ، فَهَذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ هَدَاهُ رَبُّهُ ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّـهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

وَقَالَ تَعَالَى عَنْ مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ (وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْـمُسْتَقِيمَ ) .

وقال تعالى عندَ مَعْرِضِ ذكرِ الأنبياءِ عليهم السلامُ (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْـمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ذلكَ هدى اللـهِ يهدي به من يشاء من عباده...) ثم ختم ذلك بقوله لنبيه r ( أولئك الذين هدى اللـهُ فبهُدَاهُم اقتدِه ) .

عباد الله: الْهِدَايَةُ إِلَى الصِّرَاطِ الْـمُسْتَقِيمِ يَطْلُبُهَا الْـمُسْلِمُ وَيُكَرِّرُهَا فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاتِهِ قَائِلًا ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْـمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) فَيَسْتَجِيبُ اللَّـهُ تَعَالَى دُعَاءَهُ وَيُلَبِّي نِدَاءَهُ، وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: (هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ) م.

إنَّ في سؤالِ العَبدِ لرَبِّهِ الهِدَايَةَ في كُلِّ رَكعَةٍ مِن صَلاتِهِ  بل وتكرارُ ذلكَ في كُلِّ يَومٍ عَشَرَاتِ الـمَرَّاتِ، دَلِيلاً عَلَى أَهمِيَّةِ الهِدَايَةِ وَعِظَمِ أَمرِهَا، وأنَّها أَعظَمُ نِعمَةٍ يَمُنُّ بها الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالى عَلَى عِبَادِهِ.

قالَ شيخُ الإسلامِ "وَلِهَذَا كَانَ أَنْفَعُ الدُّعَاءِ وَأَعْظَمُهُ وَأَحْكَمُهُ: دُعَاءَ الْفَاتِحَةِ: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْـمُسْتَقِيمَ) فالإِنْسَانُ مُحْتَاجٌ إلَى الْـهُدَى فِي كُلِّ لَـحْظَةٍ: وَهُوَ إلَى الْـهُدَى أَحْوَجُ مِنْهُ إلَى الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ ) . أ.هـ.

أيها المؤمنون: إِنَّ عِبَادَةَ اللَّـهِ عَزَّ وَجَلَّ هِيَ الصِّرَاطُ الْـمُسْتَقِيمُ (وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ).

وإِنَّ الْهِدَايَةَ إِلَى الصِّرَاطِ الْـمُسْتَقِيمِ تَكُونُ بِالْإِيمَانِ باللَّـهِ تَعَالَى (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا).

وَقَدْ جَعَلَ اللَّـهُ تَعَالَى الْهِدَايَةَ إِلَى الصِّرَاطِ الْـمُسْتَقِيمِ فِي الْعَمَلِ بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ( ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) .

ومِنْ أَسْبَابِ الْهِدَايَةِ إِلَى الصِّرَاطِ الْـمُسْتَقِيمِ: الاِقْتِدَاءُ بِالنَّبِيِّ r وَالْعَمَلُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ هَدْيٍ فِي الْعِبَادَاتِ وَالْـمُعَامَلَاتِ وَالْأَخْلَاقِ، قَالَ تَعَالَى ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ) أَيْ: تَدْعُو إِلَى دِينٍ قَوِيمٍ لَا اعْوِجَاجَ فِيهِ.

وَكَذَلِكَ الْعِلْمُ الشرعيُ يَأْخُذُ بِيَدِ صَاحِبِهِ إِلَى الصِّرَاطِ الْـمُسْتَقِيمِ، وَيُبَيِّنُ لَهُ الطَّرِيقَ الْقَوِيمَ، فَيُمَيِّزُ بِهِ الْـحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ، قَالَ سبحانه ( وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْـحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْـحَمِيدِ). أَيْ: وَيَعْلَمُ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّ الْقُرْآنَ حَقٌّ ويَهْدِي إِلَى دِينِ اللَّـهِ وَصِرَاطِهِ الْـمُسْتَقِيمِ .

وَيَا فَوْزَ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَى اللَّـهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ وَصِدْقِ الرَّجَاءِ لِيَهْدِيَهُ إِلَى الصِّرَاطِ الْـمُسْتَقِيمِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّـهِ r كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ قَائِلًا: (اللهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْـحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) م.

 أَلا فَاتَّقُوا اللـهَ عِبَادَ اللـهِ وَاعرِفُوا عِظَمَ حَاجَتِكُم إِلى الهِدَايَةِ، وَضَرُورَةَ تَزَوُّدِكُم مِنهَا وَالتَّرَقِّي في مَرَاتِبِهَا وَالثَّبَاتَ عَلَيهَا، وَاطلُبُوهَا مِن مَالِكِهَا وَمُعطِيهَا، ( مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الـْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا )

اللهم اهدنا فيمن هديت ...رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعدَ إذْ هَدَيتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ.. بارك الله ...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله ...  أَمَّا بَعدُ: فيا عباد الله:

إنَّ مِن أَوجِبِ مَا عَلَى المُسلِمِ المُرِيدِ نَجَاةَ نَفسِهِ وَفِكَاكَ رَقبَتِهِ مِنَ النَّارِ وَالفَوزَ بِالجَنَّةِ، وَمُصَاحَبَةَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللـهُ عَلَيهِم : أَن يَصدُقَ رَبَّهُ في سُؤَالِ هَذِهِ النِّعمَةِ العَظِيمَةِ -الهدايةُ -، وَيَلِجَ كُلَّ بَابٍ يُدرِكُ بِهِ هَذِهِ المِنَّةَ الجَسِيمَةَ، وَأَن يَغتَنِمَ كُلَّ فُرصَةٍ لِلتَّزَوُّدِ مِنَ الخَيرِ، وَيَتَعَرَّضَ لِنَفَحَاتِ المَولى في كُلِّ لَحظَةٍ، وَأَن يَحرِصَ عَلَى أَلاَّ يُغلِقَ أَيَّ بَابٍ يُفتَحُ لَهُ، فَيُحرَمَ مِن نَصِيبِ المُوَفَّقِينَ المَهدِيِّينَ.

إِنَّ عَلَى المُسلِمِ أَن يَصدُقَ لِيُصدَقَ، وَأَن يُجَاهِدَ لِيُهدَى، وَأَلاَّ يَصُدَّ فَيُزَاغَ قَلبُهُ

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْـمُحْسِنِينَ ).

عبد الله: إياكَ والإسرافَ على نفسِك بالمعاصي (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ). ومن أصبحَ فاسقاً، فلا هِدايةَ له (وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ).

والظُلمُ حاجزٌ عظيمٌ عن الهدايةِ (وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، وأعظمُ الظلمِ: الشِّركُ باللهِ (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَـهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ).

عباد الله: مِنْ ثَمَرَاتِ الْهِدَايَةِ إِلَى الصِّرَاطِ الـْمُسْتَقِيمِ أَنْ يُوَفِّقَنَا اللَّـهُ تَعَالَى إِلَى مَا يُحِبُّ وَيَرْضَى (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

ومن أعظمِ ثمراتِ الهدايةِ أن تكونَ من أهلِ الجنةِ (وَقَالُوا الْـحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ )

يقولُ ابنُ القيِّمِ "وَلِلْهِدَايَةِ مَرْتَبَةٌ أُخْرَى، وَهِيَ آخِرُ مَرَاتِبِهَا، وَهِيَ الْهِدَايَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُوَصِّلُ إِلَيْهَا، فَمَنْ هُدِيَ فِي هَذِهِ الدَّارِ إِلَى صِرَاطِ اللَّـهِ الْـمُسْتَقِيمِ، الَّذِي أَرْسَلَ بِهِ رُسُلَهُ، وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ، هُدِيَ هُنَاكَ إِلَى الصِّرَاطِ الْـمُسْتَقِيمِ، الْـمُوَصِّلِ إِلَى جَنَّتِهِ، وَدَارِ ثَوَابِهِ، وَعَلَى قَدْرِ ثُبُوتِ قَدَمِ الْعَبْدِ عَلَى هَذَا الصِّرَاطِ الَّذِي نَصَبَهُ اللَّـهُ لِعِبَادِهِ فِي هَذِهِ الدَّارِ يَكُونُ ثُبُوتُ قَدَمِهِ عَلَى الصِّرَاطِ الْـمَنْصُوبِ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ...)

ألا فاتقوا الله عباد الله وخذوا بِأَسْبَابِ الْهِدَايَةِ لكم ولمن ولاكم اللـهُ أمرَهم من الأبناءِ والزوجاتِ واحرصوا على هدايتِهم لعبادةِ اللـهِ أكثرَ من حرصِكُم على دنياهَم ( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)

ثم صلوا ...

 

المرفقات

1666798283_استهدوني اهدكم.docx

1666798283_استهدوني اهدكم.pdf

المشاهدات 690 | التعليقات 0