ابتلاء المؤمن بالأمراض
عايد القزلان التميمي
1446/04/12 - 2024/10/15 21:55PM
اَلْحَمْد لِلَّهِ اَلَّذِي بِحِكْمَتِهِ أَنْزَلَ اَلدَّاء وَمِنْ عَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ وَفَضْلِهِ جَعْل لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاء. عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَه، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَه. وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُاَللَّهِ وَرَسُولُه صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ صَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيرا إِلَى يَوْمِ اَلدِّينِ.
أَمَّا بعْدُ: فَاتُّقُوا اَللَّه عِبَاد اَللَّه حَقَّ اَلتَّقْوَى، وَرَاقَبُوهُ فِي اَلسِّرِّ وَالنَّجْوَى. وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ .
أيها المؤمنون، يقول الله تعالى: (( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلأمَوَالِ وَٱلأنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ * ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ )) .
فمِنْ سُنَّةِ اللهِ تعالى في عبادِه أن يَبْتَلِيَهم بالمصائب ومنها الأمراض حيث يبتلي اللهُ بها من شاء من عبادِه .
واعلم أيها المسلم أن الله سبحانه لا يقضي شيئاً إلا وفيه الخير والرحمة لعبادِه، وللأمراضِ والأسقام فوائد عظيمة وحكم بالغة
قال صلى الله عليه وسلم ((عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ)) رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما مِن مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أذًى، مَرَضٌ فَما سِوَاهُ، إلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ، كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ ورَقَهَا)) رواه البخاري،
والمرضُ يا عباد الله سببٌ في دخول الجنة لأن الجنة لا تُنَال إلا بِمَا تَكْرَهَهُ النَّفس لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ.)) رواه مسلم والبخاري.
وهذا نبيكم سيد الخلق أجمعين كان أشدُّ الناسِ بلاءً حيثُ يَشْتَدُّ عليهِ المرض أكثرَ من غيره حتى قالت عائشة رضي الله عنها: ((ما رَأَيْتُ أحَدًا أشَدَّ عليه الوَجَعُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)) رواه البخاري ومسلم.
ثم أبشر يا من أصيب بمرضٍ فَمَنَعَكَ هذا المرض من الطاعات، وحَبسكَ عمَّا كُنت تَعملْ من الصالحات، أبشر فإن أجْرَكَ جَارٍ وَعَمَلكَ مُسْتَمِرٌّ قال صلى الله عليه وسلم : ((إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا)) رواه البخاري.
عباد الله: ومن رحمة الله بعباده أن جعل لكل مرض شفاء، فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيْثُ خَلَقَ الدَّاءَ خَلَقَ الدَّوَاءَ فَتَدَاوَوْا ) رواه أحمد وحسنه الألباني
وقال صلى الله عليه وسلم : ((لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ، فإذا أُصِيبَ دَواءُ الدَّاءِ بَرَأَ بإذْنِ اللهِ عزَّ وجلَّ)) رواه مسلم.
واعلموا عباد الله : أن أول الدواء، التوجه إلى الله تعالى بخالص الدعاء، مع اليقين أن الله تعالى هو الشافي. ثم الالتزام بكثرة الاستغفار والصدقة، واستعمال الدواء لا يتنافى مع التوكل على الله.
وعلى المؤمن أن يتوجه إلى الله تعالى سائلاً منه سبحانه أن يجنبه الأمراض والعلل وأن يدعو بدعاء نبي الرحمة: ((اللهمَّ مَتِّعْنا بأسماعِنا، وأبصارِنا، وقُوَّتِنا ما أحيَيْتَنا)).
فاللهم هب لنا قوة وعافية تعيننا على ذكرك، وحسن عبادتك.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم....
الخطبة الثانية
الحمد لِلَّهِ ربِّ العالمينَ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ
أَمَّا بَعْدُ فيا عِبَادَ اللهِ لقد حثَّنا ديننا الإسلامي، على المحافظة على صحة الأبدان، والوقاية من الأمراض والأخذ بالأسباب،
وإنَ من الوقاية من الأمراضِ الموسمية بإذن الله أخذَ لِقاحِ الإنفلونزا الموسميةِ التِي تنتشر فِي هَذِهِ الأَشْهُرِ مِنْ السَّنَةِ ؛ لما في ذلكَ منْ حِفظِ النفسِ البشريةِ الَّتِي هي إحْدَى الضَّرُورِيَّاتِ الْخُمُسِ الَّتِي أَوْصَى بِهَا دِينَنَا الْحَنِيفُ.
والواجبُ على المرء أن يصون نفسه وأنْفُس مَنْ يعُولهم ويُحافِظ على سلامتها ويجنبها كل ما يِضُّر بها قدْرَ الإمكان.
نسألُ اللهَ أنْ يَدفعَ عنا البلاءَ والأمراض ، وأنْ يُمتِّعَنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقواتِنا ما أحيانا، وأنْ يجعلَها الوارثَ منا.
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله .....
المرفقات
1729018496_ابتلاء المؤمن بالأمراض.docx
1729220492_ابتلاء المؤمن بالأمراض.docx