المحيط -جل جلاله-

د عبدالله بن مشبب القحطاني

2021-01-08 - 1442/05/24 2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات: التوحيد
عناصر الخطبة
1/تأملات في اسم الله المحيط 2/ثمرة إيمان العبد باسم الله المحيط ومعرفته به.

اقتباس

وَإِحَاطَةُ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بِخَلْقِهِ إِحَاطَةٌ تَامَّةٌ؛ لَا يَهْرُبُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَا يَنِدُّ مِنْهُمْ أَحَدٌ، أَحَاطَتْ بِهِمْ قُدْرَتُهُ، وَأَحَاطَ بِهِمْ عِلْمُهُ، أَحَاطَ بِذَوَاتِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ.. وَهَذِهِ الْإِحَاطَةُ الْعَامَّةُ، وَهِيَ تَشْمَلُ مُسْلِمَهُمْ وَكَافِرَهُمْ، وَأَمَّا...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللَّهِ: مِنْ أَسْمَاءِ رَبِّنَا -عَزَّ وَجَلَّ-: "الْمُحِيطُ" -عَزَّ جَاهُهُ وَجَلَّ ثَنَاؤُهُ-، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا)[النِّسَاءِ: 126]؛ فَرَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- لَا يَغِيبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيْءٌ صَغِيرٌ أَوْ كَبِيرٌ، ظَاهِرٌ أَوْ بَاطِنٌ، فَإِنَّهُ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ؛ (أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ)[فُصِّلَتْ: 54].

 

وَإِحَاطَتُهُ تَشْتَمِلُ عَلَى الْعِلْمِ وَالِاطِّلَاعِ عَلَى الْأَحْوَالِ كُلِّهَا، كَمَا تَشْتَمِلُ عَلَى الْقُدْرَةِ وَعَدَمِ الْفَوْتِ، كَمَا تَشْتَمِلُ عَلَى السُّلْطَانِ وَالْحُكْمِ، جَاءَ فِي شَرْحِ الطَّحَاوِيَّةِ: "أَمَّا كَوْنُهُ مُحِيطًا بِكُلِّ شَيْءٍ؛ فَقَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ)[الْبُرُوجِ: 20]، (أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ)[فُصِّلَتْ: 54]، (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا)[النِّسَاءِ: 126].

 

وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ إِحَاطَتِهِ بِخَلْقِهِ: أَنَّهُ كَالْفَلَكِ، وَأَنَّ الْمَخْلُوقَاتِ دَاخِلَ ذَاتِهِ الْمُقَدَّسَةِ -تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا-.

وَإِنَّمَا الْمُرَادُ إِحَاطَةُ عَظَمَتِهِ، وَسِعَةُ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَأَنَّهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَظَمَتِهِ كَالْخَرْدَلَةِ؛ كَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ قَالَ: مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ، وَالْأَرْضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ فِي يَدِ الرَّحْمَنِ إِلَّا كَخَرْدَلَةٍ فِي يَدِ أَحَدِكُمْ".

 

وَإِحَاطَةُ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بِخَلْقِهِ إِحَاطَةٌ تَامَّةٌ؛ لَا يَهْرُبُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَا يَنِدُّ مِنْهُمْ أَحَدٌ، أَحَاطَتْ بِهِمْ قُدْرَتُهُ، وَأَحَاطَ بِهِمْ عِلْمُهُ، أَحَاطَ بِذَوَاتِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ؛ كَمَا قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)[الطَّلَاقِ: 12].

وَهَذِهِ الْإِحَاطَةُ الْعَامَّةُ، وَهِيَ تَشْمَلُ مُسْلِمَهُمْ وَكَافِرَهُمْ، وَأَمَّا الْإِحَاطَةُ الْخَاصَّةُ، فِيهَا مَعْنَى التَّهْدِيدِ لِلْعُصَاةِ وَالْمُعَانِدِينَ.

 

وَأَكْثَرُ مَا جَاءَ الِاسْمُ فِي مَوَاضِعِ التَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ لِلْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ؛ فَهُوَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَالِمٌ بِمَا يَمْكُرُونَ وَمَا يُكَذِّبُونَ، وَهُوَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ، وَلَهُمْ بِالْمِرْصَادِ، مَرَدُّهُمْ إِلَيْهِ، وَطَرِيقُهُمْ إِلَيْهِ، وَلَا يَفُوتُونَهُ -عَزَّ وَجَلَّ-؛ فَإِلَى أَيْنَ الْمَهْرَبُ وَالْمَصِيرُ؟ فَقَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَنِ الْكَافِرِينَ؛ (وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ)[الْبَقَرَةِ: 19].

 

وَكَذَلِكَ قَالَ عَنْ أَهْلِ الرِّيَاءِ وَالْبَطَرِ؛ (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[الْأَنْفَالِ: 47].

وَقَالَ عَنْ أَهْلِ الشَّمَاتَةِ وَالْكَيْدِ مِنَ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ؛ (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[آلِ عِمْرَانَ: 120].

 

وَإِذَا نَزَلَ عَذَابُ اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- بِقَوْمٍ؛ فَإِنَّهُ يُحِيطُ بِهِمْ؛ (وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ)[هُودٍ: 84].

 

وَالنَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ؛ (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا)[الْكَهْفِ: 29].

 

اللَّهُمَّ نَجِّنَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: الْمُؤْمِنُ إِذَا عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُحِيطُ -جَلَّ وَعَلَا-؛ اطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ، وَتَوَكَّلَ عَلَى رَبِّهِ وَاتَّقَاهُ؛ فَهُوَ لَا يَتَبَاطَأُ عَوْنَ اللَّهِ، وَلَا يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَتِهِ، وَلَا يَقْطَعُ أَمَلَهُ مِنَ الْفَرَجِ؛ فَإِنَّ الْفَرَجَ آتِيهِ لَا مَحَالَةَ، وَسَوْفَ يَجِدُ الْخُرُوجَ مِنَ الضِّيقِ بِلَا شَكٍّ، لَكِنْ لِلْأُمُورِ أَوْقَاتٌ وَلِلْمَقْدُورِ عُمْرٌ؛ لَا بُدَّ أَنْ يَقْضِيَهُ حَتَّى يَصِلَ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَ اللَّهِ بِأَجَلٍ مُسَمًّى؛ (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)[آلِ عِمْرَانَ: 120]؛ فَاللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- جَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدَرًا، وَزَمَنًا لَا يَتَجَاوَزُهُ، وَوَقْتًا لَا يَتَخَطَّاهُ، فَإِذَا جَاءَ مَوْعِدُ الْمَقْدُورِ فَلَا يَسْتَأْخِرُ عَنْ وَقْتِهِ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُ.

 

وَلِلْكُرْبَةِ وَقْتٌ ثُمَّ تَزُولُ، وَلَهَا زَمَنٌ ثُمَّ تَحُولُ؛ فَلَا يَسْتَعْجِلُ لِحُصُولِ الْمَرْغُوبِ وَإِزَاحَةِ الْمَرْهُوبِ، فَالْأَمْرُ لَيْسَ لِلْعَبْدِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ عَلَيْهِ بَذْلُ السَّبَبِ وَالصَّبْرُ؛ فَنَصْرُ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَفَرَجُهُ لَا يَعِزُّ عَلَى طَالِبٍ فِي أَيِّ مَكَانٍ؛ إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- يُحَاطُ بِهِ، وَيُلْقَى فِي النَّارِ؛ فَتَكُونُ بَرْدًا وَسَلَامًا.

 

وَيُوسُفُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- يُحِيطُ بِهِ إِخْوَانُهُ، وَيُلْقُونَهُ فِي الْجُبِّ، ثُمَّ يُحَاطُ بِهِ مَرَّةً أُخْرَى مِنَ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَمَنْ مَعَهَا، ثُمَّ يُسْجَنُ؛ لَكِنَّ اللَّهَ الْمُحِيطَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- رَدَّ كَيْدَ الْأَعْدَاءِ؛ فَكَانَتْ إِحَاطَتُهُمْ نَصْرًا وَفَتْحًا لِيُوسُفَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-؛ لِيَكُونَ عَزِيزًا عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ.

 

يُحَاطُ بِبَيْتِ أُمِّ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ-؛ فَيُلْقَى مُوسَى فِي الْيَمِّ، فَكَانَتْ إِحَاطَتُهُمْ فَرَجًا لَهَا وَلَهُ؛ فَيَرْجِعُ إِلَيْهَا وَهِيَ مُطْمَئِنَّةٌ.

 

يُحِيطُ فِرْعَوْنُ بِمُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَمَنْ مَعَهُ؛ فَكَانَتْ إِحَاطَتُهُمْ هَلَاكَ فِرْعَوْنَ، وَانْتِصَارَ مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.

 

يُحِيطُ الْكَافِرُونَ بِبَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فَيَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ طَرِيدًا حَزِينًا، ثُمَّ يُحِيطُ اللَّهُ بِأَعْدَائِهِ؛ فَيَرْجِعُ إِلَيْهَا فَاتِحًا مُنْتَصِرًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فَالْمُؤْمِنُ كُلَّمَا اسْتَشْعَرَ إِحَاطَةَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- زَادَ إِيمَانُهُ، وَفَرِحَ بِرَبِّهِ، وَفَرَّ إِلَيْهِ خَاضِعًا لِعَظَمَتِهِ مُسْتَسْلِمًا لِأَمْرِهِ، مُمْتَثِلًا لِقَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)[الذَّارِيَاتِ: 50].

 

بِكَ أَسْتَجِيرُ وَمَنْ يُجِيرُ سِوَاكَا *** فَأَجِرْ ضَعِيفًا يَحْتَمِي بِحِمَاكَا

إِنِّي أَوَيْتُ لِكُلِّ مَأْوًى فِي الْحَيَاةِ *** فَمَا رَأَيْتُ أَعَزَّ مِنْ مَأْوَاكَا

فَاقْبَلْ دُعَائِي وَاسْتَجِبْ لِرَجَاوَتِي *** مَا خَابَ يَوْمًا مَنْ دَعَا وَرَجَاكَا

 

اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الْمُحِيطِ نَسْأَلُكَ أَنْ تُحِيطَ أَعْدَاءَنَا بِالْعَذَابِ مِنْ عِنْدِكَ، وَأَنْ تَجْعَلَ لَنَا مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا.

 

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.

 

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.

 

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

 

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.

 

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

المرفقات

المحيط -جل جلاله-.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات