يا معشر الشباب

علي باوزير

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ الشباب روح الأمة ومصدر قوتها 2/ مخاطر إبعاد الشباب عن العلوم النافعة 3/ أهمية العلم في بناء الأمم والحضارات 4/ التحذير من أفكار دخيلة وثقافة فاسدة منتشرة بين الشباب 5/ مخاطر التقليل من قيمة العلم والتزهيد فيه 6/ رأس العلم وأُسّه وأساسه 7/ وجوب التمسك بهدايات القرآن الكريم.

اقتباس

هذا القرآن الذي فيه صلاحنا وهدايتنا، وحياتنا ونجاحنا، وعزتنا ومجدنا ونهضتنا، هذا القرآن الذي نستمد منه أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا وعقيدتنا، هذا الكتاب الذي نفاخر به الكون كله والذي لا يوجد في الكون كتاب مثله هداية وعلمًا وحقًّا وصوابًا. هذا القرآن هو رأس العلم وأُسّه وأساسه، لا تصدقوا من يقول: إن القرآن هو سبب تراجعنا وتخلفنا.. كذبوا ورب الكعبة؛ كلهم دجالون أفّاكون إنما يريدون أن يصرفوا الأمة عن نورها وسراجها المنير، ما بلونا بهذه البلايا كلها إلا حينما ابتعدنا عن القرآن وجاهلنا معانيه ولم نفقه فيه...

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

 

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

وبعد أيها المسلمون عباد الله: كنت تحدثت في بعض الخطب الماضية عن قضية التعليم وبعض المشاكل والاختلالات الموجودة في هذه العملية الأساسية في حياتنا، فكان أن سأل بعض الطلاب وقال: نحن نعيش هذا الوضع ونعاني من هذه المشاكل وتؤثر فينا تأثيرًا كبيرًا ونجد أن التعليم الذي نتلقاه ليس بالقدر الكافي الذي نحتاج إليه فماذا نفعل؟ وماذا نصنع في هذا الحال؟

 

والجواب أيها الأحباب: إذا كان الإنسان في ظلام فإنه أول ما يبادر يبادر إلى أن يوجد ضوء يبصر به ما حوله، وينير له طريقه حتى ولو كان عود كبريت؛ فإنه يبحث عن أدنى بصيص ضياء لأجل أن يرى به ونحن عندما نرى واقعنا الذي نعيشه والمستقبل الذي ننتظره فإننا نرى ظلامًا كثيرًا وضبابًا مخيمًا، وربما لا يستطيع الواحد أن يبصر طريقًا واضحًا.

 

وفي مثل هذا الحال لا بد من البحث عن الضياء، لا بد من البحث عن النور، لا بد من البحث عن السراج الذي يبصرنا بما حولنا، وينير لنا طريقنا، وأول هذا الضياء وأهمه العلم، وينبغي أن نقتنع بهذا تمام الاقتناع، وأن يترسخ هذا المفهوم في قلوبنا وعقولنا خاصة أيها الأحباب الشباب فهم روح الأمة وحياتها وهم مصدر قوتها وهم مستقبلها وأملها وهم زادها وعتادها.

 

إذا لم يقتنع الشباب بهذا قناعة تامة؛ فإن الأمل يضعف كثيرًا؛ أعداؤنا يدركون هذه الحقيقة ويفهمونها فهمًا تامًّا، ولهذا يحرصون كل الحرص على أن يبتعد الشباب عن العلم النافع، وأن يشتغلوا بما لا ينفع، وما لا يفيد، فوجود جيل متعلم معناه وجود مستقبل أحسن وأفضل ووجود جيل متعلم معناه وجود أمة قوية وحضارة ونهضة، وهذا ما لا يريده الأعداء.

 

وما السعي إلى افتعال الحروب والصراعات والفتن والنزاعات إلا جزء من هذه المخططات التي ترمي إلى إشغال الناس بما لا ينفعهم ولا يفيدهم؛ إشغالهم بلحظتهم التي يعيشونها فلا ينظرون إلى ما أمامهم ولا إلى مستقبلهم.

 

هذه الصراعات وهذه الحروب التي تؤثر كثيرًا في العقل والفكر والثقافة خاصة عند الشباب، صار كثير من شبابنا يفتخرون بحمل السلاح أكثر مما يفتخرون بحمل الأقلام، ويعتزون بالبندقية أكثر مما يعتزون بالكتاب، وصحيح أن السلاح لا بد منه لحماية الأديان والأوطان، ولكن القلم أهم منه لبنائها والمحافظة عليها.

 

وربنا -تبارك وتعالى- أقسم في كتابه بالقلم فقال: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) [القلم:1]، وكان أول ما نزل من القرآن تمجيد القلم وتشريفه والإشادة به هو والكتاب والقراءة، قال الله -تبارك وتعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1- 5].

 

صحيح في أوقات الحروب يهتم الناس بالسلاح كثيرًا، ولكن لا ينبغي أن يطغى هذا الاهتمام على اهتمامنا بالقلم والكتاب فإنه المستقبل والأمل.

 

صار كثير من الشباب بسبب الأوضاع التي يعيشونها يعتقدون أن نجاحهم في حياتهم هي بأن يكونوا شطارًا، والشاطر في نظرهم الذي يحسن التحايل والكذب، والغش والخداع والنفاق، هذا المفهوم الذي وجد عند الكثيرين وللأسف ساهمنا كثيرًا في غرس هذا المفهوم في نفوس أبنائنا حين نشجعهم على الغش في المدارس فينشأ من صغره على هذا المفهوم أنه لن ينجح حتى يكون غشاشًا

وينشأ ناشئ الفتيان فينا *** على ما كان عوَّده أبوه

 

يا معشر الشباب: هذه أفكار دخيلة وهذه ثقافة فاسدة مدمرة لا ينبغي أن تستقر في القلوب والعقول، ولا ينبغي أن تسيطر على النفوس والتفكير، لا بد أن تعلموا علم اليقين أنكم بقدر ما تحصلون من العلم النافع بقدر ما تنفعون أنفسكم وتنفعون أمتكم، بقدر ما تحققون لأنفسكم مجدًا وعزًّا وخيرًا، وتحققون لأمتكم كذلك.

 

حتى وإن كانت المدارس ليست على المستوى المطلوب، فخذوا منها ما تستطيعون، واجتهدوا فيها قدر ما تستطيعون، ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة لطلب العلم وتحصيله فوسائل العلم كثيرة لا تعد الكتب كثيرة متوافرة منتشرة والمحاضرات المسجلة في كل المجالات لا تعد ولا تحصى وعالم الإنترنت مليء بالأكاديميات التعليمية والمنصات التعليمية والمواقع المتخصصة في كل مجال، من دخل فيها حصَّل منها علمًا كثيرًا كبيرًا.

 

ولكن أيها الأحباب: ليست المشكلة في إمكانية التعلم، إنما المشكلة الأساسية في القناعة بضرورة التعلم، فهذا موسى -عليه السلام- نبي الله وكليمه حينما علم أن هناك على وجه الأرض من هو أعلم منه أخذته الغيرة والحرقة، وارتحل إلى هذا العالم ليأخذ منه وهو الخضر -عليه السلام- ليتعلم وهما نبيان من أنبياء الله موحدان لله، فكيف بنا أيها الأحباب، ونحن نرى أمم الكفر شرقًا وغربًا قد سبقتنا بالعلم، ألا تأخذنا الغيرة، ألا تأخذنا الحرقة لننافس هؤلاء ونسبقهم.

 

كنا زمن الأزمان قد سبقناهم بمئات السنين، واليوم هم سبقونا والدنيا دائرة فلا مستحيل ولسنا عاجزين على أن ندركم وننافسهم، ونسبقهم في هذا المجال.

 

اليوم -أيها الأحباب- وسائل العلم كثيرة، ولكنَّ القناعة ضعيفة، سلفنا وأوائل أمتنا عندما اقتنعوا بالعلم قناعة تامة لم تقف أمامهم أي عقبة، بل تحملوا في سبيل تحصيله المصاعب الجمَّة والمشاق الكبيرة.

 

وتأملوا في قصة يحكيها لنا عالم عاقل حكيم شاب من علماء الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-؛ عبدالله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- وعمره ثلاثة عشر عاماً فحسب، أي كما يسمى اليوم في سن المراهقة، لما رأى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد فارق الدنيا تطلَّع إلى العلم، وتشوَّف إليه، ورغب في أن يحصِّله ويجمعه، فيحكي هو -رضي الله عنه وأرضاه- عن نفسه فيقول: "لما توفي -صلى الله عليه وسلم- قلت لرجل من الأنصار! هلم فلنسأل أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، أي: نطلب العلم عندهم فإنهم اليوم كثير".

 

فقال الرجل الأنصاري: عجبًا لك يا ابن عباس! أترى الناس يفتقرون إليك، هذا أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وكبار الصحابة موجودون هل تراهم سيبحثون عن علمك وأنت الشاب الصغير!!

 

وهذا كمثل كثير من الناس اليوم يزهِّدون في العلم ويقلِّلون من قيمته وأهميته، ويصرفون الشباب عنه، لكن ابن عباس كان شابًّا عاقلاً حكيمًا، يقول: فتركت ذلك وأقبلت أسأل، وهنا مكمن العقل في ابن عباس.

 

لم يلتفت لهذا الذي يزهِّده في العلم، لم يستمع إلى هذا الذي يقلل من شأن العلم في نفسه بل أقبل على العلم يطلبه ويتعلمه ويأخذ من الصحابة الكرام.

 

يقول ابن عباس يحكي لنا كيف طلب العلم وكيف جمعه، قال: "إن كان ليبلغني الحديث عن رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فآتي بابه وهو قائل –أي: وهو نائم نومة القيلولة من الظهيرة- فأتوسد ردائي على بابه تسفي الرياح عليَّ التراب، -الشمس من فوقه، والريح تأتي بالتراب عليه وهو عند هذا الصحابي ينتظر استيقاظه- قال فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما جاء بك هلا دعوتنا فأتيناك"؛ فيقول ابن عباس -رضي الله عنه وأرضاه-: "أنا أحق أن أتيك"، وهكذا العلم يُؤتَى ولا يأتي.

 

قال ابن عباس -رضي الله عنه وأرضاه- فعاش الرجل الأنصاري الذي كان يزهِّده في العلم، ويقلِّل من شأنه في عينه، قال حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني، فقال هذا الرجل الأنصاري قال: "هذا الفتى –يعني ابن عباس – قد كان أعقل مني".

 

هكذا يا شباب الإسلام كونوا عقلاء مثل ابن عباس، كونوا حكماء مثل هذا الشاب وهذا الفتى الذي اجتهد في تحصيل العلم مع كل المشاق والمتاعب، ولم يستمع إلى من يصرفه عنه، اجعلوا العلم غاية تجدوه واجعلوه هدفًا تصلوا إليه بإذن الله –عز وجل-.

 

الزمن يسابقكم، وأعماركم تنقضي، وأنتم مسئولون عنها وعما قريب ستكونون رجال الأمة وقادتها، فماذا أنتم صانعون وماذا أنتم فاعلون؟

 

بالله عليكم أيها الشباب! إن لم تكونوا حَمَلة علم وفكر وإيمان ودين، فماذا ستقدمون لهذه الأمة، وماذا ستغيرون فيها؟ قولوا بالله عليكم ماذا ستنفع مجالس القات التي تهدر فيها الأموال والأوقات، ماذا سيجدي التسكع في الشوارع والطرقات، ماذا سيقدم لكم اللهو واللعب على الإنترنت والجوالات.

 

والذي تمادى به الأمر أكثر، ووصل إلى المخدرات ماذا سيكون حاله وما هي قيمته وماذا سيكون موقعه إذا صار رجلاً من رجال الأمة.

أعداؤكم يعملون الليل والنهار لهدم حياتكم، فماذا أنتم فاعلون لبنائها وتشيدها؟

أفيقوا يا شباب الإسلام انظروا إلى أنفسكم ولا تيأسوا ولا تستلموا؛ فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، لا تستسلم لهذا الواقع السيئ فإن الاستسلام له معناه أن المستقبل سيكون أسوأ، الطريق مليء بالعقبات، ولكنه ليس مغلقًا، والدرب مفتوح ومن سار على الدرب وصل -بإذن الله تبارك وتعالى-.

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا.

 

وبعد: أيها الأحباب الكرام ويا معشر الشباب إن أهم ما يكون من العلم كتاب الله -تبارك وتعالى- القرآن العظيم اهتموا به واعتنوا به قراءةً وحفظًا وتدبرًا وفهمًا وعملاً وتطبيقًا؛ فهو دستور هذه الأمة وهو منهاجها الأعظم.

 

هذا القرآن الذي فيه صلاحنا وهدايتنا، وحياتنا ونجاحنا، وعزتنا ومجدنا ونهضتنا، هذا القرآن الذي نستمد منه أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا وعقيدتنا، هذا الكتاب الذي نفاخر به الكون كله ونفاخر به الأمم جمعاء والذي لا يوجد في الكون كتاب مثله هداية وعلمًا وحقًّا وصوابًا.

 

هذا القرآن أيها الأحباب هو رأس العلم وأُسّه وأساسه، لا تصدقوا من يقول: إن القرآن هو سبب تراجعنا وتخلفنا، لا تصدقوا من يقول: إن القرآن هو سبب ضعفنا وانهزامنا، لا تصدقوا من يقول: إن القرآن هو سبب تفرقنا واختلافنا، ولا تصدقوا من يقول: إن القرآن هو الذي يزرع أو ينتج العنف ويزرع الإرهاب.

 

كذبوا ورب الكعبة؛ كلهم دجالون أفّاكون إنما يريدون أن يصرفوا الأمة عن نورها وسراجها المنير، ما بلونا بهذه البلايا كلها إلا حينما ابتعدنا عن القرآن وجاهلنا معانيه ولم نفقه فيه.

 

لئن كنا في ظلمات وتيه وتخبط فلن يخرجنا منها إلا القرآن والله -تبارك وتعالى- يقول: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) [الأحزاب:43].

 

وصدق رب العالمين القائل في القرآن (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9]، كل من يريد أن يصرفنا عن القرآن وأن يقطع صلتنا بالقرآن إنما يريد منا أن نظل حائرين وأن نظل تائهين وأن نظل متخبطين.

 

يريد منا أن نستمر على حالنا الأسيف، القرآن هو الذي يرسم لنا الطريق الصحيح والمنهاج المستقيم، ومتى ما اتصلت الأمة بالقرآن اتصالاً صحيحًا؛ فإنه يقودها إلى دار العلياء.

 

فيا معشر الشباب: دونكم كتاب الله -تبارك وتعالى- خذوه حق الأخذ، وتمسكوا به حق التمسك، تفقهوا في مبانيه وتدبروا في معانيه، واعملوا وطبّقوا ما فيه؛ فهو الحبل الممدود بين الأرض والسماء وفيه العصمة والنجاة.

 

العلم أجملُ حليةِ الإنسانِ ***  فاسعَوا إليه معاشرَ الشبّانِ

ورِدوا بشوقٍ مُترعاتِ حياضِهِ *** متسابقين تسابق الظمآن

واسعوا بإسراعٍ لقطف ثماره *** من قبل فوت الوقت والإبّان

وتنافسوا في نيل كل فضيلةٍ *** وتشبَّثوا بأوامر القرآن

وعلى عقائد دينكم فتحافَظوا ***  إن كنتمُ تسعون للإيمان

كم زَلَّ في دَرْكِ الشقاوة ملحدٌ *** ونجا المقرُّ بوحدة الرحمن

وارعوا قواعده أحقَّ رعايةٍ *** وتجنبوا أُحبولة الشيطان

فالدين أسُّ صلاحنا ونجاحنا ***  والدين أصل سعادة الأوطان

فإن اتخذناه دليلاً هادياً *** سَلِمتْ تجارتنا من الخسران

وإذا هجرنا حكمه وعظاتِهِ *** كنا بموتتنا على إيقان

هذا الدواء لمن أراد علاجه *** وسواه سيرٌ في ضلال أمان

تلك النصيحة بينكم ألقيتها *** يا معشر السادات والأعيان

 

نسأل الله أن يصلح أحوالنا كلها..

المرفقات

يا معشر الشباب

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات