ويمكرون ويمكر الله - خطب مختارة

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

اقتباس

إن استعراض مشاهد التاريخ التي ظهرت فيها يدُ الله تعالى قويةً، وإرادتُه نافذةً على عباده، لتبعث الأمل في نفوس المستضعفين من المؤمنين، أن الله تعالى يكيد لهم ليكبت عدوهم وينصرهم على الصادِّين عن سبيله، فمهما قلّت أعدادهم، ومهما ضعفت إمكاناتهم، فليعلموا أن الله تعالى معهم، ينصرهم ويؤيدهم بملائكته التي تجاورهم في ميدان المعركة، وليعلموا أنه -عز وجل- يكيد ويدبر لهم ليورثهم الأرض ومن عليها ..

منذ فجر التاريخ الإسلامي والأعداء لا يكلُّون ولا يملون من التخطيط لقمع هذا الدين والصد عن سبيله وفتنة معتنقيه، وفي سبيل ذلك يجمعون أموالهم ويبذلونها بطريقة هستيرية لمحاربته والكيد لأهله واجتثاثهم من بلدانهم وقتلهم وسجنهم، ورغم ذلك لم يُكلَّل سعيهم بالنجاح إلا بشكل نسبي، فكلما سددوا ضرباتهم إلى الصدر الإسلامي ازداد قوة وانتشارًا بين ربوع العالم، ورغم أنه قد تمر بالإسلام فترات يعاني فيها من حالات ضعف أو انزواء، إلا أنه يعاود الخروج للعالم بقوة، ينشر تعاليمه ويفرض احترامه حتى على غير المؤمنين به.

إن المنهج الإسلامي يستمد قوته من الله تعالى رب هذا الكون وخالقه، نعم قد تكون العصابة المؤمنة قليلة العدد والعدة والعتاد، ضعيفة التجهيزات العسكرية، محدودة الإمكانات الحربية، ولكنها تأوي إلى ركن شديد، تحتمي به، وتلقي عليه حمولها، ترتبط به ارتباطًا وثيقًا ليحقق لها النصرة والمنعة، تضع بين يديه أرواحها رخيصة فيحفظها ويعينها ويسدد خطاها، يدبر الله تعالى لها، ويمكر بأعدائها، ويفتك بمناوئيها، وينتقم منهم شر انتقام؛ ذلك أنهم عادوا أولياء الله الذين تكفل بحفظهم ونصرتهم.

إن الله تعالى يعلم مدى مكر الماكرين، ومدى خبثهم ودهائهم، يراه ويسمعه ويطلع عليه ويحيط به، فيمكر بهم بما لا يدور في خلدهم، ولا يخطر على قلبهم، فيأتيهم من حيث لم يحتسبوا، فيقذف في قلوبهم الرعب؛ ليكون الرعب جندًا من جنده -عز وجل-؛ يزهق به أرواح الأعداء، ويزلزل به كيانهم، ويقوّض به أركان ملكهم، وهذا من كمال تدبير الله تعالى ومكره بالأعداء.

ليس أكبر سلاح يحارِب اللهُ -عزّ وجل- به أعداءه ما في أيدي أوليائه من دبابات أو راجمات صواريخ أو مدافع أو غيرها، وإنما أكبر سلاح يقهر به العدو هو ما يعتمد عليه العدو نفسه من أدوات يظن أنها مانعته من الله ومن أوليائه، فكثيرًا ما سلط الله على أعدائه مطرًا يظنون فيه رحمة ونعمة، وكثيرًا ما سلط عليهم سلاحهم الذي يحتمون به فيكون سببًا في هلاكهم، وكثيرًا ما قُتل الأعداء بسلاحهم الذي يغنمه منهم المسلمون في حروبهم، وكثيرًا ما سلط عليهم عدوًا من أنفسهم فيخربون بيوتهم بأيديهم، وكثيرًا ما سلط عليهم الريح التي يفترض أن تحمل لهم الخير، وكثيرًا ما أنفق الكفار أموالاً ليصدوا بها عن سبيل الله ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغلبون.. وهذا كله من مكر الله تعالى بأعدائه؛ ليثبت لهم أن معاداتهم للمؤمنين ليست معاداة شخصية، وإنما هي محاربة لله تعالى ورسوله.

إن استعراض مشاهد التاريخ التي ظهرت فيها يدُ الله تعالى قويةً، وإرادتُه نافذةً على عباده، لَتبعث الأمل في نفوس المستضعفين من المؤمنين، أن الله تعالى يكيد لهم ليكبت عدوهم وينصرهم على الصادِّين عن سبيله، فمهما قلّت أعدادهم، ومهما ضعفت إمكاناتهم، فليعلموا أن الله تعالى معهم، ينصرهم ويؤيدهم بملائكته التي تجاورهم في ميدان المعركة، وليعلموا أنه -عز وجل- يكيد ويدبر لهم ليورثهم الأرض ومن عليها، وعدًا عليه حقًّا: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ). ومن أوفى بعهده من الله!!

إننا في مختاراتنا لهذا الأسبوع جمعنا من الخطب ما يرسخ الأمل في نفوس الناس، ويقوي العزيمة في قلوبهم، ويؤكد مدى العناية والاهتمام التي أوكلها الله -عز وجل- لعباده الصالحين، وتعهده لهم بالنصرة والمساعدة والمعونة، فهو سبحانه لا يترك عباده نهبًا لأعدائه وإن كانوا يفوقونهم في القوة والعتاد، ولكنه يعين عباده ويمدهم بمدده، ويحبط مخططات أعدائه بما ليس في حسبانهم، لذلك نؤكد في مختاراتنا هذه على هذا المعنى، سائلين الله تعالى أن يجعلنا ممن يستحقون دعمه وعونه، وأن يستخدما في نصرة دينه.

العنوان

مكر المجرمين

2011/04/08 7123 1455 71

إن مما يثبتنا ويقوي عزائمنا معرفة سنة الله في المكر والماكرين، وقد غاب عن هؤلاء المجرمين المستكبرين الماكرين بالمسلمين أن من سنن الله الثابتة التي لا تتبدل ولا تتحول مَكْرَه بمن مكر بدينه أو شيء من أحكام الدين وسنة الرسول، أو أوليائه الصالحين، فما هي سنة الله تعالى في الماكرين الأولين والتي ستُخزي وتهلك الموجودين واللاحقين من الماكرين المفسدين؟ إنها سنة تتصف بالصفات التالية ..

المرفقات

المجرمين


العنوان

شرح حديث المجدد

2011/04/08 118 60 0

ناصر بن محمد الأحمد

إنَّها لَبُشرى عظيمة! تبعث الأمل، وتجدِّد الحيوية لمن تأمَّلَ واستشعر هذا النص النبوي الكريم، إنَّ هذه الأمة لن تموت أبداً بإذن الله -عز وجل-، وكلما بعد الناس عن الدين، وكلما زاد الانحراف، هيأ الله -عز وجل- أحد أسبابه، فأنقذ هذه الأمة من الغرق، ومنها هذا المجَدِّدُ الذي يُبعث على رأس كل مائة سنة، فيحيي ما اندرس من أمر الدين، ويعيد الناس إلى الجادة بعد أن تعرقلت مسيرتهم.

المرفقات

المجدد


العنوان

ثم تكون عليهم حسرة

2011/04/08 7253 1266 28

لا غرابة إذن إذا شاهدتَ الكفار والعصاة والظلَمة يرزقون أموالاً كثيرة من منقولة وغير منقولة، فإن ذلك من قبيل الاستدراج، فهي بلا شك نقمة عليهم، لا نعمة لهم، لقوله -سبحانه وتعالى- في سورة الأعراف: (وَ?لَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـئَايَـ?تِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ) [الأعراف:182].

المرفقات

تكون عليهم حسرة


العنوان

أما آن للصبح أن يتنفس !!

2010/04/26 11707 1318 83

قال أحد العلماء الفرنسيين: "إن المسلم الذي نام نوماً عميقاً مئات السنين، قد استيقظ وأخذ ينادي: ها أنا لم أمت، أنا أعود للحياة؛ لا لأكون أداة طيعة تسيرها العواصم الكبرى، ربما يعود اليوم الذي تصبح بلاد الإفرنج مهددة بالمسلمين، يهبطون إليها من السماء لغزو العالم مرة ثانية في الوقت المناسب، لست متنبئ، لكن الأمارات الدالة على هذا كثيرة، ولا تقوى الذرة ولا الصواريخ على وقفها"

المرفقات

آن للصبح أن يتنفس !!


إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات