وهو يتولى الصالحين

الشيخ هلال الهاجري

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/عناية الله بأوليائه وحفظه له 2/قصة الخصر مع موسى وما فيها من العجائب والأسرار 3/لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا

اقتباس

إذا علمتَ أن اللهَ تعالى أرحمُ بك من أمِك .. وأرحمُ بك من نفسِك .. فسيطمئنُ قلبُك .. وتسكنُ روحُك .. وستعلمُ أن ما كتبَه اللهُ تعالى لك فهو خيرٌ كلُه .. حتى وإن كانَ ذلك القضاءُ في ظاهرِه شراً .. فإن عاقبتَه حميدةٌ .. ونهايتَه سعيدةٌ .. وتعالوا معي أحدِّثُكم عن شيءٍ من أسرارِ اللهِ تعالى في أقدارِه لعبادِه الصالحينَ..

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ؛ مَالِكِ المُلْكِ، وَخَالِقِ الخَلْقِ، وَمُدَبِّرِ الأَمْرِ، لاَ يُهْزَمُ جُنْدُهُ، وَلاَ يُرَدُّ أَمْرُهُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، نَحْمَدُهُ كَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُحْمَدَ، وَلَنْ نَبْلُغَ كَمَالَ حَمْدِهِ مَهْمَا حَمِدْنَاهُ، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا يَلِيقُ بِهِ، وَلَنْ نُدْرِكَ شُكْرَ نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ نِعَمِهِ وَلَوْ قَضَيْنَا أَعْمَارَنَا كُلَّهَا فِي الشُّكْرِ؛ فَهُوَ سبحانه خَالِقُنَا وَرَازِقُنَا وَهَادِينَا وَمُعَافِينَا، وَقَدْ أَعْطَانَا مَا سَأَلْنَاهُ وَمَا لَمْ نَسْأَلْهُ، وَدَفَعَ عَنَّا مِنَ السُّوءِ مَا حَذِرْنَا وَمَا لَمْ نَحْذَرْ، وَرَفَعَ عَنَّا مِنَ البَلاَءِ مَا عَلِمْنَا وَمَا لَمْ نَعْلَمْ؛ فَلَهُ الحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَهُ الشُّكْرُ كُلُّهُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ كُلُّهُ، لاَ نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ هُوَ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَنْعَمَ اللهُ -تعالى- عَلَيْهِ وَأَنْعَمَ بِهِ، وَهدَاهُ وَهَدَى بِهِ، وَرَفَعَهُ وَرَفَعَ بِهِ، وَرَحِمَهُ وَرَحِمَ بِهِ؛ فَهُوَ رَحْمَةُ اللهِ –تعالى - لِلْعَالَمِينَ، وَهُوَ هِدَايَةٌ وَرِفْعَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 

أما بعدُ:

 

هل وقفتَ يوماً عندَ قولِه تعالى على لسانِ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) [الأعراف: 196] وتأملتَ فيها؟

 

يقولُ ابنُ كثيرٍ -رحمه الله تعالى- في تفسيرِه: "أَيْ اللَّهُ حَسْبِي وَكَافِينِي، وَهُوَ نَصِيرِي وَعَلَيْهِ مُتَّكَلِي وَإِلَيْهِ أَلْجَأُ وَهُوَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَهُوَ وَلِيّ كُلِّ صَالِحٍ بَعْدِي".

 

فهنيئاً لكم أيها الصالحونَ عنايةَ اللهِ -تعالى- بكم، وتدبيرَه لأمورِكم، واختيارَه ما يَصْلُحُ لكم، سواءً كانت تلكَ الأقدارُ مُفْرِحةً في أعينِكم أو مؤلمةً، وسواءً كانت ظاهِرةً لكم أو مُبْهَمةً، فالخيرُ كلُ الخيرِ أن يكونَ اللهُ -تعالى- الذي يعلمُ غيبَ السمواتِ والأرضِ ويعلمُ ما كانَ وما يكونُ هو من يتولى شئونَك، ويختارُ لك.

 

وصدقَ أبو العتاهيةِ حينَ قالَ:

 

وَإِذَا العِنَايَةُ لاَحَظَتْكَ عُيُونُهَا *** نَمْ فَالمَخَاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ

 

وخيرٌ منه قولُ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْضِي لِلْمُؤْمِنِ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ".

 

أيها العبدُ الصالحُ: إذا علمتَ أن اللهَ -تعالى- أرحمُ بك من أمِك، وأرحمُ بك من نفسِك، فسيطمئنُ قلبُك، وتسكنُ روحُك، وستعلمُ أن ما كتبَه اللهُ -تعالى- لك فهو خيرٌ كلُه، حتى وإن كانَ ذلك القضاءُ في ظاهرِه شراً، فإن عاقبتَه حميدةٌ، ونهايتَه سعيدةٌ.

 

وتعالوا معي أحدِّثُكم عن شيءٍ من أسرارِ اللهِ -تعالى- في أقدارِه لعبادِه الصالحينَ:

 

مساكينُ يعملونَ في البحرِ، ليس لهم من حُطامِ الحياةِ إلا سفينةً يتَكَسَبونَ بها، ينقلونَ الناسَ من ساحلٍ إلى ساحلٍ بأُجرةٍ ينفقون بها على أنفسِهم وأهليِهم، مروا يوماً على الساحلِ فوجدوا رجلينِ، عرفوا أَحدَهما وهو الخَضِرَ وكانَ معَه موسى -عليه الصلاة والسلام-، فقالوا: "عَبْدُ اللَّهِ الصَّالِحُ، فَحَمَلُوهُمْ بِغَيْرِ نَوْلٍ" -أي بغيرِ أُجرةٍ-.

 

فحبُهم لأهلِ الصلاحِ ونقلهِم دونَ أُجرةٍ مع حاجتِهم للمالِ يدلُ على صلاحِهم، ثم حدثَ شيءٌ غريبٌ.

 

"فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ لَمْ يَفْجَأْ إِلَّا وَالْخَضِرُ قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ بِالْقَدُومِ".

 

ولكم أن تتخيلوا شعورَ أولئكَ المساكينِ، وهم يرونَ سفينَتَهم الوحيدةَ وقد خُرقتْ، وعلى يدِ مَن؟

 

على يدِ ذلكَ الرجلِ الصالحِ الذي حملوه بغيرِ أجرةٍ.

 

لذلك: "قَالَ لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ قَدْ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا" أي عظيماً.

 

فهذا هو ظاهرُ الأمرِ للمساكينِ والكليمِ، ولكن ما هو تقديرُ العليمِ الحكيمِ؟

 

قالَ الخَضِرُ لموسى -عليه السلام-: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) [الكهف: 79].

 

فسبحانَ الذي حفظَ لهم سفينتَهم من ذلك المَلِكِ الغاصبِ الذي يأخذُ كلَ سفينةٍ صالحةٍ غصباً، فسفينةٌ مخروقةٌ خيرٌ من عَدَمِها، قالَ الخَضِرُ: (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي)[الكهف: 82].

 

ولقد صَدَقَ، وإنما هو عن أمرِ مَنْ: (يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).

 

أبوَانِ مُؤْمِنَانِ، رزقَهما اللهُ -تعالى- غلاماً ملأَ حياتَهما، أحباهُ حُباً جمّاً، وفي يومٍ من الأيامِ وهو يلعبُ مع الغلمانِ، مرَ عليه الخَضِرُ: "فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ بِالسِّكِّينِ" ثم: "أَخَذَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ".

 

سبحانَ اللهِ، طفلٌ صغيرٌ ويُقتلُ بهذه الطريقةِ البَشِعةِ، فأيُ حُزنٍ قد أصابَ والديه؟ وأيُ همٍ قد غَشِيَ حياتَهما؟

 

فقالَ موسى -عليه السلام-: (أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا) [الكهف: 74].

 

ولكن ما الذي وراءَ ذلكَ؟

 

(وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا) [الكهف: 80].

 

فهو في علمِ اللهِ -تعالى- أنه لو كَبُرَ لكانَ كافراً، ولَشقيَ به والداهُ المُؤْمِنَانِ، ولأصبحتْ حياتُهما جحيماً لا يُطاقُ، وحنظلاً مرَ المذاقِ، بسببِ ذلك الولدُ العاقُ.

 

فكانَ اختيارُ الرحيمِ -سبحانه- لهم خيرٌ من اختيارِهم لأنفسِهم، فقبضَ الولدَ صغيراً لم يَبلُغْ، فسيشفعُ لوالديه يومَ القيامةِ، ثم يكونُ معهم في الجنةِ، وأما والديه فيحزَنا قليلاً، فتُرفعُ به درجاتُهما، وتكثرُ به حسناتُهما، وتُكَفرُ به سيئاتُهما، ثم يُبدلُهما اللهُ -تعالى- خيراً منه لينسونَ به الآلامَ، وتحلو به الأيامُ، قالَ الخَضِرُ: (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) [الكهف: 81].

 

ألم أقلْ لكم إن اللهَ: (يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).

 

قريةٌ من القُرى فيها قومٌ لئامٌ بُخلاءٌ، ومن لؤمِهم أنه نزلَ بهم خيرُ مَن على الأرضِ في ذلك الزمانِ موسى والخضرُ -عليهما السلام- فـ(اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا).

 

فلم يمتنعوا عن الطعامِ فقط، بل امتنعوا حتى عن الضيافةِ وإسكانِهم في بيتٍ من البيوتِ للراحةِ: (اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا).

 

وكان يسكنُ معهم رجلٌ صالحٌ قد نزلَ به الموتُ، وعندَه صبيةٌ صغارٌ ولديه مالٌ، ولم يجدْ في القريةِ أميناً يحفظُ المالَ حتى يكبَرَ الأيتامُ، فما كانَ منه إلا أن حفرَ تحتَ أحدِ جدرانِ القريةِ ودفنَ الكنزَ ثم ماتَ.

 

ولما مرَ الخضرُ وموسى على القريةِ: (وَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ) الخضرُ بيدِه وأصلحَه، فتعجّبَ موسى من فعلِه بالجدارِ مع هؤلاءِ اللئامِ الذينَ لم يضيفوهما: (قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)[الكهف: 77].

 

فأخبرَه بما أوحاهُ اللهُ -تعالى- إليه: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ)[الكهف: 82].

 

اللهُ أكبرُ، لأجلِ صلاحِ أبيهم يحفظُ اللهُ -تعالى- لهم كنزَهم، ويرسلُ لهم خيرَ من على الأرضِ في ذلك الزمانِ، ليصلحا الجدارَ، حتى لا يسقطَ ويظهرَ الكنزُ، فيأخذَه أهلُ القريةِ، فهل بعدَ هذا يرتابُ من يتلوا قولَه تعالى: (وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).

 

لمّا حضرت عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ الوفاةُ، قيلَ له: هؤلاء بنوك، وكانوا اثني عشرَ، ألا توصي لهم بشيءٍ فإنهم فقراءُ، فقال: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).

 

واللهِ لا أعطيتُهم حقَّ أحدٍ، وهم بين رجلينِ: إما صالحٌ فاللهُ يتولى الصالحينَ، وإما غيرُ صالحٍ فما كنتُ لأعينُه على فسقِه ولا أبالي في أي وادٍ هلكَ، ثم استدعى أولادَه فودَّعَهم وعزَّاهم بهذا وأوصاهُم بهذا الكلامِ، ثم قالَ: انصرفوا عصمَكم اللهُ، وأحسنَ الخلافةَ عليكم.

قالوا: فلقد رأينَا بعضَ أولادِ عمرِ بنِ عبدِ العزيزِ يحملُ على ثمانينَ فرساً في سبيلِ اللهِ، وكانَ بعضُ أولادِ سليمانَ بنِ عبدِ الملكِ مع كثرةِ ما تركَ لهم من الأموالِ يتعاطى ويسألُ من أولادِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ؛ لأن عمرَ وَكَلَ ولدَه إلى اللهِ -عز وجل-، وسليمانُ وغيرُه إنما يَكلِونَ أولادَهم إلى ما يَدَعُونَ لهم، فيَضيعونَ وتذهبُ أموالهُم في شهواتِ أولادِهم.

 

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونشكُرُه، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا، وسيّئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِيَ لهُ، والصلاةُ والسلامُ على محمدِ بنِ عبدِ اللهِ وعلَى آلِه وصحبِه ومَنْ وَالاهُ.

 

أما بعد:

 

يقولُ اللهُ -تعالى- لنبيِه -عليه الصلاة والسلام-: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 51].

 

هل لاحظتُم أنه لما كانَ الخِطابُ للنبيِ -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنينَ، قالَ تعالى: (لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا).

 

فكلُ ما كتبَ اللهُ -تعالى- عليكم في هذه الدنيا فهو لكم وفي صالحِكم، أتعلمونَ لماذا؟

 

لأنه: (هُوَ مَوْلَانَا) الذي (يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).

 

فإذا علِمتَ أنك بصلاحِك، تُحفظُ في نفسِك، وفي مالِك، وفي ولدِك، ويتولى اللهُ -تعالى- جميعَ أمورِك، وكلُ ما كتبَ اللهُ عليك فهو لك، فماذا تنتظرُ؟

 

وستعلمونَ أيضاً أن ما يُصيبَ إخوانَنا في كلِ مكانٍ، مما يجعلُ الحليمَ حيرانَ، هي من أقدارِ اللهِ -تعالى- الذي: (يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) فخُرقتْ سفينةٌ وظنَّ موسى -عليه السلام- أن أهلَها يغرقونَ، فإذا هم وسفينتُهم يَنجونَ، ويُقتلُ من يُقتلُ في سبيلِ اللهِ وتحكيمِ شريعةِ اللهِ -تعالى-، وعسى: (أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) [الكهف: 81].

 

ويُرسلُ اللهُ -تعالى- في كلِ زمنٍ من يقيمُ جدارَ الأمةِ الذي يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ؛ ليحفظَ كنزَ الإيمانِ والدينِ، للأجيالِ القادمةِ من المسلمينَ، فأحسنوا الظنَ بربِكم، وتمسكوا بسنةِ نبيِكم، وتذكروا دائماً قولَه تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139].

 

اللَّهمَّ أَصْلِحْ لنا دِينَنا الَّذي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا، وأَصْلِحْ لِنا دُنْيَانا التي فِيهَا مَعَاشُنا، وَأَصْلِحْ لنا آخِرَتنا الَّتي فِيها معادُنا، وَاجْعلِ الحيَاةَ زِيادَةً لنا في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الموتَ راحَةً لنا مِنْ كُلِّ شَرٍ.

 

اللهم أنا نسألُك باسمِك الأعظمِ الذي إذا سُألتَ به أعطيتَ، وإذا دُعيتَ به أجبتَ وإذا اُستنصرتَ به نَصرتَ يا سميعُ يا قريبُ، يا واحدُ يا أحدُ يا فردُ يا صمدُ يا حيُ يا قيومُ يا مجيبَ دعوةِ المضطرِ، أن تجعلَ مصرَ آمنةً مطمئنةً مستقرةً.

 

اللهم من أرادَها بسوءٍ فاجعل كيدَه في نحرِه واجعل تدبيرَه تدميراً عليه.

 

اللهم اجمع كلمتَهم على كلمةٍ سواءٍ على الحقِ والإيمانِ والتوحيدِ.

 

اللهم أعزَ بها الإسلامَ وانصر بها وبأهلِها الدينَ.

 

اللهم فرج عن إخوانِنا في سوريا وفي فلسطينَ وفي بورما وجميعَ بلادِ المسلمينَ.

 

اللهم أبرِم لهذه الأمةِ أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك، ويُؤمَرُ فيه بالمعروفِ، ويُنهَى فيه عن المُنكرِ يا ربَ العالمينَ.

 

 

 

 

المرفقات

يتولى الصالحين1

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات