ومضات رمضانية - استقبال رمضان

سلطان بن عبد الله العمري

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: رمضان
عناصر الخطبة
1/ من فضائل رمضان 2/ بعض حِكَم الصوم 3/ ممارسات خاطئة لبعض صائمي رمضان 4/ جملةٌ من أحكام الصوم

اقتباس

رمضان مدرسة للتقوى، وتربية النفوس، وتزكيتها، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي جعل شهر رمضان موسما لإنزال القرآن، وزيادة الإيمان، والتنافس في أعمال البر والإحسان؛ والصلاة والسلام على سيد الصائمين والقائمين والخاشعين، خير من صلى وصام، واعتكف لرب العالمين.

 

أمة الإسلام: لقد من الله علينا بإدراك شهر رمضان, جعلنا الله وإياكم فيه من المقبولين، ومن عتقائه من النار.

 

شهر رمضان موسمٌ للقرب من الرحمن، وتلاوة القرآن، وزيادة الإيمان؛ شهرٌ تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، تصفد فيه الشياطين، ومردة الجن.

 

شهر الفتوحات والانتصارات، ففي رمضان كان فتح مكة، وكانت غزوة بدر؛ شهر الجود والإحسان، والرحمة بالفقراء والمساكين.

 

ولقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان؛ شهر فيه قيام الليالي بالصلاة والقنوت للرحمن، فـ "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

 

في رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.

 

في رمضان يكون للعمرة مذاق آخر، حينما تعلم أن عمرةً في رمضان تعدل حجة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-. ووصيتي لك أن تتعلم أحكام العمرة قبل ذهابك لأدائها.

 

أيها الصائمون: لقد أدرك معَنا أقوامٌ شهر شعبان؛ ولكنهم لم يدركوا رمضان. فهل سنعرف نعمة إدراك رمضان؟ لقد صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- المنبر وقال: "آمين! آمين!"، قال الصحابة: سمعناك قلتَ: آمين. فقال: "جاءني جبريل وقال: يا محمد، مَن أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين".

 

أيها الصائمون: رمضان مدرسة للتقوى، وتربية النفوس، وتزكيتها، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]. إنه مدرسة لمراقبة الله -تعالى-، واليقين باطلاعه عليك.

 

إنك تحذر -أيها الصائم- من قطرة تنزل إلى حلقك حينما تتمضمض؛ لعلمك بأن تلك القطرة محرمة عليك وأنت صائم، فعجباً لبعض الصائمين الذين يسهرون على الأفلام والمسلسلات في ليالي رمضان!.

 

تجد ذلك الصائم في نهاره مع القرآن والأدعية الخاشعة، ولكنه في الليل مع القنوات الآثمة، فهل هذا هو الصيام؟ هل هذه نتائج رمضان؟.

 

عجباً لمن يغفل عن علم الله به!  (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) [الحديد:4]، (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) [العلق:14].  

 

معاشر الصائمين: لكم أن تتعجبوا من ذلك الصائم الذي يسهر حتى الفجر حتى يصليها مع الجماعة، ولكنه ينام عن صلاتي الظهر والعصر!.

 

لكم أن تتعجبوا من ذلك الصائم الذي قدر أن يمسك نفسه عن الطعام والشراب؛ ولكنه لم يقدر أن يضبط لسانه عن الغيبة، والكلام الفاحش، وسيء الأخلاق!.

 

وهناك في ذلك البيت امرأة قانتة صائمة لربها، نظراتها بين كلام الرحمن وآيات الكتاب العزيز، ولكنها في ليالي رمضان تنزل للأسواق بلباس لا يرضي الله، عبر تلك العباءة الفاتنة المطرزة الضيقة، تخرج متبرجة مبدية جمالها وزينتها للآخرين. هل هذه فعلاً استفادت من مدرسة رمضان؟.

 

إن الحكمة من الصيام أرقى من مجرد الإمساك عن الطعام والشراب. إن رمضان فرصة للتربية على محاسن الأعمال، وجميل الخلال، ومراقبة الكبير المتعال.

 

بارك الله لي ولكم في شهر الصيام والقيام، وجعلنا فيه من المقبولين.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي جعل لنا مواسم الخيرات والطاعات، نتزود فيها إلى الجنات.

 

معاشر الصائمين: لن يكون صيامنا مقبولاً عند ربنا إلا إذا كان على المنهج النبوي، قائما على العلم الصحيح.

 

ولهذا؛ لا بد أن نتعلم المسائل التي تهمنا في صيامنا، والتي قد تؤثر على صحته وقبوله عند الله.

 

وإن من العجب أن تجد المرء قد صام سنوات كثيرة، ولكنه يجهل أهم المسائل المتعلقة بصيامه، وكم هي الاتصالات التي تأتي لأهل العلم في شهر رمضان، التي تسأل عن مسائل الصيام! وإن كان السؤال محموداً بلا شك، ولكن؛ متى نتعلم نحن هذه المسائل؟ خاصةً مع سهولة وسائل العلم!.

 

وإليكم بعض المهمات من مسائل الصيام: يجب أن ينوي الصائم من الليل، وتكفيه نية واحدة لكل الشهر، والقيام للسحور يكفي دليلاً على نية الصيام.

 

لا تكن ممن يتناول السحور منتصف الليل، ثم ينام قبل الفجر وتفوته الصلاة. من أكل وهو يظن بقاء الليل فلا شيء عليه، وليكمل صومه، ولينتبه مستقبلاً.

 

المفطرات التي تبطل الصيام: الأكل، والشرب، والجماع، والإبر المغذية، والقيء المتعمد، ونزول دم الحيض والنفاس للمرأة، وقطرة الأنف.

 

والأمور التي لا تفطر: الاحتلام، والاغتسال، وبخاخ الربو، والادّهان، وقطرة العين والأذن، والطيب، وتحليل الدم، والإبر غير المغذية، وتذوق الطعام، ومعجون الأسنان، وقلع السن؛ ولكن تأخير ذلك إلى الليل أفضل، ويجوز الكحل، وغاز الأكسجين، ومنظار المعدة، وإبر الأنسولين.

 

وقوع الجنابة في الليل لا يو?ثر على الصوم، ولو كان الاغتسال منها بعد ا?ذان الفجر الثاني.

 

والسنة الإفطار على الرطب، فإن لم يجد فتمرات.

 

والدعاء مستحب عند الإفطار، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله". وأما حديث: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت" فلا يصح.

 

وإياك وكثرةَ الطعام عند الإفطار! مما يسبب لك الأضرار الصحية؛ بل كل باعتدال.

 

وصلاة التراويح سنة مؤكدة، وقد صلاها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وانتشرت في زمن الصحابة، وفضلها عظيم. و"من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

 

ومن قام مع الإمام حتى ينتهي كتب الله له قيام ليلة، فلا تكن ممن يصلي ركعات مع إمامه ثم ينصرف؛ واحتسب الأجر، وأبشر بالثواب الكبير! واعلم أنها مجرد ليالي معدودات تزول قريباً.

 

والمسافر يجوز له أن يفطر، كما يصح له أن يصوم. والمرأة إذا حاضت قبل المغرب بلحظات بطل صومها، وتقضي ذلك اليوم. ومن طهرت أثناء النهار فلا يجب عليها أن تمسك بقية اليوم، ولكن يجب أن تقضي هذا اليوم.

 

والمريض يجوز له الفطر ويقضي يوماً مكانه، وأما المريض الذي مرضه شديد ولا يقدر على القضاء مستقبلاً فيفطر، ويطعم عن كل يوم مسكينا.

 

هذه جملة من مسائل الصيام , وهناك المزيد لمن أراد المزيد منثورة في كتب أهل العلم.

 

اللهم يا ربنا ويا مولانا، كما بلغتنا شهر رمضان؛ فاكتبنا فيه من المقبولين، ومن عتقائك من النار.

 

اللهم أعنا فيه على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.

 

اللهم وارحم موتانا، وجازهم بالحسنات إحسانا، وبالسيئات عفواً وغفرانا.

 

 سبحان ربك رب العزة عما يصفون...

 

 

 

المرفقات

رمضانية - استقبال رمضان

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
زائر
20-03-2024

جزاكم الله خيرا