وقفات مع كورونا

عمر بن عبد الله بن مشاري المشاري

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/حقيقة الأمراض والأوبئة وموقف الإسلام منها 2/وقفات وتوجيهات مع جائحة كورونا.

اقتباس

الإسلام حث على النظافة وأمر بها, ومن النظافة والطهارة التي أمرنا بها الغسل من الجنابة, والوضوء للصلاة, والاغتسال كلَّ سبعة أيام, وغسل اليدين للأكل إن كان بهما وسخ, وتغطية الوجه باليد أو بالثوب عند العطاس, والاستياك...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي خلقنا وهدانا, وأطعمنا وسقنا, وإذا مرضنا شفانا, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً, أما بعد:

 

فيا عباد الله: اتقوا الله حق التقوى, واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى؛ فإنَّ أجسادكم على النار لا تقوى.

 

معاشر المسلمين: إنَّ الأمراض المعدية والأوبئة الخطيرة التي يموت بسببها خلق كثير, إنَّما هي عقوبات على الأمم الكافرة, ورحمة على المؤمنين, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الطَّاعُونُ رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ"(أخرجه الشيخان), وسألت الصدِّيقة عائشة -رضي الله عنها- النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الطاعون فأخبرها: "أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ؛ إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ"(أخرجه البخاري).

 

ومن الأمراض المعدية التي ظهرت قريباً مرض كورونا المتجدد, وإليكم هذه الوقفات:

الوقفة الأولى: من أسباب وقوع الأوبئة والطاعون كثرة المعاصي والمجاهرة بها, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا؛ إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا"(أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني), وفي رواية صحيحة عند الحاكم: "وَلَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ؛ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ", قال ابن القيم -رحمه الله-: "هَلْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَرٌّ وَدَاءٌ إِلَّا سَبَبُهُ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي؟!", وقال بعض السلف: "كُلَّمَا أَحْدَثْتُمْ ذَنْبًا أَحْدَثَ اللهُ لَكُمْ مِنْ سُلْطَانِهِ عُقُوبَةً"(ينظر الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص:  65و42).

 

عباد الله: احذروا المعاصي, واحذروا أشدَّ الحذر من المجاهرة بها؛ فإنَّها من أعظم أسباب العقوبات في الدنيا والآخرة, فتوبوا إلى الله توبة نصوحا, ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر؛ لئلا يتفشى في الناس, قال أحد الصالحين: "لا أخشى موت الأبدان من الأوبئة, فالموت بحوادث السيارات أضعافه, وإنَّما أخشى موت القلوب", قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ)[المؤمنون: 76].

 

الوقفة الثانية: من كمال الإسلام أن بيَّن أحكاماً تتعلق بالطاعون إن وقع في مكان من الأمكنة, قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الطاعون: "إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ؛ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا؛ فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ"(أخرجه الشيخان), لمَّا وقع طاعون عمواس, قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ -رضي الله عنه-: "فِرُّوا عَنْ هَذَا الرِّجْزِ فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ وَرُؤوسِ الْجِبَالِ", فَقَالَ مَعَاذٌ -رضي الله عنه-: "بَلْ هُوَ شَهَادَةٌ وَرَحْمَةٌ", "وَيَتَأَوَّلُ هَؤُلَاءِ النَّهْيَ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَنْهَ عَنِ الدُّخُولِ عَلَيْهِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَهُ غَيْرُ الْمُقَدَّرِ, لَكِنْ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ عَلَى النَّاسِ؛ لِئَلَّا يَظُنُّوا أَنَّ هَلَاكَ الْقَادِمِ إِنَّمَا حَصَلَ بِقُدُومِهِ وَسَلَامَةِ الْفَارِّ إنما كانت بِفِرَارِهِ, قَالُوا وَهُوَ مِنْ نَحْوِ النَّهْيِ عَنِ الطِّيَرَةِ وَالْقُرْبِ مِنَ الْمَجْذُومِ"(ينظر شرح النووي على مسلم: 14/ 206-207).

 

الوقفة الثالثة: إنَّ الأمراض المعدية لا تنتقل إلى الأصحاء إلا بإذن الله, فقد يصاب المخالط لهم وقد لا يصاب, ولذلك شواهد كثيرة, منها ما حصل في سنة الرحمة عام ألف وثلاثمائة وسبع وثلاثين, حيث المرض الذي عمَّ في نجد والأحساء ومات بسببه كثيرون, وشفى الله منه أقوام, ونجا منه آخرون فلم يصبهم, مع أنَّهم كانوا يخالطون أولئك المرضى ويساكنونهم, وإذا مات أحدٌ منهم غسَّلوه وكفَّنوه وصلوا عليه ودفنوه, فلم تصبهم تلك العدوى, ولكن ينبغي فعل الأسباب التي تُحدُّ من انتشار الوباء إن حلَّ بمكان والتوقي من انتقاله إلى غيره, وعدم مخالطة المريض المعدي أو تغسيل وتكفين ودفن الميتِ بالأوبئة إلا بالألبسة الواقية التي تمنع من انتقال العدوى.

 

كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ"(أخرجه مسلم)؛ ولم يأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- في دخول المدينة, وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ وَلاَ هَامَةَ", فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَمَا بَالُ إِبِلِي، تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيَأْتِي البَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا؟! فَقَالَ: "فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ؟"(أخرجه الشيخان)؛ وفي هذا نفي لما يعتقده أهل الجاهلية من أنَّ العدوى تنتقل بنفسها دون مشيئة الله, وبهذا الحديث الشريف يُعلم أنَّ كل مرض معد لا ينتقل إلا بإرادة الله -تعالى-.

 

كما جاء التحذير من مخالطة المجذوم ومن به مرض معدٍ, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ، وَلاَ هَامَةَ وَلاَ صَفَرَ، وَفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ"(أخرجه البخاري), وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ"(أخرجه البخاري).

 

الوقفة الرابعة: أهمية العناية بالنظافة في البدن والبيوت والأماكن العامة, وفي ذلك إزالة للأدران والملوثات ووقاية منها, وتعلمون -يا عباد الله- أنَّ الإسلام حث على النظافة وأمر بها, ومن النظافة والطهارة التي أمرنا بها الغسل من الجنابة, والوضوء للصلاة, والاغتسال كلَّ سبعة أيام, وغسل اليدين للأكل إن كان بهما وسخ, وتغطية الوجه باليد أو بالثوب عند العطاس, والاستياك عند الوضوء وعند الصلاة, وعند الدخول إلى البيت, وعند الاستيقاظ من النوم, وعند تغير رائحة الفم, وأمرنا بالختان, والاستحداد, ونتف الإبط, وتقليم الأظفار, وقص الشارب, وتطهير الأفنية, وتغطية الإناء الذي فيه طعام, وإيكاء السقاء.

 

وإليكم بعض الأحاديث في ذلك: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حَقٌّ لِلهِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ"(أخرجه الشيخان), قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: "وَهَذَا فِي أَحَدِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ هُوَ غُسْلٌ رَاتِبٌ مَسْنُونٌ لِلنَّظَافَةِ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ وَإِنْ لَمْ يَشْهَدْ الْجُمْعَةَ, بِحَيْثُ يَفْعَلُهُ مَنْ لَا جُمْعَةَ عَلَيْهِ"(انتهى مجموع الفتاوى: 21/ 307).

 

وعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ تَوَضَّأَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ غَسَلَ يَدَيْهِ"(أخرجه النسائي وصححه الألباني), وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ"(أخرجه الشيخان), وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ"(متفق عليه), وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا عَطَسَ غَطَّى وَجْهَهُ بِيَدِهِ أَوْ بِثَوْبِهِ وَغَضَّ بِهَا صَوْتَهُ"(أخرجه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ), وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ؛ فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ"(أخرجه مسلم), وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "طَهِّرُوا أَفْنِيَتَكُمْ؛ فَإِنَّ الْيَهُودَ لَا تُطَهِّرُ أَفْنِيَتَهَا"(أخرجه الطبراني وحسنه الألباني)؛ والفناء هو الساحة في الدار أو بجانبه.

 

الوقفة الخامسة: أن نعلم يقينا أنَّ لكل داء دواء إلا الموت والهرم, ولكن عدم معرفة دواء بعض الأمراض المستعصي علاجها دليل على أنَّ الإنسان مهما بلغ من العلم؛ فإنَّه يجهل أشياء كثيرة حتى يتبين له محدودية علمه, ولو نال أرفع الشهادات في العلوم الطبية, قال -تعالى-: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)[الإسراء: 85], وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ؛ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-"(أخرجه مسلم), وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً"(أخرجه البخاري).

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنَّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه؛ كما يحب ربنا ويرضى, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً, أما بعد:

 

الوقفة السادسة: من الأمور التي تحفظ الإنسان من الآفات والشرور المحافظة على أذكار الصباح والمساء؛ بقراءة الآيات مثل: آية الكرسي, وآخر آيتين من البقرة, وسورتي المعوذتين والإخلاص, والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق, وأن تسأل الله العفو والعافية, وتتعوذ بالله من البرص والجنون والجذام وسيء الأسقام, وقراءة الأحاديث الواردة في ذلك, قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قَالَ بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ، وَلا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ؛ لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى اللَّيْلِ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي؛ لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ، حَتَّى يُصْبِحَ إِنْ شَاءَ اللهُ"(أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني), فإن حافظت على الأذكار الشرعية حفظك الله ووقاك بفضله ورحمته.

 

الوقفة السابعة: ينبغي الحذر من الشائعات حول مرض كورونا وعدم تصديقها, وعدم نشرها, وعدم الانسياق مع هذه الشائعات؛ لعدم صحتها, ولما لها من إدخال الخوف والهلع والرعب على الناس, ويجب التقيد بالتوجيهات وأخذ الأخبار عن هذا المرض من الجهات الرسمية في بلادنا -حرسها الله-.

 

الوقفة الثامنة: رسالة إلى أولئك الذين يبالغون في الخوف من هذا المرض المعدي؛ حتى أصابهم الهلع وكثرت وساوسهم, أذكرهم بقول الله -تعالى-: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[التوبة: 51], وما ورد في الحديث النبوي: "واعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطأك لم يكن ليصيبك", فليطمئن قلبك, وتوكَّل على الله حق التوكل مع فعل الأسباب في التحرز والتوقي من هذه الأوبئة والأمراض المعدية, وكذلك لا ينبغي التهوين من أمر هذه الأوبئة أو التقليل من خطرها, حتى إنَّ بعضهم يسخر منها ومن البلدان التي أصابها وباء.

 

اللهم ادفع وارفع هذا الوباء عن المسلمين وعن بلدانهم واشف من أصيب به منهم.

 

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]؛ اللهم صل وسلم على محمد وآله وصحبه, وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي, وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين وولِّ عليهم خيارهم, اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للحكم بكتابك وسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-, واجمع كلمتهم على الحق, اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, وارزقهم بطانةً صالحةً ناصحةً وأبعد عنهم بطانة السوء, اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

 

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90], فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم, واشكروه على نعمه يزدكم, ولذكر الله أكبر, والله يعلم ما تصنعون.

 

المرفقات

وقفات مع كورونا

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات