عناصر الخطبة
1/قصة الذبح والفداء 2/بلاء إبراهيم عليه السلام أعظم العِبَر والأمثال 3/حكم الأضحية وبعض سننها وآدابها.اقتباس
اسْتَشْعِرْ هذه النيةَ الطيبةَ وأنتَ تضحِّي، أنكَ تسير على درب إبراهيم، واستشعر تضحية الخليل الخالدة الوحيدة. لا يكن ذَبْحُنا للأضحيةِ مجردَ عادة، أو طلبَ ثواب، دون أن يكون لها معنى إيماني نتربَّى عليه، فالأضحيةُ اقتداءٌ بالأنبياء وإيمان، وتوسعةٌ وإحسان، وشكرٌ للرحمن....
صَّ مِنْ شَعْرِهِ وَظُفْرِهِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ وَجَبَتْ عَلَيْهِ التَّوْبَةُ وَعَدَمُ الْعَوْدَةِ، وَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ. وَهَذَا الْحُكْمُ فِي الْمَنْعِ مِنْ أَخْذِ الشَّعْرِ وَالْأَظْفَارِ خَاصٌّ بِصَاحِبِ الْأُضْحِيَةِ، أَمَّا الْأَهْلُ وَالْأَوْلَادُ وَمَنْ يُضَحَّى عَنْهُمْ، فَلَا يَلزَمُهُمْ ذَلِكَ.
ويُشْرَعُ لِلْمُضَحِّي أَنْ يَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَتِهِ، وَيُهْدِي وَيَتَصَدَّقُ كَمَا قَالَ -سُبْحَانَهُ-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)[الحج:28]، وَقَالَ أَيْضًا: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ)[الحج:36]، وَالْقَانِعُ: هُوَ السَّائِلُ الْمُتَذَلِّلُ، الْمُعْتَرُّ: هُوَ الْمُتَعَرِّضُ لِلْعَطِيَّةِ دُونَ سُؤَالٍ.
ووَقْتُ ذبْحِ الأضحية مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِيدِ، وَيَمْتَدُّ وَقْتُهَا إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ يَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ. وَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ الْأُضْحِيَةُ صَحِيحَةً سَلِيمَةً، خَالِيَةً مِنَ الْعُيُوبِ، وَخَيْرُ الْأَضَاحِي أَغْلَاهَا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللهُ: "وَالْأَجْرُ فِي الْأُضْحِيَةِ عَلَى قَدْرِ الْقِيمَةِ مُطْلَقًا".
هَذَا وَإِنَّ ذَبْحَ الْأُضْحِيَةِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ هُوَ مِنْ تَعْظِيمِ الشَعَائِرِ، وَسَبِيلٌ لِحُصُولِ التَّقْوَى في الضَّمائر (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج:32]، (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)[الحج:37].
صلوا بعد ذلك على خير البرية، وأزكى البشرية.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم