وصية بالعدل والإصلاح

يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه

2024-10-11 - 1446/04/08 2024-10-13 - 1446/04/10
التصنيفات الفرعية: الأحداث العامة
عناصر الخطبة
1/إنما العزة في الإسلام وبالإسلام 2/بعض فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3/الوصية بطاعة الله وتقواه 4/الأسى والحزن على أحوال كثير من المسلمين اليوم 5/الدعوة والدعاء لنصرة إخواننا في غزة وفلسطين

اقتباس

ألَا مَنْ كانت الدنيا همَّه، طال في القيامة غمه، ومَنْ خاف ما بينَ يديه ضاق ذرعًا بما لديه، ومَنْ خاف الوعيدَ لَهِيَ ولَهَى في الدنيا عمَّا يريدُ، يا مسكينُ: إن كنتَ تُريد لنفسكَ الجزيلَ فلا تَنَامَنَّ الليلَ الطويلَ، ولا تُقِلْ، اقْبَلْ مِنَ اللبيبِ الناصحِ، إذا...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله مُعِزّ الحقِّ وناصِرُه، ومُذِلّ الباطل وقاهره، ذي النعم السوابغ، والنِّقَم الدوامغ، سلطانُه لا يُجارى، وبرهانُه لا يُبارى، إلهنا ومولانا، إليك يفزع المحمود، ويرجع المطرود، تجير من استجارك، وتحفظ من لجأ إليك، وتغني من توكل عليك، وترشد من أطاعك، وتعز من اعتز بك.

 

اللهمَّ أعزنا بالإسلام، وأَكْرِمْنا بالإيمان، وارْفَعْنا بالقرآن، وأَدْخِلْنا الجِنانَ، يا حنَّانُ يا منَّانُ احفظ المسلمينَ في كل مكان.

 

ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً ندَّخِرُها عُدَّةً عندَ انقطاع العُدَد، ونتَّخِذُها مَدَدًا إذا انقضتِ المددُ، فسبحان مَنْ له القدرةُ الباهرةُ، والصولةُ القاهرةُ، مالكُ أمرِ الدنيا والآخِرة، ونشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، النبي المصطفى والأمين المجتبى، بعثَه المولى -تبارك وتعالى- داعيًا إلى جِنانه، وهاديًا إلى سبيله، حيث كان الخلق في جاهلية جهلاء، وعصبية عمياء، يخوضون في الأهواء سكارى، يترددون في بحار الضلالة، ويجولون في أودية الجهالة، شريفهم مغرور، ووضيعهم مقهور، فكان -صلى الله عليه وسلم- رحمة مهداة، ونعمة مسداة، تَلَا علينا الآياتِ، وعلَّمَنا الأحكامَ، لُطفًا بنا ورحمةً علينا، وبركةً فينا، وإحسانًا إلينا وإكرامًا، فلولاه ما اهتدَيْنا ولا تصدَّقْنا ولا صلَّيْنا، فصلى الله عليه وعلى آله، هم أهل السوابق والفضل والدين، ثبت المولى -تبارك وتعالى- أقدامهم، وأعلنوا كلمة التوحيد، وكانوا أحق بها وأهلها، حشرنا المولى -تبارك وتعالى- في زمرتهم، ولا عدل بنا عن سنتهم.

 

ورضي الله -تعالى- عن الصحابة الكرام الأقوياء في دينهم، لا يخشون في الله لومةَ لائم، ثابتون على الحق، آمرونَ بالمعروف وناهونَ عن المنكر، منهم الفقهاء والمحدِّثون، والمحدَّثون، ومنهم الزُّهَّاد والعباد، انظروا إليهم في ساحة الوغى، الواحد منهم بألف، أليس فيهم الصديق والفاروق وذو النورين؟! أليس فيهم صاحب السيف الجلي، والخلق النبوي؟! أليس فيهم أمين هذه الأمة؟! بلى، فيهم ترجمان القرآن، والحبر الرشيد السعيد، وفيهم من رجله في الميزان أثقل عند الله -تبارك وتعالى- من جبل أحد، وفيهم مَنْ لو أقسَم على الله لَأبرَّه، وفيهم سيف الله المسلول، وفيهم صاحب الجناحين، وفيهم سيد الشهداء، ف-رضي الله عنهم- أجمعين، وجمعنا بهم في جنات النعيم، على سرر متقابلين، وَصَلَّى المولى -تبارك وتعالى- على نبينا كلما ذكره ذاكر، وغفل عن ذكره غافل.

 

أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: سرَّكم اللهُ في جميع الأمور، ووقانا فيكم كلَّ محذور، وحفظنا وإيَّاكم من كل مستور، والحمد لله دائمًا في السراء والضراء؛ (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)[الْبَقَرَةِ: 216]، وتذكروا -أيها المؤمنون- أنَّا قوم أعزنا الله -تبارك وتعالى- بالإسلام، فلن نلتمس العزة بغيره، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ما زلنا أعزةً منذ أسلَم عمرُ، إن إسلام عمر كان عزًّا، وإن هجرته كانت فتحًا ونصرًا، وإمارته كانت رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي حول البيت ظاهرين حتى أسلم عمر"، فالحمد لله الذي أنعَم علينا بأمثال عمر، كانوا يقولون: "إذا جاء عمر أتاكم اللين والدين، وإظهار العمل الصالح في المصلين"، لقد كان نورًا يستضاء به، مشعل خير وقوة ووحدة وعطاء ونماء، ولم يكن من أهل الشحناء أو البغضاء، أو سفك الدماء، كان ناصحًا للأمة، عاملًا في الدفاع عنها، حريصًا على عمل الخيرات وسابقا في المبرات، والأعمال الصالحات؛ (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ في الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 90].

 

أيها الأحبابُ، أيها المؤمنون: مرَّ عليُّ بنُ أبي طالب -رضي الله عنه- على المساجد في شهر رمضان وفيها القناديل، فقال: "نوَّر اللهُ على عمرَ في قبرِه، كما نور علينا مساجدنا"، فأين اليوم من ينشرون النور في المساجد؟! نور العلم والهداية والصلاة والعبادة، أين الذين يبشرون ولا ينفرون؟! أين مَنْ يتخلق بأخلاق المصطفى -عليه الصلاة والسلام-؟

 

عبادَ اللهِ: إذا أردتُم حياةً طيبةً فعليكم بطاعة الله ورضوانه، وأقيموا وجوهكم وصفوفكم في صلواتكم، وحافِظوا على الصلوات والصلاة الوسطى في الجماعة، وبخاصة في المسجد الأقصى، أليس هو مهوى أفئدتكم؟! فلم لا تأتون إليه وتصلون فيه؟! إذا أردتُم المحافظة عليه فعليكم بالمجيء إليه، اعمروه بالعبادة والتلاوة والقراءة والضراعة، اعمروه بمجالسة العلماء الصالحين، والأولياء المخلصين، وإيَّاكم والتقاعسَ والكسلَ، واحذروا تضييعَ الوقت والممل؛ فإنَّه يُفني الأملَ، فالمؤمنُ يُحافظ على الجمعة والجماعات، ويُكثِر من النوافل والتلاوة والأوراد والأذكار، ويعتكف في المساجد، ويُحيي الليلَ بالصلاة والذكر والتسبيح والاستغفار، ويحاسب نفسه على لحظة تذهب في غير طاعة، قائمًا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، صابرًا على ما أصابه، ولا يأكل من أموال الظلمة، صاحب علم وحلم وأناة ورأفة ورحمة، وصدقات وبر وإحسان وتقى وعفاف، قليل اللذات، بعيد عن الشهوات، كثير الحسنات، له معروف معروف في السر والعلانية، لا ينتقم من أحد من المسلمين إذا آذوه، لا يزال لسانه رطبا بذكر الله، يتجنب فضول الكلام، ولا ينطق إلا لضرورة، ويقضي مصالح المؤمنين، ويمشي في قضاء حوائجهم، "المشاؤون إلى المساجد في الظلم، أولئك الخوَّاضون في رحمة الله"، ورَد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يزال العبدُ في صلاةٍ ما دام ينتظرُ الصلاةَ، تقول الملائكة: اللهمَّ اغفر له، اللهمَّ ارحمه"، اللهمَّ ارحمنا فإنكَ بنا رحيم، ولا تُعَذِّبْنا يا مولانا فأنتَ علينا قديرٌ.

 

عبادَ اللهِ: لَمَّا أسلَم عمرُ نزَل جبريل فقال: "يا محمدُ، لقد استبشَر أهلُ السماء بإسلام عمر"، وكيف لا؟! وقد جعَل المولى -تبارك وتعالى- الحقَّ على لسان عمرَ وقلبِه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لو كان بعدي نبيٌّ لكان عمر"، وقال: "كان في الأمم مُحَدَّثُونَ فإِنْ يَكُنْ في أمتي فَعُمَرُ"، إن السَّكِينَةَ تَنطِقُ على لسان عمر.

 

كان الصحابة -رضي الله عنهم- يقولون: "كنا نلزم عمر نتعلم منه الورع، كان يأمر التجار أن يتفقَّهوا في دينهم؛ خشيةَ الوقوع في الحرام"، فأين نحن اليوم من صفاته؟! أين مَنْ يسير على نهجه؟! أين الذين يبتعدون عن المحرَّمات والشُّبُهات؟! ويُميِّزونَ بينَ الحلال والحرام؟! بعضُ الناس يستغلون الوضع الراهن، ويقومون باستغلال الناس برفع الأسعار فليتقوا الله في الفقراء والمساكين والمحتاجين.

 

انظروا إلى مجتمعنا اليومَ؛ أحداث القتل وسفك الدماء، الاعتداء على الجيران، والاستهتار بحقوقهم، عداوةٌ وبغضاءُ بين الأقرباء، تفككتِ الأُسَرُ، خلافاتٌ بين الأزواج والزوجات، وارتفاع نِسَبِ الطلاقِ، بعضُ الناسِ يستغلُّون نفوذَهم في تحقيق مصالحهم الفاسدة، بعض الناس يتعاملون بالربا والزنا، وبعضهم يلعب القمار، ويتعاملون وينشرون المخدِّرات، ويأكلون أموال اليتامى ظلمًا، أليس ما ذكرته وغيره موجود بيننا؟! أليس ما قلته حقًّا؟! فيا حسرة على العباد.

 

أيها المؤمنون: إذا أردتُم السعادةَ فعليكم بالقناعة والرضا بما قسَم اللهُ -عز وجل- لكم، إيَّاكُم وحرمانَ الضعفاءِ من ميراثهم، واستغلالَ قوتكم، كيف سيكون موقفكم؛ (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)[الصَّافَّاتِ: 24].

 

انظرا إلى عدالة عمر، أكثِرُوا من ذِكْر عمر، فإنَّ عُمَرَ إذا ذُكِرَ ذُكِرَ العدلُ، زَيِّنُوا مجالسَكم بذِكْر عُمَرَ، كان السلف الصالح يُعلِّمُونَ أولادَهم حبَّ أبي بكر وعمر، كما يعلمونهم السورةَ من القرآن، أتدرون لماذا يا عبادَ اللهِ؟ لأنَّ فيها صلاح الأمة، والدفاع عن عزتها وكرامتها ومكانتها، لقد انتشر الأمن والأمان في زمانهم، فعاشوا حياةً طيبةً سعيدةً، فلا خوفَ، ولا هلعَ، ولا هدمَ، ولا اعتقالَ، لا سجونَ، ولا مخالَفات، ولا ضرائب انتقامية.

 

عبادَ اللهِ: ورَد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "إن الهرمزان رأى عمر نائمًا في مسجد المدينة، فقال: هذا -واللهِ- هو الْمُلْكُ الْهَنِيُّ، عمرُ الذي قال يومًا: لو أن ناقة عَرَجَتْ في العراق لكنتُ مسؤولًا يومَ القيامة عنها، لِمَ لَمْ تُسَوِّ لها الطريقَ؟!"، فكيف لو كان عمر اليوم بيننا، ورأى أحوالَ المسلمينَ في غزَّة، وفي الضفة، وفي لبنان وغيرها؟! ورأى الدمار والهلاك، أين أصحاب المسؤوليَّة مِنْ كُلِّ ذلك؟! أليس فيهم رجلٌ رشيدٌ؟! لقد كان عُمَرُ عالِمًا برعيته، عادلًا في نفسه، يقبل الأعذار، سهل الحجاب، مفتوح الباب، يتحرى الصواب، بعيد عن الإساءة، رفيق بالضعيف، غير صخاب، كثير الصمت، بعيد عن العيب، سمح بالمال، شديد على العمَّال، رحيم بالمساكين.

 

عبادَ اللهِ: قُدِّمَ سيفُ كسرى ومِنقطتُه وزبرجدتُه لِعُمَرَ -رضي الله عنه-، فقال: "إن أقوامًا أَدَّوْا هذا لَذَوُو أمانةٍ"، فقال أبو الحسن علي -رضي الله عنه-: "إنكَ عففتَ فعفَّتِ الرعيةُ".

 

فيا أيها العمَّال: تجهَّزُوا للحساب، تجهَّزُوا للوقوف بين يَدَيِ المولى -تبارك وتعالى-، حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، فإنَّه أهونُ وأيسرُ لحسابكم، وزِنُوا أنفسَكم قبل أن تُوزَنُوا، وتجهَّزُوا للعرض الأكبر؛ (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)[الْحَاقَّةِ: 18].

 

اغتمَّ الإمامُ ابنُ سيرينَ يومًا، فقيل له: "يا أبا بكر، ما هذا الغم؟! فقال: هذا الغم بذنب أصبته قبل أربعينَ سنةً"، فاتقوا الله يا عباد الله وقدموا لأنفسكم قبل (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ)[الزُّمَرِ: 56].

 

ألَا مَنْ كانت الدنيا همَّه، طال في القيامة غمه، ومَنْ خاف ما بينَ يديه ضاق ذرعًا بما لديه، ومَنْ خاف الوعيدَ لَهِيَ ولَهَى في الدنيا عمَّا يريدُ، يا مسكينُ: إن كنتَ تُريد لنفسكَ الجزيلَ فلا تَنَامَنَّ الليلَ الطويلَ، ولا تُقِلْ، اقْبَلْ مِنَ اللبيبِ الناصحِ، إذا أتاكَ بأمرٍ واضحٍ، لا تهتمنَّ بأرزاق مَنْ تُخلِّفُ، فلستَ بأرزاقهم تُكَلَّفُ.

 

عبادَ اللهِ: دَاوُوا الذنوبَ بالتوبة، ولَرُبَّ تائبٍ دعَتْه توبتُه إلى الجنة، حتى أوفدته عليها، قلب التائب بمنزلة الزجاجة، يؤثِّر فيها جميع ما أصابها؛ فالموعظة إلى قوبهم سريعة، وهم إلى الرقة أقرب، فجالسوا التوابين؛ فإن رحمة الله قريب من المحسنين، إن رحمة الله قريب إلى النادم، فاتقوا الله يا عباد الله وتوجهوا إلى المولى الكريم، بالدعاء والتسليم، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوزَ المستغفرينَ استغفِرُوا اللهَ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي باسمه يشفي كلَّ داء، وبه يُكشف كلُّ غمة وبلاء، إليه ترفع الأيدي بالتضرع والدعاء، في الشدة والرخاء، والسراء والضراء، وهو سامع لجميع الأصوات، وهو المجيب للمضطر إذا دعاه، فسبحانه ما أوسعَ عطاياهُ، وما أعظمَ عُلاهُ، ونشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ، الحيُّ المعبودُ، الواحدُ الموجودُ، ذو الفضل العظيم، والطَّوْل الكريم، ناصر الحق وأهله، وقامع الباطل وحزبه، جاعل العاقبة للمتقين بفضله، سبحان من فتح قلوبًا وشرح، ووهبها عطاياه ومنح، ونشهد ألَّا إلهَ إلا الله، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا رسول الله، أيده المولى -تبارك وتعالى- بصحبة حموا حماه، ونصروه على من عاداه، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إن شاء الله إلا ما يرضي الله، وإنا بكم وعليكم يا أهلنا في غزَّة لمحزونون، فقد تحملتم ما لم يتحمله غيركم، وصبرتم صبرًا جزيلًا، كنتم ولا زلتم مضرب المثل في صبركم وثباتكم.

 

عسى الكرب الذي أمسيتم فيه يكون وراءه فرج قريب إن شاء الله، فلا يأس ولا قنوت؛ (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ)[الْبَقَرَةِ: 216].

 

الجَنَّةُ حُفَّتْ بالمكاره، وحُفَّتِ النارُ بالشهوات، أعظَم اللهُ أجرَنا، وأَعْقَبَنا من مصيبتنا عُقبى نافعةً، لِآخرتِنا ودنيانا، اجعلوا ثقتَكم بالله قويَّة، فهو صاحب القوة، وهو القاهر الناصر، حسبنا الله -تبارك وتعالى-، حسبنا الله -عز وجل-، هو عدتنا لكل كربة، وصاحبنا عند كل شدة، وولينا في كل نعمة.

 

عبادَ اللهِ: توجَّهوا إلى المولى الكريم أن يرفع عنهم الشدةَ والحزنَ، اللهمَّ ارفع الحصارَ عنهم، وعن جميع المسلمينَ، وأطلِقْ سراحَ أسرانا، اللهمَّ تقبَّل الشهداءَ، واكتُب الشفاءَ العاجلَ لجميع جرحانا، اللهمَّ احفظ أقصانا.

 

أيها المؤمنون: ورَد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "اطلبوا الخير دهرَكم، وتعرَّضُوا لنفحات الله -تبارك وتعالى-، فإن لله -تبارك وتعالى- نفحاتٍ، يُصيب بها مَنْ يشاء مِنْ عبادِه، وسَلُوا اللهَ -عز وجل- أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم".

 

اللهمَّ يا قاهر، يا ذا البطش الشديد: أنت الذي لا يطاق انتقامه، يا مذل كل جبار عنيد بقهر سلطانه، اللهمَّ احبس عَنَّا أبصار الظالمين، الذين يريدون بنا السوء، واصرف قلوبهم عن شر ما يضمرون لنا يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ إنَّا نسألك الفوز عند اللقاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء، اجعلنا هادين مهديين، غير ضالين ولا مضلين، اللهمَّ هذا الدعاء، وعليك الإجابة، وهذا الجُهْد وعليك التكلان، إنَّا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

وأنتَ يا مقيمَ الصلاةِ، أَقِمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم؛ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].

المرفقات

وصية بالعدل والإصلاح.doc

وصية بالعدل والإصلاح.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات