وداع العشر

محمد عبد الكريم الشيخ

2022-10-07 - 1444/03/11
التصنيفات: رمضان
عناصر الخطبة
1/دمعة على فراق رمضان 2/الاستمرار على الطاعات بعد رمضان 3/الحكمة من مشروعية صدقة الفطر 4/آداب العيد وأحكامه 5/حكم صلاة العيدين 6/وقفات حول التكبير في العيد

اقتباس

كم نُصح المسكين فما قبل النصح، كم دعي إلى المصالحة فما أجاب إلى الصلح، كم شاهد المتواصلين فيه وهو متباعد، كم مرة به زمر السائرون وهو قاعد، حتى إذا ضاق به الوقت وحاق به المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم، وطلب الاستدراك في وقت العدم، ومتى رأيت العقل يؤثر الفاني ...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

اللهم إنا نسألك القبول في الصيام والقيام، اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم لقياك، اللهم إنا نسألك الرشد في الأمر كله، اللهم إنا نسألك الخير العميم في شهر القرآن، اللهم إنا فقراء إليك فلا تردنا خائبين.

 

أما بعد:

 

إخوة الإيمان: فقد عزم شهر رمضان على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل.

 

لقد عزم شهر الصيام على الرحيل، فمن كان قد أحسن فيه فعليه بالتمام؛ فإن الأعمال بالخواتيم كما صح ذلك عن نبينا-صلى الله عليه وسلم-، ومن كان قد فرط فيه فليختمه بالحسنى؛ فالعمل بالختام، فتزودوا منه ما بقي من الليالي، واستودعوه عملاً صالحًا يشهد لكم به عند الملك العلام.

 

سلام من الرحمن كل أوان *** على خير شهر قد مضى وزمان

سلام على شهر الصيام فإنه *** أمان من الرحمن أي أمان

فإن فنيت أيامك الغر بغتة *** فما الحزن من قلبي عليك بفان

 

كيف لا تجري للمؤمن على فراقه دموع وهو لا يدري هل بقي في عمره لديه رجوع، كم مات أناس قبل أن يدركوا شهر رمضان.

 

تذكرت أيام مضت وليالي *** خلت فجرت من ذكرهن دموع

ألا لها من الدهر عودة *** وهل لي إلى يوم الوصال رجوع

 

أين حرقة المجتهدين في نهاره؟ أين قلق المتهجدين في أسحاره، إذا كان هذا حال من ربح فيه، فكيف حال من خسر في أيامه ولياليه؟ ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه وقد عظمت فيه مصيبته وجلّ عزاؤه؟ ماذا ينفعه البكاء وقد ضيع الليالي في اللهو واللعب؟ ماذا ينفعه البكاء وقد كان يتسكع في الأسواق، وكان يجلس مع الأصحاب بعيدًا عن ذكر الله -تعالى-، والتراويح تصلى، والناس يتلون كتاب الله -تعالى-، ماذا ينفعه البكاء؟ لا ينفعه البكاء؛ لأن اليوم الذي مضى لا يعود يقول سبحانه وتعالى عن النادمين يوم القيامة: (وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ)[فاطر: 37].

 

كم نُصح المسكين فما قبل النصح، كم دعي إلى المصالحة فما أجاب إلى الصلح، كم شاهد المتواصلين فيه وهو متباعد، كم مرة به زمر السائرون وهو قاعد، حتى إذا ضاق به الوقت وحاق به المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم، وطلب الاستدراك في وقت العدم، ومتى رأيت العقل يؤثر الفاني على الباقي فأعلم أنه قد مسخ، يقول العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "متى رأيت القلب قد ترحل عنه حب الله، والاستعداد للقائه، وحل به حب المخلوق والرضى بالحياة الدنيا والطمأنينة بها، فاعلم أنه قد خسف به: (إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [يونس: 7-8].

 

ومتى جفّت العين من البكاء من خشية الله -تعالى-، فاعلم أن قحطها من قسوة القلب، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، ومتى رأيت لذة تهرب من الأنس به سبحانه وتعالى إلى الأنس بالخلق، ومن الخلوة مع الله إلى الخلوة مع الأغيار، فاعلم أنك لا تصلح له، ومتى رأيته يستفيد غيرك وأنت لا تطلب من الله -عز وجل- القرب منه ويستدني سواك لا تقرب، فاعلم أنه الحجاب والعذاب من ركب ظهر الأماني والتفريط والتواني نزل به دار الحسرة والندامة.

 

أيها المسلمون: هذا شهر رمضان قد قرب رحيله عنكم، فمن كان منكم محسنًا فليحمد الله على ذلك؛ فهذا من فضل الله وتوفيقه، ولا يغترن إنسان من طول قيامه وبصيامه وبتلاوته القرآن، فإن الله -عز وجل- هدانا صراطًا مستقيمًا، هو الهادي إلى سواء الصراط.

 

والله لولا الله ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا

 

فلا يتسربنّ الغرور إلى إنسان صام رمضان، وختم فيه القرآن، بل عليه أن يحمد الله -تعالى- كثيرًا، وليتذكر الساعات التي ضيعها بغير ذكر الله -تعالى-.

 

أيها المسلمون: من فعل خيرًا في هذا الشهر فليحمد الله، من تصدق أو صام أو قرأ القرآن لينتظر عظيم الثواب من الملك الوهاب إن شاء الله، ومن كان مسيئًا فيه فلا نقل له إن باب التوبة قد قفل، فليتب إلى الله -تعالى- توبة نصوحا، فإن الله -تعالى- يتوب على من تاب، وإنما الأعمال بالخواتيم، فليحسن الختام، لعل الختام يغطي على الابتداء، فإن الله -عز وجل- إذا رأى من عبده خيرًا في نهاية عمله ختم له بالخير إن شاء الله -تعالى-.

 

وبمناسبة التوبة فإن التوبة مطلوبة في كل زمان، والله -عز وجل- يقول: (وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [الحجرات: 11].

 

وإن في طريق التوبة عوائق لابد أن أذكرها هنا في هذا المقام سريعًا.

 

أولى هذه العوائق هو: نسيان الموت، أن ينسى الإنسان نهاية أجله، فيظن أنه باقٍ في هذه الحياة الدنيا، فيفرط في شهر رمضان هذا، ويفرط كذلك في شهر رمضان الآتي، يظن أنه سيعيش أبدًا، ونسى المسكين أن أجله عند الله مكتوب، وأنه إذا جاء أجله لا يستأخر ساعة ولا يستقدم، وكذلك لابد من تحطيم أصنام الهوى، قال تعالى: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)[الفرقان: 43].

 

فالربا هوى، والغناء هوى، واللغو هوى، والغيبة هوى، فلابد من تحطيم هذه الأصنام، تقرب إلى الله -عز وجل- بأن تكسر قينات الخمر، تقرب إلى الله بأن تكسر آلات اللهو والغناء، تقرب إلى الله -تعالى- بأن تحطم كل أصنام الهوى، فإن فعلت ذلك كنت من الحنفاء السالكين سبيل الأنبياء.

 

فنسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا ممن يحطم أصنام الهوى؛ فإنها عائقة عن التوبة.

 

كذلك لابد أن ننظر إلى شؤم الذنب، كيف ضيع علينا الأوقات؟ كيف ضيع علينا النفحات الطيبة؟ فصرفنا عن الصالحين، وقربنا من الطالحين؟ كيف أبعدنا عن قراءة القرآن وعن العلم والتعلم فلينظر الإنسان إلى شؤم المعصية، وعن إبعاده عن طاعة الله -تعالى-، ففي ذلك خير، وليغير الأصحاب، فإن عدم تغير الأصحاب عائق من عوائق التوبة، قال: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".

 

وكذلك فليغير أماكن المعصية، كيف يرجى ممن تاب من مصاحبة النساء أن تقبل التوبة وهو يذهب إلى أماكن اختلاط النساء، كيف يرجى ممن يترك معصية من المعاصي وهو يصاحب أهل هذه المعصية أن يتقبل الله -سبحانه وتعالى- منه التوبة.

 

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "من علامات اتهام التوبة جمود العين واستمرار الغفلة، وأن لا يستحدث العبد بعد التوبة عملاً صالحًا لم يكن قبل الخطيئة".

 

فإن عدم استحداث العمل الصالح يدل على أن هذه توبة الكذابين؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- قال: (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)[الفرقان: 70].

 

فعليك يا من أسأت في هذا الشهر المبارك أن تتوب إلى الله توبة نصوحًا.

 

أيها المسلم: يا من بنيت حياتك على الاستقامة في هذا الشهر المبارك دم على ذلك في بقية حياتك ولا تهدم ما بنيت بعودك إلى المعاصي، يا من أعتقه مولاه من النار -نسأل الله أن نكون من أولئك-.

 

إياك أن تعود إليها بفعل المعاصي والأوزار، فتكون: (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا)[النحل: 92].

 

يا من اعتاد حضور المساجد وعمارة بيوت الله بالطاعة، وأداء صلاة الجمعة والجماعة واصل هذه الخطوة المباركة، ولا تقلل صلتك بالمساجد فتشارك المنافقين الذين قال الله عنهم: (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى)[التوبة: 54].

 

ولا تهجر المساجد وتنقطع نهائيًا فيختم الله على قلبك قال: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجماعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين"[رواه مسلم].

 

إلى من تعود القرآن في هذا الشهر: داوم على تلاوته ولا تقطع صلتك به فإنه حبل الله المتين، وهو روح من الله، وهو شفيعك عند ربك وحجتك يوم القيامة، فلا تعرض عنه بعد رمضان، فإنه لا غنى عنه بحال من الأحوال.

 

يا من كان يتصدق في هذا الشهر خصص من مالك كل يوم شيئًا تتصدق به على الفقراء، وعلى الأيتام فإن الله -سبحانه وتعالى- يرضى من عباده الصدقة.

 

وهكذا –أخوتي- في الإسلام انقضى شهر رمضان فإن عمل المؤمن لا ينقضي حتى الموت، قال سبحانه وتعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 99].

 

وقال عيسى -عليه السلام- عن ربه: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)[مريم: 31].

 

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

 

ولقد شرع الله -عز وجل- في نهاية هذا الشهر المبارك عبادات لتعلموا أن الحياة الدنيا جعلها الله -عز وجل- ليبلونا أينا أحسن عملاً الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، فما تنقضي عبادة إلا ويتبعها عبادة أخرى.

 

الله -عز وجل- شرع لنا في نهاية الشهر المبارك عبادات تزيدنا من الله قربة، فشرع لنا صدقة الفطر وهي فريضة شرعها الله -عز وجل- على الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والحر والعبد، وهي زكاة البدن طهرة للصائم من اللهو والإثم، وشكر لله على إتمام الصيام والأعمال الصالحة.

 

هذا الشهر شهر إحسان للفقراء، ويجب أن يخرجها المسلم عن نفسه وعمن تلزمه نفقته من زوجه وأولاده، وسائر من ينفق عليهم، ولا يجب إخراجها عن الجنين الذي في البطن، ويخرجها في البلد الذي وفاه فيه تمام الشهر وهو فيه.

 

ووقت إخراجها من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد، ويجوز تعجيلها قبل العيد بيوم أو يومين، والمستحب إخراجها بعد صلاة الفجر يوم العيد وقبل صلاة العيد، ولا يجوز تأخيرها بعد العيد ولا يجوز البدل عنها، أي القيمة على الراجح من أقوال العلماء فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "صاع من طعام" وإن الذهب والورق كانا يتداولان في عهده، ومع ذلك لم يشر إليهما عليه الصلاة والسلام.

 

وأما التحدث أن الناس في هذا الزمان يحتاجون إلى النقود ولا يحتاجون إلى الطعام فهي حجة واهية، وذلك لمشاهدة حال الفقراء واحتياجهم إلى الطعام، فهم يأخذون الطعام للادخار ويأكلونه على مدار السنة، ولكن الناس غافلون عن الفقراء والمساكين.

 

كذلك شرع الله لنا صلاة العيد والتكبير في السير إلى صلاة العيد، حتى لا تغفل عنه سبحانه، وذلك منه فضل ومنَّة، فنسأل الله -تعالى- أن يتولانا برحمته وفضله إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله حمد الذاكرين الشاكرين لنعمه وآلائه، وأصلي وأسلم على أفضل خلق الله وسيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه.

 

ومن العبادات التي شرعها الله لنا في نهاية هذا الشهر: العيد، والعيد إنما هو لشكر الله على تمام الصيام والقيام لإتمام فعل الخيرات في هذا الشهر المبارك.

 

ولنا أن نتكلم عن بعض أحكام العيد حتى نكون على علم بهذه العبادة، فمن الناس من فرط في صلاة العيد، ومنهم من ابتدع بدع ما أنزل الله بها من سلطان، فلابد من الإشارة إلى موضوع العيد، والصلاة والتكبير، ونحو ذلك.

 

يقول صلى الله عليه وسلم: "قد أبدلكم الله بها خيرًا" أي العيدين، يوم النحر ويوم الفطر، وهذا الحديث منه يدل على أن للمسلمين عيدان: "عيد الفطر وعيد الأضحى".

 

وما عداهما من الأعياد فليست من الإسلام في شيء، ولا يشرع للمسلمين أن يشاركوا فيها أبدًا.

 

وهناك آداب وأحكام للعيد:

 

أولى هذه الآداب: جواز التجمل في يوم العيد، وذلك من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن اتخاذ عمر -رضي الله عنه- جبة يلبسها في العيد، فكان يلبس أحسن ثيابه في العيدين.

 

كذلك الخروج إلى المصلى، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة"[رواه البخاري ومسلم وغيرهما].

 

والخروج إلى المصلى سنة رسولنا في العيد، أما الصلاة في المسجد فليس هذا من السنة في شيء، وما يفعله بعض أئمة المساجد وبعض الناس من الصلاة في المسجد فليس هذا من الفقه في شيء؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- ندب الصلاة في المصلى، واستثنى الفقهاء من ذلك الحرم المكي في عهد الصحابة؛ لأن أهل مكة لا بطحاء قريبة منهم فكانوا يصلون في بيت الله الحرام، أما ما عاداهم من أهل الأمصار والقرى فيصلون في المصليات وذلك لأن الرسول أمر بخروج النساء جميعًا حتى الحُيَّض والنفساء، والحُيَّض لا يدخلن المساجد إلا مرورًا ولا يمكثن فيه، فكيف يتسنى للحُيَّض من النساء أن يحضرن العيدين وبعض أئمة المسلمين يصلون في المساجد، يفوتون على ذلك خيرًا كثيرًا للنساء، فالمشروع هو الصلاة في المصلى.

 

ما حكم صلاة العيدين؟

 

الراجح أن حكم صلاة العيدين هو الوجوب، والدليل على ذلك قوله وأمره أن يخرج الناس إلى المصلى، والنساء حتى الحُيَّض، حتى ذوات الخدر فيخرجن، وسئل عن التي لا خمار لها؟ فقال: "لتعطها أختها من جلبابها" أو كما قال.

 

فهذا دليل على أن صلاة العيد واجبة على الرجال والنساء، فليحرص المسلمون جميعًا على أخذ نسائهم متحجبات غير متعطرات، غير مظهرات للزينة؛ فإن في إخراج الرجال لنسائهم وأولادهم للصلاة خيرًا كثيرًا وامتثالاً لأمر الرسول –صلى الله عليه وسلم-.

 

وكذلك الذهاب والإياب للمصلى، كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يخالف الطريق يوم العيد، فيذهب في طريق ويرجع في طريق آخر، وكذلك يشرع التكبير في العيدين، ولنا عند التكبير وقفات:

 

أولاً: ثبت أن النبي –صلى الله عليه وسلم- يذهب في يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير، فالمشروع للمسلمين أن يخرجوا من ديارهم بعد صدقة الفطر، أن يخرجوا للمصلى مكبرين، أن يكبروا الله -سبحانه وتعالى- على ما هداهم للصيام والقيام.

 

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر، الله أكبر؛ كما ورد ذلك عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: فالتكبير يكون جهرًا للمصلي، وإن كانت هذه السنة تخفى على بعض الناس ولا نراهم يفعلونها وهم يسيرون إلى المصلى، فتراهم صامتين، وإذا جلسوا في المصلى كبروا.

 

والصحيح: أن التكبير من حين الخروج من البيت ويرفع صوته بالتكبير.

 

ومما يحصل التذكير به في هذه المناسبة أن الجهر بالتكبير هنا لا يشرع الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض.

 

وأعجب ما سمعت تقسيم المصلى إلى قسمين، شطر يكبر جماعة فإذا انتهى شطر كبر الشطر الآخر، من أين أتى الناس بهذا الكلام؟ هل ثبت هذا عن رسولنا؟

 

سبحان الله هذه بدعة؛ لأن الإتيان بكيفية معينة لم ترد عن الرسول بدعة، والله -عز وجل- ما تعبدنا بالبدع، فليكبر كل إنسان بنفسه، فإذا حصل الاجتماع هكذا من غير اتفاق فلا بأس، لا حرج علينا أن نلتزم بما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فنكبر من خروجنا من البيت إلى المصلى، ونكبر كذلك في المصلى حتى يأتي الإمام.

 

 

 

المرفقات

العشر

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات