عناصر الخطبة
1/ ما الذي يعلمه الله؟ 2/ الإيمان بعلم الله تسليم لشرعه 3/ الإيمان بعلم الله يثمر الخوف والرجاء 4/ الإيمان بعلم الله تسليم بالقدراقتباس
اللهُ بكلِّ شيءٍ عليمٌ، يعلمُ كلَّ شيءٍ جُملةً وتفصيلًا، أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا، لا يغيبُ عنهُ علمُ مثقالِ ذرةٍ في السماواتِ ولا في الأرضِ. لا يوجدُ مخلوقٌ -مِن مَلَكٍ أو إنسٍ أو جنٍّ أو طيرٍ...
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
الحمدُ للهِ اللطيف الخبير، لا يعزُبُ عنهُ مثقالُ ذرةٍ في السماواتِ ولا في الأرضِ وهوَ بكلِّ شيءٍ عليم، وصلى اللهُ على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم أزكى صلاةٍ وأتمَّ تسليم.
أمّا بعدُ: فاتقوا اللهَ -عبادَ اللهِ- حقَّ التقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنجوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
عبادَ الله: “قَامَ مُوسَى عليه السلامُ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ - كما يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم-، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ، هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ. مَضَى موسى إليه، فلما لَقِيَهُ قال له: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا، يَا مُوسَى! إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لاَ أَعْلَمُهُ. انطَلَقا، وبينَما هُما على السَّفينة جَاءَ عُصْفُورٌ، فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي البَحْرِ، فَقَالَ الخَضِرُ: يَا مُوسَى! مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا العُصْفُورِ فِي البَحْرِ”. رواه البخاري ومسلم.
هل رأيتَ البحرَ وعَظَمةَ ما فيه مِن مَاء؟ وهل تدركُ معنى القطرةِ في فمِ العصفورِ مِن هذا البحر؟ اللهُ الذي نعبدهُ هوَ العليم.
أتدري ماذا يعلمُ الله؟ قالَ العليم: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الحجرات: 16]، قالَ سبحانه: (وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) [الأنبياء: 81].
اللهُ بكلِّ شيءٍ عليمٌ، يعلمُ كلَّ شيءٍ جُملةً وتفصيلًا، أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا، لا يغيبُ عنهُ علمُ مثقالِ ذرةٍ في السماواتِ ولا في الأرضِ.
لا يوجدُ مخلوقٌ -مِن مَلَكٍ أو إنسٍ أو جنٍّ أو طيرٍ أو وحشٍ- إلا واللهُ يعلمُ عنهُ كلَّ شيءٍ قبلَ أن يخلُقَهُ.
لا توجدُ ورقةُ شجرٍ ولا حبةٌ من رملٍ أو ثمرٍ، ولا تحملُ أنثى ولا تضعُ إلا بعلمِ اللهِ.
اللهُ عالمُ الغيبِ والشهادةِ، يعلمُ ما كانَ، وما يكونُ، وما سيكونُ، وما لم يكنْ كيفَ كانَ يكونُ، قالَ العليم سبحانه: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود: 6].
أوَلمْ تسمعْ قولَ العليم: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59]؟
ألمْ يحدِّثْنا اللهُ عن نفسهِ فقالَ: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) [الرعد: 8-9]؟
لا توجَدُ ذرةٌ في الكونِ تغيبُ عن علمِ الله، قالَ تعالى: (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [يونس: 61].
ملياراتُ الملياراتِ من النجومِ والكواكبِ في الكَون، لا يوجدُ منها شيءٌ إلّا بعلمِ اللهِ خَلْقُه، وعلى علمِ اللهِ في فَلَكِه يسيرُ، وكلُّ ذلك في كتابٍ، وهو على اللهِ يسيرٌ، قال سبحانه: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [الحج: 70].
اللهُ يعلمُ السِّرَّ والنجوى، يعلمُ خَلَجَات النفوس، وخائنةَ الأعينُ وما تُخفي الصدور، قال الله: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) [النحل: 19]، ويقولُ سبحانه: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19].
وكلُّ أفعالِ اللهِ بعلمٍ وعن علمٍ، يَخلقُ ويُحيي ويُميتُ بعلمٍ، جعلَ الليلَ والنهارَ والشمسَ والقمرَ وحركةَ الأجرامِ بعلمٍ، يرزُقُ ويُعطي ويمنعُ بعلمٍ، يَخفضُ ويَرفعُ ويَقبضُ ويَبْسطُ بعلمٍ، يصطفي ويُحبُّ ويُبغضُ ويرضى ويسخَطُ بعلمٍ، قالَ تعالى: (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [الأنعام: 95-96].
لا يضعُ اللهُ في الأرضِ قطرةَ ماءٍ أو ذرّةَ خيرٍ من خزائنهِ إلّا بعلمه، قالَ جلّ وعلا: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 21].
واللهُ لا يُقدِّمُ ويؤخِّرُ من خَلقهِ أحدًا إلّا بعلمِه، يَصطَفِي بعلمِه، ويُوفّقُ أو يَخذلُ بعِلمِه، قال تعالى: (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [الدخان: 32]، وقال سبحانه: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) [الأنعام: 124].
أنزلَ كتابَهُ وشَرَعَ دينَهُ وأحكامَهُ بِعِلْمِه، قالَ تعالى: (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 52].
عبادَ الله: إنَّ العبدَ المؤمنَ الموقنَ بعِلمِ اللهِ الكاملِ يُسلِّمُ لأمرِ اللهِ وشَرْعِه، وإنْ لم يعلَمْ وَجْهَ حكمتِه، وعظيمَ مَصلحتِه.
اللهُ العليمُ هو الذي خلقَ الإنسانَ وهو أعلمُ به من نفسِه، وأعلمُ بما يُصلِحُه وما يُفسدُه، (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك: 14]؟
الجِهادُ شاقٌّ على النفوسِ، فالإنسانُ يبذُلُ فيهِ مُهجتَهُ وروحَهُ، وقد تُرمَّل زوجُه ويُيتَّمُ ولدُه، لكنَّ الله تعالى قال: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216].
وخَتَمَ اللهُ بعضَ أحكامِ الطلاق بقوله: (ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 232].
إنَّ حالَ المؤمنِ عندَما يُخبِرُهُ اللهُ أنَّ شرعَهُ نورٌ وحياةٌ، وأنَّ الرِّبا مَحقٌ للبركةِ، وأنَّ الزكاةَ نماءٌ، وأنَّ الحجابَ عِفَّةٌ وطُهرٌ، وأنَّ العَدلَ إصلاحٌ، وأنَّ الظُّلمَ هلاكٌ، وأنَّ الكُفّارَ أعداءٌ، يُوقِنُ أنَّ اللهَ الذي قالَ ذلكَ هو العليمُ الخبيرُ، فيستسلمُ لحُكمهِ.
والعليمُ سبحانهُ، أعلمُ بمن ضلَّ عن سبيلِهِ وبالـمُهتدينَ، فلا يُخدَعُ، يَعلمُ إيمانَ المؤمنِ وكذِبَ المنافقِ، يعلمُ الأمينَ من الخائنِ، قالَ تعالى: (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) [النجم: 32]، وقالَ سبحانه: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) [البقرة: 220].
لقد أقسم قومٌ تخلَّفوا عن الجهادِ معَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم عاجِزون، ففضَحَهُم الله وقال: (وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [التوبة: 42].
وبِـحَسَبِ ما يعلمُهُ اللهُ في القلوبِ من خيرٍ أو شرٍّ تحِلُّ الرَّحَماتُ أو العقوباتُ.
ها هُم أصحابُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يومَ بيعةِ الرِّضوانِ، عَلِمَ اللهُ من قلوبِهمُ التسليمَ والصِّدقَ والوفاءَ والثباتَ، فأنزلَ عليهِمُ السكينةَ والفتحَ، قال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: 18].
لذا على العبدِ المؤمنِ بعِلمِ اللهِ أن يرجوَ الخيرَ من اللهِ بما في قلبِهِ من صدقٍ وخيرٍ، وأن يخشَى أن يُعاقِبَهُ اللهُ إن عَلِمَ من قلبه شرًّا، فإنَّهُ يُجازي خلْقَهُ بعلمِهِ في الدُّنيا والآخِرةِ. قال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ) [البقرة: 235].
باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروهُ، إنَّه هو الغَفورُ الرّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
يا عبادَ الله: إنَّ كُلَّ أقدارِ الله بعِلْمٍ، وعن عِلْم كانت، فلا يضل ربُّنا ولا ينسى ولا يَعْبث.
والمؤمنُ يستسلمُ لحُكْمِ اللهِ وقَدَرِه، ثِقةً منهُ بربِّه العليمِ الخبيرِ، فيسألُه ويستخيرُه بعلمِه، ويصبِرُ ويرضَى عن قَدَرِ اللهِ؛ إيمانًا بحكمتِه وعلمِه.
لقد علَّمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أصحابَهُ استخارةَ اللهِ في كلِّ أمرٍ، إذ يستفتحُ العبدُ دعاءَهُ ربَّهُ قائلًا: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي”. رواه البخاري.
تسألُ ربَّكَ الخيرَ بعلمِهِ، وتستسلمُ لهُ ليقينِكَ أنَّهُ علامُ الغيوبِ، الذي يعلمُ وأنتَ لا تعلمُ، وكم رجا الإنسانُ ما به هلاكُه، وكرِهَ ما به صلاحُه.
كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يدعو ربَّهُ بكمالِ التوكُّلِ والتفويضِ إليه فيقول: “اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي”. رواه النسائي.
لقدْ وعدَ اللهُ المؤمنينَ به وبعلمهِ المستسلمينَ لقَدَره بالهدايةِ والطُّمَأْنينةِ، فقال: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن: 11].
اللهم املَأ قُلوبَنَا إيمانًا بِك، ويقينًا بعِلْمِك، وثِقةً بحُكْمِك، وتسليمًا لشَّرْعِكَ وقَدَرك.
اللهم نجِّ عبادَك المستضعَفين في غزّةَ وفي كلّ مكان، وفرِّج عن المكروبينَ مِنَ المؤمنين، وانصُر عبادَك الموحِّدِين على الصَّهَايِنَةِ الـمُجرمِين.
اللّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمّتَنا وُولاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتّقاكَ واتّبعَ رِضاك.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم