عناصر الخطبة
1/ خطر الحوثيين 2/الحوثية فرقة باطنية 3/جرائم الحوثيين 4/بلاد التوحيد تجيب نداء الاستغاثة 5/رسائل عاصفة الحزم 6/واجبنا في الأحداث.اقتباس
وجاءتْ عاصفةُ الحزمِ حزماً في وجه المارقين المجرمين، لتقطع أوصال تلك الحركة الباطنية الباغية وتوقف زحف الظالمين على أهل اليمن, وترد بغيهم عليهم وتكسر شوكتهم الكريهة, وتقطع الذراع الممتدة لهم. عاصفةُ الحزمِ عاصفة الضمير الإسلامي الحي الذي يدرك أن أهل اليمن هم أصل العروبة...
الخطبة الأولى:
الحمد لله...
أما بعد:
أيها المؤمنون: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
السَّيفُ أَصدَقُ أَنبَاءً مِنَ الكُتُبِ *** في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَّعِبِ
بِيضُ الصَّفَائِحِ لا سُودُ الصَّحَائِفِ في *** مُتُونِهِنَّ جَلاءُ الشَّكِّ وَالرِّيَبِ
أيها المسلمون: ها هي بلاد العقيدة والتوحيد بلاد الحرمين مأرز الإسلام وقبلة المسلمين؛ تقود بتوفيق من الله تعالى عشر دول إسلامية سنية تناصر المظلومين في بلاد اليمن السعيدة, وتجيب دعوة رئيسها الشرعي بعد أن اتضحِت فيها معالم المؤامرة الكبرى, للتلاعب بمصير ذلك الشعب المسلم السني من حركة باطنية مجرمة تسمى الحركة الحوثية تمردت على الحكم في اليمن، واستسمنت وأصبحت تشكل تهديداً مستمراً لأمن الدول المجاورة واستقرارها مع عدم استجابتها للتحذيرات المتكررة من دول الجوار ومن مجلس الأمن، وأظهرت انتهاكات للقانون الدولي والأعراف الدولية، حتى قرر خادم الحرمين الملك سلمان -سلمه الله من كل مكروه- وباتفاق مع دول مسلمة؛ قرروا الاستجابة لطلب الرئيس اليمني لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار المنطقة بأكملها.
الحركة الحوثية هي الامتداد التاريخي للحركات الباطنية التي أذلت المسلمين وأذاقتهم الويلات كالقرامطة والعبيدية والصفوية. الحوثيون يدهم بيد الروافض؛ لتقارب الملتين، وتشابه الطائفتين.
تحالفت الأفاعي والعقاربْ *** وأَجْلَبَتْ الذئابُ معَ الثعالبْ
وأقْبِلتِ الوحوشُ لها نِيُوبٌ *** مُسَمَّمَةٌ تُعاضِدُها المخالبْ
الفرقة الحوثية جزء من الفرقة الجارودية التي انشقت عن الزيدية وخالفتها لتعتنق أفكار وعقائد الرافضة الاثنى عشرية، فهم يسبون الصحابة -رضوان الله عليهم- بل يلعنونهم ويكفرونهم علناً، وقد تربى قادة هذه الفرقة على مبادئ وأفكار الرافضة في قم وطهران، وأغدقوا عليهم الأموال والسلاح لتشكيل حزب عسكري وجيش وسط دولة اليمن كما فعلوا في بعض بلدان الإسلام.
الفرقة الحوثية اتفق علماء المسلمين على ضلالهم، بل حتى علماء الزيدية قد أصدروا بياناً تبرءوا فيه من الحوثي وأفكاره.
الحركة الحوثية ليست مجرد حركة سياسية معارضة تطالب بحق مسلوب، بل هي حركة لها بعد عقدي يمثل المذهب الرافضي الباطني، استغلت الظروف الاقتصادية التي يمر بها أهل اليمن، ورفعت شعارات براقة تدَّعي فيها الجهاد ضد إسرائيل، وهو شعار الرافضة الماكر لكسب تعاطف الجماهير معهم، وقامت العصابات الحوثية الرافضية المسلحة في السنوات الماضية بحروب أهلية خطيرة راح ضحيتها أكثر من عشرين ألف جندي وإصابة أكثر من عشرة آلاف وقتل أكثر من ثلاثين ألف من المدنيين، ونصف مليون من المهجرين والنازحين قسراً الذين شردتهم حروب الحوثيين، و6 آلاف منشأة حكومية مدمرة، بينها 400 مسجد، وسجلت المنظمات اليمنية والدولية 13905 حالات انتهاك، تعرض لها مدنيون في محافظتي صعدة وحجة على يد جماعة الحوثيين.
هؤلاء الحوثيون دمروا المساجد وحرقوها، وقصفوا المجمعات الخيرية ودور القرآن الكريم، أرهبوا الناس وهجروهم، وقتلوا العلماء والدعاة والأخيار، وأحرقوا مكتباتهم ومؤلفاتهم، وسرقوا اليمن وأغلقوا كل أبواب المصالحة والتعايش السلمي، وتآمروا مع دولة الصفوييين واستضعفوا أهل اليمن، وقد تواطأ مع هؤلاء بعض الخونة من القيادات في اليمن واشتريت بعض الذمم حتى تساقطت مدن اليمن بأيديهم واستولوا على العاصمة وسولت لهم أنفسهم نشوة الملك والسيطرة حتى زحفوا على الجنوب حيث مدينة عدن.
وما كان لأهل اليمن من حيلة إلا أن يستنجدوا بدول التوحيد والسنة, فقامت دولة التوحيد بواجبها ولبت النداء؛ وجاءتْ عاصفةُ الحزمِ حزماً في وجه المارقين المجرمين، لتقطع أوصال تلك الحركة الباطنية الباغية وتوقف زحف الظالمين على أهل اليمن, وترد بغيهم عليهم وتكسر شوكتهم الكريهة, وتقطع الذراع الممتدة لهم.
عاصفةُ الحزمِ عاصفة الضمير الإسلامي الحي الذي يدرك أن أهل اليمن هم أصل العروبة، وأنهم بشهادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل السكينةِ والوقار، والفقهِ والإيمان، فاليمن يجب أن تبقى دولة عربية مسلمة سنية، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية" [متفق عليه].
يجب أن تحمى اليمن من أهل الشرك والخرافات وعبدة القبور، وممن يشتمون أصحاب -محمد صلى الله عليه وسلم- وأزواجه.
عاصفة الحزم عاصفة مهيبة حكيمة تقول للعالم: "أهل اليمن منا ونحن منهم"، وهم أهلُ جوارٍ، وللجارِ حقُّه وحرماتُه، وهم مظلمون ونصرة المظلوم واجبة في شريعة الإسلام.
شكر الله لخادم الحرمين وحكومته وجنوده هذا الموقف العادل الرشيد، البطولي الشجاع، وزاده الله توفيقاً وتسديداً، وأدام الله على هذه المملكة المباركة عزها وهيبتها، وريادتها وقيادتها.
الخطبة الثانية:
الحمد لله..
أيها المسلمون: اشكروا الله على نعمه وتعرفوا عليه -سبحانه- في سرائكم وضرائكم، فالأمر كله بيده (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].
أيها الإخوة: واجب علينا كثرة الدعاء والتضرع إلى الله أن يحفظ جنودنا, وأن ينصرهم ويسدد رميهم، ويهلك تلك العصابات المجرمة، فالنصر يطلب ممن بيده النصر، (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [آل عمران: 126].
كما يجب علينا الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا وولاة أمرنا، وأن نتواصى بالدعاء لهم، وأن ننشر في مجالسنا وفي مواقع التواصل الاجتماعي ما يعيننا على الوحدة ويقوي في دولتنا اللحمة، وأن نحذر كل الحذر من نشر الشائعات والأراجيف أو بث الفرقة والتصنيف، فإن هذا جزء من الهزيمة والفشل (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال: 46]
اللهم احفَظ أهلَنا في اليمن من الفتن والشرور والمِحَن يا رب العالمين، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم صُن أعراضَهم، واحفَظ أموالَهم، وادفَع عنهم مكرَ الماكرين، وعُدوانَ الظالمين يا رب العالمين.
اللهم احفظ جنودنا من كل مكروه، اللهم انصر بهم الدين، وردهم إلى أهلهم سالمين غانمين منتصرين.
اللهم إنا نعوذُ بك من شرَّ الأشرار، ومن كيدِ الفجار، ومن طوارقِ الليلِ والنهار.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم