عناصر الخطبة
1/يوم الفصل لا يوم الاعتذار 2/أسماء يوم القيامة وصفاته 3/يوم الحسرة والندامة 4/ الآمال والأماني الضائعة 5/أهمية تذكُّر يوم الدين وحسرات المفرطين 6/الطريق لتجنُّب الحسرات والندامات.اقتباس
إنه يوم الحسرة، وأيّ حسرة أعظم من فوات رضا الله وجنّته، واستحقاق سخطه ودخول النار، (لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا)، لا يستطيعون للدنيا رجوعًا، ولا زاد لهم ينجّيهم من عذاب الله فيتمنون أن يكونوا ترابًا...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الغفور الشكور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له يحيي الموتى ويبعث مَن في القبور، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي الشكور الصبور؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه دعاة الهدى والنور وسلم تسليماً.
أما بعد: فيا عباد الله! اتقوا الله ربكم (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)[البقرة:48].
يومٌ لا كالأيام، يوم تتبدَّل فيه الموازين، وتنجلي الحقائق وينكشف المستور، يوم تشقق فيه السماء بالغمام، ويتنزل فيه الملائكة الكرام، يوم يجعل الولدان شيبًا، وتأتي فيه كل نفس تجادل عن نفسها؛ إنه يوم الفصل لا يوم الاعتذار، (هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ)[المرسلات: 35- 36].
يوم لا ترى فيه إلا الصمت الرهيب، والكبت الرعيب، والخشوع المهيب الذي لا يتخلله كلام، ولا يقطعه اعتذار؛ فاليوم يوم العقاب لا يوم العتاب.
سماه الله يوم الآزفة، ويوم التناد، ويوم الفصل، ويوم النشور، ويوم الدين، ويوم البعث، ويوم الحساب، لكن الاسم الذي يزلزل القلوب ويورث الفزع ويهزّ المشاعر هو أن ذلك اليوم هو يوم الحسرة.
يأمر الله نبيه وكل ورثته من الدعاة والواعظين أن ينذروا الناس ذلك اليوم الذي تتقطع فيه قلوب الغافلين حسرات ويكثر فيه الندم والزفرات؛ (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)[مريم:39]؛ أجل إنه يوم حسرة على الكافرين والظالمين والمعرضين حينما يبدو لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون.
إنه يوم الحسرة والندامة يندم الكافر على كفره، والظالم على ظلمه، والمقصّر في طاعة ربه على تقصيره، ولكن لا ينفع الندم؛ (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)[غافر:52].
إنه يوم الحسرة؛ لأنه يوم يعلو فيه البكاء والعويل، وتكثر الأمنيات والتوسلات، فما أكثر من يقول: (رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)[المؤمنون:99-100]، وما أكثر من يقول: (لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الزمر:58]، وما أكثر من يقول: (لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[المنافقون: 10-11].
إنه يوم الحسرة، يومئذ يتذكر الإنسان الحقّ، ويتعظ بما يرى، ولكن بعد فوات الأوان وأنَّى له الذكرى (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى)[الفجر:23]، وحين تتجلى الحقيقة يقول: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)[الفجر:24] هنا، فهي الحياة الحقيقية.
إنها الآمال والأماني الضائعة؛ (فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)[الأعراف:53]؛ ولكن يا حسرة على العباد! تُتاح لهم فرص النجاة فيُعْرِضُون عنها، ويَفتح الله لهم أبواب رحمته ولكنهم يتجافون أبواب الرحمة وهو يناديهم (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ)[الشورى:47].
إنه يوم الحسرة، وأيّ حسرة أعظم من فوات رضا الله وجنّته، واستحقاق سخطه ودخول النار، (لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا)[فاطر:36]، لا يستطيعون للدنيا رجوعًا، ولا زاد لهم ينجّيهم من عذاب الله فيتمنون أن يكونوا ترابًا.
إنه يوم حسرة على التابعين يوم أن يتبرأ منهم المتبوعون (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)[البقرة:166-167].
فيا حسرة مَن ينادي: (يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي)[الفرقان: 27-28]، ويا حسرة مسلمة أسلمت نفسها لدعاة الشهوات فأغروها بخلع الحجاب والتحلل من الحياء والتمرد على شريعة الله، وحينما ترجف الراجفة وتقع الواقعة سيكون جوابهم (أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ)[سبأ:32].
إنه يوم حسرة على الظالمين، يوم أن يأتوا بحسنات أمثال الجبال ويأتون وقد سفكوا دم هذا، وأخذوا مال هذا، وقذفوا هذا، وضربوا هذا، وآذوا هذا؛ فيأخذ هؤلاء من حسناتهم وهؤلاء من حسناتهم، فإن فنيت حسناتهم قبل أن يُقْضَى ما عليهم أُخِذَ من سيئاتهم فطُرِحَتْ عليهم، ثم أُلْقُوا في النار، فكيف بمن يأتي يوم القيامة وزاده قليل؟!
إنه يوم حسرة على دعاة الضلالة بأفعالهم وأقوالهم يوم يأتون يحملون أثقالاً مع أثقالهم وأوزارهم وأوزار الذين يضلونهم، فما أعظم حسرات من دعا إلى ضلالة أو شرع لمنكر أو سهل الطريق لفساد "مَن دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة".
إنه يوم حسرة يوم أن يستمع أتباع الشيطان لشيطانهم من الجن والإنس وهو يتبرأ منهم ومن تبعيتهم قائلاً: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[إبراهيم:22].
ما أعظمها من حسرة على أهل النار يوم أن يُؤْتَى بالموت على شكل كبش فيُذْبَح بين الجنة والنار، ويقال: "يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت".
ما أعظمها من حسرة على أهل النار وهم يصطرخون فيها فيريهم الله مقعدهم من الجنة لو أطاعوا، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل أحدٌ الجنةَ إلا رأى مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكرًا. ولا يدخل النارَ أحدٌ إلا أُرِيَ مقعده من الجنة لو أحسن؛ ليكون عليه حسرة".
ومنتهى الحسرة وقصاراها: حين ينادي أهل النار ربَهم: (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ)، فيُجبَهم بعد مدة: (اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ)[المؤمنون:107- 108].
طال الزفيرُ فلم يُرحم تضرُعهم *** هيهاتَ لا رقة تغني ولا جزعُ
يا عباد الله: حينما نضعف أمام الشهوات، ونتراخى عن العبادات؛ فليس من رادع ينفع وليس من وازع يدفع أعظم من تذكُّر يوم الدين، (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)[المطففين:6]، يوم يقول فيه المفرِّط: (يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)[الزمر:56].
فحَلِّقُوا في سماء الآخرة، وتذكّروا يومًا يَفِرُّ فيه المرءُ من أخيه وأمه وأبيه، يومًا لا ترى فيه إلا وجوهًا مسفرة ضاحكة مستبشرة أو وجوهًا عليها غبرة ترهقها قترة، ولو أننا جعلنا الآخرة أكبر همّنا ومنتهى آمالنا وقصارى تفكيرنا لما وجدنا القلوب القاسية والنفوس المعرضة.
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله.. أما بعد:
إنَّ يوم الحسرة آتٍ لاريبَ فيه، وكم من أناس سيريهم الله أعمالهم حسرات عليهم!، وكم من قائل يا ليتني، ولو أنني، ولو أن لي، ولعّلي، فما أعظم حسرات المفرطين (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا)[النساء:42].
وحتى لا تقول نفس (يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الزمر:56-58]، فإن الفرصة اليوم متاحة والباب مفتوح لمن أراد أن يَذَكَّر أو أراد شكورًا.
لقد فتح ربنا الباب فقال: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزمر:53]، وبيَّن السبيلَ؛ فقال: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)[الزمر: 54-55]، و(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ)[الشورى:47].
إنها دعوة للعصاة المسرفين الشاردين المبعدين في تيه الضلال إلى الأمل والرجاء والثقة بعفو الله، إلى الباب المفتوح الذي ليس عليه باب ولا يمنع عنه بوّاب، إنها دعوة إلى العودة أفياء الطاعة وظلال الاستسلام.
هذا هو الطريق لتجنب الحسرات والندامات؛ توبة صادقة، وأوبة إلى الله، ومجاهدة للهوى وبراءة من دعاة الشهوات والشبهات. هذا هو الطريق لمن أراد غدًا أن يرى المسرات لا الحسرات، ولمن أراد أن ينأى عن الندم وزلة القدم.
يا أيها الإنسان: إن عبارات الندم والتحسُّر، وكلمات التمنّي والرجاء عند الموت ويوم الحساب، ليست لأجل دنيا أو شهوة نفس، ولكنها ندم على طاعة قد فُوِّتَتْ ومعصية قد ارتُكِبَتْ، وأمنية بتأخير الأجل لإحسان العمل، (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[المؤمنون:99- 100]، (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[المنافقون: 10-11].
أخي المسلم: فَكِّر فيما كنت تكابد من ألم الطاعة، فإذا الألم سيذهب ويبقى الثواب، وانظر فيما استمتعت به من لذة المعصية؛ فإذا هو سيذهب ويبقى الحساب، فستندم على كل لحظة لم تجعلها في طاعة، فضلاً عن لحظات ضاعت في عصيان وطغيان، (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)[الذاريات:23].
اللهم صَلِّ وسَلِّم..
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم