نعمة الكلام (1)

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: التربية
عناصر الخطبة
1/ الكلام نعمة من نعم الله تعالى 2/ أثر الكلام على حياة الإنسان 3/ التحذير من الغيبة 4/ وسيلة الأنبياء في دعوة أقوامهم 5/ تفاوت الناس في الكلام 6/ حثّ الإسلام على إحسان الكلام 7/ هل يؤثر الكلام على زيادة الإيمان؟ 8/ استقامة اللسان وسيلة لاستقامة الإيمان 9/ وجوب حفظ اللسان

اقتباس

الكلام له أكبر الأثر على حياة الإنسان، الكلام يرفع الإنسان والكلام يخفض الإنسان.. الكلام يسعد الإنسان، والكلام يحزنه، والكلام قد ينقذ الإنسان في الدنيا وقد ينقذه في الآخرة، وقد يهلك الكلام الإنسان في الدنيا ويهلكه في الآخرة، بل إن كلمة واحدة فقط قد تنجّي الإنسان أو تهلكه..

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]،

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

 

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

يترقب الناس أول كلمة ينطق بها أطفالهم الصغار فما أن ينطق الطفل الصغير إلا ويعم الفرح بيت أبويه ويذاع بين الأهل والأصحاب أن فلانًا بدأ ينطق بالمفهوم من الكلام، بدأ يقول كذا وكذا.

 

هذا الفرح يدل بوضوح على أن الكلام نعمة من نعم الله تعالى، نعمة يغفل عنها الكثيرون؛ لأن تصور أن الله –تعالى- هو وحده الذي قدّر لذلك الطفل أن يتكلم لا يستحضره الناس إلا من رحم الله منهم.

 

يقول تعالى منّاً على الإنسان (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ) [البلد: 8- 9]، فمن أبرز نعم الله على الإنسان اللسان والشفتان؛ لأنهما من أهم وسائل النطق وإخراج الكلام، يقول سبحانه (خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن: 3- 4]، أعطاه القدرة على الإفصاح عما في ضميره وألهمه وضع اللغة للتعارف، فالحمد لله على منته وفضله.

 

أيها الإخوة: إن أثر الكلام على حياة الإنسان في منتهى القوة، سواء كان الإنسان في كلامه صادقا أو كاذبا، أو كان كلامه بليغا أو بسيطا، فالكلام له أكبر الأثر على حياة الإنسان، الكلام يرفع الإنسان والكلام يخفض الإنسان.

 

الكلام يسعد الإنسان، والكلام يحزنه، والكلام قد ينقذ الإنسان في الدنيا وقد ينقذه في الآخرة، وقد يهلك الكلام الإنسان في الدنيا ويهلكه في الآخرة، بل إن كلمة واحدة فقط قد تنجّي الإنسان أو تهلكه.

 

جاء في السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال "إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ به ما بلغت، فيكتب الله -عز وجل- له بها رضوانه إلى يوم القيامة"، نسأل الله من فضله، "وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله -عز وجل- عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه".

 

ولقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- شديدًا من الغيبة بسبب ذلك لما قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ذات يوم "حسبك من صفية كذا وكذا"، قال الراوي "يعني قصيرة"، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لقد قلتِ كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته" أي: لغيرته عن حاله بالرغم من كثرته وغزارته، كلمة واحدة تعكّر البحر كله.

 

فللكلام  في حياة الإنسان أثر كبير جدًّا قد يحدد مصيره، ولقد كان الكلام وسيلة الأنبياء في دعوة أقوامهم، وردت كلمة "قال" في القرآن الكريم خمسمائة وتسعة وعشرين مرة، "قال" دليل على أن القول عامل أساس من عوامل تحقيق الهدف أو تقرير الموقف، فللكلام شأنه الكبير في صنع الهدف، والناس يتأثرون بالكلام، ويهتمون به بحسب نوع الكلام، وكذلك بحسب المتكلم، فكلام الله ليس ككلام البشر، وكلام العالم ليس ككلام غير العالم، وكلام الحاكم ليس كغيره من عامة الناس كلامه يؤثر على الناس كلهم، كلام الطبيب فيما يتعلق بالصحة ليس كغيره، وقس على ذلك.

 

فأثر الكلام ليس بكثرته ولا بعلو صوته، وإنما بأهمية فحواه وقوة بيانه ومكانة ونقاء مصدره، والإنسان لا يستطيع الفكاك عن الكلام بل لو نُفي وعُزل وحيدًا لفترة من الزمن لكلَّم نفسه بل لكلم الحيوانات والجمادات، وإذا كان مؤمنًا فإنه في عزلته سيتوجه مجاهرًا بدعائه ربه.

الإنسان لا يستطيع الفكاك عن الكلام في وحدته ومعشره فكيف يضبطه ويستثمره؟!

 

معاشر الإخوة: إن الناس في الكلام يتفاوتون منهم قليل الكلام، ومنهم المعتدل ومنهم الثرثار كثير الكلام، الثرثار دائمًا في خطر بخلاف غيره؛ لأنه مع كثرة كلامه سيتعرض أكثر من غيره إلى أمرين اثنين: الأول الخطأ، قد يكون الخطأ ذنبا أو بهتانا، قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "من كثر كلامه كثر سقطه"، سيكون كلامه في ميزان سيئاته.

 

والثاني قسوة القلب، عن ابن عمر قال: "لا تكثر الكلام بغير ذكر الله؛ فإن كثرة الكلام بغير ذلك الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي" (أورده المنذري وهو حسن).

 

وصح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن الله كره لكم ثلاث: قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال"، "قيل وقال" أي الخوض في أخبار الناس وحكايات ما لا يعني من أحوالهم وتصرفاتهم بما يوقع في المحذور أو يضيع الوقت.

 

وفي السنن بسند صحيح قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون المتشدقون والمتفيهقون".. الثرثرة هي كثرة الكلام وترديده.

 

هناك مساوئ أخرى طبعًا للثرثار، الثرثار يفقد الهيبة والوقار والناس ينفرون منه، ولذلك قيل في النفور منه "كثرة الهزر تمل الجليس"، وقيل في خفة عقل الثرثار: "إذا تم العقل نقص الكلام".

 

ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قليل الكلام، ولكنه كان بليغ الكلام أوتي جوامع الكلم، كان يقدر على إيجاز اللفظ مع سعة المعنى.

 

إن دين الإسلام يا إخوة يريد من أهله أن يكونوا شامة في الناس في آدابهم وأخلاقهم، ولذلك هدى إلى أرقى الأخلاق وأرشد إلى أكمل الآداب ونهى عن مساوئ الأفعال ومستقبح الأقوال ووجه الإسلام إلى العناية بأدب الحديث وحسن المنطق وحفظ اللسان عن اللغو وفضول الكلام.

 

قال جل وعلا: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) [الإسراء:53]، وقال سبحانه: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) [البقرة: 83]، وقال جل شأنه: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) [الحج: 24].

 

والذي يصعد إلى الله تعالى الطيب من القول هو الذي يصعد إلى الله تعالى ويكتب للعبد (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر: 10]، وكل قول معروف طيب، تكرر الحث عليه في القرآن قال تعالى: (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة:263]، وقال تعالى: (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء:114]، وقال سبحانه: (وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) [البقرة: 235]، وقال جل شأنه: (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا) [النساء:5].

 

الآيات في هذا الباب كثيرة، الكلام إذاً له قيمته، آدابه، نزاهته، طهارته، أو خبثه وفحشه وسخافته، فالكلام عنوان واضح لشخصية الإنسان ولا غرابة بعد ذلك أن يحث الإسلام على إحسان الكلام؛ لأنه علامة من علامات أهله.

 

أيها الإخوة: إن للمسلم فرصة كبيرة في تحقيق الكثير من المغانم بكلامه، ولا أقصد بذلك التسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار وقراءة القرآن، هذه العبادات القولية لها شأنها الخاص وإنما أقصد الكلام حين مخالطة الناس، كيف يجني من وراءه الحسنات ويجتنب الذنوب؟

 

ما عليه إن أراد ذلك إلا أن يجدد استحضار هذا في قلبه بين الفينة والأخرى بأن يجتهد قدر استطاعته فيضبط كلامه إذا كان في مجلس ما أو إذا أراد محادثة أحد في الهاتف مثلاً، أو عند الرد على أحد أو غيرها من المواقف يحاول أن ينتقي أفضل العبارات فلا يقول إلا طيبًا، أو يتأنى ولا يستعجل؛ فإنه لابد من التأني والحلم، وإذا لم يتأنَ فلن يفلح في انتقاء الطيب من القول، ولذلك يقال لمن يبادر بالكلمة قبل أن يفكر: إن "لسانه يسبق عقله".

 

ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: "السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزء من النبوة"، وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: "التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة"، وقال لأشج عبد القيس: "يا أشج إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والتؤدة" في رواية "الحلم والأناة" وكلها صحيحة.

 

وقد قيل: "من أسرع الجواب لم يدرك الصواب"، ومكانة الكلام في الدين تجعل الحصيف ينتقي أصحابه وجلساءه وبطانته أحسن انتقاء، ولا يفرط في ذلك؛ لأن الصاحب ساحب يسحبك إلى أخلاقه، يسحبك إلى كلامه، ولذلك كان العلماء والفقهاء هم جلساء عمر -رضي الله عنه-، فالمجلس الذي يدور فيه الكلام إما أن يكون غنيمة وفرحة لأهله يوم القيامة، وإما أن يكون عليه كما في الحديث "حسرة وندامة".

 

قد أثنى النبي -صلى الله عليه وسلم- على المجالس التي يحسن فيها القول ويذكر فيها الله، وقال -صلى الله عليه وسلم- في وصف أهلها "ينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه".

 

نعم قد يداعب فيها الجالسون بعضهم بعضًا بشيء من المرح، المرح النظيف والنكتة والطرافة لا بأس في ذلك، وقد صح في السنن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يداعب الصحابة، ولا يقول إلا حقًّا، فلا بأس بشيء من الدعابة، ولكن لا يستأثر السخيف من الأقوال على تلك المجالس ولا يطغى عليها الضحك.

 

قد صح في السنن وغيره أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تكثروا الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب"، فالحذر كل الحذر من مجالس النميمة والغيبة وأكل لحوم البشر.

 

أسأل الله تعالى أن يحفظنا منها، وأن يجعل لنا من أمرنا رشدًا.. أقول قولي هذا وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.

 

أما بعد: فهل لزيادة الإيمان علاقة بنوع الكلام؟ هل يؤثر الكلام على زيادة الإيمان؟

الجواب: نعم بلا أدنى شك، في صحيح الترغيب من حديث أنس -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه".

 

استقامة اللسان وسيلة لاستقامة الإيمان، الكلام الطيب كان سمت أهل الإيمان في الدنيا، قادهم به الله –تعالى- إلى الجنة، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) [الحج:23- 24].

 

الكلام الطيب طريقك إلى الجنة، بل إن اللسان الذي هو أحد مركبات إخراج الكلام، هذا اللسان يعد قائدًا للجوارح، فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفّر اللسان، فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوجت اعوججنا".

 

"تكفر اللسان" أي: تتواضع لذلك اللسان، وتقول: "اتق الله فينا"، التكفير أن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريبًا من الركوع، تقول الأعضاء هكذا، عِلْم كيفية قولها عند الله -تعالى-: "اتق الله فينا" خافِ فينا، احفظ حقوقنا أي الجوارح "فإنما نحن بك" نتعلق ونستقيم ونعوج بك أنت "فإن استقمت" اعتدلت "استقمنا"، وإن اعتدلنا تبعًا لك بسبب اعتدالك "وإن اعوججت" ملت عن الطريق طريق الهدى "اعوججنا" ملنا عنه اقتداء بك.

 

كلام المرء وسيلة إلى زيادة الإيمان، ويمكن أن يكون عكس ذلك، نقص الإيمان بل أكثر منه، عامل رئيس وقائد في هذين البابين، زيادة الإيمان أو نقصانه.

 

معاشر الإخوة: إن لكلام كل واحد منا رصد مستقل عن باقي الأفعال، يقول سبحانه: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 17- 18]، تخصيص للكلام من عند الله -تعالى-، إشارة إلى أهمية حفظ اللسان رقيب عتيد، الكلام من أولى ما نتأمل فيه ونجتهد في إصلاحه وجعله سديدًا فيما نستقبل من أعمارنا، يقول سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70- 71].

 

اللهم أصلحنا وثبت كلامنا على ما تحب وترضى، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين.

 

 

 

المرفقات

الكلام (1)

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات