نظرات في سورة البقرة (2)

محمد الغزالي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ الناس إزاء القرآن صنفان 2/ الإيمان ليس تصورًا نظريًّا فحسب 3/ سورة البقرة تعلن حقائق الإيمان 4/ توصيف دقيق لبني إسرائيل 5/ لماذا يحكي القرآن هذه الأحداث؟! 6/ قصة أمة انهارت ثم عادت لها الحياة 7/ فلسفة المال في الإسلام 8/ أسباب تخلف الأمة العربية والإسلامية 9/ الإسلام لا ينتشر إلا في جو الحرية

اقتباس

هذا الكتاب ناشر الإيمان في الدنيا على وجهه الصحيح، ومصور الحقائق التي يحتاج الناس إليها في معاشهم ومعادهم، والناس بإزاء هذا الكتاب صنفان: صنف آمن بما جاء فيه، وصنف صد عنه وكفر به. وفي الصحائف الأولى... وكلا الصنفين ضال؛ لأن الإيمان الحقيقي نضارة في العقل تجعل المؤمن حسن الرؤية للحقائق، وفي القلب يقظة تجعل المؤمن إذا عرف الحق انشرح له صدره، وأذعن له ضميره، واستقام به فعله، وصلحت به سريرته وعلانيته، ونحن...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

 

وأشهد أن محمدًا رسول الله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.

 

أما بعد:

 

فكتابنا العظيم الذي لا ريب فيه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مصدر اليقين الراسخ، والإيمان البالغ، وسائق للأدلة القوية والبراهين الدامغة.

 

هذا الكتاب ناشر الإيمان في الدنيا على وجهه الصحيح، ومصور الحقائق التي يحتاج الناس إليها في معاشهم ومعادهم، والناس بإزاء هذا الكتاب صنفان:

 

صنف آمن بما جاء فيه، وصنف صد عنه وكفر به.

 

وفي الصحائف الأولى من سورة البقرة حديث عن الصنفين معًا: الصنف المؤمن التقي، الحريص على مرضاة ربه، الراغب في ادخار شيء عنده يلقاه به يوم القيامة، هذا الصنف من الناس ندع الكلام فيه قليلاً إلى صنف آخر.

 

الصنف الآخر هم الذين كفروا، وقد قسمتهم سورة البقرة قسمين:

 

القسم الأول: ظهر بكفره، واستعلن بضلاله، ولم يجد حرجًا في أن يكون مواجهًا للناس بما عنده.

 

القسم الثاني: ظهر بالإيمان ولكنه أسرّ الكفر، ظهر بالهدى ولكنه أبطن الضلال، هذا الصنف سرعان ما تكشف الأيام عن خباياه، وتفضح سرائره، ويبدو للناس ما اكتتم من أمره، وهم المنافقون، والمنافقون كفار يقينًا، إلا أنهم -كما قلت- لمصالح خاصة تظاهروا بغير ما في باطنهم، وقد تحدث القرآن عنهم في هذه السورة وفي غيرها، في هذه السورة تناولهم بهذا الأسلوب: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ).

 

ونقف وقفة قصيرة عند هذا التوضيح لموقف المنافقين والكفار، فقد تبين لنا من دراسة هؤلاء الكافرين أنهم صنفان: صنف يعرف الحقيقة، ويدرك أن رسل الله جاؤوا بالبينات ولكنه لشهوة غالبة، لمال يحتاج إليه، لمنصب يحرص عليه، لطمع من أطماع الحياة العاجلة، لشيء من هذا أو ذاك يرفض أن يصدق وأن يستكين لله وأن يلبي مطالب الدين، هذا النوع من الناس يعرف الحقيقة ولكنه يرفض أن يصدق بها وأن يخضع لها.

 

في هذا الصنف يقول الله -عز وجل-: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)، في هذا الصنف يقول الله -عز وجل-: (سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ)، أساس هذا الكفر أن العقل سليم عرف الحقائق، ولكن القلب مريض رفض أن يذعن وأن يسلم.

 

هناك نوع آخر من الكفر أساسه أن العقل نفسه لا يحسن النظر، البصيرة نفسها لا تدرك الحقيقة، صاحب هذا النوع من الكفر أعمى لا يرى، ولكنه يكابر معتقدًا أن ما عليه حق مع أنه ضال.

 

وهذا مسلك المنافقين الذين يقال لهم: (لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ)، فيكون جوابهم: (إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)، يقال لهم: (آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ)، فيكون جوابهم: (أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ). هذا النوع من الناس -الذي يكفر لأن له وجهة نظر سيطرت عليه وحجبت عنه الحق، ونسجت على عينيه وقلبه غشاوة- يقول الله فيه: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا)، ولن يخرج الكفر في صوره عن هذين الصنفين:

 

صنف يعرف الحق ولكنه يكره أن يستجيب لندائه لغلبة الشهوات عليه، وصنف آخر طُمست عينه وبصيرته فهو لا يرى إلا ضلاله وخباله.

 

وكلا الصنفين ضال؛ لأن الإيمان الحقيقي نضارة في العقل تجعل المؤمن حسن الرؤية للحقائق، وفي القلب يقظة تجعل المؤمن إذا عرف الحق انشرح له صدره، وأذعن له ضميره، واستقام به فعله، وصلحت به سريرته وعلانيته، ونحن ندعو الله أن يجعلنا من أولئك الذين يجمعون بين يقظة العقل ويقظة القلب.

 

هذا النوع من الناس هو الذي بدأت سورة البقرة تتحدث عنه، وتبيّن أن الإيمان ليس تصورًا نظريًا فقط، ولكنه إلى جانب حسن التصور للحقائق استقامة خلقية: (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).

 

صورت السورة مواقف أهل الحق ومواقف أهل الباطل من كافرين صرحاء ومن كافرين متوارين مداهنين مخادعين، ثم بدأت السورة تعلن طريق التقوى العام وهو أن الله واحد وأن محمدًا نبيه، أما أن الله واحد، فدليل ذلك: هذا الملكوت الضخم، من الذي خلقنا؟! من الذي خلق آباءنا؟! من الذي خلق الأرض التي نحيا فوقها ونأكل من ثمراتها ونعيش على خيراتها؟!

 

الجواب: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، ليس لله ند، هو واحد أحد فرد صمد، هذا الإله الواحد له نبي خاتم، أحيا تراث النبيين من قبل، ولخصه أجمل تلخيص في الكتاب الذي نزل عليه وهو القرآن الكريم الذي بدأ الحديث عنه في أول السورة بأنه (لا رَيْبَ فِيهِ)، هذا الكتاب الذي لا ريب فيه كتب له الخلود، هل كتب له الخلود على أنه وعاء للهدايات الصحيحة وانتهى الأمر عند هذا الحد؟!

 

إن هذا الكتاب كتاب التحدي، والرسول الخاتم لابد أن يكون له إلى قيام الساعة إعجاز يدل عليه، يدل على أنه موفد من عند الله، مرسل إلى الخلائق كافة، ولذلك كان التحدي بهذا الكتاب، هذا الكتاب بين أيديكم من كان يستطيع أن يأتي بسورة منه فليفعل: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ).

 

بدأت الصفحات الأولى في السورة تعلن حقائق الإيمان بالله الواحد وبالنبي الخاتم -عليه الصلاة والسلام-، كان المفروض أن أولى الناس بتصديق هذا النبي والالتفاف به والاحتشاد حوله أهل الكتاب، لكن أهل الكتاب رفضوا الإيمان، ورفعوا راية التحدي والطغيان، وأخذوا يهاجمون النبوة الخاتمة هجومًا أعمى، ولذلك كان نصف السورة الأول تقريبًا يدور حول مواقف اليهود من هذا الدين ومن صاحبه، ولا تزال الأيام تكشف عن عظمة هذا الكتاب كأنما نزل يوم الناس هذا؛ لأن حديثه المستفيض عن بني إسرائيل، وتقريعه المستمر لهم، وتنديده بآثامهم وأخلاقهم، كل هذا يجعل القرآن الكريم كتاب الساعة وسيظل كذلك إلى قيام الساعة.

 

إن الكتاب تفسره الحوادث، وتكشف الأيام عن أن ما يحتاج الناس إليه في شؤونهم كلها قد تعرض له وقضى فيه.

 

وصفت سورة البقرة بني إسرائيل فذكرت: أولاً أنهم لا يشكرون النعمة، وأنهم يجحدون فضل الله، وأن تمردهم على نعم الله التي نزلت عليهم سيحيط بهم اللعنة إلى قيام الساعة، يقول الله لبني إسرائيل: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).

 

ويقول موسى -عليه السلام- لبنى إسرائيل: إن الله لا يحتاج إلى شكركم، ولكن هذا الشكر هو الذي يرشحكم للنعمة أن تنزل عليكم وأن تكثر فيكم. فإنك -أيها الإنسان- ترفض أن تعطي فضلك من لا يحس به، ومن لا يشكرك عليه، ومن لا يهتم بما أسبغت عليه من نعم، فإنك تحرمه لأنك تقول في نفسك: لمَ أعطي من لا يشعر بي، ولا ينوه بفضلى، ولا يذكرني بخير، ولا يحس أن لي عليه يدًا؟! (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ).

 

كانت أعراض بني إسرائيل مستباحة لأن النساء يُتركن لحياة مجهولة المستقبل فظيعة الصورة والغرض، أما البنون فتسفك دماؤهم وتقطع أعناقهم ويستراح منهم: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ).

 

بينت السورة أن الله أنقذهم من هذا الذل، ونجاهم من هذا الهوان، والإنقاذ من الذل شيء عظيم، يقول أبو الطيب المتنبي:

 

واحتمال الأذى ورؤية جانيه *** غـذاء تُضوى به الأجسام

ذل مـن يغبط الذليل بعيش *** رُبّ عيش أخف منه الحِمام

 

نجّى الله بني إسرائيل من هذا الهوان لكنهم جحدوا هذه النعمة ونسوا صاحبها، ولذلك يقول الله -جل شأنه-: (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

 

ثانيًا: بعد أن بينت السورة أنهم لا يشكرون النعمة بيّنت أنهم لا يصدقون في التوبة، فإن الله طلب منهم أن يسمعوا ويطيعوا، طلب منهم أن يسارعوا إلى مرضاة ربهم وإلى فعل الخيرات وترك المنكرات، لكنهم وهنت عزائمهم وتبلدت مشاعرهم، وبلغ الأمر أن احتاجوا -كي يأخذوا الدين بقوة، بحماس، برغبة، بإرادة واعية- احتاج الأمر إلى أن يرفع عليهم الطور: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

 

ثالثًا: بعد ذلك بينت السورة أن النفسية اليهودية معطوبة من عدة نواحٍ، أول عطب فيها أنها تعصي الله عن تقصير لا عن قصور، عن تجاهل لا عن جهل، وهذا معنى قوله: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ). أي أن كفرهم بعد معرفة، أي أن زيغهم بعد إدراك، والذي يعصيك عن تقصير متعمد لا عن قصور غالب، الذي يعصيك عن تجاهل بقدرك لا عن جهل سيطر عليه، جريمته أكبر.

 

لكن ما السبب في هذا؟! السبب في هذا:

 

رابعًا: أن غرورًا غلبهم وملأ نفوسهم، زعموا أنهم أولاد الأنبياء، وأنهم ما داموا أولاد الأنبياء فإن مكانتهم لا ترتبط بعمل يتقدمون به ولا بتقوى تصبغ أخلاقهم بالشرف: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، ورد عليهم -جل شأنه- فبين أن الناس جميعًا سواء عنده، وأن من أصلح العمل بلغ الشأن الرفيع، وأن من أفسد العمل سقطت مكانته: (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).

 

تناولت سورة البقرة بني إسرائيل على هذا النحو، لكن يجيء سؤال: لماذا يحكي القرآن الكريم هذه الأحداث الكثيرة علينا نحن المسلمين؟!

 

والجواب: أن القرآن الكريم عندما يُشرِّح الأمم التي ماتت، وعندما يضع تحت المجهر المدنيات التي تفسخت والحضارات التي انهارت إنما يفعل ذلك ليبين ما هي الجراثيم التي فتكت بهذه الأمم وأسقطت تلك الحضارات، وذلك حتى تستفيد الأمة الأخيرة أو الأمة الإسلامية من مصارع الأولين، فلا تسلك مسلكًا يشبههم ولا تتخلق بخلق سبق أن وقع منهم، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- تحذيرًا بالغًا وبيَّن أن الأمة سيغلبها التقليد الأعمى وربما تبعت مسالك من قبلها، جاء في الحديث الصحيح: "لتتبعن سنن مَن كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ تبعتموهم". قلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟! قال: "فمن".

 

في سورة البقرة قصة عن بني إسرائيل ذكرها القرآن الكريم والمقصود بها تعليمنا نحن، فإن بني إسرائيل -كما استمعتم- أخذ عليهم أنهم لم يشكروا النعمة، ولم يصدقوا التوبة، وأنهم اغتروا بجنسهم، وتعصبوا لما لديهم، ونسوا حقوق ربهم، ولم يلتفتوا إلى الصواب الذي عُرض عليهم، هذا كله ربما اتصل بالحياة الداخلية في المجتمعات، لكن المجتمعات لا تحيا وحدها، بل تحيا وسط عائلة دولية لها أفراد كثيرون، وكثيرًا ما تصطدم الأمم بأمم أخرى، فماذا يكون الموقف؟! وما السبب في أن أممًا تنهزم ثم تنتصر أو تنتصر ثم تهزم؟!

 

هنا نجد سورة البقرة قد لخصت لنا في حدود صفحة ونصف قصة أمة انهارت لأسباب ثم تراجعت إليها الحياة لأسباب، فما أسباب انهيار هذه الأمة؟! وما طريق ازدهارها وانتصارها؟!

 

بدأ الكلام عن هذه الأمة في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ)، لمَ خرجوا؟! (حَذَرَ الْمَوْتِ)، جبناء، لم يحسنوا الدفاع عن أرضهم، تركوا الأرض دون أن يدافعوا عنها بجرأة وجسارة، تركوها حذرَ الموت، العربي قديمًا كان يفضل أن تنهدم داره وتتحول أنقاضًا دون أن يتركها نهبًا لعدو، يقول سعد بن ناشب:

 

سأغسل عني العار بالسيف جالبًا *** عليّ قضاء الله ما كان جالبًا

وأذهل عن داري وأجعل هدمها *** لعرضي من باقي المذمة حاجبًا

 

لكن هذه الأمة تركت المدن وتركت الأرض دون دفاع حقيقي، ويبدو أن ذلك كان لأن القادة جبناء ليسوا قادة مقاومة، ولكنهم كانوا أمراء ترف، وكانوا ساسة لهو ولعب.

 

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ)، خرجوا من ديارهم حذرَ الموت، (فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا)، التفسير الصحيح الذي اخترناه أن الله أماتهم أدبيًّا، أي عاشوا في الدنيا لا كرامة لهم، لا شرف لهم، لا وزن لهم، وهذا هو الموت، (فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ)، لكن ما طريق الحياة؟! الإحياء هنا إحياء أدبي، وطريق الحياة الأدبية أمران: قتال وبذل، قتال في سبيل الله، وبذل للمال في سبيل الله. في القتال في سبيل الله تقول الآية التي تلي هذه الآية مباشرة: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، في البذل في سبيل الله تقول الآية التي تلي هذه الآية مباشرة: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). إن طريق الحياة أمام الأمم بذل النفس وبذل المال.

 

هذه قصة لم يذكر الله فيها أنها لبني إسرائيل، لكن هذا الإجمال في القصة أخذ عنوانه وحقيقته في الآيات التي تلت هذه الآيات والتي استغرقت نحو صفحة بدأت بقوله تعالى -توضيحًا وتفصيلاً-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا)، خشي نبيهم أن يجبنوا كما جبنوا أولاً فقال لهم: أخشى إن جاء ما تطلبون أن يفتضح كذبكم، وأن ينكشف جبنكم، (قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا)، هل كانوا صادقين؟! لا: (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)، هذا أيضًا إجمال، بدأ تفصيله وتوضيحه: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا)، فكان تساؤلهم: (أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

 

تحتاج هذه الآية إلى شرح مطول، لم؟! لأن المال له فلسفة، وله في الحياة أثر، اعتبر اليهود المال أساسًا حقيقيًّا في تقويم الأشخاص، وفي كسب الحياة، وفي تسخير الدنيا، وهذا الكلام فيه نصف الحق ونصف الباطل. فَهِمَ المسلمون أيام جهالتهم أن المال لا لزوم له، وأن الفقر دلالة التقوى وأحسن طريق إلى الوصول إلى الجنة، وهذا الكلام فيه باطل كثير وضلال ضخم، والحق غير هذا وذاك، المال -لا شك- شديد الأثر في الحياة الفردية والاجتماعية، وعندما سيطر اليهود عليه في عالمنا المعاصر ساقوا مائتي مليون أمريكي كقطيع غنم؛ لأن المال في أيدي البنوك والشركات التي يهيمن عليها اليهود، ولما فقد المسلمون المال أو لم يحسنوا كسبه عن طريق الاستثارة وذكاء الاستثمار عاشوا في الدنيا غرباء على الحضارة.

 

ما يجوز أن نظن فقدَ المال دليل تقوى، ومن الخيبة أن لا يحسن استغلاله في هذه الدنيا لرفع دينك، وتقوية إيمانك، ومساندة مروءتك، وإعلاء حقك، كونك تُكبر الغنى لأنه غنى جهل، وكونك تتجرد من المال على أساس أن هذا طريق التقوى جهل، خذ المال وأحسن تسخيره في خدمة دينك.

 

وقد بُلي المسلمون بصنفين من الناس: فقراء لا يحسنون الكسب، وأغنياء يملكون ويبذلون في الترف.

 

هؤلاء اليهود قالوا لنبيهم: كيف تختار علينا ملكًا رجلاً فقيرًا؟! فقال لهم: إنه قد يكون مُقِلاًّ في ماله ولكنه خصب في مواهبه، غني في خصائصه، سعة علمه، وسعة طاقته، وقدرته المادية والأدبية ترشحه لهذا، وفعلاً أخذ هذا الملك يؤدي واجبه، فكيف يعالج شعبًا سرت فيه اللذة وخدرته وأذهلته عن أمور كثيرة؟! أحيانًا تبتلى الأمم بعبادة الهوى والملذات والمظاهر، والأمم التي تبتلى بعبادة الملذات والمظاهر لا تصلح لا في الدفاع عن نفسها ولا في تبليغ رسالتها.

 

أراد طالوت أن يمحص الجيش الذي خرج كي يقاتل به: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ).

 

أتباع الشهوات الذين يسارعون إلى مرضاة أنفسهم رفضوا إطاعة الأمر الذي صادم رغباتهم وقالوا: لا، لابد أن نشرب، تشربون؟! لا تصلحون في ميدان الجندية، وإنما يصلح في ميدان الجندية من يتحمل العطش، ومن يقدر على نفسه إذا تطلعت ويردها إذا تحركت.

 

(فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ)، كان هذا آخر اختبار، (قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ)، نظروا إلى أنفسهم فوجدوا أنفسهم قلة، وعرفوا أن عدوهم كثير في عدده وفي خططه، لكن منطق القتال عند حَمَلة الحق لا يخضع للقلة ولا للكثرة، لا يخضع للمظاهر المادية: (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)، ودارت المعركة، (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) توجهوا إلى الله (قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)، ثم تقرر الآيات هذا القانون الاجتماعي: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ).

 

من الذي نزل عليه هذا الدرس؟! (تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)، نزل على محمد -عليه الصلاة والسلام-، محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي تلا على الناس خلال صفحة ونصف من سورة مطولة كيف أن الأمم تموت أدبيًا إذا نكصت على أعقابها، وبخلت بأموالها، وكيف أنها تحيا أدبيًّا وماديًّا يوم تتشجع وتتوكل على الله وتواجه عدوها دون تهيب لقواه أو لقوى من تسانده، المهم أن تكون لك بالسماء صلة، ولك من الله ظهير، هذا هو الأساس: (تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ).

 

صفحة من هذه السورة تحمل تاريخًا سياسيًّا واجتماعيًّا ملخصًا، اختصرت فيه العبر، وعرضت على الناس في هذا القرآن الذي بدأت السورة تتحدى به لأنه من عند الله.

 

هذا بعض ما في سورة البقرة من هدايات نعرضه ولنا عود إن شاء الله.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...

 

 

الخطبة الثانية:

 

 

الحمد لله (الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ).

 

وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين.

 

وأشهد أن محمدًا رسول الله إمام الأنبياء وسيد المصلحين.

 

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.

 

أما بعد:

 

فقد قرأت تساؤلاً لبعض الصحفيين عن أسباب تخلف الأمة العربية والإسلامية، وهو تساؤل ليس جديدًا، فأنا أحد الذين وجهوا هذا السؤال لأنفسهم ولغيرهم من ربع قرن تقريبًا، وكانت كتاباتنا وخطاباتنا الدينية إجابة عن هذا السؤال، ولقد كشفت فيما كشفت عنه أن من أهم أسباب تخلف العرب والمسلمين أن نظمًا مستجدة هيمنت عليهم وصرفت أمورهم، ولقد قررنا أن الحكم الفردي لا شرف له، ولا دين له، لا حرية حيث يكون هناك استبداد سياسي، لا دين حيث يكون هناك استبداد سياسي، لا حضارة حيث يكون هناك استبداد سياسي، إننا -معشر العرب والمسلمين- أحوج أهل الأرض إلى الحرية التامة.

 

أقول هذا باسم الإسلام، لأني أعلم أن ديني ينتشر في جو الحرية، وأنه يحتضر في جو الاستبداد، ديني قائم على العقل، قائم على الإقناع، ولذلك فإن أعداءه يستميتون في جعل الحريات تختنق وتتلاشى ليصلوا إلى تشويه هذا الدين والقضاء على أتباعه محليًّا وعالميًّا.

 

إننا نحتاج -في العالم كله- إلى جو حر، فإن الإسلام مظلوم، الناس لا تعرفه، الإسلام دين مجهول في القارات الخمس، لقد جرى استفتاء في إنجلترا وفرنسا وهولندا وفي دول أوروبا فكانت الشعوب -من اليهود- ضدنا.

 

والسبب أن ديننا غير معروف، قضايانا غير معروفة، ما يوجد لنا أولياء أمور يعرضون هذه القضايا الدينية والمدنية ويدافعون عنها ويستغلون العلم الكثير كي ينصروها.

 

إن الاستبداد من عدة قرون قام على أفراد جهلة ظنوا أنفسهم علماء، أغبياء ظنوا أنفسهم أذكياء، قاصرين ظنوا أنفسهم أصحاب باع طويل! فكانت مصارع الإسلام والمسلمين على أيديهم.

 

إننا نريد الحرية، والكتاب الذين يتساءلون الآن: ما سبب التخلف؟! هؤلاء كانوا خدمًا للاستبداد، ولذلك فأنا أنظر إلى تساؤلهم بريبة وباحتقار، إن كانوا حقًّا يريدون أن تنهض أمتنا فلنجتهد في أن تسود أمتنا أجواء الحرية العقلية والدينية والمدنية.

 

إننا ندرك أن أمتنا الآن في حرب، وأنها تواجه عدوًّا خسيسًا غادرًا من ورائه أحقاد القرون وتعصبات لا نهاية لسوادها، وأن الأمر يحتاج إلى أن تتماسك الأمة وراء قادتها، لكني أقول: عندما ندرك النصر -إن شاء الله- أو عندما نصل إلى مرحلة حاسمة مع هذا العدو فلابد أن نبني مجتمعنا على المعنى الذي أقول.

 

"اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر".

 

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).

 

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

 

أقم الصلاة..

 

 

نظرات في سورة البقرة (1)

 

نظرات في سورة البقرة (3)

 

 

 

 

المرفقات

في سورة البقرة (2)

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات