عناصر الخطبة
1/حفظ الإسلام للحقوق وصيانته لها 2/شرح حقوق المسلم المذكورة في حديث "حق المسلم على المسلم ست" 3/تعظيم الإسلام لحرمات المسلمين 4/ تحريم الإسلام للظلم والاحتقاراقتباس
عباد الله: من كمال هذا الدين وعظيم محاسنه: أن بيَّن حقوق المسلم على أخيه، ومن أعظم ثمرات حفظ هذه الحقوق: حصول ترابط المجتمع وألفته واجتماعه على الخير، حتى يكون مجتمعاً قويَّاً تتجلى فيه أسمى الأخلاق وأحسنها...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أمر عباده بالتعاون على البر والتقوى، ونهاهم عن التعاون على الإثم والعدوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.
أما بعد: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-.
عباد الله: من كمال هذا الدين وعظيم محاسنه: أن بيَّن حقوق المسلم على أخيه، ومن أعظم ثمرات حفظ هذه الحقوق: حصول ترابط المجتمع وألفته واجتماعه على الخير، حتى يكون مجتمعاً قويَّاً تتجلى فيه أسمى الأخلاق وأحسنها، وتعلو أفقه مبادئ سامية، كلها عدل ومحبَّة وأخوَّة وتكافل وتناصح وتواصٍ بالحق وتواصٍ الصبر.
عباد الله: من الأحاديث التي بيَّنت حق المسلم على أخيه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ" قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ"(أخرجه الشيخان) قال في فتح الباري: "مَعْنَى الْحَقِّ هُنَا الْوُجُوب...والْمُرَادَ بِهِ هُنَا وُجُوبُ الْكِفَايَةِ".
عباد الله: أول هذه الحقوق المذكورة في الحديث: السلام على أخيك المسلم إذا لقيته، وهو أول ما تبدأ به فلا تبدأه بكلمة أو تحية غيرها، ومن المؤسف أن بعضهم يبدأ بكلمة هلا أو مرحباً ويؤخر السلام أو لا يسلِّم ويكون الأمر أشد إذا بدأه بالسباب أو اللعن، فليتق الله أقوام أخَّروا السلام، وابتدأوا بالشتائم.
إنَّ السلام -يا عباد الله- هو تحية أهل الإسلام، فالمسلم إذا دخل البيت فعليه أن يُلقي السلام على أهله، لا أن يبدأهم بغيره كما هو حال كثير من الناس، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنس -رضي الله عنه-: "يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ"(أخرجه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح غَرِيبٌ) وقال تعالى: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)[النور: 61] قال القشيري في قوله: (فإذا دخلتم بيوتا): "هذا عام في دخول كل بيت، فإن كان فيه ساكن مسلم يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإن لم يكن فيه ساكن يقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وإن كان في البيت من ليس بمسلم قال السلام على من اتبع الهدى، أو السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".
عباد الله: وثاني حقوق المسلم على أخيه: إجابة دعوته إذا كان مستطيعاً تقديراً لأخيك ولإدخال السرور عليه وصلة للرحم إذا كان من الأقارب، قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: "أَوْجَبَ أَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ إجَابَةَ الدَّعْوَةِ"، وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "من حق المسلم على أخيه إذا دعاه أن يجيبه، والإجابة إلى الدعوة مشروعة بلا خلاف بين العلماء فيما نعلم، إذا كان الداعي مسلماً، ولم يكن مجاهراً بالمعصية، ولم تكن الدعوة مشتملة على معصية لا يستطيع إزالتها، ولكنها لا تجب عند جمهور العلماء إلا في دعوة العرس".
وقال رحمه الله: "يشترط ألا يكون في مكان الدعوة منكر، فإن كان فيه منكر نظرنا إن كان لا يقدر على تغييره حرمت الإجابة، وإن كان يقدر وجبت الإجابة من وجهين، أما إذا كان المنكر ليس في المكان الذي دعيت إليه وإنما في مكان آخر وإنما هو مصاحب للوليمة فقد قال العلماء: إنه يخير، وعلى هذا فتقول: انظر ما فيه مصلحة، إن كانت المصلحة في الحضور فاحضر وإلا فلا تحضر".
عباد الله: الثالث من حق المسلم على أخيه: أن إذا طلب منه النصيحة أن ينصح له، وأن يصدق في نصيحته، قال النووي -رحمه الله-: "وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَمَعْنَاهُ طَلَبَ مِنْكَ النَّصِيحَةَ، فَعَلَيْكَ أَنْ تَنْصَحَهُ وَلَا تُدَاهِنَهُ وَلَا تَغُشَّهُ، وَلَا تُمْسِكَ عَنْ بيان النصيحة"، وقال السعدي -رحمه الله-: "فانصح له بما تحبه لنفسك، فإن كان العمل نافعا من كل وجه فحثه على فعله، وإن كان مضراً فحذره منه، وإن احتوى على نفع وضرر فاشرح له ذلك ووازن بين المصالح والمفاسد، وكذلك إذا شاورك على معاملة أحد من الناس أو تزويجه أو التزوج منه فابذل له محض نصيحتك، وأعمِل له من الرأي ما تعمله لنفسك، وإياك أن تغشه في شيءٍ من ذلك، فمن غشَّ المسلمين فليس منهم، وقد ترك واجب النصيحة".
عباد الله: لقد تهاون في شأن النصيحة أقوام، منهم من انزوى إلى نفسه فقصَّر في هذا الأمر، وهذا خطأ، قال الإمام ابن باز -رحمه الله-: "التناصح والتواصي بالحق والتعاون على الخير كله من العبادات التي أمر الله بها -عز وجل-، وهي من وسائل السعادة، فالمؤمنون إخوة رجالهم ونساؤهم، حقٌ عليهم أن يتناصحوا، وأن يتواصوا بالحق، وأن ينصح بعضهم بعضاً، وأن يعين بعضهم بعضاً على الخير"، وقال رحمه الله: "المؤمنون يتراحمون ويتناصحون ويتعاطفون ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويرشدون إلى الخير مع أهل بيتهم ومع إخوانهم ومع جيرانهم ومع غيرهم".
الرابع من حق المسلم على أخيه: تشميته إذا عطس وحمد الله، بأن تقول له: يرحمك الله، ويرد عليك بقوله: يهديكم الله ويصلح بالكم وعلى العاطس أن يرفع صوته حتى يسمعه من حوله ويدعون له، أما إذا لم يحمد الله فلا تشمِّته، ولك أن تُذكِّره إن كان ناسياً.
عباد الله: الخامس من حق المسلم على أخيه: عيادته إذا مرض، والدعاء له بالشفاء، وإدخال السرور عليه وتطمينه والتخفيف عليه بالكلام وعدم إطالة الجلوس عنده وعدم لومه ومعاتبته وعدم إشغاله بكثرة الأسئلة، فإن أخبرك بدون سؤال فقل كلاماً طيباً كله تفاؤل بعافيته وشفائه ولا تطل الجلوس عنده إلا إذا أصرَّ عليك إن كان هذا مما يخفف عنه، واحتسب الأجر في نفعه ورقيته الرقية الشرعية إن استطعت ذلك وأحبَّ هو ذلك.
السادس من حق المسلم على أخيه: إذا مات أن يتَّبعه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ شَهِدَ الجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ" قِيلَ: وَمَا القِيرَاطَانِ؟ قَالَ: "مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ"(أخرجه الشيخان) قال السعدي -رحمه الله-: "اتِّباع الجنازة فيه حق لله وحق للميت وحق لأقاربه الأحياء".
عباد الله: إنَّ أهل الإيمان لبعضهم كالبنيان يشد بعضه بعضاً في تآلف ومحبَّة وتعاطف وتكافل وبر وإحسان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"، وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ (أخرجه الشيخان) قال ابن رجب -رحمه الله-: "ويفهم من تشبيكه: أنَّ تعاضد المؤمنين بينهم كتشبيك الأصابع بعضها في بعض، فكما أنَّ أصابع اليدين متعددة فهي ترجع إلى أصل واحد ورجل واحد، فكذلك المؤمنون وإن تعددت أشخاصهم فهم يرجعون إلى أصل واحد، وتجمعهم أخوَّة النسب إلى آدم ونوح، وأخوَّة الإيمان".
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين وما كنَّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد: اتقوا الله حق التقوى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
عباد الله: إنَّ حقوق المسلمين على بعضهم كثيرة، ولقد عظَّم الإسلام حرمات المسلمين، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا"، وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ"(أخرجه مسلم).
وهذا حديث جامع فيه النهي عن عدد من المحرمات، فيه النهي عن الحسد والتناجش وهو أن يزيد في السلعة ولا يريد شراءها إما إضرارا بالمشتري أو نفعا للبائع أو للأمرين معاً، وفيه النهي عن التباغض والتدابر وهو أن يلتقي المسلمان فيولي كل منهما ظهره للآخر لئلا يُسلِّمان على بعض وفيه النهي عن أن يبيع بعضنا على بيع بعض وصورة ذلك إذا رأيت رجلاً باع على آخر سلعة بعشرة فأتيت للمشتري وقلت أبيعك مثلها بتسعة أو أحسن منها بعشرة فهذا حرام.
عباد الله: والإسلام نهى عن أن يظلم المسلم أخاه، ونهاه أن يخذله أو يحتقره، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ"(أخرجه الشيخان) قَالَ الْقَاضِي: "قِيلَ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ فَيَكُونُ ظُلُمَاتٍ عَلَى صَاحِبِهِ لَا يَهْتَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبِيلًا حَتَّى يَسْعَى نُورُ الْمُؤْمِنِينَ بَيْنَ أَيْدِيِهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الظُّلُمَاتِ هُنَا الشَّدَائِدُ".
معاشر المسلمين: ولا يجوز للمسلم أن يخذل أخاه المسلم ولا أن يحتقره بأن يتكبر عليه، ولا أن يؤذيه بأيِّ أذى.
فاعرف -عبد الله- حق أخيك المسلم عليك وقم بواجب ذلك الحق، ولا تتهاون فيه، وفي هذا من الأجور والثمرات ما تحمد عاقبته، في الأولى والآخرة، وإنَّ المجتمع الذي يؤدي فيه أفراده حقوق بعضهم صغاراً أو كباراً رجالاً أو نساء فإنَّه مجتمع قوي متماسك مترابط، يسوده المحبَّة والألفة والتعاطف والتكافل.
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم على نبينا محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين وولِّ عليهم خيارهم واكفهم شرارهم.
اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للحكم بكتابك وسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-، واجمع كلمتهم على الحق.
اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا، وأصلح شبابنا ونساءنا.
اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وارزقهم بطانةً صالحةً ناصحةً وأبعد عنهم بطانة السوء.
اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم من أراد بلادنا وأراد شبابها ونساءها بسوءٍ فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واكفناه بما شئت.
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك، مثنين بها عليك، قابلين لها وأتممها علينا.
اللهم من كان منَّا مريضاً فاشفه شفاءً لا يغادر سقماً، ومن كان منَّا مهموماً ففرِّج همَّه وكربه، ومن كان منَّا مديوناً فاقض دينه وأغنه من الفقر.
اللهم ارزقنا بركةً في أعمارنا وأزواجنا وأموالنا وذرياتنا واجعلنا مباركين أينما كنَّا، وأعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين، اللهم انصر جنودنا المجاهدين المرابطين في الحد الجنوبي، وانصر قوات التحالف العربي وأهلنا في اليمن، ثبِّت أقدامهم وسدِّد رميهم وآراءهم.
اللهم عليك بالحوثيين ومن يعاونهم، مزِّقهم وزلزلهم، واشدد وطأتك عليهم، وأنزل عليهم رجزك وغضبك إله الحق.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90] فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم