عناصر الخطبة
1/رحمة الله بخلقه بإنزال الغيث بعد شدة الجدب 2/دلائل إيمانية في إنزال الله للمطر 3/وقت نزول المطر مما استأثر الله بعلمه 4/نزول المطر بعد شدة الجدب يدل على قدرة الله على تحويل أحوال العباد إلى خير حالاقتباس
عباد الله: في نُزُولِ المطرِ بَعدَ طُولِ جَدْبٍ، وفي اهتِزازِ الأرضِ بعدَ طولِ خُشُوْعٍ، وفي إشراقةِ الحياةِ بعدَ طَولِ خُفُوْت دلائلٌ على قُدرةِ اللهِ على تحويلِ الأحوالِ وتبديلِها، وتقليبِ الأمورِ وتَقْوِيْمِها، فيهِ جَلاءٌ للهَمِّ عَنْ نفوسٍ طالَ بلاؤُها، وعَنْ قلوبٍ طالَ عناؤُها، تكالَبَت عليها النكباتُ، أو اشتدَّتْ بها الأزمات، أو عَظُمَتْ فيها الخطوب، إِنَّ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)[الشورى: 28]، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ شهيد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل الخلقِ سيدُ العبيد، صلى الله وبارك وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً إلى يوم المزيد.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وراقبوه، وأنيبوا إلى ربكم واستغفروه، واعلموا أنكم إلى الله راجعون، وعلى أعمالكم محاسبون: (فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ)[الأنبياء: 94].
أيها المسلمون: ربُنَا رحيم كريم، تتابع إحسانه، وعَظُمَ إِنْعَامُه، وظَهَرَ بِرُّه، وكَثُرَ خَيْرُه، فلا إله غيره، أجدبت الأرضُ حيناً وخشعت، وأُمسكت السماءُ عن المطر وأقلعت، واشْرَأَبَّتِ النُّفُوْسُ تَرْجُوْ مِنَ اللهِ غيثًا مُغيثًا، مريئًا مَريعًا، نافعًا، فأرسل اللهُ الرياحَ المبشراتِ لتثيرَ سحاباً: (فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنزلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ * فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[الروم: 48-50].
يا فاطر الخلق البديع وكافلا *** رزق الجميع سحاب جودك هاطل
يا مسْبِغَ البر الجزيلِ ومُسْبِلَ الْ ** سِّتْرَ الجَمِيْلِ عَمِيْمُ طَوْلِكَ طائل
يا عالمَ السِّرَّ الخَفِيِّ وَمُنْجِزَ ال *** وَعْدِ الوَفِيِّ قَضَاءُ حُكْمِكَ عَادِلُ
عَظُمَتْ صِفَاتُكَ يَا عَظِيْمُ فَجَلَّ أَنْ *** يُحْصِيْ الثَّنَاءُ عَلَيْكَ فِيْهَا قَائِلُ
عباد الله: أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق؟ وأسدى لكم من خير؟ وأجزل لكم من عطاء؟ فسقى ظمأكم، وأحيى أرضكم، وأذهب يأسكم، مَنْ إِلهٌ غَيْر اللهِ يأتِيْكُمْ بِه؟ أإلهٌ مَعَ الله؟ تعالى الله عما يشركون: (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الواقعة: 70].
نِعَمٌ ما للعباد سبيلٌ إلى إدراكها، تَفَضَلَ بها ربُّ العالمين: (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ)[غافر: 61].
وفي إِنْزَالِ المَطَرِ عَظِيْمُ آياتٍ على عَظمةِ فَاطرِ الأرضِ والسماوات، سحابٌ مسخرٌ بين السماءِ والأرض، يجري بأمر الله حيث أراد الله، قد حوى من الماء الزلالِ مالا يحيطُ بِقَدْرِهِ إلا الله، حتى إذا ما بلغ المكانَ الذي كَتَبَ اللهُ أَنْ يُصِيْبَهُ بِشَيءٍ مِنْ رَحْمَتِهِ، أَفْرَغَ السحابُ ماءَهُ، وَنَزَلَ الخيرُ الذي أَوْدَعَهُ اللهُ فيه -بإذن الله- فتحيى به الأرضُ، وينبتُ به الزرعُ، ويكونُ فيه متاعٌ للناسِ إلى حين، وفي ذلك كلِّهِ دليلٌ على أن القادرَ على إحياءِ الأرضِ بَعْدَ مَوْتِها، قَادِرٌ على أَنْ يُحْيِيَ العبادَ بعدَ مَوْتِهِم وهو على كل شيءٍ قدير: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[الأعراف: 57].
وكما أن الماءَ الذي يَنْزِلُ مِنَ السماءِ يُصِيْبُ الأرضَ على اختلافِ أنواعها وأشكالها، فتختلفُ مَنَافِعُها، فَمِنْها ما يُنْبِتُ الكَلأَ والعُشْبَ الكَثِيْرَ، ومنها ما يُمْسِكُ الماءَ فينتفعُ الناسُ منه، ومنها ما هو قِيْعَانٌ لا يُمْسِكُ مَاءً ولا يُنْبِتُ كلأً فذلك مثل ما أَنْزَلَهُ اللهُ مِن وَحْيٍ على رَسُوْلِهِ -صلى الله عليه وسلم- فأصابَ القلوبَ على اختلافها، فِمِنْها مَنْ فَقِهَ في دِيْنِ اللهِ وعَلِمَ وعَلَّمَ، ومنها من لم يمسك علماً ولم يعمل خيراً.
عباد الله: وتتطلعُ النفوسُ إلى نُزُولِ الغيثِ، وحُلُوْلِ الخَيْرِ وحُصُولِ البركات، وحين يُنْزِلُ اللهُ المطرَ، وَتُشْرِقُ الأرضُ بِبَهَائِها، وتَجْرِيَ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها، يخرجُ الناسُ مِنْ بُيُوْتِهِم مستبشرين مُسْتَمْتِعِيْنَ بالنظرِ إلى عَظِيْمِ صُنْعِ اللهِ، وَجَمِيْلِ إِبْدَاعِهِ في خَلْقِهْ.
وفي لَحْظَةِ تَفَكُرٍ يَعِيْشُها المسلمُ تذهبُ به نفحاتُ الإيمان إلى تَذَكُرِ ما أَعَدَّهُ اللهُ لأَوْلِيَائِهِ فِي دارِ النَّعِيْمِ، حيثُ السرورُ والحبور، في ملكٍ لا يبلى، ونعيمً لا يزول: (فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ)[الحاقة: 21-23]، (فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ)[الدخان: 21-53]، (فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)[القمر: 54-55]، (فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ)[المرسلات: 41-42]، (لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ)[الحجر: 48]، فَتَشْرَئِبُّ نَفْسُهُ لِبُلُوْغِ ذَلكَ الفَوْزَ، ويَتَشَوَّفُ قَلْبُهُ لإدْرَاكِ ذلك النعيمَ، فلا يزالُ في طلبهِ ساعياً، يَتَقَرَّبُ إلى رَبِّهِ بالصالحات، وينهى النفسَ عَن الهوى ويكُفًّها عن المحرمات.
إنها الآياتُ الكونيةُ الباهِراتُ: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[البقرة: 164].
ونزولُ الغيثِ من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله، فلا يعلم أحدٌ غيرَ اللهِ متى، ولا أين، ولا مقدار ما يُنْزِلُهُ من الغيث، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْلَمُ ذَلِكَ فقد افترى إثماً عظيماً.
وتقديراتُ والمُتَتَبِّعِيْنَ لأحوالِ الطقسِ كُلُّها مَبْنِيَّةٌ على التَّوَقُّعِ والتحليلِ والاستقراءَ قَد تُصِيْبُ، وقَد تُخطئِ، وانشغالُ المرءِ بتتبعِ هذهِ التقديراتِ المبالغةِ في التعلُقِ بها قد يُضعِفُ إيمانَهُ، ويُوهِنُ تَعَلُّقَهُ باللهِ الذي بيدِه تدبير الكونِ، عن عبد الله بن عُمرَ -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مِفْتَاحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُهَا إلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكونُ في غَدٍ، ولَا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكونُ في الأرْحَامِ، ولَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وما تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وما يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ المَطَرُ"(رواه البخاري)، (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[لقمان: 34].
بارك الله لي ولكم بالقرآن...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، واهب النعم، دافع النقم، من استمسك بهديه اعتصم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خيرُ من سارت به قدم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن بحكمه احتكم.
أما بعد: فاتقوا الله -أيها المسلمون-: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[آل عمران: 132].
عباد الله: وفي نُزُولِ المطرِ بَعدَ طُولِ جَدْبٍ، وفي اهتِزازِ الأرضِ بعدَ طولِ خُشُوْعٍ، وفي إشراقةِ الحياةِ بعدَ طَولِ خُفُوْت دلائلٌ على قُدرةِ اللهِ على تحويلِ الأحوالِ وتبديلِها، وتقليبِ الأمورِ وتَقْوِيْمِها، فيهِ جَلاءٌ للهَمِّ عَنْ نفوسٍ طالَ بلاؤُها، وعَنْ قلوبٍ طالَ عناؤُها، تكالَبَت عليها النكباتُ، أو اشتدَّتْ بها الأزمات، أو عَظُمَتْ فيها الخطوب.
إِنَّ مُغَيِّرَ أحوالِ الكونِ ومُقَلِّبَها هو القادِرُ وَحْدَهُ على رَفْعِ الهَمِّ عَن المهموم، وزوالِ الكربِ عَن المكروب، وجلاءِ الضيقِ، وَدَفْعِ البلاء، وفي حديثِ ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- حين كان رَدِيفَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على دابتِه، فكانَ مما قالَ لَه: "واعلَمْ أنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ، وأنَّ الفرَجَ مع الكرْبِ، وأنَّ مع العُسرِ يُسرًا".
ومَنْ أَنزَلَ حاجتَهُ بغيرِ اللهِ أضَلَّ الطريق، ومَنْ واجهَ الشدائدَ والنوازِلَ مُعْتَمداً على عِلْمِهِ أو ذكائهٍ أو مالِهِ أو سُلطانِه ظَلَّ في البحر غَرِيْق، وما يُنزِلُهُ اللهُ في الأمةِ من بلاءٍ ووباءٍ وكُروب، لا تواجَهُ بالتحايُلِ ولا بالتمايُلِ ولا بالصدودِ ولا بالاستخفاف إنما تواجَه بانكسارِ القلبِ، وصِدْقِ التوبةِ، وخالِصِ التوسُلِ، وطولِ الطَلَب: (فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[الأنعام: 43]، (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ)[المؤمنون: 76]، (فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ)[غافر: 83] عِلْمٌ في الطِّبِّ، وعِلْمٌ في الصناعةِ، وعِلمٌ بالمقومات الحياةِ الماديةِ، عِلْمٌ ملأَ قلوبَهم كبراً واعراضاً واستغناءً عَن رَبِهم بِما زَعَموا، فما أغنى عَنْهُم عِلْمُهُم ولا كِبْرُهُم شيئاً: (وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون)[غافر: 83].
عَزَّ مَن لِرَبِّهِ ذَلّ، وسَعِدَ مَن لِرَبِهِ أَناب، واغْتَنى مَن لَرَبِهِ افتَقَر، وَمَن أَعرَضَ عن اللهِ، وعَن شريعةِ اللهِ، وعن كتابِ الله وعنَ سُنةِ رسولِ اللهِ، فلا عَزَّ ولا سِعِدَ ولا فازَ ولا رَبِحَ ولا اغْتَنى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)[النساء: 115].
عباد الله: إِنَّ الذي أَنزَلَ الغيثَ مِنْ بعدِ طولِ جدبٍ، هو القادِرُ على رَفْعِ الوباءِ بعد طولِ مُكُوث، فلا تركنوا إلى عِلْمٍ يَصرِفُكُمْ عَن الله، ولا تغتروا بأسبابٍ إِن لَم توثِقوا حبالَكُم بالله، فما وقَعَ بلاءٌ إلا بِذنبٍ: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)[الشورى: 30].
اللهم لك الحمدُ على سابِغِ نِعَمِك، ولك الحمدُ على سابقِ ولا حقِ فضلك.
لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد على كل حال.
اللهم كما أغثت أرضنا بالرزقِ والخيرات فأغث قلوبنا بالإيمان والتقوى والتوبةِ، وعمل الصالحات.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم