مشاكل أسرية يكون الزوج فيها سبباً (2) عدم الاهتمام برأيها

أحمد شريف النعسان

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/مشكلة عدم تغافل الزوج عن بعض هفوات زوجته 2/تحذير الزوجة من الأخطاء التي تقع فيها 3/مشكلة عدم اهتمام الزوج برأي زوجته وعدم مشاورته لها 4/استشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- لزوجته أم سلمة 5/عمل عمر -رضي الله عنه- برأي امرأة 6/مشكلة منع الزوجة من مشاركة أهلها في أفراحهم وأتراحهم

اقتباس

ترى الزوج يدقِّق على الشاردة والواردة, على الصغيرة والكبيرة في الشؤون الدنيوية؛ كأنَّه سجَّان وكأنَّها سجينة, يدقِّق على الصغيرة من الأمور الدنيوية خشية أن تقع في الأمور الكبيرة, وكأنه...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

 

فيا عباد الله: لقد ذكرت لكم في الأسبوع الماضي بأنه يجب على كلٍّ من الزوجين عند وجود خلاف بينهما أن يستحضرا: قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ)[النساء: 135].

 

وقد بدأت معكم في الأسبوع الماضي عن المشاكل الأسرية التي يكون الزوج فيها سبباً, وذكرت منها:

أولاً: عدم الاهتمام بالزوجة وكأنه لا قيمة لها.

 

ثانياً: مِنَّة الرجل على زوجته عندما يؤديها حقها.

 

ثالثاً: تهديد الزوجة بالطلاق أو الزواج عليها.

 

رابعاً: عدم غضِّ الطرف عن بعض الزلات والهفوات.

 

أيها الإخوة الكرام: وها أنا أتابع الحديث في هذا اليوم عن المشاكل الأسرية والتي يكون الزوج فيها سبباً للمشكلة, فمن أسباب المشاكل في الحياة الزوجية: عدم غض طرف الزوج عن بعض زلات وهفوات المرأة.

 

ترى الزوج يدقِّق على الشاردة والواردة, على الصغيرة والكبيرة في الشؤون الدنيوية, كأنَّه سجَّان وكأنَّها سجينة, يدقِّق على الصغيرة من الأمور الدنيوية خشية أن تقع في الأمور الكبيرة, وكأنه يظن أن المرأة يجب أن تكون معصومة, ولا يجوز أن تقع في مخالفة من المخالفات, وإذا أراد محاسبتها شدَّد عليها المحاسبة.

 

أيها الإخوة الكرام: الزوج العاقل هو الذي يتغافل عن بعض الزلات والهفوات الدنيوية التي لا تقدح في دين المرأة, وإذا أراد محاسبتها غضَّ طرفه عن الهفوات والزلات, وتأسى بسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ كما أخبرنا ربنا -عز وجل- عنه, فقال تعالى: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ)[التحريم: 3].

 

هذا هو الخلق السامي أن تحاسب على بعض الأمور وتغضَّ الطرف عن البعض الآخر, مع كامل الرفق واللين وخاصة في الأمور الدنيوية وحقوقك الشخصية؛ لأن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما كان يغضب لنفسه وما ينتقم لنفسه, بل كان يعفو ويصفح, وأما إذا انتُهِكت حرمات الله فما كان يقوم في وجه سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم.

 

يا عباد الله: انظروا إلى هذا الموقف في حياة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قالَتْ: "قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا, تَعْنِي قَصِيرَةً, فَقَالَ: لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ"(رواه الترمذي).

 

أين نحن من هذا الخلق النبوي الشريف السامي العالي؟ هل الزوج حريص على دين زوجته إن قصَّرت, أم أنَّه حريص على حقوقه الدنيوية المادية المحضة؟ تراه يشدِّد على زوجته في هذا الجانب, وقد أهمل جانب الدين, لا يدقِّق على صلاتها ولا على صومها ولا على حجابها, ولا على اختلاطها بالرجال الأجانب, مع أنه مسؤول عن كل ذلك يوم القيامة.

 

أيها الزوج الكريم: غُضَّ الطرف عن بعض الهفوات والزلات المتعلقة بالحياة الدنيوية, ولا تدقِّق ولا تُشدِّد؛ لأنَّ هذا التدقيق مصدر كبير من مصادر الخلافات بينك وبين زوجتك, فلا تكن سبباً في وجود المشاكل من خلال التدقيق الشديد وخاصة على الأمور الدنيوية التافهة, وكن شديداً على مراقبة دينها مع كل اللطف, وأنت تتذكر قول الله -تعالى-: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)[طـه: 44].

 

أيها الزوج الكريم: عالج نفسك قبل معالجة نشوز زوجتك, وخاصة إذا كنت أنت مصدر المشكلة, وتذكر قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ)[النساء: 135].

 

أيها الإخوة الكرام: من أسباب وجود الخلافات الزوجية: عدم اهتمام الزوج برأي زوجته وعدم مشاورتها؛ لأن شعار بعض الرجال في حياته الزوجية وعلاقته مع زوجته: "شاوروهنَّ وخالفوهن".

 

إن الرجل الذي لا يبالي برأي زوجته ولا يستشيرها فإنه يمحقها محقاً, ولم يجعل لها وجوداً, مع كونها إنسانة عاقلة وليست بمجنونة.

 

لماذا الاستخفاف برأيها؟ هل جانَبَها الصواب دائماً؟ لماذا لا تصغي لقولها؟ لماذا لا تستشيرها؟ ألا تعتبر زوجتك شريكة حياتك؟ أما اخترتها على أساس من الدين والخلق لتكون مربية لأبنائك؟ هل تظن بأنَّ مشاورة الرجل لزوجته عار عليه؟

 

بكلِّ أسف نرى كثيراً من الشباب يستخفون برأي نسائهم, ويعتبرون مشاورة الرجل لزوجته نقصاً وعاراً, وإن سألت هؤلاء الشباب لماذا هذه النظرة لجاء الجواب: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)[الزخرف: 22].

 

أيها الإخوة الكرام: كلام هؤلاء الشباب مرفوض في ديننا, ألم يقل سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَمِّرُوا النِّسَاءَ فِي بَنَاتِهِنَّ؟"[رواه الإمام أحمد عن ابن عمر -رضي الله عنهما-]. بمعنى شاوروا النساء في بناتهن. أيُّ رجل يشاور زوجته في زواج ابنته؟ الكثير يرفض مشاورة الزوجة في ابنتها, مع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بذلك.

 

نعم القرار لك أيها الزوج, نعم أنت بيدك القوامة, نعم أنت بيدك العصمة, ولكن تذكر يا أخي الكريم أمر الله -تعالى- لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ)[آل عمران: 159] مع كونه صلى الله عليه وسلم معصوماً, مع أنَّ الله -تعالى- بيَّن لنا بأن طاعتنا لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي عين طاعتنا لله -عز وجل-, قال تعالى: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ)[النساء: 80].

 

فإذا كان الحبيب -صلى الله عليه وسلم- وهو المتبوع يشاور أتباعه فنحن من باب أولى وأولى, ولكن الأنا الفرعونية الموجودة في كثير من الناس, والكبر والعجب, هو الذي يحول بين الرجال والنساء في مسألة المشاورة, وهذا لا يليق بالرجل العاقل الذي ينظر إلى المرأة بأنها شريكة حياته.

 

أيها الإخوة المؤمنون: يقول الله -تبارك وتعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)[الأحزاب: 21].

 

انظروا إلى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم صلح الحديبية بعد أن تمَّ توقيع الصلح بينه وبين قريش, أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحب الكرام وقال لهم: "قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا, قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ, حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ, فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ قَامَ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ, فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنْ النَّاسِ, فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً, حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ, فَقَامَ فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ, حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ, نَحَرَ هَدْيَهُ وَدَعَا حَالِقَهُ, فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا, حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا"(رواه الإمام أحمد).

 

أيها الإخوة الكرام: سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخل على السيدة أم سلمة وهو مغضب, فسألته السيدة أم سلمة -رضي الله عنها- عن سبب الغضب, تصوَّر يا أخي الكريم إن كنت في حالة غضب وسألتك زوجتك عن سرِّ وسبب غضبك, ما هو موقفك؟

 

لماذا تصنع مشكلة بسبب سؤال زوجتك لك؟ أليس ألمك ألمها؟ أليس سرورك سرورها؟ لماذا الغضب إن سألتك عن سبب وسرِّ غضبك؟

 

لقد شاء الله -تبارك وتعالى- أن يجعل حلَّ موقف الصحابة -رضي الله عنهم- على لسان السيدة أم سلمة -رضي الله عنها-, مع أنه تبارك وتعالى قادر على أن يلهم سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا الخاطر الذي أدلت به السيدة أم سلمة -رضي الله عنها-, ولكن شاء الله -تعالى- أن يعطي درساً للرجال بأن المرأة لها عقل نيِّر, وأنَّ على الرجل أن يصغي للمرأة لأنها قد تدلي برأي سديد وأنت بأمسِّ الحاجة إليه.

 

أيها الإخوة الأحبة: موقف حصل مع سيدنا عمر -رضي الله عنه- يعطينا درساً في هذه القضية.

 

مرَّ سيدنا عمر -رضي الله عنه- أيام خلافته على السيدة خولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها- والناس معه على حمار فاستوقفته طويلاً ووعظته وقالت: "هيهاً يا عمر, عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ تروِّع الصبيان بعصاك, فلم تذهب الأيام حتى سُمِّيت عمر, ثم لم تذهب الأيام حتى سُمِّيت أمير المؤمنين! فاتق الله في الرعية, واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد, ومن خاف الموت خشي الفوت"، وهو واقف يسمع كلامها.

 

فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز؟ فقال: ويلك تدري من هي؟ هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات, هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ)[المجادلة: 1]، والله لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها. فقال لها رجل: قد أكثرتِ أيتها المرأة على أمير المؤمنين. فقال عمر: دعها, أما تعرفها؟ فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات, فعمر والله أحقُّ أن يسمع لها"(أوردها الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب, والحافظ ابن حجر في الإصابة).

 

ما المانع من السماع لرأيها, ألم تقرأ قول الله -تعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[التوبة: 71].

 

أيها الزوج الكريم: لا تهمل رأي زوجتك, شاور زوجتك وخاصة في حياتك الزوجية, ولا تكن سبباً في جعل المشكلة في بيتك, لا تكن فرعونياً, لا تقل كما قال فرعون: (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى)[غافر: 29] هذا ليس من دين الله في شيء.

 

أيها الإخوة الكرام: من الأسباب التي تجعل المشاكل في الحياة الزوجية: منعُ الزوجة من مشاركة أهلها في أفراحهم وأتراحهم, وهذه ظاهرة في المجتمع, حيث يتسلَّط الزوج على زوجته فيمنعها من مشاركة أهلها في أفراحهم وأتراحهم, وهذا له أثر كبير في جعل المشاكل بين الأزواج.

 

أيها الإخوة: الكثير من الأزواج يعيش في تناقض في حياته السلوكية, يمنع البعض نساءهم من مشاركتهنَّ في أفراح وأتراح أهلهنَّ زاعمين وجود المنكرات هناك, فإذا ما جاءت مناسبة عند أهل الزوج رأيت الزوج يأذن للزوجة بل يلزم الزوجة بالمشاركة في أفراح وأتراح أهله ولو مع وجود المنكرات, زاعماً أنه يريد أن يكون بارَّاً في أهله, هذا الزوج نسي قول الله -تعالى-: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِين * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)[المطففين: 1- 3].

 

الذهاب لعند أهلها للمشاركة في الأفراح حرام لوجود المنكرات, هذا شيء حسن, ولكن كن آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر بأسلوب حسن لطيف, واجعل الأمر واحداً, سواء أكان هذا في بيت أهلها أم في بيت أهلك, ولا تكن سبباً في قطيعة رحمها, وتذكر قول الله -تعالى-: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)[محمد: 22].

 

أيها الزوج الكريم: لا تكن سبباً في خلق المشاكل في حياتك الزوجية من خلال منعها من مشاركة أهلها في أفراحهم وأتراحهم, وتذكر قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)[النساء: 135].

 

أيها الإخوة الكرام, أيها الأزواج الأعزاء: اتقوا الله في نسائكم ولا تكونوا سبباً في خلق المشاكل بينكم وبين نسائكم من خلال عدم الاهتمام بالزوجة أولاً, ومن خلال المنَّة على الزوجة عند الإنفاق عليها ثانياً, ومن خلال تهديدها بالطلاق أو الزواج عليها ثالثاً, ومن خلال التدقيق عليها في الشاردة والواردة من الزلات والهفوات رابعاً, ومن خلال إهمال رأيها خامساً, ومن خلال منعها من مشاركة أهلها في أفراحهم وأتراحهم سادساً.

 

وتذكَّر -أيها الزوج الكريم- قول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ, فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ, وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ, وَإِنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ, فَإِنْ فَعَلْنَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ, وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"[رواه أبو داود].

 

ولعل الحديث له صلة في الأسبوع القادم -إن شاء الله تعالى-.

 

أقول هذا القول، وكل منا يستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

المرفقات

مشاكل أسرية يكون الزوج فيها سبباً (2) عدم الاهتمام برأيها

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات