عناصر الخطبة
1/عظم ركن الحج ومكانته 2/دروس من مدرسة الحج 3/من صور تكريم المرأة في الحج 4/استشعار قدسية الحرم ووجوب تعظيمه.اقتباس
مدرسة الحج تربية للنفس على النظام والانضباط وعدم الفوضوية؛ فالمواقيت لا تتجاوز إلا بإحرام, وهناك الفدية والجزاء لمن ارتكب محظورا, ومن يتأمل المناسك يرى فيها دقة عجيبة في إدارة الوقت؛ فالحج له ميقات زماني ومكاني, ولعرفة ومزدلفة حدود وزمان, للوقوف والمبيت كذلك والرمي له زمان وعدد وترتيب, وجدول الحاج منظم تبعا لمناسك الحج...
الخطبة الأولى:
إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله -تعالى- ومراقبته في السر والعلن؛ فإن تقواه -جلّ وعلا- هي خير زاد يبلغ إلى رضوان الله, يقول الله -تعالى-: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[البقرة: 197].
عباد الله: تستقبل أمة الإسلام موسما عظيما بفضائله, جليلا بفوائده عميقا بآثاره؛ إنه موسم الحج الذي يؤدي فيه المسلمون ركنا من أركان الإسلام ومبانيه العظام، هذه العبادة الجليلة هي في حقيقتها مدرسة عظيمة تحمل في طياتها الكثير من الدروس والعبر, التي يتربى عليها المسلمون, وفي رحاب مناسكها يتتلمذون, ويتفيؤون معالم قيمها, ويبرزون للعالم أجمع من خلال تجمعهم العالمي ومؤتمرهم السنوي هدايات الإسلام ومحاسنه.
ومهما تتبار القرآئح والأفهام حادية أناشيد عظمته, مسطرة دروسه وعبره, فستظل جميعا كأن لم تبرح مكانها, ولم تحرك بنافلة القول لسانها.
إن أول دروس مدرسة الحج يتجلى في قول الله -تعالى-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)[الحج:26]؛ فالحكمة من بناء البيت العتيق إنما هي توحيد الله -تعالى- وإفراده بالعبادة, والحج من خلال مناسكه يعمق قضية التوحيد, ويؤسس العقيدة على الإخلاص لله وحده ونفي الشريك عنه، وفي أول ذكر يلهج به الحاج يرتسم التوحيد على الشفاه, وتعلو به الحناجر؛ ففي التلبية تتجلى هذه المعاني, قال جابر -رضي الله عنه- واصفا حجة النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فأهلَّ بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك لبيك"(رواه مسلم).
فمدرسة الحج تعزز جانب العقيدة الصحيحة وتحمي حمى التوحيد؛ حتى لا يقع المسلم في براثن الشرك والوثنية, ويحقق التوحيد الخالص واقعا في قلبه وقالبه, وينبذ الخرافة ويصرف جميع العبادات كلها لله وحده لاشريك له: (حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ)[الحج: 31].
ومدرسة الحج تبرز أهم قضية من قضايا العقيدة وهي البراءة من المشركين ومخالفتهم؛ قال -تعالى- في سورة براءة: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)[التوبة: 3], وخلال رحلة حجه -صلى الله عليه وسلم- حرص على مخالفة المشركين؛ فقد لبى بالتوحيد خلافاً لهم في تلبيتهم الشركية, وأفاض من عرفات مخالفاً لقريش حيث كانوا يفيضون من طرف الحرم, كما أفاض من عرفات بعد غروب الشمس مخالفاً لأهل الشرك الذين يدفعون قبل غروبها, ولما كان المشركون يدفعون من المشعر الحرام (مزدلفة) بعد طلوع الشمس, فخالفهم -صلى الله عليه وسلم- فدفع قبل أن تطلع الشمس.
وفي خطبة حجة الوداع أبطل -عليه الصلاة والسلام- عوائد الجاهلية ورسومها؛ حيث قال: "ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع", قال ابن القيم -رحمه الله-: "الشريعة قد استقرت -ولا سيما في المناسك- على قصد مخالفة المشركين".
ومدرسة الحج تربية على متابعة الهدي النبوي في مناسك الحج؛ استجابة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "خذوا عني مناسككم", فيتربى الحاج على التزام السنة والاهتداء بها في جميع شؤون حياته: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الأحزاب: 21].
وفي مدرسة الحج يتذوق المسلم لذة الاتباع, ونعيم التأسي وحلاوة الاقتداء وينفك من أسر البدعة وقيودها, وتنجلي عنه ظلمتها؛ فيسعد بالنور بعد الظلمة, وبالسعة بعد الضيق, وباليسر بعد العسر.
مدرسة الحج تربي على الأخوة الإسلامية؛ فالله -تعالى- يقول: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[الحجرات: 10]؛ فالحاج يستشعر معنى الأخوة الإسلامية من خلال لقائه بإخوانه المسلمين من شتى بقاع الأرض, تصافحت الأيدي, وتآلفت القلوب, وغمرتهم المحبة والتعاون والتسامح.
في مدرسة الحج يتعلم المسلمون الوحدة والاتحاد؛ فالمسلمون قدموا من كل فج عميق, اختلفت بلدانهم وألوانهم ولغاتهم، لكنهم اجتمعوا واتحدوا في لباس واحد, ومكان واحد, وجاؤوا لرب واحد؛ طمعاً في عفوه ورحمته، ومظاهر الوحدة والاجتماع بين الحجاج في المناسك ظاهرة لا تخفى على ذي بصيرة.
لك الدين يا رب الحجيج جمعتهم *** لبيت طهور الساح والعرصات
أرى الناس أصنافا ومن كل بقعة *** إليك انتهوا من غربة وشتات
تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت *** لديك ولا الأقدار مختلفات
عباد الله: مدرسة الحج تربي الحاج على ذكر الله وتمجيده وتعظيمه؛ فالذكر من أعظم المقاصد التي أرادها الله من عبادة الحج؛ قال -تعالى-: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)[الحج: 27، 28]
ورحلة الحج من بدايتها إلى نهايتها ذكر لله -عز وجل-؛ فالحاج يذكر الله في تلبيته وطوافه وسعيه, وفي عرفات يدعو الله ويرجوه, وفي مزدلفة يذكره ويوحده؛ يقول الله -تعالى- : (فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[البقرة: 198، 199].
وأيام موسم الحج وعشر ذي الحجة والتشريق أيام ذكر لله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)[البقرة: 203], وفي ذبح الهدي والأضاحي ذكر الله وتوحيده؛ قال -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)[الحج: 34], وقال -سبحانه-: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ)[الحج: 36], ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "أيام التشريق أيام أكل وشرب, وذكر لله"(صحيح مسلم).
في لزوم ذكر الله -عز وجل- يتلذذ الحاج بطعم المناجاة, ويأنس بذكر ربه وخالقه -عز وجل-؛ ليخرج من مدرسة الحج وقد تعلقت نفسه بالذكر ورطب لسانه به, فيداوم على ذكر الله ما بقي في حياته بقية.
الحج مدرسة جامعة لتربية النفوس على الأخلاق والقيم الفاضلة؛ قال -تعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)[البقرة: 197].
الحج تزكية للنفوس وترويض على الصبر والحلم والإعراض عن الجاهل, وتحمل المشقة في سبيل مرضاة الله -تعالى-؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "من حج ولم يرفث ولم يفسق عاد من حجه كيوم ولدته أمه".
ومن أعظم ما يتربى عليه المسلم في الحج ضبط الجوارح وكفها عما حرم الله -عز وجل-, والبعد عن الفسوق والعصيان والمخاصمة والجهل, ومن خلال محظورات الإحرام تربية وتدريب على ترك المحرمات, وهجر الرذائل والقبائح, والبعد عن الفسوق والآثام.
ورحلة الحج تسفر عن أخلاق المسلم وتسهم إسهاماً عظيما في تعديل السلوك السيئ إلى الحسن, فكم من حاج عاد من رحلة حجه بوجه جديد ونفس راضية مطمئنة!.
والحج مدرسة رحبة للصبر والتصبر بل وتبرز فيه أنواع الصبر الثلاثة؛ فهو صبر على طاعة الله -تعالى-, قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات".
والحج صبر عن معصية الله؛ فإن الحاج يمتنع عن بعض المباحات كاللباس والطيب ووطء الزوجة وحلق الشعر وبقية المحظورات, فصبره بعد ذلك عن المعصية من باب أولى.
الحج الصبر على الأذى والمصاعب والمشاق التي قد يتعرض لها خلال أداء المناسك؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "ومن يتصبر يصبره الله"(رواه مسلم), فالحج مدرسة عملية للأخلاق ومنظومة قيم يستلهمها الحجاج.
مدرسة الحج تربية للنفس على النظام والانضباط وعدم الفوضوية؛ فالمواقيت لا تتجاوز إلا بإحرام, وهناك الفدية والجزاء لمن ارتكب محظورا, ومن يتأمل المناسك يرى فيها دقة عجيبة في إدارة الوقت؛ فالحج له ميقات زماني ومكاني, ولعرفة ومزدلفة حدود وزمان, للوقوف والمبيت كذلك والرمي له زمان وعدد وترتيب, وجدول الحاج منظم تبعا لمناسك الحج, وهذا كله يجعله منضبطاً في أوقاته دقيقا في مواعيده.
وفي الحج معالجة للنفس بتعظيم حرمات الله, وتوقير شعائر الله والأزمنة والأماكن الفاضلة؛ فالحاج يتذكر حرمة الزمان والمكان, فالزمان هو الشهر الحرام, والمكان هو البلد الحرام, وكفى بذلك رادعا عن الحرام, وزاجرا عن انتهاك حدود الله, (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32].
ومدرسة الحج إعلاء لشأن المرأة وبيان قدرها ومنزلتها في الإسلام, وفي الحج صور متعددة من تكريم المرأة ورعايتها وصيانتها، فعندما قام ذلك الرجل وقال: يا رسول الله! اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انطلق فحج مع امرأتك".
ولما لم يلزم الإسلام المرأة بالجهاد؛ حفاظاً عليها وتقديراً لضعفها, أبدلها الله مكانه الحج والعمرة، قالت عائشة -رضي الله عنها- قلت: يا رسول الله! على النساء جهاد؟ قال: "نعم عليهم جهاد لا قتال فيه؛ الحج والعمرة"(رواه أحمد وابن ماجه), وفي خطبة الوداع تأتي الوصية بالنساء: "ألا واستوصوا بالنساء خيرا؛ فإنهن عوان عندكم".
الحج مدرسة للتيسير والسعة؛ فاليسر والسهولة ورفع المشقة سمة من سمات دين الإسلام، وتظهر صور ذلك بينة في الحج، فالحج لمن استطاع إليه سبيلا، وقد وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه, فما سئل النبي عن شيء قدّم ولا أخّر إلا قال: "افعل ولا حرج", وأذن للعباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، والإذن للضعفة من النساء والصبيان بالإفاضة من مزدلفة ليلاً ورمي جمرة العقبة قبل وقتها، وغير ذلك من شواهد التيسير والبعد عن التعسير على الحجاج.
بل إن التخيير عند الأمر فيه من التيسير والتسهيل الشيء الكبير، فأنت مخير في حجك بين التمتع والقران والإفراد، ومخير بين الحلق والتقصير، ثم أنت مخير في التعجل أو التأخر نهاية الحج، ولا شك أن هذا درس عظيم للدعاة والمربين ولكل مسلم في اتباع التيسير والتخفيف والبعد عن التعسير والعنت والمشقة على الآخرين؛ عملاً بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا".
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه غفور رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى, وسمع الله لمن دعا, وبعد:
فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، واعلموا أن من أجل دروس الحج حصول التقوى؛ فالتَّقوى غاية الأمر، وجِماعُ الخير، ووصيَّة الله للأوَّلين والآخِرين، والحجُّ فرصة عُظْمى للتزوُّد من التَّقوى، قال -تعالى- : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)[البقرة: 197].
عباد الله: وفي مدرسة الحج تعظيم لشأن الأمن والسلام, وبيان رسالة الإسلام في الحفاظ على مقومات الأمن الشامل واستتبابه؛ ذلك أن الله -تعالى- عظم شأن بيته الحرام، وحرّم مكة منذ خلق السموات والأرض؛ قال -تعالى- : (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا)[النمل: 91], وقال -سبحانه-: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا)[البقرة: 125], وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن مكة حرَّمها الله ولم يحرِّمها الناس؛ فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرا".
وقد توعد الله -سبحانه- من همّ بعمل سوء في الحرم؛ فقال: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)[الحج: 25]؛ فالحاج المسلم يستشعر قدسية الحرم وعظمة المشاعر, (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ)[العنكبوت: 67].
أخي المسلم: هذا بعض من دروس مدرسة الحج فما أعظم مدرسة الحج حين تهب الحاج ميلاداً جديداً, يفضل على ميلاده من بطن أمه, كيف لا وهو ميلاد الهداية والصلاح؟! فطوبى لمن تربى في مدرسة الحج؛ فعاد من حجه مخلوقاً جديدا وشخصا معطاء.
نسأل الله -تعالى- للمسلمين حجاً مبروراُ وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً, اللهم سلم الحجاج والمعتمرين, وردهم لديارهم سالمين غانمين.
اللهم احفظ على بلادنا أمنها واستقرارها ورغد عيشها، ورد كيد أعدائها في نحورهم، واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم, يا سميع الدعاء.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 – 182].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم