ما السر في تداعي الأمم علينا؟

أحمد شريف النعسان

2022-10-06 - 1444/03/10
عناصر الخطبة
1/ تلاحم مجتمع السلف 2/ أسباب تكالب الأمم على أمة الإسلام 3/ أهمية محبة الله ورسوله والسبيل إلى ذلك 4/ وسائل عودة العزة للمسلمين

اقتباس

السِّر في تداعي الأمَمِ علينا, والسِّرُّ في أنَّنا أصبحنا غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ هوَ: استِعمارُ الأهواءِ والشَّهَواتِ والملذَّاتِ المختلفةِ لقُلوبِنا, حتَّى إذا ما تعارَضَ حكمٌ شرعيٌّ مع الأهواءِ والشَّهَواتِ والملذَّاتِ طَرَحَ الكثيرُ من الناسِ الحكمَ الشَّرعيَّ, ورَجَّحوا الأهواءَ والشَّهَواتِ والملذَّاتِ, مع أنَّ...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

 

فيا عباد الله: لو نَظَرنا إلى سَلَفِنا الصَّالِحِ فإنَّنا نَجِدُهُم كانوا كالبُنيانِ المرصوصِ, إذا اشتكى منهُ عُضوٌ تداعى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى.

 

وإذا نَظَرنا إليهم، فإنَّنا نَجِدُهُم قد تحقَّقَت فيهم بِشارَةُ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- عندما دعا قومَهُ إلى الإيمانِ الحقيقيِّ، روى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضيَ اللهُ عنهما- قَالَ: "لَمَّا مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْهُمْ أَبُو جَهْلٍ, فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ ابْنُ أَخِيكَ يَشْتِمُ آلِهَتَنَا, يَقُولُ وَيَقُولُ, وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ, فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فَانْهَهُ, قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ وَكَانَ قُرْبَ أَبِي طَالِبٍ مَوْضِعُ رَجُلٍ, فَخَشِيَ إِنْ دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- عَلَى عَمِّهِ أَنْ يَكُونَ أَرَقَّ لَهُ عَلَيْهِ فَوَثَبَ فَجَلَسَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ, فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَجِدْ مَجْلِساً إِلَّا عِنْدَ الْبَابِ فَجَلَسَ, فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ قَوْمَكَ يَشْكُونَكَ, يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَشْتُمُ آلِهَتَهُمْ, وَتَقُولُ وَتَقُولُ, وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ, فَقَالَ: يَا عَمِّ, إِنِّي إِنَّمَا أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ, تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ, وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ, قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ نَعَمْ وَأَبِيكَ عَشْراً, قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ, قَالَ: فَقَامُوا وَهُمْ يَنْفُضُونَ ثِيَابَهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) [ص: 5].

 

ولو نَظَرنا إلى حالِنا اليومَ فإنَّنا نَجِدُ قدِ انطَبَقَ علينا ما تَوَعَّدَنا به رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- في الحديثِ المعروفِ المشهورِ الصَّحيحِ الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود عَنْ ثَوْبَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-: "يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا" فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ, وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ, وَلَيَنْزَعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ, وَلَيَقْذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ" فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله, وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا, وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ".

 

يا عباد الله: إنَّهُ لمنَ الجديرِ أن نتساءَلَ فيما بينَ بعضِنا البعضِ: لماذا تداعت علينا الأمَمُ؟ ما هوَ السِّرُّ في تكالُبِ الشَّرقِ والغربِ علينا ونحنُ مُسلمونَ مُؤمنونَ بالله -تعالى-؟ لماذا أصبحنا غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ مع وُجودِ القاسمِ المشتركِ بيننا وبينَ أصحابِ سيِّدِنا رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- والسَّلَفِ الصَّالِحِ؟

 

السِّرُّ في ذلكَ هوَ: ما وَضَّحَهُ لنا سيِّدُنا رسولُ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- في نفسِ الحديثِ الشَّريفِ, عندما قالَ له عن الوَهْنِ: "حُبُّ الدُّنْيَا, وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ".

 

السِّرُّ في ذلكَ هوَ: ما بَيَّنَهُ لنا ربُّنا -عزَّ وجلَّ- في كتابِهِ العظيمِ, حيثُ حَذَّرنا من حُبِّ الدُّنيا بكلِّ صُوَرِها وأشكالِها أكثرَ من حُبِّ الله -تعالى-, وحُبِّ سيِّدِنا رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-, فقال تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 24].

 

السِّرُّ في تداعي الأمَمِ علينا من كلِّ حَدْبٍ وصَوْبٍ ونحنُ كثيرٌ هوَ: حُبُّ الدُّنيا أكثرَ من حُبِّ الله -تعالى-, ومن حُبِّ سيِّدِنا رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-, وبذلك أصبحنا نكرَهُ الموتَ.

 

نعم, سَلَفُنا الصَّالِحُ -رَضِيَ اللهُ عَنهُم- دانت لهمُ الدُّنيا من أقصاها إلى أقصاها, ودَفَعت لهمُ الجزيةَ الأعاجمُ؛ لأنَّهُم ما كانوا مُسلمينَ فقط, بل كانونا مُؤمنينَ حقَّاً, وكانت قُلوبُهُم أوعيةً لمحبَّةِ الله تعالى ومحبَّةِ رسولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- أكثرَ من محبَّتِهِم لأصولِهِم وفُروعِهِم وحواشيهِم, ومن المالِ بكلِّ صُوَرِهِ وأشكالِهِ, ومن كلِّ الدُّنيا, بل كانَ حُبُّ الله -تعالى- وحُبُّ رسولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- أكثرَ من حُبِّهِم لِذواتِهِم.

 

يا عباد الله: إنَّ محبَّةَ الله -تعالى-, ومحبَّةَ سيِّدِنا رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- يجبُ أن تكونَ هيَ المتمكِّنَةُ من القلبِ أكثرَ من محبَّةِ الدُّنيا, وانظُروا إلى قولِ الله -عزَّ وجلَّ- وتدبَّروهُ حيثُ يقولُ: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ) [البقرة: 165].

 

ويقولُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) [المائدة: 54].

 

فالسِّرُّ في تداعي الأمَمِ علينا, والسِّرُّ في أنَّنا أصبحنا غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ هوَ: استِعمارُ الأهواءِ والشَّهَواتِ والملذَّاتِ المختلفةِ لقُلوبِنا, حتَّى إذا ما تعارَضَ حكمٌ شرعيٌّ مع الأهواءِ والشَّهَواتِ والملذَّاتِ طَرَحَ الكثيرُ من الناسِ الحكمَ الشَّرعيَّ, ورَجَّحوا الأهواءَ والشَّهَواتِ والملذَّاتِ, مع أنَّ العقلَ يُناديهم لا يا عباد الله.

 

يا عباد الله: إنَّ من عظيمِ لُطفِ الله -تعالى-, وبالِغِ كَرَمِهِ وإحسانِهِ: أن حقَّقَ لنا كلَّ أسبابِ محبَّتِهِ, حتَّى لا يحتاجَ الواحدُ منَّا إلى تَعَبٍ في سبيلِ غَرْسِ محبَّةِ الله -تعالى- في قلبِهِ.

 

يا عباد الله: إنَّكم تعلمونَ المَثَلَ الذي يقولُ: جُبِلَتِ النُّفوسُ على حُبِّ من يُحسِنُ إليها، فإذا كانتِ النُّفوسُ مجبولةً على ذلكَ فيجبُ علينا أن نعلمَ بأنَّ المحسنَ الأوَّلَ والآخرَ للإنسانِ هوَ اللهُ -تعالى-, وصدق اللهُ -تعالى- القائلُ: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) [النحل: 53].

 

وصدق اللهُ -تعالى- القائلُ: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النحل: 18] فهل يَستَحِقُّ أحدٌ المَحَبَّةَ غيرَ اللهِ -تعالى-.

 

فاللهُ -تعالى- هوَ المنعمُ المتفضِّلُ الوحيدُ على العبدِ, حيثُ تفضَّلَ عليه بِنِعمةِ الإيجادِ ثمَّ بِنِعمةِ الإمدادِ, وإذا ما لُوِّحَ للعبدِ بزوالِ نِعمةِ الإيجادِ والإمدادِ مُباشرةً يجأرُ إلى الله -تعالى-.

 

لذلكَ من الغريبِ أن يحبَّ العبدُ النِّعمةَ أكثرَ من المنعمِ, ومن الغريبِ أن لا يتوجَّهَ العبدُ بقلبِهِ إلى الله -تعالى- ويحبَّهُ أكثرَ من جميعِ النِّعَمِ الظَّاهرةِ والباطنةِ.

 

يا عباد الله: من مظاهرِ رحمةِ الله -تعالى- بعبادِهِ: أنْ حقَّقَ لهم سبيلَ محبَّةِ رسولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-, حيثُ صاغَ حبيبَهُ المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- على أعلى الرُّتَبِ خَلقاً وخُلُقاً, وما ذاكَ إلا ليكونَ سبيلُ محبَّتِهِ ميسوراً لا يحتاجُ إلى تكلُّفٍ, ولا يحتاجُ إلى جِهادِ نفسٍ للوصولِ إلى ذلكَ, تدبَّروا هذهِ الآياتِ الكريمةِ وهيَ تَصِفُ هذا الحبيبَ الأعظمَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-، قال تعالى: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 128].

 

وقال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) [آل عمران: 159].

 

وقال تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) [الأحزاب: 6].

 

وقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4].

 

لقد جَبَلَهُ اللهُ -تعالى- على أسمى الأخلاقِ, وأفضلِ الطَّبائِعِ, فكانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أكثرَ الناسِ تواضُعاً, وأليَنَهُم عريكةً, وأَبطأَ الناسِ غَضَباً, وأسرعَ الناسِ رِضاً, ولا يغضبُ لنفسِهِ قطُّ بشكلٍ من الأشكالِ, وكانَ أنفعَ الناسِ للناسِ.

 

ما رآهُ أحدٌ من الأعرابِ أصحابِ القلوبِ الغليظةِ الفظَّةِ, فنَظَرَ إليهِ نظرةً مُنصفةً مُتحرِّرةً عن العصبيَّةِ والأهواءِ إلا وعَشِقَهُ من النَّظرةِ الأولى.

 

يا عباد الله: حتَّى يرجعَ إلينا عِزُّنا السَّامي يجبُ علينا: أن نُعظِّمَ في قُلوبِنا حُبَّ الله -تعالى- وحُبَّ رسولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-, حتَّى يكونَ أعظمَ من حُبِّ الدُّنيا بكلِّ صُوَرِها وأشكالِها.

 

وهذا لا يكونُ إلا إذا أرجَعنا كلَّ نِعمةٍ إلى مَصدرِها, وليسَ هناكَ مصدرٌ للنِّعَمِ إلا اللهُ -تعالى-, ولا يكونُ إلا إذا رَجَعنا إلى سِيرةِ سيِّدِنا رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- وإلى شَمائِلِهِ حتَّى يَنْغَرِسَ في قُلوبِنا حُبُّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أكثرَ من أنفُسِنا.

 

نعم, لقد تداعت علينا الأمَمُ بسبَبِ حُبِّنا للدُّنيا الذي دَفَعنا إلى كراهيةِ الموتِ, أمَّا سَلَفُنا الصَّالِحُ فقد أحبُّوا المنعمَ أكثرَ من النِّعمةِ حتَّى اشتاقوا إلى لِقاءِ الله -تعالى-, وأحبوا سيِّدنا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- أكثَرَ من أنفُسِهِم حتى صاروا كإيَّاهُ من حيثُ الاتباعَ والاقتداءَ, وبذلكَ كانوا كالبُنيانِ المرصوصِ, فهابَهُم عدوُّهُم, وانهَزَمَ أمامَهُم, ودَفَعَ لهمُ الجِزيةَ.

 

اللَّهُمَّ إنَّا نسألُكَ حُبَّكَ وحُبَّ حَبيبِكَ المصطفى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- أكثرَ من أنفُسِنا، آمين.

 

أقول هذا القول, وأستغفر الله لي ولكم, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

المرفقات

السر في تداعي الأمم علينا؟

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات