لا تكونوا إمعة

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/تعريف الإمعة 2/تحذير النبي -صلى الله عليه وسلم- من التبعية البليدة 3/بعض سمات الشخصية القوية 4/خطر عرض الثوابت الإسلامية للتصويت 5/التعامل الصحيح مع غير المسلمين 6/التسامح المحمود مع الآخر 7/التسامح المذموم مع الآخر 8/انتشار الشركيات والبدع في جزيرة العرب قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب 9/بعض مظاهر الإمعية

اقتباس

من مظاهر الإمعية: تقليد الغرب، لا في صناعته، أو تقنيته، أو أسلوب إدارته المادية، بل في قيمه الهزيلة، وثقافته الإباحية، ولو خالفت عرفا كريما محافظا، بل ولو خالفت حكما ثابتا، كالحجاب، أو الاختلاط!. فالمقلدون بعد أن هزموا نفسيا تحت ضغط الواقع، وقلة الإيمان، تنازلوا عن مسلماتهم؛ لأن فيها خروج عما يرضاه الغرب. فتراهم يجرون مقابلة مع...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 -71].

 

أما بعد:

 

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

عَنْ حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ أَسَاءُوا أَسَأْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ: إِنْ أَحْسَنُوا أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا أَلا تَظْلِمُوا"[رواه الترمذي، وهو حديث حسن].

قال العلامة القاري: "الأظهر أن الكلمة: -أي: إمعة-، غير موضوعة لصفة أو اسم، بل موضوعة مركبة من كلمتين المعبر عنهما: ب "أنا معك".

 

وقال صاحب الفائق: "هُوَ الَّذِي يُتَابِعُ كُلَّ نَاعِقٍ، وَيَقُولُ لِكُلِّ أَحَدٍ أَنَا مَعَك؛ لِأَنَّهُ لَا رَأْيَ لَهُ يَرْجِعُ إِلَيْهِ".

 

أيها الإخوة: ما أحوجنا إلى هذا الحديث العظيم الذي يحذرنا فيه نبينا -صلى الله عليه وسلم- من التبعية البليدة.

 

إن من أكبر سمات الشخصية القوية الواثقة: الاعتزاز بالذات على جميع الأبعاد: البعد الحضاري، أو الديني، أو حتى الشخصي.

 

وينبغي أن نعلم: أن هذا الاعتزاز إما أن يكون بحق أو بباطل، والذي يفصل بين الحق والباطل ليس الهوى والمزاج، لا، وإنما هو الإسلام وأحكامه وما وافق مقاصده من أعراف وعادات محمودة.

 

إن الإنسان له أن يعتز بكل عادة تحفظ حق الجوار مثلا، أو بكل تدابير تصون العرض، أو تحافظ على المال من الضياع، أو تحمل عقيدة من الانحراف، أو ما شابه ذلك من أعراف حميدة، ومسلمات عقدية، أو شرعية.

 

فإذا اعتز بها لزم أن يبقى صامدا شامخا بذلك المنهج السوي، مهما عصفت حوله رياح التغيير.

 

أقول: رياح التغيير، أي في غير محلها الصحيح؛ لأن المتغيرات أمر طبيعي في حياة الناس، هذا أمر مسلم به، ولكن الذي لا نسلم به أن يكفي التغيير على الثوابت والمسلمات، على العقيدة مثلا ومستلزماتها ومقتضياتها التي يجب أن نظل معتزين بها دائما وأبداً على ثوابت الأحكام وعللها.

 

هذه أمور لو تغيرت، أو كما يحب أن يعبر به المتحررون، أو العلمانيون، ومن تأثر بهم، لو تطورت؛ لضاع الدين.

 

إنها فاجعة أن يناقش المسلم مسلمات عقيدته، أن يناقش عقيدة الولاء والبراء مثلا ليس من باب المعرفة، لا، وإنما من باب التغيير، أو حتى الالغاء.

 

مصيبة أن يناقش المسلم موضوع البدع الشركية، ثم يتساءل: لماذا نظل ننكر على أصحابها؟ لماذا لا نتطور ونتبنى فكراً حضريا ناضجا فنسكت عنه؟  بل لماذا لا نعترف بتلك البدع ونقبل بها وإن لم نمارسها؟!

 

فإذا قيل لصاحب هذا الاتجاه: يا رجل! يا مسلم: أين أنت ذاهب؟

 

قال: هذا فكر العالم المتحضر، هذا هو التسامح، انظر إلى الناس حولك نحن في عصر العولمة.

 

قلنا له: وهل تلحق بالناس ولو سلكوا طريق الضلال؟

 

قال متماديا ومعاندا: ومن قال لك أننا أصحاب الحق فيما كنا عليه من منهج؟!.

 

نعم -أيها الإخوة-: إمعية في أعظم وأقدس ما يملكه المسلم عقيدته.

 

إن التعامل مع غير المسلمين: لا يعني إلغاء عقيدة الولاء والبراء، والتسامح مع الآخر، لا يعني القبول بالشرك، ولا الرضا بالبدع.

 

إننا ونحن نوالي ونعادي في الله أول الدعاة إلى التسامح، التسامح في صورته الصحيحة، لا صورته الليبرالية، فالديمقراطية الليبرالية تؤمن بالتسامح المطلق.

 

هذا ما قاله فلاسفة ومفكرو الليبرالية الأوائل؛ لأنه في نظرهم ليس هناك حق مطلق، فالجميع متساوون من هذه الناحية، فلا المسلمون ولا غير المسلمين يملكون الحق المطلق.

 

وهنا يأتي التسامح بالقبول لطرح الآخر وعقيدته وسلوكه، فيما لا يضر بخصوصية الآخرين.

 

هذا هو التسامح الذي يريدوننا أن نتبناه.

 

إن التسامح الحق مع أهل الكتاب، هو: جواز مصاهرتهم، وأكل طعامهم، والتعامل معهم في البيع والشراء.

 

والتسامح مع الآخر في الإسلام: العدل معه، والصدق ،والوفاء وحسن المعاملة والمجادلة بالتي هي أحسن، وتبادل المعارف والمنافع، لا القبول ببدعه، ولا الرضا بعقيدته المنحرفة.

 

فهذا ليس من التسامح، وإنما هو خور ومداهنة: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) [القلم: 9].

 

فقد سمعنا العقلاء من المفكرين يقولون: إن الانحراف الطفيف في المبدأ أول الطريق ينتهي بالانحراف الكامل في نهاية الطريق.

 

ولكن يبدو أن بعض المسلمين اليوم يريدون أن يبدأ انحرافهم من وسط الطريق، بل ربما من نهايته.

 

لقد هدم النبي -صلى الله عليه وسلم- مسجدا يقول الذين بنوه ظاهرا: "لا إله إلا الله"، وهم في الباطن أبعد ما يكونون من كلمة التوحيد: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [التوبة: 107].

 

نعم لقد هدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسجدا ً من أجل ضرره على المسلمين، وخطورته على دينهم، فالأمور لا تأخذ بالعاطفة، ولا بالجهل، وإنما تؤخذ بالعلم والحزم.

 

نحن أمة التوحيد، تربينا على "لا إله إلا الله" أي لا معبود بحق إلا الله، فلا يدعى إلا هو وحده، ولا يلجأ إلا إليه وحده، ولا يستغاث إلا به وحده، فلا وسطاء بيننا وبين الله، ولا أولياء ولا شفعاء يرقبونا إليه، وذلك الشرك بعينه: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) [الزمر: 3].

 

نحن أمة التوحيد، أمة لا تجبر الناس على معتقدها: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) [البقرة: 256].

 

ولكنها في نفس الوقت لا تجامل الشرك أبداً، ولا ترضى عنه مطلقا، ولو قال صاحبه: "لا إله إلا الله" ما دام يتلفظ بها، ثم ينقضها بالشرك، هكذا ربى النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته.

 

يقول الحارث بن مالك: "خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين، ونحن حديث عهد بالجاهلية، قال: فسرنا معه إلى حنين، وكان كفار قريش ومن سواهم من العرب لهم شجرة عظيمة خضراء، يقال لها: ذات أنواط، يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها، ويذبحون عندها، ويعكفون عليها يوم، يعني تكدس ككثير من أضرحة اليوم.

 

قال: ورأينا ونحن نسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شجرة خضراء عظيمة -يعني شبيهة بها-، قال: فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الله أكبر، قلتم -والذي نفس محمدا بيده- كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) [الأعراف: 138] إنها السنن -أي الطريقة المتبعة- لتركبن سنن من كان قبلكم".

 

أتدرون ما كان عليه الحال في الجزيرة قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونصيره الإمام محمد بن سعود -رحمهم الله-؟.

 

لقد كان عند الناس في ذلك الوقت من أنواع الشرك ما كان، بدع منتشرة، عبادة الأضرحة والقباب، وتوسل بالأموات، كان قبر محجوب، وقبة أبي طالب، يأتون إلى الاستغاثة بها، ولو دخل سارق، أو غاصب، أو ظالم قبر أحدهما لم يتعرضوا لهُ؛ لما يرون من وجوب التعظيم والاحترام لهذا الضريح.

 

وكان عندهم رجل من الأولياء -بزعمهم- يسمى سلكوا فيه سبيل الطواغيت، وصرفوا إليه النذور، واعتقدوا فيه النفع والضر، وكان يأتي إليهم لتحصيل ما لديهم من النذور والخراج، وينسبون إليه حكايات عجيبة، منها: أنه أعمى، وأنه يخرج من بلدة الخرج بدون قائدٍ يقوده.

 

وشجرة تدعى الذئب، يؤمها النساء اللاتي يُردن المواليد الذكور، ويعلقن عليها الخرق البالية، لعل أولادهنّ يسلمون من الموت والحسد.

 

وهناك مغارة في جبل يسمونها بنت الأمير، وقصتها المزعومة: أن بعض الفسقة أراد أن يظلم بنت الأمير، فصاحت ودعت الله فأنفلق لها الغار، فأجارها من السوء؛ فكان العامة من هؤلاء الجهلة المشركين يسعون إلى ذلك الغار يقدمون اللحم وصنوف الهدايا.

 

وكان بعض النسـاء والرجال يأتون إلى ذكر النخل المعروف بالفحال في بلدة معينة، يفعلون عنده أقبح الفعال، وكانت المرأة إذا تأخر زواجها تضمُهُ بيدها، ترجوا أن تفرج كربتها، وتقول: يا فحل الفحول، أُريد زوج قبل الحول.

 

كانت شجرة أبي دجانة في العيينة، وقبة رجب، وقبة ضرار بن الأزور.

 

وكانت هذه القباب والقبور تُعبـد من دون الله ليس بالضرورة أن يركعوا او يسجدوا لها، بل يكفي دعائها من دون الله ركنا أساسا من أركان العبادة، بل هو العبادة ذاتها كما أخبر صلى الله عليه وسلم.

 

ولذلك قال تعالى: (فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) [الجن: 18].

 

وتأتي النذور والذبائح للقبور شركا صراحا آخر، وكان هناك أفرادٌ من المتصوفة على مذهب الملاحدة من الحلولية الذين يعتقدون أن الله حل في كل مكان، وأنه حل في المخلوقات، وأن كل ما ترى بعينك فهو الله، لا يميزون بين خالق ومخلوق، وكان لهم انتشار في بلاد نجد وغيرها.

 

وكانت الموالد التي فيها الشرك تُقرأ على الناس، وكانت الحجب تكتب بالطلاسم وتعلق.

 

وكانت الكتب مثل: دلائل الخيرات، وروض الرياحين، التي فيها استغاثة، وتوسل بغير الله مشهورة تقرأ في الموالد بين الناس.

 

وقد خلت كثير من المساجد من المصلين، وانتشرت عبادة النجوم، واعتقاد تأثيرها في الحوادث الأرضية.

 

وانتشر التبرك بالأشجـار والأحجار والجمادات، وغيرها من المظاهر المؤسفة.

 

هكذا كان الحال قبل دعوة الشيخ المباركة.

 

وبما أن دعوة الشيخ خرجت في زمان شاعت فيه الصوفية، وانتشرت فيه عبادة القبور والأضرحة في أكثر البلاد الإسلامية؛ فمن الطبيعي أن يهجم على دعوته شرقا وغربا بكل قوة.

 

ويتفنن في تشويهها، وما زال أهل البدع حتى يومنا هنا يصفون من خالف بدعتهم وقبوريتهم بالوهابي.

 

ونحن -أيها الإخوة-: لا يهمنا من دعا إلى التوحيد، سواء كان محمد بن عبد الوهاب، أو من كان قبله كأحمد بن حنبل، أو ابن تيمية، فقائدنا إلى التوحيد قبلهم هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إمام الموحدين، هو من أسس الحرب ضد الشرك والقبور، وكل ما يدعى من دون الله، فهو القائل صلى الله عليه وسلم: "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم".

 

فمن سار على نهجه، فهو ولينا وحبيبنا، ومن خالف نهجه، فنحن منه برآء.

 

ومن أراد أن يميع هذه العقيدة في بلاد العقيدة من باب التغيير، ومسايرة العصر، وإرضاء الناس؛ شرقا أو غربا، فمآله إلى الفشل -بإذن الله تعالى-.

 

قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله"[رواه البخاري].

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه إنه بر رءوف رحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

فمن مظاهر الإمعية: تقليد الغرب، لا في صناعته، أو تقنيته، أو أسلوب إدارته المادية، بل في قيمه الهزيلة، وثقافته الإباحية، ولو خالفت عرفا كريما محافظا، بل ولو خالفت حكما ثابتا، كالحجاب أو الاختلاط، أو المحرم، فالمقلدون بعد أن هزموا نفسيا تحت ضغط الواقع، وقلة الإيمان، تنازلوا عن مسلماتهم؛ لأن فيها خروج عما يرضاه الغرب.

 

فتراهم يجرون مقابلة مع امرأة من أهل هذه البلاد الطيبة في موضوع الاقتصاد مثلا من باب التحضر، وإظهار ما وصلت إليه المرأة من مزايا عملية ومعنوية، فالإسلام يحرم عمل المرأة، ولا يرفض المقابلة معها.

 

لكن لماذا الزج بها هكذا تخرج بلا حجاب؟

 

ألدعوة النساء إلى الخروج، فالأصل للمرأة في الإسلام القرار: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [الأحزاب: 33].

 

ثم لماذا السفور؟ لماذا لا يقبلون امرأة منقبة أو ذات خمار؟ أم هو تشجيع لباقي النساء بالتأسي؟ ثم ماذا ستفيد أو تضيف من معلومات لتلك المقابلة، وهي لا تكاد تكمل جملة مفيدة؟!

 

إن وراء الأكمة ما يوحي بالخطر، وإرضاء الغرب من دون الله مذلة وهوان.

 

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

 

اللهم احفظنا واحفظ علينا ديننا وأعراضنا...

 

 

 

المرفقات

تكونوا إمعة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات