عناصر الخطبة
1/ الصراع بين الحق والباطل سنة ماضية 2/ وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 3/ تفشي المعاصي والمنكرات ولا منكر 4/ وجوب الأمر بالمعروف على كل أحد كلٌ بحسبه 5/ أقسام الناس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 6/ من صفات المنافقين 7/ من صفات المؤمنين 8/ انقلاب الموازين في هذا الزمن 9/ أحكام وآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكراقتباس
ومن هذه المنكرات أيضاً: أن يظل الباعة وأهل المحلات التجارية في أماكنهم لا يؤدون الصلاة التي افترضها الله عليهم، وهذه ظاهرة منتشرة في بعض البلدان الإسلامية فإذا ما مر الإنسان بسوق يريد الذهاب إلى المسجد لقصد أداء الصلاة؛ وجد الكثير الغالب من أصحاب الدكاكين والمحلات التجارية مفتحة أبوابهم، غير عابئين بالصلاة، وما يسمعونه من التكبيرات المدوية عبر مكبرات الصوت ..
أما بعد:
أيها المسلمون: إن من حكمة الله العلي الكبير وجود الخير والشر، والكفر والإسلام، والطاعات والمعاصي، ووجود هذه الأمور أمر لا محيد عنه، ولا يمكن أن تخلو الحياة منه، فهو سنة ماضية للصراع بين الحق والباطل، وبين الحسن والقبيح.
ولما هدى المؤمنين إلى الحق وفعل الخير أمرهم أن يأمروا الضالين والمنحرفين بأمور الخير وينهوهم عن الشر، ولا يكتفي المسلم بخاصة نفسه، ويترك أهل المنكرات في غيهم يترددون، وفي سكرتهم يعمهون، بل يجب عليه الأخذ على أيديهم، وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فإنه لا تكاد المجتمعات تخلو من بعض المنكرات، ولكنها قد تقل في مجتمع، وتكثر في آخر،كمنكرات الطرقات وممرات ومنتديات الناس العامة، وأسواقهم وبيوتهم، وغيرها، والتي يجب على كل متى رآها أن ينهى عنها، ومن هذه المنكرات:
خروج النساء المتبرجات الكاسيات العاريات المائلات المميلات اللاتي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها.
وما أكثرهن اليوم يزاحمن الرجال في الحافلات والممرات والطرقات، والمنتديات والتجمعات العامة، قد لبسن أحسن الثياب، وتعطرن بأفخر العطور، وتجملن بأنواع المساحيق الخضابات -وإنا لله وإنا إليه راجعون-.
يستعرضن بكل زينتهن أمام الشباب العزب، وكأنهن يشرن إليهم بأن هلموا، فقتلن الحياء في نفوسهم ونفوسهن.
ومن المنكرات التي تحدث: الأغاني الماجنة والخليعة، التي تسخط رب الأرض والسماء، إنها لهو الحديث، وقرآن الشيطان والتي قال عنها سبحانه: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) [لقمان: 6] فأقسم الصحابي الجليل ابن مسعود بأن لهو الحديث هو الغناء.
وقال -تعالى- عن الشيطان: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا) [الإسراء:64] وقوله: وصوتك، أي الغناء ومزامير الشيطان.
ومن هذه المنكرات أيضاً: أن يظل الباعة وأهل المحلات التجارية في أماكنهم لا يؤدون الصلاة التي افترضها الله عليهم، وهذه ظاهرة منتشرة في بعض البلدان الإسلامية فإذا ما مر الإنسان بسوق يريد الذهاب إلى المسجد لقصد أداء الصلاة؛ وجد الكثير الغالب من أصحاب الدكاكين والمحلات التجارية مفتحة أبوابهم، غير عابئين بالصلاة، وما يسمعونه من التكبيرات المدوية عبر مكبرات الصوت، مع أن المسجد قد لا يبعد عنهم سوى عدة أمتار.
وتجد البعض الآخر يسرحون ويمرحون، ويبيعون ويشترون، وكأن الصلاة شيء لا يعنيهم، أوكأنهم لا يعلمون أن بين الشرك والإسلام ترك الصلاة؛ وكأنهم لم يقرءوا ولم يسمعوا قوله -تعالى- عن المجرمين: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) [المدثر:42-44] إلى آخر الآيات. وقوله: (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [التوبة :5]
وكأنهم لم يعلموا أن من قطع الصلاة فقد قطع الصلة بينه وبين ربه، وكأنهم لم يعلموا أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وأن تركها والتهاون فيها موجب للويل والثبور؛ كما قال -تعالى-: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا) [مريم:59-60] وقال -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُون) [الماعون: 4-5]
وإن الإنسان ليعجب وتصيبه الدهشة والحيرة، وهو يرى مسلماً يدعي الإسلام ولا يصلي! ومسلماً يدعي الإسلام وقد ترك أعظم وأهم أسسه ودعائمه، وآخر يقول لا إله إلا الله، وقد ترك مقتضياتها والعمل بها.
أيها المسلمون: ومن المنكرات الألفاظ القبيحة كالسب والشتم واللعن الذي يحصل بين المتخاصمين.
ومن أكبر المنكرات تعطيل الشريعة الإسلامية عن العمل بها في العالم الإسلامي، والتي أمر الله بالعمل بها وتحكيمها في شؤون كافة، (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) [النساء:65]
فتجد من اتخذ القوانين الأجنبية والإفرنجية بديلة عن شريعة الله، وأصبح التحاكم إلى القوانين الوضعية أمراً مألوفاً غير مستنكر!
فيجب على المسلمين أن يتقوا ربهم ويجتنبوا أسباب عقابه وغضبه وسخطه، وأن يسعوا إلى تطبيق الشريعة, والعمل بها في كافة الشؤون، وإلا فإن الذل والصغار والعذاب سيحل بهم أينما كانوا.
وكل هذه المنكرات القبيحة وغيرها كثير، ولا نسمع ولا نرى من ينكرها إلا علماء الإسلام وطلبة العلم على المنابر، أما كثير من المسلمين فلا يبالون بهذا الأمر ولا يلتفتون إلى إنكارها، وكأن واجب التغيير والدعوة إلى الله ينصبُّ على الدعاة والعلماء فقط!
هذا خطأ كبير، بل كل من رأى منكراً فإنه يجب عليه تغييره بأي وسيلة شرعية استطاعها؛ فو الله -يا إخوتاه- ما انتشرت المنكرات في المجتمع إلا بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولذلك أقول أيها الأحبة: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وظائف أمة الإسلام، وبقيامها به استحقت وصف الخيرية؛ كما قال الله -تعالى-: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ). [آل عمران]
قال مجاهد- رحمه الله-: "كنتم خير أمة أخرجت للناس على الشرائط المذكورة؛ وعلى هذا يكون المعنى؛ كنتم خير أمة إذا أمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وآمنتم بالله، وقد قدم الله ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قبل ذكر الإيمان تأكيداً للمؤمنين أنه لا يتم إيمانهم إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يسعهم التخلف عنه إلا لعذر".
ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب من أسباب البعد عن اللعن والطرد من رحمة الله؛ كما قال -تعالى- عن بني إسرائيل: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) [المائدة:79-78]
وإن الإنسان ليخاف أن تصيبه اللعنة جزاء رؤيته وسماعه المنكر ثم لا ينهى عنه، وهذا والله خطر كبير، وشر مستطير، فالله -سبحانه- قد أخبر عن ثلاث طوائف من الناس أحداها:
سمعت ورأت المنكر ولم تعمل به، ولكنها سكتت عنه، والثانية نهت عن ذلك. والثالثة فعلت المنكر، فأخبر الله أنه أنجى التي أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر، وأهلك التي عملت المنكر، وسكت عن الثالثة.
ولذلك اختلف العلماء فيها هل هلكت مع من هلك، أم نجت مع من نجا؟ والصحيح أنها ناجية من العذاب مع كونها آثمة بتركها النهي عن المنكر، قال الله -تعالى-: (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) [الأعراف:164-165]
والعجب كل العجب أننا نجد البعض يدعو إلى فعل المنكر وترك المعروف، جهاراً نهاراً، ومحاربة لله ورسوله، فيأمر بسماع الأغاني، والاختلاط بين الرجال والنساء، وتحرير المرأة من الحياء!!! ومحاربة سنة المصطفى وغير ذلك، مما تولى كبره هذه الأيام كثير من المنافقين، لا كثرهم الله؛ قال -تعالى-: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [التوبة:67]
هذه صفتهم، وأما صفة المؤمنين فإنها الأمر بالمعروف والفرح به، والنهي عن المنكر والحزن والاكتئاب لرؤيته؛ كما في قوله -تعالى-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة:61]
قال الغزالي: "إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين، ولو طوى بساطه وأهمل عمله؛ لتعطلت النبوة واضمحلت الديانة، وعمت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد.
وقد كان الذي خفنا أن يكون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، إذ قد اندرس من هذا القطب عمله وعلمه، وانمحق بالكلية حقيقته ورسمه، فاستولت على القلوب مداهنة الخلق، وانمحت عنها مراقبة الخالق، واسترسل الناس في اتباع الهوى والشهوات استرسال البهائم، وعزّ على بساط الأرض مؤمن صادق لا تأخذه في الله لومة لائم.
فمن سعى في تلافي هذه الفترة، وسد هذه الثلمة، إما متكلفاً بعملها، أو متقلداً لتنفيذها، مجدداً لهذه السنة الداثرة، ناهضاً بأعبائها، ومتشمراً في إحيائها؛ كان مستأثراً من بين الخلق بإحياء سنة أفضى الزمان إلى إماتتها، ومستبداً بقربة تتضاءل درجات القرب دون ذروتها.
نسأل الله أن يهدينا إلى كل خير وأن يجنبنا سبل الضلالة والغواية، رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله ومن والاه وتولاه إلى يوم الدين.
أما بعد: لقد أوجب الله -عز وجل- على من ولاهم ولاية كبرت أو صغرت، أن يقوموا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ) [الحج:41]
وأما بعض من ولاهم الله الولايات في زمننا هذا فإنهم على العكس من ذلك، فهم يأمرون بالمنكر ويشجعونه ويدعمونه، وينهون عن المعروف ويحاربونه، ويحاربون من قام به، إلا من رحم الله.
وقد ثبت عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " من رأى منكم منكراً (في بيته، أو في طريقه، أو في سوقه، أو في عمله، أو في مكتبه، أو في أي مكان) فليغيره بيده (وهذا واجب الولاة ومن كان له سلطة كالآباء والأمهات) فإن لم يستطع فبلسانه (وهذا واجب العلماء وطلبة العلم والوعاظ والدعاة وغيرهم) فإن لم يستطع فبقلبه (وهذا واجب كل مسلم أمام كل منكر لا يقدر على تغييره) وذلك أضعف الإيمان".
وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون، ويفعلون مالا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل".
أيها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر: اعلموا "من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ينبغي أن يكون عليماً بما يأمر به، عليماً بما ينهى عنه، رفيقاً فيما يأمر به، رفيقاً فيما ينهى عنه، حليماً فيما يأمر به، حليماً فيما ينهى عنه.
فالعلم قبل الأمر والرفق مع الأمر، والحلم بعد الأمر فإن لم يكن عالماً لم يكن له أن يقفو ما ليس له به علم وإن كان عالماً ولم يكن رفيقاً كان كالطبيب الذي لا رفق فيه فيغلظ على المريض فلا يقبل منه وكالمؤدب الغليظ الذي لا يقبل منه الولد وقد قال تعالى لموسى وهارون: (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه: 44]
ثم إذا أمر ونهى فلا بد أن يؤذى في العادة فعليه أن يصبر ويحلم كما قال تعالى: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [لقمان]
أيها المسلون: واعلموا علم اليقين أنما أصابنا من الذل والهوان، والخزي والعار والانحطاط، إنما هو بسبب بعدنا عن كتاب ربنا وسنة نبينا، وتخلينا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى:30]
أسأل الله لي ولكم التوفيق والهداية، ونعوذ به من الخذلان والغواية. اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، وجنبنا ما تسخطه وتأباه. اللهم وفقنا للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يا سميع الدعاء. (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
(سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين).
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم