عناصر الخطبة
1/ الله خالق كل شيء 2/ أحكم وأحسن كل شيء خلقه 3/ كل خلقه بحكمة 4/ ماذا لو آمنت بالله الخالق؟ 5/ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالقاقتباس
صدَعَت الآياتُ قلبَهُ، وزلزلت كِيانَهُ، مع أنهُ كان وثنيًّا يعبد الأوثانَ والأصنامَ، إلا أنَّ الآياتِ طرقَتْ قلبَهُ تُخاطبُ فِطرتَهُ خطابًا عقليًّا، قائلةً لهُ: هل خُلِقتَ من غيرِ شيءٍ؟ الجوابُ: لا...
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
الحمدُ لله الذي خلق فسوّى، وقدَّر فهدَى، أحسَنَ كُلَّ شيءٍ خَلَقَه، وأتقَنَ كُلَّ شَيءٍ صَنَعَه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، -صلى الله عليه وسلم- تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: فاتقوا الله عِباد الله حقَّ التقوى، وراقبوهُ في السرِّ والنجوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
عباد الله: بعد غزوة بَدر، جاء جُبيرُ بنُ مُطعِمٍ -رضيَ اللهُ عنه-، يطلب الفداء لبعض الأسرى، وكان يومئذٍ كافِرًا، فأدركَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي صلاةَ المغرب، فسمعه يَقْرَأُ بسورة الطُّورِ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَلْ لاَ يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ المُسَيْطِرُونَ)، قَالَ جبير: "كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ، وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا وَقَرَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِي”(رواه البخاري).
صدَعَت الآياتُ قلبَهُ، وزلزلت كِيانَهُ، مع أنهُ كان وثنيًّا يعبد الأوثانَ والأصنامَ، إلا أنَّ الآياتِ طرقَتْ قلبَهُ تُخاطبُ فِطرتَهُ خطابًا عقليًّا، قائلةً لهُ:
هل خُلِقتَ من غيرِ شيءٍ؟ الجوابُ: لا.
هل خلقتَ نفسَكَ؟ الجوابُ قطعًا: لا.
هل خلقتَ السماواتِ والأرضَ؟ الجوابُ: لا.
إذًا لا بُدَّ من إلهٍ عظيمٍ، هو الذي خلق السّماواتِ والأرضَ، وخلق ذلكَ الإنسانَ، فكيف لا يوقنونَ ولا يؤمنونَ بهِ؟! قال الله -تعالى-: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) [الحشر: 24].
إنهُ الله، فاطرُ السماوات والأرض، بديعُ السماوات والأرض، يقول -صلى الله عليه وسلم-: “كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ”(رواه البخاري).
كان اللهُ في الأزل، ولم يكن شيءٌ قبلَه، ثم شاءَ أن يَخلقَ الخَلْق، فخلق كلَّ شيء، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “كُلُّ شَيْءٍ خَلْقُ اللهِ، وَمِلْكُ يَدِهِ”(رواه مسلم).
كان كلُّ شيءٍ عَدَمًا، ليس لهُ وجودٌ ولا مِثالٌ سابقٌ، فقدَّرَ اللهُ إيجادَهُ على أحسنِ صورةٍ تناسبُهُ، ثم شاءَ ذلكَ فأبدعَهُ وفطرَهُ وصوّرَهُ على الصورةِ التي قدَّرَها.
خلقَ اللهُ بقدرتِهِ السماواتِ السبعَ من غيرِ عمَدٍ، وأوجدَ ما فيها من أجرامٍ ونجوم، ملياراتِ الملياراتِ من الأفلاكِ التي لا يُحصي عددَها إلا اللهُ، هو سبحانَهُ وحدَهُ مَن أبدعَها وفطرَها.
وهو الذي خلقَ الأرَضينَ السَّبع، وما فيهنَّ، خلقَ الجبالَ والشجرَ، وخلقَ الدوابَّ وماءَ المطرِ، وخلقَ الليلَ والنهارَ والشمسَ والقمرَ، قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق: 12]، وقال سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 33].
خلقَ اللهُ الملائكةَ والجانّ والإنسان، كُلًّا خَلَقَه من مادّة كما يشاء، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ”(رواه مسلم).
ملايينُ الأنواعِ من المخلوقات، فوقَ الأرض وتحتَ الصخر، في جوِّ السماء، وفي أعماقِ الماء، وضِمْنَ كلِّ نوعٍ مِلياراتُ المليارات من الأنفسِ المخلوقة، لا يحصيهم كثرةً إلا الله، ولذا كان من تسبيح النبي -صلى الله عليه وسلم-: “سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ”(رواه مسلم).
تأمَّل عِداد الملائكة فحسبُ، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أَطَّتِ السَّمَاءُ، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ”(رواه الترمذي).
واللهُ خلقَ فأعطى كلَّ شيء خَلْقَه.
بهذا عرّف موسى عليه السلام بربِّه، حين سأله فرعون قائلًا: (فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 49-50].
أعطى كلَّ مخلوقٍ من الهيئةِ والصورةِ والقُوةِ ما يلائمُ خِلْقته ويُصلِحُ معاشَه، يزيدُ في الخلقِ ما يشاء، بمقدارٍ معلومٍ موزون، قال سبحانه: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2].
ولأنَّه الخلّاقُ العَليم الحكيم، أحسنَ كلَّ شيء خَلَقَه، وأحكم جميع ما صَنَعَه، قال سبحانه: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].
لا ترى في خلقهِ عيبًا، ولا قصورًا، ولا شيئًا يُستدركُ عليه، قال الله -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) [الملك: 3].
وأنتَ أيها الإنسان، خَلَقَكَ اللهُ فأكرمَ خلْقَك، في أحسن تقويم، وأجمل صورة، خلقَك فعدَّلَك، فتبارَك الله أحسنُ الخالقين، قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين: 4]، وقال سبحانه: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) [التغابن: 3].
ثم كلُّ هذا الخلقِ لم يكنْ عَبثًا باطلًا دونَ حكمةٍ وغايةٍ، بل هو سبحانَهُ لم يَخلقْ نملةً أو ورقةً إلّا لحكمةٍ وبحكمةٍ، ولم يخلقْ عُضْوًا ولا ذرّةً في مخلوقٍ إلا لحكمةٍ يعلمُها، قال سبحانه: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [الدخان: 38-39].
هذا إيمانُ الموقنينَ أولي الألباب، قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190-191].
عباد الله: إنَّ العبدَ المؤمنَ الذي آمنَ باللهِ الخلّاقِ العليمِ يتوجَّبُ عليهِ أن يؤمنَ بالله إلهًا واحدًا لا شريك له، لأنَّ كلَّ مَن سوى اللهِ كانوا لا شيءَ، كانوا عدمًا، ثم خلقهمُ اللهُ، كلُّ من خُلعت عليهِ أثوابُ الإلهيّةِ زورًا إنما هو مخلوقٌ، ملَكًا كان أو بشرًا، حيًّا أو حجرًا، شمسًا أو قمرًا، صنمًا أو قبرًا، كلُّها من خلقِ اللهِ، فكيفَ يُسوّي العبدُ الخالقَ بالمخلوقِ؟! بل كيفَ يخضعُ العبدُ لمخلوقٍ مثلِهِ؟! قال الله: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ) [الأنعام: 102]، وقال سبحانه: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ) [الفرقان: 3]، وقال جلّ وعلا: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [النحل: 17].
إن كلَّ مَن سِوى اللهِ، ولو اجتمعوا جميعًا، لن يستطيعوا أن يوجدوا من العدَم ذُبابةً، ولا حبَّة شعير، فما أعجزَ الإنسانَ! وما أسخفَ عقلَ من تعلق بمخلوق ضعيف دون الرحمن! قال الله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) [الحج: 73].
لقد تحداهمُ اللهُ فقالَ كما أخبرنا نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فقال: “فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ شَعِيرَةً”(رواه البخاري ومسلم).
إنَّ الـمُؤمِنَ الذي آمنَ بالله الخلَّاقِ البارئ المصوِّر، لا يكونُ خضوعُ وجْهِه ولا انقيادُه ولا تسليمُه ولا تَحاكُمُه إلا للذي خَلَقَه وحدَه. كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في سجوده: “سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ”(رواه مسلم).
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: “أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: “أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ”. قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ”(رواه البخاري ومسلم).
فيا عجبًا كيف يُعصى الإلهُ *** أم كيف يجحدُه الجاحدُ
وفي كلِّ شيءٍ لَهُ آيةٌ *** تدلُّ على أنَّهُ الواحِدُ
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
عباد الله: إنَّ تفكُّرَ العبدِ في عظيمِ خلقِ اللهِ، وإحكامِ صُنعِهِ، وإحسانِ خلقِهِ، يدعوهُ إلى تعظيمِ ربِّهِ، وإجلالِ قَدرِهِ، أفلا تتفكَّرُ في نفسِكَ أيها الإنسانُ، كيفَ كنتَ نُطفةً من ماءٍ مهينٍ ثم سوّاكَ مخلوقًا جميلًا في أحسنِ تقويمٍ؟ أفلا تنظرُ إلى بديعِ خلقِ اللهِ لكَ، لترى ربًّا عليمًا قديرًا حكيمًا عظيمًا رحيمًا؟ قال سبحانه: (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) [نوح: 13-14].
ما الذي عساهُ قد غرَّك أيها الإنسانُ لتجحدَ ربّك، وكُلُّ ذرةٍ فيكَ وفي الكون شاهدةٌ على ما له من الإجلال والإكرام، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار: 6-8].
إنَّ المؤمنَ باللهِ خالقًا لا يُقدِّمُ طاعةَ مخلوقٍ عليهِ مهما كانَ الآمرُ، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ”. رواه أحمد والطبراني.
اجعلها قاعدةَ حياتِكَ، متى جاءكَ أمرُ إنسانٍ يُعارضُ أمرَ خالقِكَ، فاطرحْهُ خلْفَكَ ظِهْرِيًّا، فمهما تعاظمَ ذلكَ الإنسانُ، وكانَ لهُ في نَفْسِكَ مَكانةٌ دُنيويَّةٌ عالية، فلا تُقدِّم رغبتَه ومرادَه على طاعة الله ومراده؛ فإنما الطاعةُ للهِ الذي لهُ الخَلْقُ والأمرُ، فكما لم يَخْلُقْ غيرُهُ، لا يأمرُ سواهُ.
اللهم اغفِر لَنا ذُنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم كن لعبادِكَ المستضعَفين، ودمِّرِ اليهودَ الـمُجرمين ومَن وَالَاهُم.
اللّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمّتَنا وُولاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتّقاكَ واتّبعَ رِضاك.
عِبَادَ الله: اذكرُوا اللهَ ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحوهُ بُكرةً وأصيلًا، وآخرُ دَعوانا أَنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم