قصة الأنصار بعد حنين

منديل بن محمد آل قناعي الفقيه

2022-10-06 - 1444/03/10
عناصر الخطبة
1/ من مناقب الأنصار 2/ خبر غزوة حنين وحادثة توزيع الغنائم 3/ عتب الأنصار على رسول الله 4/ اعترافهم بفضل الله ورسوله عليهم 5/ استشعار المسلم فضل الله في توفيقه لعبادته 6/ أعظم الظفر الفوز بالمحبوب

اقتباس

أليسوا هم الذين بايعوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أن يحموه ثمَّ وفوا له بأكثر مما بايعوه فخرجوا معه يقاتلون حيث قاتل؟! أليسوا هم الذين وهبوا للرسول -صلى الله عليه وسلم- دارهم فكانت نعم الدار وعرضوا عليه جوارهم فكان نعم الجوار؟! أليسوا هم الذين وضعوا أموالهم وأرواحهم بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قالوا له: خذ ما شئت ودع ما شئت، وما أخذت كان أحب إلينا مما تركت؟!

 

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي وفّق من أراد لطاعته ورضاه، ووعد من أطاع أمره بجنته يوم لقاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في إلهيته وربوبيته -جلَّ في علاه-، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خيرته من خلقه ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

 

أمَّا بعد:

 

فاتقوا الله -عباد الله- حق تقواه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

 

أيها المسلمون: من هم الأنصار؟!

 

أليسوا هم الذين بايعوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أن يحموه ثمَّ وفوا له بأكثر مما بايعوه فخرجوا معه يقاتلون حيث قاتل؟!

 

أليسوا هم الذين وهبوا للرسول -صلى الله عليه وسلم- دارهم فكانت نعم الدار وعرضوا عليه جوارهم فكان نعم الجوار؟!

 

أليسوا هم الذين وضعوا أموالهم وأرواحهم بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قالوا له: خذ ما شئت ودع ما شئت، وما أخذت كان أحب إلينا مما تركت؟!

 

أليسوا هم الذين وضعوا سيوفهم بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال قائلهم: قاتل من شئت وسالم من شئت وصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت، والله لو سرت بنا إلى برك الغماد لنسيرن معك، ولو خضت بنا البحر لخضناه معك، ما تخلف منَّا رجل واحد؟!

 

أليسوا هم الذين قاتلوا في بدر وقتلوا في أحد وحوصروا في الخندق وبايعوا تحت الشجرة وفتحت بسيوفهم مكة؟! والجواب في كل ما ذكر: بلى، لقد كان الأنصار كل ذلك، لقد كانوا صفحة بيضاء مليئة بالتضحية والفداء.

 

أيها المسلمون: تعالوا بنا في هذه الخطبة لنطَّلِع على خبرهم بعد غزوة حنين حين ثبتوا وفرَّ غيرهم، فتغيرت موازين المعركة، وحيزت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- الغنائم الكثيرة، أربعة وعشرون ألفًا من الإبل، وأربعون ألفًا من الغنم، وآلاف الأوقيات من الفضة، ولم يكن -صلى الله عليه وسلم- يومًا بخيلاً ولا جبانًا! كيف وزّع النبي -صلى الله عليه وسلم- تلك الغنائم وعلى من قسمها؟! لقد وزعها كلَّها على المؤلفة قلوبهم، ومسلمة الفتح، فدعا أبا سفيان وأعطاه وبنيه ثلاثمائة من الإبل، ودعا الأقرع بن حابس وأعطاه مائة من الإبل، ودعا صفوان بن أمية وأعطاه مائة من الإبل، ودعا عيينة بن حصن وأعطاه مائة من الإبل، وأعطى للمؤلفة قلوبهم تلك الأعطيات الضخمة، وأمَّا الأنصار فلم يعطهم منها شيئًا، فوجدوا عليه في نفوسهم حتى قال بعضهم: يغفر الله لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لقي قومه فأعطاهم وتركنا، أعطاهم وسيوفنا تقطر من دمائهم.

 

أيها المسلمون: هل عرف أبو سفيان الإسلام إلَّا بعد أن قاتلته سيوف الأنصار؟! وهل دخل عيينة بن حصن في الإسلام إلَّا بعد أن اجتالته إليه سيوف الأنصار؟! ما بال هؤلاء الذين أدخلهم الأنصار الإسلام يُعطَون من الغنائم بالمئات ويُترك الأنصار؟! ووجدوا في أنفسهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف يتركهم من الغنائم ويعطي غيرهم؟! وتبلغ الكلمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيطلب من سعد بن عبادة أن يجمع له الأنصار، فجمعهم في قبة ليس فيها غيرهم، ثم وقف فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطيباً فقال: "يا معشر الأنصار: ما مقالةٌ بلغتني عنكم؟! أوجدتم عليَّ في لعاعة من الدنيا أعطيتها أقواماً أتألفهم بها إلى الإسلام ووكلتكم إلى إسلامكم؟! يا معشر الأنصار: ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي؟! ألم أجدكم عالة فأغناكم الله بي؟! ألم أجدكم متفرقين فألف الله بين قلوبكم بي؟! فقالوا جميعاً بلسان واحد: لله ولرسوله المنُّ والفضل، ثم قال: "يا معشر الأنصار: ألا تجيبون؟!"، فقالوا: بم نجيب يا رسول الله؟! لله ولرسوله المنُّ والفضل، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أما إنَّكم لو شئتم لقلتم فلَصَدَقتُم ولصُدِّقتُم، أتيتنا مكذبًا فصدقناك، وطريدًا فآويناك، ومخذولاً فنصرناك، وعائلاً فآسيناك"

 

أيها المسلمون: لو قال الأنصار ذلك لقال الله: صدقوا، ولقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: صدقوا، ولقالت الدنيا: صدقوا، ولقال التاريخ: صدقوا، أما آمنوا يوم كفر الناس؟! وصدقوا يوم كذب الناس؟! ونصروا يوم خذل الناس؟! بلى، ألا تجيبون يا معشر الأنصار؟! فقالوا: لله ولرسوله المن والفضل، وأجهشوا بالبكاء حتى اخضلت لحاهم بدموعهم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الأنصار: ألا يرضيكم أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟! أما والله لولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار، ولو سلك الناس فجًا وسلك الأنصار فجًا لسلكت فج الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار". فبكوا وقالوا: "رضينا برسول الله حظًا وقسمًا".

 

أيها المسلمون: ما أعظم فقه الأنصار وهم يتلقون سؤال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا تجيبون يا معشر الأنصار؟!"، فلا يكون جوابهم له إلَّا لله ولرسوله المن والفضل، إنَّه الفقه العظيم، وهل آمنوا إلا بهداية الله؟! وهل نصروا إلا بمنة الله وتوفيقه؟!

 

أوليس من منة الله عليهم أن يسلموا يوم كفر الناس ويصدقوا يوم كذب الناس؟!

 

أليس من منة الله عليهم أن يختار الله دارهم على كل دار لتكون مهاجر نبيه -صلى الله عليه وسلم-؟!

 

أليس من منة الله عليهم أن يختار سيوفهم لتكون السيوف التي يتغير بها ميزان الحق والباطل في الدنيا؟! فيظهر الحق ويزهق الباطل.

 

إنَّ كل ذلك محضُ فضلِ الله ومنتِه حين يؤهلهم للنصرة ويختارهم للإسلام، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

 

أيها المسلمون: إنَّ هذا المعنى العظيم الذي فقهه الأنصار هو فقه العمل، فكل عمل لله نعلمه، وكل جهاد لله نجاهده هو فضل الله علينا، فلله فيه الفضل ولله فيه المنة، وتأمل هذا المعنى يظهر بوضوح وجلاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَة لائم).

 

ما أعظم هذه الصفات!! حب الله لهم وحبهم لله، ذلتهم على المؤمنين، وعزتهم على الكافرين، جهادهم في الله حق جهاده، فلا يخافون لومة لائم.

 

ولكن بمَ تأهلوا لذلك؟! وكيف صاروا جديرين بذلك؟! اسمعوا ذلك في تمام الآية: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، فقد تأهلوا لذلك بفضل الله، وأوتوا ذلك بفضل الله، فلله الفضل والمنة يوم نطيع الله ونتقرب إليه، وهل يوصل إلى طاعته إلا بهدايته؟! وهل تنال طاعته إلا بمعونته؟!

 

فهو المتفضل يوم هدى، وهو المتفضل يوم وفّق وأعان، وهو المتفضل إذا تقبّل، وتأملوا -أيها المسلمون- في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين معه وهم يعودون من غزوة العسرة -غزوة تبوك- بعد أن قاتلوا في بدر، وأصابهم القرح في أحد، وحوصروا يوم الخندق، وبايعوا على الموت تحت الشجرة، وسقطت أظفارهم من المشي في غزوة ذات الرقاع، وفتحت بسيوفهم مكة، ثم يخرجون معه -صلى الله عليه وسلم- إلى غزوة تبوك في شدة القيظ والحر، فكانت غزوة العسرة، فلما قضوا نحبهم وبذلوا نفوسهم وأموالهم وديارهم لله ثم عادوا يسيرون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عائدين من آخر غزوة غزوها معه لتكون نهاية الجهاد معه -صلى الله عليه وسلم- فبماذا توَّج جهادهم؟! وبماذا ختم تطوافهم ذلك؟!

 

استمع إلى تقبل الله لذلك العمل المبرور في قوله تعالى: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).

 

نعم -أيها المسلمون- إنَّ غاية الكمال الذي وصلوا إليه أن قبلهم الله فتاب عليهم لمَّا جاهدوا هذا الجهاد كلَّه، وصبروا هذا الصبر كلَّه، وأبلوا هذا البلاء كلَّه، فختم ذلك كله بتوبة الله عليهم.

 

إنَّ هذا المعنى وهذا المقام لا يعرفه إلا من عرف ربه -جل وعلا-، وعرف عظيم حقه عليه وما يجب له عليه من العبودية، وعرف قدر نفسه ثم نظر إلى ما عمل من عمل فعلم أنَّه في جنب حق الله عليه ليس إلا قطرة في بحر، فسبحان من لا يسمع العباد إلا عفوه ومغفرته!!

 

إنَّ علينا -أيها المسلمون- أن نستشعر منة الله علينا وفضله علينا في كل طاعة نؤديها، وكل عمل صالح نتقرب به إليه سبحانه، ولنحذر من صولة الطاعة والإدلال على الله بالعمل، أو الحديث عن الأعمال الصالحة حديث المتأفف منها المستثقل لها؛ أخرج البزار عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنَّ بني أسد جاؤوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: "آمنا بك وصدقناك ولم نقاتلك كما قاتلك الناس". فأنزل الله قوله تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). ورواه الطبراني عن عبد الله بن أبي أوفى بسند حسن.

 

اللهم إنَّ كبير ذنوبنا يسير عند عفوك فاعف عنا، وإن رحمتك خير لنا من أعمالنا فارحمنا وتقبلنا مع من تقبلت، ولا تكلنا إلى أعمالنا، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه البررة المتقين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: تأملوا في مسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع الرسالة والدعوة بعد أن قضى ثلاثة وعشرين عاماً داعياً مجاهداً ناصحاً ومرشداً، يوضع سلى الجزور على ظهره، ويخنق بمجمع ردائه، ويطرد من بلده، ويقتل أقاربه وأصحابه بين يديه، ويربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، ويمضي الهلال تلو الهلال وما يوقد في بيته نار، حتى أتم الله النعمة وأكمل الدين ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وبعد تطواف ثلاثة وعشرين عاماً من الصبر والمصابرة والجهد والمجاهدة، حتى أكمل مهمته على الأرض وبلّغ الرسالة التي عهد إليه بلاغها، وأدى الأمانة، فبم ختم هذا الصبر كله والجهاد كله؟! اسمعوا إلى المولى -جل وعلا- وهو يقول: (إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا). هكذا يختم جهاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمره بالتسبيح والاستغفار، وهذا الرب الذي تستغفره تواب إذا تبت إليه، وما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن نزلت هذه الآيات يدع صلاة يصليها حتى مات إلَّا ويقول فيها: "سبحان ربي العظيم، اللهم اغفر لي".

 

أيها المسلمون: هذا المعنى العظيم من فقه العمل نحتاج أن نعيه تمام الوعي، فيستشعر كل عامل في عمله عظم منة الله عليه يوم وفَّقَه لهذا العمل، وعظم منّة الله عليه يوم أعانه على ذلك العمل، وعظم منة الله عليه يوم يتقبل منه العمل.

 

إن الذي يقوم منا في جوف الليل ليصلي لله ينبغي أن يستشعر منة الله عليه حين أقامه والناس رقود، واختاره من بين الناس ليحظى بمناجاته ودعائه في تلك الساعة من الليل.

 

وإن الذي يوفّقه الله فيبذل نفسه وماله ووقته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله ينبغي عليه أن يستشعر فضل الله عليه ومنته يوم اصطفاه من بين الناس، فقذف في قلبه همّ العمل للدين والدعوة إليه، فلله وحده المنة والفضل.

 

ما أحوجنا -أيها المسلمون- إلى هذا الفقه ونحن نؤدي بعض العبادات فنستشعر فضل الله ومنته يوم أن وفق وأعان، ونسأله أن يتقبل ويعفو ويصفح ويتجاوز عن الخلل والقصور وهو حاصل لا محالة، ولعل في ختم الصلاة وسائر العبادات بالاستغفار ما يشير إلى ذلك.

 

وهناك أمر آخر نستفيده من قصة الأنصار في تلك القسمة ألا وهو أن أعظم الظفر الفوز بالمحبوب، فغاية ما يتمنى المحبون أن يظفروا ويفوزوا بمحبوبهم، وأعظم محبوب لنا هو الله، فما فقد شيئًا من وجد الله.

 

لقد قسمت الغنائم بين الناس، فكان لأناس الشاة والبعير، وكان للأنصار محمد -صلى الله عليه وسلم- هو حظهم ونصيبهم، فذهب أهل الشاة والبعير بالشاة والبعير، وذهب الأنصار برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ديارهم ورحالهم، ووالله لحذاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان خيراً من تلك النعم والفضة، ذهب الأنصار برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ديارهم، ووالله لما انقلب به الأنصار خير مما انقلب به غيرهم، لقد ذهبت الفضة وذهبت الإبل والغنم وبقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين ظهراني الأنصار يدعو لهم ولأبنائهم ولأبناء أبنائهم فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار". بل جعل -صلى الله عليه وسلم- حب الأنصار علامة على الإيمان، وبغضهم علامة على النفاق فقال عنهم: "لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق".

 

صلوا وسلموا على رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم في كتابه المبين فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

 

 

 

 

المرفقات

الأنصار بعد حنين

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات