في وداع خير الشهور

عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/رمضان ضيف عزيز لا يشبهه شهر 2/رمضان مجال للسباق فيا فوز السابقين 3/تأمُّل في جائحة كورونا 4/الشكر موصول لكل صاحب جهد في مواجهة كورونا 5/بعض أحكام زكاة الفطر

اقتباس

أيها المؤمنون: الأعمال بالخواتيم، فعليكم بالاجتهاد فيما تبقَّى من الشهر، واحرِصوا ألَّا تخرجوا من رمضان إلَّا مغفورًا لكم، لا تخرُجوا منه إلَّا وقد أُعتِقت رقابُكم، ولتكن هذه النَّسَمات الروحانية، زادًا ومُعِينًا لنا على صِدْق الانتماءِ لديننا وأوطاننا، وبدايةً لعهد جديد...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، جعَل في ختام شهر الصيام شرعةً للمسلمين ومنارًا، ومُعِينًا بالخيرات والألطاف مِدرارًا.

 

لو برينا الأشجار أقلامَ شكرٍ *** بمِدادٍ من دجلةٍ والفراتِ

مَا أتَيْنا بِذَرَّةٍ من جلالٍ *** أَوْ شَكَرْنا آلاءكَ الغامراتِ

 

وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، أعدَّ للصائمينَ جناتٍ وأنهارًا، وأشهد أن نبينا وسيدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، اجتباه ربُّه محبةً من لدنه وإيثارًا، صلَّى الله عليه وعلى آله الأُلَى شَرُفُوا به نسبًا ومقدارًا، وصَحْبِه الذين ملؤوا أكنافَ الدُّنَا رحمةً وأنوارًا، والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد: فاتقوا اللهَ -عبادَ اللهِ-؛ فمَن اتَّقاه لم يزدَدْ منه إلا قربًا، وتزكَّى بصيامه وأربى، وسَمَا روحًا وقلبًا، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)[الطَّلَاقِ: 5].

 

إخوةَ الإسلامِ: إن لِمَنَائِحِ الكرمِ نشرًا، تنُمُّ به نفحاتُها، وتُرشِد إلى رَوضِه فوحاتُها، وإن شهرنا الكريم، قد تهيَّأ للرحيل، وهو ضيفٌ عزيزٌ، لا يُشبِهه شهرٌ، مِنْ أشرفِ أوقات الدهر، سعِدَت بمَقْدَمِه قلوبُ المؤمنينَ، وأفئدةُ العارفينَ، وها هي تحزن لفراقه، وتأسَى لتقويض خيامه.

 

دمعٌ تناثَر بل قُلْ: مُسبِلٌ هَطِلٌ *** والقلبُ من حسرةٍ مستوحِشٌ خَجِلُ

 

ودِّع حبيبَكَ شهرَ الصوم شهرَ تُقًى *** وَهَلْ تُطِيقُ وداعًا أيها الوَجِلُ؟!

 

معاشرَ الصائمينَ: منذ أيام قليلة كنَّا نستطلع هلالَ شهر رمضان، ونستشرِف مُحيَّاه بقلبٍ ولهانٍ، وبعدَ ساعاتٍ -وربما سويعات- نُوَدِّعُه، وعندَ اللهِ نحتسِبُه ونَستودِعُه، وقد فاز فيه مَنْ فاز من أهل الصلاح، وخاب وخَسِرَ أهلُ الأهواءِ والجِماح، يقول الحسن البصري -رحمه الله-: "إن الله جعَل شهرَ رمضانَ مضمارًا لخَلْقِه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسَبَق قومٌ ففازوا، وتخلَّف آخَرون فخابُوا، فالعَجَبُ من اللاعبِ الضاحكِ، في اليوم الذي يفوز فيه الْمُحسِنونَ، ويخسَر فيه الْمُبطِلُونَ".

 

رمضانُ ما لكَ تلفِظ الأنفاسا *** أَوَلَمْ تَكُنْ في أُفْقِنا نِبراسَا

لُطْفًا رُوَيْدَكَ بالقلوب فَقَدْ سَمَتْ *** وَاسْتَأْنَسَتْ بِجَلَالِكَ اسْتِئْنَاسَا

 

أيها المؤمنون: الأعمال بالخواتيم، فعليكم بالاجتهاد فيما تبقَّى من الشهر، واحرِصوا ألَّا تخرجوا من رمضان إلَّا مغفورًا لكم، لا تخرُجوا منه إلَّا وقد أُعتِقت رقابُكم، ولتكن هذه النَّسَمات الروحانية، زادًا ومُعِينًا لنا على صِدْق الانتماءِ لديننا وأوطاننا، وبدايةً لعهد جديد، في ظل ما تمرُّ به أُمَّتُنا من مِحَن وشدائدَ، لقد جاءنا رمضانُ هذا العامَ في ظروفٍ استثنائيةٍ فريدةٍ، لم يسبِق لها مثيلٌ في التأريخ المعاصِر، وصدَق ربُّنا -سبحانه-: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ)[فُصِّلَتْ: 53]، وقد جابَت جائحةُ "كورونا" آفاقَ الدنيا، فلم تترك بلدًا إلا دخلته، ولا قُطرًا إلا دَهَمَتْهُ، وإن المؤمنَ الحقَّ مَنْ يكون إيمانُه درعًا واقيًا له، عند تعرُّضِه للأزمات، ومَنْ تكون عقيدتُه بربِّه وقضائِه وقَدَرِه وحُسْن ظنِّه بمولاه، وصِدْق توكُّلِه عليه حصنًا حصينًا عندما تَحُلُّ به الابتلاءاتُ، وتشتدُّ عليه الكرباتُ، قال جل وعلا: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[الْحَدِيدِ: 22]، قال بعضُ السلفِ: "هو المؤمنُ تُصِيبُه المصيبةُ، فيعلمُ أنها من عند الله، فيرضى ويُسَلِّم".

 

أيها المسلمون: إن المؤمنَ دائمُ الاستبشارِ والتفاؤلِ بقضاءِ اللهِ وقَدَرِه؛ فالابتلاءُ لا يخلو من حِكَم عظيمة، ومِنَح جسيمة، منها: تكفير الخطايا والسيئات، ورَفْع الدرجات، والفوز برضا ربِّ البريَّات، قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُصِبْ منه"(أخرجه البخاري)، فبالتفاؤل والأمل تتدفَّق روحُ العزيمة، وتتألَّق نسمات النبوغ، وتتأنَّق بواعثُ التحدي والثقة، وهذه القوة الأخَّاذة، والقوة النورانيَّة هي مِنْ أعبقِ أزاهيرِ الشريعةِ الربانيةِ، والسيرةِ المحمديةِ، لرسولِ الهدى -صلى الله عليه وسلم-، وإن حياتَه الكريمةَ -بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام-، لَأنموذجٌ عمليٌّ للتدرُّع بالتفاؤل والأمل، والاستبشار في أَحْلَكِ الأزماتِ والنوازلِ والْمُلِمَّاتِ، حتى كان يبشِّر أصحابَه ويقول: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأمرُ ما بلَغ الليلُ والنهارُ"(أخرجه الإمام أحمد في المسنَد).

 

أمةَ الإسلامِ: أمةَ الصيامِ والقيامِ: وإن من البُشريات التي تبرِّد الأكبادَ، وتُثلِج صدورَ العباد، تلكم الإجراءاتُ الاحترازيةُ التي تبنَّتْها بلادُ الحرمينِ الشريفينِ -حرسها الله- في كافة المؤسَّسات والقطاعات؛ فكان الشعار المحسوس الملموس: "الفعلُ ما ترى لا ما تَسمَعُ، وأصدقُ المقالِ ما نطَقَت به صُوَرُ الفِعالِ"؛ لقد تآزرت مؤسساتُ الدولة وهيئاتُها، وأبناء المملكة في كافة ربوعها، لتجسيدِ ملحمةٍ تأريخيةٍ خالدةٍ، صارَت مضربَ الأمثالِ، ويرويها المؤرخون وتتناقَلُها الأجيالُ، في اللُّحْمة الوطنية والدينية، والوعي والإدراك المسئول، ثم تلألأَتْ دُرَرُ الدُّرَرِ، وغُرَرُ الطُّرَرِ، بالتوجيهات الكريمة الزكية، الحصيفة البهية، التي اهتمَّت بحياة الإنسان، مُواطِنًا كان أو مُقِيمًا، على هذه الأرض المبارَكة، فجعلَتْه في عروة الاهتمام، وقمة الرعاية، ومحور العناية، لقد قدَّمت المملكةُ العربيةُ السعوديةُ أنموذجًا يُقتَفى في إدارة الكوارث والأزمات، والتصدِّي للجوائح والأسقام والأوبئة والملِمَّات، بكل كفاءة واقتدار، واحترافية ومهنية، فجزى اللهُ خادمَ الحرمينِ الشريفينِ، ووليَّ عهدِه الأمينَ، خيرَ الجزاء وأوفاه، على هذه العناية التأريخية الاستثنائية، والشكرُ موصولٌ لكل الجهات المسئولة، ولأبطالِ الصحةِ، والأطباءِ، والممرضينَ، والممارسينَ الصِّحِّيِّينَ، الذي أثبَتُوا جدارةً عاليةً، وتفانيًا في أداء واجبهم الديني والوطني، وشكرًا لرجال أمننا البواسل، الساهرينَ على حراسة الأنفس والْمُهَج والأرواح، وسلامتِها، في الحرمين الشريفين، وفي داخل البلاد، وفي الحدود والثغور، فشكرًا من الأعماق للجميع، ودعاء صادق لا يضيع، وإن الدعوة موجَّهة للكافَّة؛ للاستمرار بالتقيُّد بالإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية في ختام شهرِنا وأيامِ عيدنا المفعَمة به قلوبنا، المتقارِبة وديًّا، وإن تباعَدَت القوالبُ اجتماعيًّا، حتى تزول هذه الغمةُ قريبًا -بإذن الله-، وما ذلك على الله بعزيز.

 

معاشرَ المسلمينَ: افرحوا يا -رعاكم الله- بعيدِكم وَاسْعَدوا، رغمَ كلِّ الظروف والأزمات، تواصَلُوا وتوافَوْا وتصافَوْا، وتكاتَفُوا، وتكافَلُوا، وتَسامَحُوا، وتراحَمُوا، وإنكم لَواجِدُونَ في تِقانة العصرِ ما يُعِينكم على تحقيق ذلك، بفضلِ اللهِ وكرمِه، واللهُ المسئولُ أن يوفِّق الجميعَ لِمَا فيه صلاحُ البلادِ والعبادِ، وخيرُهم في الدنيا والآخرةِ، وأن يُزِيلَ الغمةَ عن هذه الأمة، وأن يحفظَ بلادَنا وبلادَ المسلمينَ والعالَمينَ، من كل سوء ومكروه، إنه جواد كريم.

 

بارَك اللهُ لي ولكم في الوحيينِ، ونفَعَني وإيَّاكم بهَدْي سيِّدِ الثقلينِ، أقول قولي هذا وأستغفِر اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم، ولكافةِ المسلمينَ والمسلِماتِ، من كل الذنوب والخطيئات، فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنه كان حليمًا غفورًا.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على الدوام، والحمد لله على التمام، حمدًا يعمُر القلبَ تفاؤلًا وإشراقًا، وأملًا غدَّاقًا، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صلى الله وسلم وبارَك عليه، وعلى آلِه وصحبِه، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أما بعد: فاتقوا الله -عبادَ اللهِ-، واغتَنِموا آخِرَ الشهرِ لمحوِ الذنوبِ بالتوبةِ والاستغفارِ، وبادِرُوا زيادةَ الحسنات بالأوبة، فإن الأعمال بالخواتيم، وبِسَنِيِّ الآثارِ، يتضح الصحيحُ من السقيم، (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[الْبَقَرَةِ: 185].

 

أمةَ الإيمانِ: لقد ندَبَكم المولى في ختام شهركم إلى تكبيره، واللَّهَج بشكره، كما شرَع لكم إخراجَ زكاة الفطر، فأخرِجوها طيبةً بها نفوسُكم، وهي صاعٌ؛ أي: ما يقارِب ثلاثةَ أكيال من غالب قوت البلد، في الصحيحين من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-، قال: "فرَض رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- زكاةَ الفطرِ صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، على العبد والحُرِّ والذَّكرِ والأنثى، من المسلمين"، ولا حرجَ في إخراجها من التمر ونحوه من الأقوات.

 

ألَا فاتقوا الله -عبادَ اللهِ-، وخُذُوا من وداعِ الشهرِ وجائحةِ العصرِ دروسًا خيِّرة، وعِبَرًا نيِّرةً، تكون زادًا لكم في دنياكم، وذخرًا لكم في أخراكم، ثم صلُّوا وسلِّموا -رحمكم الله- على إمام المرسلينَ، وقدوةِ الصائمينَ القائمينَ، النبيِّ الأميِّ الأمينِ، كما أمرَكم بذلك ربُّكم ربُّ العالمينَ، في مُحكَمِ كتابِه المبينِ، فقال تعالى قولًا كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللهُ عليه بها عَشْرًا".

 

يا رب صلِّ عليه كلَّما لَمَعَتْ *** كَوَاكِبُ في ظلامِ الليل والسَّحَرِ

وآلِهِ وجميع الصَّحْبِ قاطبةً *** الحائِزينَ بفضلٍ أحسنَ السِّيَرِ

 

وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدينَ، الأئمةِ المهديينَ، الذين قَضَوْا بالحقِّ وبه كانوا يعملون؛ أبي بكر الصِّدِّيق، وعمرَ الفاروقِ، وعثمانَ ذي النورينِ، وعلي أبي السِّبطينِ، وارضَ اللهم عن الستة الباقين، من العشرة المفضَّلين، وعن أهل بدر والعقبة، وعن سائر الصحابة والتابعينَ، ومَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك وكرمك يا أكرمَ الأكرمينَ.

 

اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واحمِ حوزةَ الدينِ، واجعل هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، وأصلِح واحفَظ أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا خادم الحرمين الشريفين، اللهم وفِّقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وهيِّئ له البطانةَ الصالحةَ التي تدلُّه على الخير وتُعِينه عليه، اللهم وفِّقْه ووليَّ عهده إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، واجزهم خير الجزا، كفاءَ ما قدَّموا للحرمين الشريفين، ولنصرة قضايا الإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم وفِّق قادةَ المسلمين، لتحكيمِ شرعِكَ واتباعِ سنةِ نبيِّكَ -صلى الله عليه وسلم-، اللهم اجعلهم رحمةً على عبادك المؤمنين.

 

اللهم ادفع عنا الغلا والوبا، والربا والزنا، وسوء الفِتَن ما ظهَر منها وما بطَن، عن بلدنا وعن سائر بلاد المسلمين والعالمينَ أجمعينَ يا رب العالمين، اللهم إنَّا نعوذ بكَ من البرص والجنون والجذام، ومن سيِّئ الأسقام، ومن سيِّئ الأسقام، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطَّوْل والإنعام.

 

الله أكبر... الله أكبر، ممَّا نخاف ونحذَر، تحصَّنَّا بذي الْمُلْك والملكوت، واعتَصَمْنا بذي العز والجبروت، وتوكَّلْنا على الحي الذي لا يموت، اللهم ارفع عنا "كورونا"، اللهم اكشف عنا "كورونا"، عن بلدنا وعن سائر بلاد المسلمين، والعالمينَ أجمعينَ، يا ربَّ العالمينَ، اللهم احفظ مقدَّسات المسلمينَ، اللهم احفظ مقدَّسات المسلمينَ، اللهم احفظ مقدَّسات المسلمينَ، يا ربَّ العالمينَ، واحقِنْ دماءَ المسلمينَ، ووحِّد صفوفَهم، واجمع كلمتَهم على الكتابِ والسُّنَّةِ، يا ذا الفضلِ والعطاءِ والمنةِ.

 

اللهم اختم لنا بخير، واجعل عواقبَ أمورنا إلى خير، اللهم اختم لنا شهرَ رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك، والعتق من نيرانك، والعتق من نيرانك، واجعَلْ مآلَنا إلى أعالي جناتك، يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين، ويا أجود الأجودين.

 

اللهم إنا نسألك أن تختم لنا شهرَ رمضان بالعفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، وأن تعيده علينا أعوامًا عديدةً وأزمنةً مديدةً ونحن في خير وصحة وحياة سعيدة.

 

اللهم أَقِرَّ أعينَنا بفتح المساجد، يا ذا الجلال والإكرام، وأن تُقِرَّ بها عينَ كل راكع وساجد، اللهم وفِّق عبادَكَ في ظل هذه الجائحة للاحتياط لصحتهم وأنفسهم وسلامتهم، يا ذا الجلال والإكرام، بطول الدعاء ولذة المناجاة والقنوت، وبالبقاء بالمنازل والقَرار في البيوت، يا ذا الْمُلْك والملكوت، والعز والجبروت، يا مَنْ هو حيٌّ لا يموت.

 

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم إنَّ لنا إخوانًا كانوا يشاركوننا في شهر رمضان المبارك، وهم يشاهدوننا، حبسَهم العذرُ، حبسَهم العذرُ، اللهم فاكتُبْ أجرَهم، اللهم فَأَشْرِكْهُمْ في المثوبة، والعفو والعافية، والعتق من النار، اللهم إنكَ عفوٌّ تحب العفوَ فاعفُ عنا، اللهم إنكَ عفوٌّ تحب العفوَ فاعفُ عنَّا، اللهم إنَّكَ عفوٌّ تحب العفوَ فاعفُ عنَّا، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 128]، واغفِر لنا ولوالدينا وجميع المسلمينَ والمسلِمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

 

 

المرفقات

إرشاد التقي لاغتنام ما بقي؛ للشيخ عبد الرحمن السديس إمام الحرم

في وداع خير الشهور

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات