عناصر الخطبة
1/المنزلة السامية للعلم في الإسلام 2/بعض فضائل العلم وخيراته 3/العلم بالكتاب والسنة أصل تبنى عليه سائر العلوم 4/دعوة الإسلام لاكتساب العلوم الكونية 5/نظرات وعظات من انقضاء الإجازة الصيفيةاقتباس
إنَّ العِلمَ بالكتابِ والسُّنَّةِ هو الأصلُ الذي تُبنَى عليه سائرُ العلومِ، وعلماءُ الشريعةِ الراسخونَ هُمْ ورثةُ الأنبياءِ، وهُم الأخيارُ الأصفياءُ، والأئمةُ الثقاتُ، والأعلامُ الهداةُ، والأدلِّاءُ الذين يُهتدى بهم في المُلماتِ...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ، الحمد لله الذي علَّمَ بالقلمِ، عَلَّمَ الإنسانَ مَا لم يعلمْ، هَدانَا للإسلامِ فجعَلَنَا خيرَ الأممِ، وأشهدُ أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، المبعوثُ رحمةً للعالمينَ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ، والتابعينَ ومَنْ تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ.
أما بعدُ: فأوصيكُم -أيها الناسُ ونفسي- بتقوى اللهِ؛ فالتقوى هدايةٌ منَ الضلالةِ، ونجاةٌ منَ الجهالةِ؛ (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)[الْبَقَرَةِ: 282].
معاشرَ المسلمينَ: إنَّ للعلمِ في الإسلامِ منزلةً عُظمى، ومرتبةً كُبرى، يبلغُ العبدُ بهَا منازلَ الأبرارِ، في جناتٍ تجري مِنْ تحتَها الأنهارُ، قالَ العزيز الغفار: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[الْمُجَادَلَةِ: 11]؛ فالعلمُ أفضلُ ما أُفنِيَتْ فيهِ الأعمارُ، وأُنفِقَتْ فيهِ الأموالُ؛ فهو الطريقُ إلى معرفةِ اللهِ وخشيتِهِ، وتعظيمِهِ ومخافتِهِ، قال جل في قدرته: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)[فَاطِرٍ: 28]، ولكلِّ ساعٍ إلى النجاةِ وصولٌ، وإنَّما الوصولُ إحكامُ العَملِ بأحكامِ العِلْمِ المنقولِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضيَ اللهُ عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ"(رواهُ مسلمٌ).
عبادَ الله: إنَّ العلمَ حياةُ القلوبِ، ونورُ البصائرِ والعقولِ، بهِ يُطاعُ اللهُ ويُعبَدُ، ويُذكَرُ ويُحمَدُ، وبهِ تُوصَلُ الأرحامُ، ويُعرَفُ الحلالُ مِنَ الحرامِ، طلبُه قُربةٌ، وبَذلُهُ صدقةٌ، ومُدارَستُهُ عبادةٌ، ولقد جَاءَتْ نصوصُ الوحيينِ متضافرةً في بيانِ فضلِهِ، وما أُعِدَّ لأهلِهِ، قالَ تَعَالَى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[الزُّمَرِ: 9]، وعن مُعَاوِيَةَ -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ"(رواه البخاري ومسلم).
أيها المسلمون: إنَّ العِلمَ بالكتابِ والسُّنَّةِ هو الأصلُ الذي تُبنَى عليه سائرُ العلومِ، وعلماءُ الشريعةِ الراسخونَ هُمْ ورثةُ الأنبياءِ، وهُم الأخيارُ الأصفياءُ، والأئمةُ الثقاتُ، والأعلامُ الهداةُ، والأدلِّاءُ الذين يُهتدى بهم في المُلماتِ، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رضي اللهُ عنه- قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ يَقُولُ: "إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ"(رواه أحمد وغيره)، فمَنْ سلكَ الطريقَ بلا علمٍ، وقَطَعَ مفازةَ الحياةِ بلا بصيرةٍ وفَهْمٍ، فَقَدْ سَلَكَ عسيرًا ورامَ مستحيلًا؛ إذ لا يستطيعُ المرءُ أَنْ ينفعَ نفسَهُ، أو يقدِّمَ خيرًا لمجتمعِهِ إلَّا بالعلمِ، فبالعلمِ تُبنَى الأمجادُ، وتُشيَّدُ الحضاراتُ، وتسودُ الأممُ، وما فشَا الجهلُ في أمةٍ مِنَ الأممِ إلَّا قَوَّضَ أركانَهَا، وصدَّعَ بنيانَهَا.
أُمَّةَ الإسلامِ: إنَّ ديننَا الحنيف كما فَرَضَ طلبَ العلومِ الشرعيةِ، فإنَّه حثَّ على اكتسابِ العلومِ الكونيةِ؛ التي بها صلاحُ الإنسانِ وعمارةُ الأرضِ، قالَ -تعالى-: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)[هُودٍ: 61]، ومنْ محاسنِ هذا الدينِ وكمالِهِ أنهُ جاءَ بالأخلاقِ العاليةِ، والمبادئِ الساميةِ، التي تَحكُمُ الحياةَ وعُلُومَهَا، وتضمَنُ استقرارَهَا واستمرارَهَا، محقِّقةً المقاصدَ الكبرى والغاياتِ العظمى، التي أرادَهَا اللهُ -تَعَالَى-، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضيَ اللهُ عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ"(رواه البيهقيُّ).
فاتقوا اللهَ -عبادَ اللهِ- واستزِيدُوا مِنَ العلومِ أنفعَها، ومِنَ المعارفِ أفضلَها، ومِنَ الأخلاقِ أكملَها، والتزِمُوا بمنهجِ ربِّكُم، تَصْلُح حياتُكُم، وتزكُو نفوسُكُم، وتفوزوا برضَا ربِّكُم.
عبادَ الله: باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ والسُّنَّةِ، ونفعني وإيَّاكُم بما فيهما منَ الآياتِ والحكمةِ، أقولُ ما سمعتُم، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفِرُوه إنهُ هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ نبيِّنَا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِهِ ومَنْ وَالاهُ.
أما بعدُ، معاشرَ المسلمينَ: أوشكتِ الإجازةُ على الانقضاءِ، وأيامُها على الانتهاءِ، غَنِمَ فيها قومٌ، وفرَّطَ آخرونَ، وها نحنُ على مشارفِ عامٍ دراسيٍّ جديدٍ، تُستأنفُ فيه رحلةُ العلمِ والمعرفةِ، وتنطلقُ مسيرةُ التعليمِ في طريقِ الرُّقي والازدهارِ والعِزَّةِ والافتخارِ.
واعلموا -رحمكم الله- أنَّ المؤسساتِ التعليميَّة إنما أُنشِئتْ لتكونَ مناراتٍ للهُدى، وأبوابًا للخيرِ، ونماءً للعِلْمِ، وزكاءً للنفسِ، وتأسيسًا للفضيلةِ، فعلينا أَنْ نستشعرَ هذه المسؤوليةَ العظيمةَ، وأنْ تتحدَ جهودُنَا لتحقيقِ تلكَ الأهدافِ الساميةِ، والغاياتِ النبيلةِ، وأَنْ يكونَ مدارُ أعمالِنَا على الإخلاصِ؛ فما كان للهِ يدومُ ويتصلُ، وما كانَ لغيرهِ ينقطعُ ويضمحلُ، فإنما الأعمالُ بالنياتِ، يقولُ ابنُ المباركِ -رحمه الله-: "أَوَّلُ العِلْمِ النِّيَّةُ، ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ، ثُمَّ الفَهْمُ، ثُمَّ الحِفْظُ، ثُمَّ العَمَلُ".
معاشرَ المعلمينَ والمعلماتِ: إنَّ التعليمَ مِهنةٌ جليلةٌ، تقلَّدهَا الأنبياءُ، ووَرِثَهَا العلماءُ، وقامَ بها الأخيارُ والصلحاءُ، فطُوبى لِمَنْ عَرَفَ حقَّهَا، وبذلَ الوُسعَ في إتقانِهَا؛ فالتعليمُ رسالةٌ وأنتُم حَمَلَتُهَا، وعليكم -بعدَ اللهِ- تُعقَدُ الآمالُ، وتُحَطُّ عندكم الرِّحَالُ، فبينَ أيديكم عقولُ الناشئةِ، فأَغنُوهُم بالعلومِ النافعةِ، وأَقْنُوهُم بالوصايا الجامعة، وابذُلُوا قُصارى جهدِكُم في التربيةِ على الأخلاقِ الفاضلةِ، والآدابِ الزاكيةِ، والمكارمِ الساميةِ، واغرسُوا في القلوبِ الولاءَ للهِ ولرسولِهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثم السمعَ والطاعةَ لولاةِ الأمرِ، واحرصُوا على تعزيزِ الانتماءِ للوطنِ، والمحافَظةِ على ثقافتِهِ ومقدراتِهِ، والسعيِ لتحقيقِ رؤيتِهِ وتطلعاتِهِ.
يا مصابيحَ العلمِ والنورِ: لَقَدْ كانَ نبيُّكم -صلى الله عليه وسلم- في تعليمِهِ حليمًا رفيقًا، رحيمًا شفيقًا، ييسِّرُ ولا يُعسِّرُ، يُبشِّرُ ولا يُنفِّرُ؛ فَعَنْ معاويةَ بنِ الحَكَمِ -رضي الله عنه- قالَ: "فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللهِ، مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي"(رواه مسلم).
يا معاشِرَ الآباءِ والأمهاتِ: ربُّوا أبناءَكُم على حُبِّ العلمِ وإجلالِ العلماءِ، وعلِّمُوهُمْ أنَّ الأدبَ قبلَ العلمِ رفعةٌ وسَناءٌ، فهذه والدةُ الإمامِ مالكٍ كانتْ تُلْبِسُهُ أحسنَ الثيابِ، ثمَّ تقولُ لَه: "اذْهَبْ إلى ربيعةَ فتعلَّمْ مِنْ أدبِهِ قَبلَ عِلْمِهِ".
واعلمُوا -رحمكم الله- أنَّ لكم في التربيةِ والتعليمِ الجانبَ الأكبرَ، والحظَّ الأوفرَ، فإنَّ أولادَكُم ودائعُ عندَكُم، قالَ ربُّكم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)[التَّحْرِيمِ: 6]، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضيَ اللهُ عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"(متَّفَقٌ عليه).
أيها الطلاب والطالبات: ها هي أيام العلم قد أقبلَتْ، فعليكم بالجِدِّ والاجتهادِ، وعلوِّ الهِمَّةِ؛ لنَيْل المراد، وأحسِنوا استثمارَ ما أعطاكم اللهُ من الهبات والْمَلَكات؛ لترتقوا في مدارج العلم، وتُحقِّقوا أعلى الدرجات، فمَنْ طلَب عظيمًا بذَل عظيمًا.
عبادَ اللهِ: هذا وصلُّوا على خاتم النبيين، وإمام المتقين، وخير المعلِّمين، فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، فاللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صليتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ في العالمينَ إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وَبَارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ في العالمين إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهمَّ عنِ الخلفاءِ الراشدين الأئمةِ المهديين: أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وارضَ اللهمَّ عنِ الصحابةِ أجمعينَ، وعنِ التابعينَ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وعنَّا معهُم بمنِّكَ وكرمِكَ وإحسانِكَ يا أكرمَ الأكرمين.
اللهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واحم حوزة الدين، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا رخاء، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمينَ، اللهُمَّ اجعل هذا العام الدراسيّ عام يمن وإيمان، وعلم وطاعة للرحمن، ووفق أبناءنا وبناتنا لكل علم وفضيلة، وخير وغنيمة، اللهُمَّ احفظ لنا ديننا ودنيانا، وأهلنا وأموالنا، واسْتُرْ عوراتِنَا وَآمِنْ روعاتِنَا، وفرِّجْ همومَنَا، ونفِّسْ كُروبَنَا، واقضِ ديونَنَا، واشفِ مرضانَا، وارحمِ اللهمَّ موتانَا.
اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنَا، وأَيِّدْ بالحقِ إمامَنَا ووليَّ أمرِنَا خادمَ الحرمين الشـريفين الملكَ سلمانَ، ووليَّ عهدِهِ الأميرَ محمدَ بنَ سلمانَ، واجزِهم عنَّا وعنِ البلادِ والعبادِ، وعنِ الإسلامِ والمسلمينَ خيرَ الجزاءِ، ووفِّقْ جميعَ ولاةِ المسلمينَ لكلِّ ما تُحبُّ وترضَى، وخُذْ بنواصيهِم للبرِّ والتقوى.
اللهمَّ انصرْ رجالَ أمنِنَا وجنودَنَا على ثغورِنَا، واحفظْهُم بحفظِكَ، وتولَّهم بعنايتِكَ، واكلأْهُم برعايتِكَ.
اللهمَّ كُنْ للمستضعفينَ منَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، وَاجْعَلْ لهمْ مِنْ كلِّ همٍّ فَرَجًا، ومِنْ كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ومِنْ كلِّ بلاءٍ عافيةً.
اللهمَّ (آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم